تاريخ النشر2023 16 October ساعة 10:15
رقم : 611274

اکاديمي اماراتي: نحن نعیش تحديات لا تصلح إلا من خلال تعاون جميع البشر

قال الاستاذ الجامعي فی الامارات العربیة المتحدة  الدکتور "نصر محمد عارف"، اننا نعیش في عصر فيه تحديات لا يصلح لها إلا تعاون جميع البشر.
اکاديمي اماراتي: نحن نعیش تحديات لا تصلح إلا من خلال تعاون جميع البشر
 وفی مقال خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ 37، اضاف الدکتور مع تسارع المعلومات وتسارع التواصل بين مختلف مجتمعات العالم ضاعت الكثير من الحقائق كما يقولون بين المعلومات يضيع العلم وبين العلم تضيع الحكمة ونحن في هذه اللحظة كمسلمين بمختلف المذاهب والمدارس والتوجهات الفكرية نتعامل مع عالم شديد التعقيد ومتنوع التوجهات ومتوالي التحديات ولا ينبغي علينا إلا أن نتعامل معه بهدوء شديد نستقرأ كوامن أفكاره وظواهره دون أن نغرق في تفاصيله ومظاهره.
وقال: بداية نحتاج أن نركز على ماورائيات الأفكار والأحداث هذه الماورائيات تتناول المسلمات وتتناول الأنساق المعرفية الكامنة هذه التي تحدد توجهات الأفكار وتحدد سريان هذه الأفكار وتحدد محتوى هذه الأفكار. دائما هناك مفاهيم تتولد من هذه المسلمات ومن هذه المفاهيم تظهر كل هذه الحوارت التي تتكلم عن الحرب والسلام وعن الحرب وعن الكراهية وعن التعايش وعن التعدد وعن الإختلاف والديمقراطية المدنية كل هذه الأفكار وراءها المسلمات ولكي ننطلق من مسلماتنا في هذا الموضوع ننطلق من قول سيدنا الإمام علي رضي الله عنه وعليه السلام وعلى ذريته إلى يوم الدين. قال: "البشر صنفان أخ في العقيدة أو نظير في الخلق".
واضاف: إذن المسلم يتعامل مع البشرية جمعاء على أنها صنفين إما أخ في العقيدة أو نظير في الخلق والأخ في العقيدة هي مسئلة محددة ويسيرة ومحاورها أربع الإيمان بالله وحده لا شريك له بكل صفاته الواردة في القرآن الكريم وكل معاني هذه الوحدانية ثم الإيمان والقناعة والتسليم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما يقينيا يضعه في مقام النبوة وليس مقام البشرية التي يتعامل بها البعض وينزل مقام النبوة إلى مقام البشر فهو أعلى من مستوى البشر رغم أنه بشر. إنه نبي واسطة بين الله وبين خلقه على يده جاءت الرسالة الخاتمة وصلى الله عليه وآله وسلم هو آخر الأنبياء هو الرسول الدائم للبشرية. المحور أو البند الثالث هو القرآن الكريم من أول بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين إلى الناس.
وصرح: كما قال "علي شريعتي" في كتابه تحت عنوان "الحج": "القرآن بدأ برب العالمين وإنتهى برب الناس". هذا الكتاب بكل محتواه وبكل آياته وتفاصيله مؤمن بصدقه وبصحته وبخلوده وبعدم تحريف أي حرف فيه. هذه المحاور الأربعة للعقيدة وما دونها خلافات وإختلافات وتعددات وتنوعات هذا التنوع الذي خلق عددا من المذاهب والمدارس الإسلامية لا مشاحة فيه هو أمر فيه إضافة فيه تنوع فيه تعدد.
ولفت الی ان لذلك أحسن مجمع الفقه الإسلامي أو المجمع العالمي للفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته ألفين وسبعة في عمان عندما أصدر قرارا بأن المتعبدين على المذاهب الثمانية مسلمون ومنها المذهب الحنفي وإن كان الإمام جعفر الصادق هو أستاذ أبوحنيفة والمذهب الجعفري والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الزيدي والمذهب الأباظي. هذه المذاهب كلها مذاهب إسلامية جميع المعتنقين بها مسلمون كامل الإسلام تحرم دماءهم وأموالهم وأعراضهم ولا يجوز لأحد أن ينتقد أحدا منهم أو ينتقص من دينه أو من قيمته ويجب أن نحترم الخصوصيات ونحترم هذا التنوع بكل جمالياته ونحترم خصوصيات إعتناقه فلا نسعى إلى تغيير المذاهب أو تغيير التوجهات نترك المجتمعات على ما هي عليه لأن هذه المذاهب خلقت الثقافات وهناك علاقة جدلية معقدة جدا بين المذهب والثقافة التي نشأ في وسطها وإنتشر بين أهلها بحيث يصعب أن نفصل مابين المذهب والثقافة. هنا وضحت بالنسبة لنا معنى أخ في العقيدة.
واستطرد بالقول: كما قال العقاد رحمة الله عليه: "إن الإسلام أغلق باب الرق وفتح باب العتق" فسنتطيع أن نقول أن الإسلام أيضا أغلق باب الحرب وفتح باب السلام بهذا الفهم ولكن للأسف الشديد على مر التاريخ شاعت الكثير من الإجتهادات الفقهية في المجتمعات فتم تقنين الرق وتحويله إلى نوع من ممارسة إجتماعية وتم التوسع فيه إلى تم إلغائه على يد الآخرين من غير المسلمين.
وقال: هكذا تم أيضا فتح باب الحروب وكان أول التصنيف الذي إستقر لفترة طويلة هو تقسيم العالم إلى دار الإسلام ودار الحرب إلى أن جاء الفخر الرازي رحمة الله عليه في القرن الثالث وقال إن هذا التقسيم لا يصلح. الفخر الرازي قال: "العالم أمتان أمة الدعوة وأمة الإجابة". يعني أمة قبلت الإسلام وأمة مازالت تخضع للدعوة إلى الإسلام. ثم جاء بعد ذلك حسن صديق خان القنوجي الذي كتب كتابا عنوانه العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة وضع تعريفا جمعه فيه التعريفات السابقة لما هي دار الإسلام ودار الحرب. إنه وضع أربع معايير المعيار الأول هو السكان فإذا كانت أغلبية السكان مسلمون فهي دار الإسلام والعكس. المعيار الإسلامي هو الحكم أي إذا كان الحكم للإسلام بغض النظر عن الأغلبية فهي دار الإسلام وإذا كان الحكم لغير الإسلام فهي دار الحرب.
واضاف: المعيار الثالث الذي وضعه هو أن تتاح فيها الحرية للمسلم لممارسة العبادة فإذا تمت إتاحة الحرية فهي دار الإسلام وإذا لم تتم إتاحة ذلك فهي دار الحرب والمعيار الرابع هو أن تعلن الحرب على المسلمين. وإذا أخذنا هذه المعايير سنجد أن العالم كله الآن أصبح دار الإسلام حتى لا أطيل نحن في إطار تحدي وهذا التحدي كبير فهو البحث في أصول الأفكار في خلفيات الأفكار لنصل إلى مآلات هذه الأفكار وهنا سنجد أن الإسلام جوهره هو السلام بين الجميع أي بين الأخ في العقيدة أو النظير في الخلق داخل الأمة الإسلامية وبين المسلمين وغيرهم.
وختم بالقول: نفعنا ونفعكم الله بالسلام وإن شاء الله تتعايش الشعوب في السلام لأننا في عصر فيه تحديات لا يصلح لها إلا تعاون جميع البشر لأنها لا تفرق بين البشر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

انتهی
 
 
 
https://taghribnews.com/vdca06niy49n6u1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز