تاريخ النشر2022 24 June ساعة 22:56
رقم : 554771
السيد صالح القزويني *

لا ناتو عربي ولا هم يحزنون

تنا
أليس من المضحك أن تتحدث اسرائيل عن مهاجمة ايران وتدمير منشآتها النووية، في الوقت الذي تعجز فيه عن التصدي لصواريخ ومسيرات فصائل المقاومة الفلسطينية، وتلح (الى حد الاستجداء) على مصر وعدة دول للتوسط لدى المقاومة الفلسطينية في استمرار التهدئة، والتوقف عن اطلاق الصواريخ والمسيرات؟
لا ناتو عربي ولا هم يحزنون
صالح القزويني
أليس من المضحك أن تتحدث اسرائيل عن مهاجمة ايران وتدمير منشآتها النووية، في الوقت الذي تعجز فيه عن التصدي لصواريخ ومسيرات فصائل المقاومة الفلسطينية، وتلح (الى حد الاستجداء) على مصر وعدة دول للتوسط لدى المقاومة الفلسطينية في استمرار التهدئة، والتوقف عن اطلاق الصواريخ والمسيرات؟
أليس من المضحك أن تعلن تل أبيب بأنها لن تسمح لطهران بتطوير برنامجها النووي وستفعل المستحيل لمنعها من ذلك، ثم تعجز في القضاء على كتيبة صغيرة في محافظة جنين الفلسطينية تسببت الصداع والأرق لجنودها، فضلا عن عجزها على السيطرة على العمليات التي ينفذها الفلسطينيون سواء تلك التي يستخدمون فيها السكاكين أو البنادق والمتفجرات؟
أساسا لا تطلق اسرائيل بالونات وفقاعات التصدي لايران والقضاء على نظامها، إلا من أجل التغطية على عجزها والايحاء للاسرائيليين بأنها قوية وتمسك بزمام المبادرة وتسدد الضربات تلو الضربات لايران.
هذه اسرائيل العاجزة تعلن هذه الأيام عن اطلاق ناتو عربي مع دول المنطقة وخاصة الدول الخليجية من أجل التصدي لايران وانهاء تدخلاتها وتهديدها للمنطقة، والمضحك في الأمر أنها تروج عن نفسها بأنها الوحيدة القادرة على قصم ظهر ايران وقيادة التحالف، والمخزي في الموضوع أن دول المنطقة تصدق بما تقول اسرائيل، فلا يصدر منها أي موقف تجاه الموضوع.
هذه هي المرة الثانية التي يجري فيها الحديث عن ناتو عربي، فخلال حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جرى الحديث عن هذا التحالف وبالتحديد عندما بدأ يمارس ضغوطا شديدة على الدول العربية والخليجية وارغمها على اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، ولكن المشوار وتنفيذ المشروع توقف مع رحيل ترامب من البيت الأبيض.
يبدو أن الحكومة الاسرائيلية استطاعت اقناع بايدن بضرورة احياء ما يسمى بالناتو العربي، وارغام الدول العربية والخليجية على الالتحاق به والانضمام اليه، لكن هل سيكن هناك تحالف على الأرض والواقع، أم أن ذلك مجرد وهم وذريعة من أجل تحقيق غايات وأهداف أخرى؟
والحقيقة انها كذبة كبرى لا أساس ولن يكون لها أساس في الحاضر والمستقبل، والغاية منها توفير الغطاء والذريعة للخطوة التي ستقدم عليها بعض الدول العربية والخليجية وخاصة السعودية في اقامة العلاقات مع اسرائيل.
وربما سائل يتساءل اذا كان الهدف هو العلاقة بين اسرائيل وهذه الدول، فلماذا أطلقوا على ذلك بالناتو العربي؟
لتحقيق أمرين:
الأول: للتمويه على الشعوب العربية والاسلامية، فالأنظمة العربية والاسلامية تدرك جيدا أن شعوبها ترفض بشكل قاطع اقامة علاقات مع الكيان الذي يحتل أراض عربية، لذلك أطلقت تسمية الناتو العربي على هذه العلاقة غير الشرعية ليكون الغطاء لها، خاصة وانه لا يمر يوم الا وتتحدث في وسائل اعلامها وعلى لسان مسؤوليها عن الخطر والتهديد الايراني.
الثاني: لاثارة الخوف والرعب في نفوس الايرانيين وتحذيرهم من القيام بأية خطوة تؤدي الى افشال هذا المسعى.
لكي يكتمل هذا السيناريو وينتقل من التنظير الى التنفيذ فانه لا يمر يوم إلا وتطلق اسرائيل تصريحا وموقفا ترمي من خلاله استفزاز ايران ودفعها الى القيام برد فعل، لتوحي بذلك للرأي العام الاقليمي والعالمي ان ايران بالفعل تهدد الأمن في المنطقة والعالم.
سيستمر الوضع على ماهو عليه في الوقت الراهن ولكي تبقي اسرائيل أجواء المنطقة متوترة فانها أقدمت ومن المتوقع أن تقدم على ارتكاب الجرائم ضد ايران لتدفعها في المقابل على القيام بأعمال انتقامية، لذلك نرى أن بعض وسائل الاعلام الايرانية تعلن هذه الايام عن عمليات اغتيال لعسكريين اسرائيليين واحراق منشآت داخل الكيان الاسرائيلي فضلا عن الهجمات السبرانية التي تطال بعض المرافق الاسرائيلية وأحيانا تكبدها خسائر فادحة.
سيستمر التوتر في المنطقة حتى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، والنتائج المترتبة على هذه الزيارة وخاصة الحديث عن اقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية واسرائيل، ومن المؤكد أن المنطقة ستشهد تحولا كبيرا في المستقبل فيما لو أقامت المزيد من الدول وخاصة السعودية علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل.

*باحث في الشأن الايراني


/110
 
https://taghribnews.com/vdciy5awzt1awy2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز