تاريخ النشر2021 9 December ساعة 23:58
رقم : 530059
في ذكرى مولد بطلة كربلاء

السيّدة زينب (ع): المرأة المملوءة وعياً وقوّةً

تنا
هذه هي زينب؛ الإنسانة المسلمة القويّة التي لم تستطع كلّ الضغوط وكلّ الآلام وكلّ الفجائع وكلّ المآسي أن تُسْقِطَ موقفها، وأن تجعلها تنسحبُ من السّاحة. وعندما نقدّم زينب (ع) إلى جانب الحسين (ع)، نستذكر أنّ أُمّها فاطمة كانت إلى جانب عليّ (ع)، وأنَّ جدّتها خديجة كانت إلى جانب رسول الله (ص).
السيّدة زينب (ع): المرأة المملوءة وعياً وقوّةً
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله


عاشت السيّدة زينب (ع) روح القوّة في الإسلام... لأنّها تربَّت في حضن رسول الله (ص)، وفي أحضان فاطمة (ع) وعليّ (ع)، وعاشت مع أخويها الحسن والحسين (ع)، ولهذا أصبحت الإنسانة المملوءة علماً وإسلاماً ووعياً وقوّة...

هذه هي زينب؛ الإنسانة المسلمة القويّة التي لم تستطع كلّ الضغوط وكلّ الآلام وكلّ الفجائع وكلّ المآسي أن تُسْقِطَ موقفها، وأن تجعلها تنسحبُ من السّاحة. وعندما نقدّم زينب (ع) إلى جانب الحسين (ع)، نستذكر أنّ أُمّها فاطمة كانت إلى جانب عليّ (ع)، وأنَّ جدّتها خديجة كانت إلى جانب رسول الله (ص).

ونفهم من هذا، أنَّ الله يريدُ للمرأة المسلمة أن تقف وقفةَ الحقّ، وأن تواجه الظّالمين، وأن تواجهَ الطّغاة، وأن تملك القوّة في المواقع التي تفرض عليها أن تقول كلمة الحقّ، فالله لم يكلِّف الرّجل فقط في ما هي مسألة الجهاد في المواقف، بل كلَّف المرأة والرّجل، قد لا يكون كلَّف المرأة بالجهاد المسلَّح، ولكنَّه كلَّفها بالجهاد السياسيّ الّذي تقف فيه ضدّ الظالم.

{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ... }[التّوبة: 71]. ولهذا، فإنَّ الله كلَّف هذا، وكلَّف تلك

ومسألة عاشوراء، هي مسألة الرّجل المسلم والمرأة المسلمة، والخطّ الإسلاميّ الذي يجب أن يتعاون فيه الرَّجل والمرأة من أجل بلوغ الغاية في نصرة الله، ونصرة دينه، ونصرة رسول الله. [من كتاب "الجمعة منبر ومحراب"]...

زينب (ع) حاضرة بيننا، ونريد لها أن تزورنا، لأنَّنا لا نريد أن نَزور التَّاريخ، فالّذين يَزُورون التّاريخ يموتون في داخله، لأنّهم ينسون الحاضر، وينسون المستقبل، وهي من الأشخاص التّاريخيّين الّذين لا يمكن للزّمن أن يؤطِّرهم بإطاره، أو يحبسهم في سجنه، لأنَّهم انطلقوا من عمق الحياة في كلّ معانيها الخالدة. فنحن نحتاج إلى زينب (ع)...

لتزورنا في كلّ مجتمع تُمنع فيه المرأة من أن تُعبِّر عن شخصيّتها، لتشارك في حركة القضيّة، وفي موقع التحدّيات، لنطرد كلّ الفكر الّذي عشنا تخلّفه، والّذي يقول: إنَّ المرأة لا دور لها في ساحة الصّراع، وإنّ المرأة عندما تتحرَّك في مواجهة الأعداء، أو في نصرة القضيّة، فإنّها تفقد معناها...

نحن نحتاج إلى أن تزورنا زينب (ع)، لنزداد وعياً وقوّة ومسؤوليّة في واقعنا الإسلاميّ، ولنزداد حركيّة في مجتمعنا الّذي يريد الكثيرون من النّاس أن يجمِّدوه... [من كتاب "للإسلام والحياة"].


/110
https://taghribnews.com/vdcbsgbs9rhbfgp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز