تاريخ النشر2021 4 November ساعة 18:00
رقم : 525374

بين "الوعد الصادق" و"سيف القدس".. لا مستقبل لـ"بلفور"!

تنا
تنص رسالة "وعد بلفور" على أن الحكومة البريطانية "تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل قصار جهدها لستهيل تحقيق هذه الغاية..".
تبقى العيون شاخصة نحو المقاومة بسلاحها وكفاحها، وهي المستقبل الذي تراهن عليها فلسطين.
تبقى العيون شاخصة نحو المقاومة بسلاحها وكفاحها، وهي المستقبل الذي تراهن عليها فلسطين.
المصدر: الميادين نت

تنص رسالة "وعد بلفور" على أن الحكومة البريطانية "تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل قصار جهدها لستهيل تحقيق هذه الغاية..".


نشأ الاستعمار البريطاني على الأراضي الفلسطينية وشرق الأردن عام 1920. في تلك المرحلة، أقرت عصبة الأمم، بشكل رسمي، الاستعمار تحت مسمى الانتداب عام 1922. لكن ما سبق ذلك، هو وعد أعطاه وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور إلى زعماء يهود في بريطانيا وعلى رأسهم والتر روتشيلد، و بارون روتشيلد بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917.
وتنص رسالة "وعد بلفور" على أن الحكومة البريطانية "تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل قصار جهدها لستهيل تحقيق هذه الغاية..". وتعتبر هذه الرسالة أول دعم واضح وصريح للحركة الصهيونية ومطامعها في المنطقة، حيث ساهم وعد بلفور  في إنشاء الكيان الصهيوني بشكل فعّال على الأراضي الفلسطينية عام 1948.

هذا الوعد الذي ترافق مع إعلان بريطانيا الحرب على "الدولة العثمانية" أثناء الحرب العالمية الأولى، تزامن أيضاً مع إبرام الحكومة البريطانية اتفاقية سرية مع فرنسا وهي ما تسمى باتفاقية "سايس وبيكو"، والتي من شأنها تقسيم منطقة "الهلال الخصيب" بينهما. وفي ظل هذه الظروف تم إنشاء الكيان الصهيونية على الأراضي الفلسطينية.

كانت المنطقة العربية تعاني ضعفاً استراتيجياً وعسكرياً بسبب الاحتلال الواقع عليها من قبل بريطانيا وفرنسا وما ترتب عليه من أزمات سياسية واقتصادية.  وخاضت الجيوش العربية حروباً نظامية عديدة ضد الكيان الصهيوني، وكان أخرها حرب لبنان وتسمى أيضاً غزو لبنان سنة 1982 والتي أتت بعد إتفاقية التطبيع المصرية المسماه "كامب ديفيد".

وبعد تطبيع مصر مع الكيان الصهيوني قامت الأردن، عام 1994 بتوقيع اتفاق "وادي عربة" التطبيعي وسبقه توقيع السلطة الفلسطينية اتفاقية أوسلو سنة 1993. في الوقت ذاته كانت العديد من حركات المقاومة العربية تتشكل ضمن مسار تصاعدي. فجاء تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 ليكون نقلة نوعية في تاريخ حربنا المستمرة ضد الاحتلال.

وبعد ذلك بـ6 أعوام كانت عملية "الوعد الصادق" بأسر جنديين إسرائيليين والتي تلتها حرب تموز عندما حققت المقاومة في لبنان انتصاراً بدّل مفهوم الردع على صعيد المنطقة وأظهرت مدى تطور القدرة العسكرية للمقاومة اللبنانية وقدرة التحمل على الثبات في ميادين المعركة، وبيّنت هشاشة العدو.

وفي فلسطين المحتلة، من الانتفاضة الأولى والثانية وصولاً إلى العدوان المتكرر على قطاع غزة، كانت المقاومة الفلسطنية تراكم انجازات حتى جاءت معركة "سيف القدس" الأخيرة لتظهر حجم التطور الذي لحق بالبنية العسكرية والأمنية للمقاومة. والأهم أن المعركة التي بدأتها المقاومة من غزة جاءت رداً على الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس المحتلة وأهلها، وهذا بحد ذاتها أسس لمرحلة جديدة على طول المساحة التاريخية لفلسطين.

منذ تحرير الجنوب عام 2000 مروراً بـ"الوعد الصادق" عام 2006 إلى معركة "سيف القدس" عام 2021 وما بينهما وما بعدهما. فإن الحرب المستمرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي من قبل المقاومة في عالمنا العربي تجاوزت "وعد بلفور"، الذي بات جزءاً من التاريخ ينظر إليه كحالة يجب مواجهتها، فيما تبقى العيون شاخصة نحو المقاومة بسلاحها وكفاحها، وهي المستقبل الذي تراهن عليها فلسطين.


/110
https://taghribnews.com/vdcfetdtjw6d0ma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز