تاريخ النشر2017 5 July ساعة 16:01
رقم : 274047

دويلة الباطل الداعشية لم تنتهي بعد

تنا
أياد السماوي
أياد السماوي
 أياد السماوي
 في بيان صحفي له , أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي عن انتهاء ما أسماها ( دويلة الباطل الداعشية ) تزامنا مع سيطرة القوات الأمنية على جامع النوري ومنارة الحدباء , وقال العبادي أنّ ( تفجير الدواعش لجامع النوري ومنارة الحدباء وإعادته اليوم إلى حضن الوطن , إعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية ) ,  والحقيقة أنّ الوقت لا زال مبكرا جدا لإعلان نهاية دويلة الباطل الداعشية , فلا زالت دويلة الباطل تسيطر على الحويجة وتلعفر والمحلبية والكثير من المناطق الأخرى , ولا زالت الحدود العراقية لم تطّهر بالكامل , ولا زال الآلاف من جنود دويلة الباطل أحرارا ويتنقلون بكل حرية بين العوائل النازحة , ولا زالت خلايا دولة الباطل النائمة تزرع الموت والدمار في أسواق مدننا الآمنة وشوارعنا .

ولا زال دواعش السياسة وبدفع من أعداء العراق وشعبه يعزفون على ذات الوتر الطائفي ويطالبون بإقليم منفصل على غرار الإقليم الكردي المنفصل , وهم الذين مهدّوا لظهور دويلة الباطل الداعشية والسيطرة على مدن الغرب العراقي السنّي من خلال منّصات الخيانة والتآمر والفتنة الطائفية .

فالأجندات الدولية والإقليمية التي جائت بدويلة الباطل الداعشية إلى المنطقة , لا زالت حاضرة وبقوّة وتشّكل تهديدا جدّيا لأمن المنطقة بأسرها , فالفاعل الدولي والإقليمي الذي موّل داعش وسمح لها بالتمّدد في العراق وسوريا وقدّم لها السلاح والرجال والدعم اللوجستي , هو نفس الفاعل الذي يتظاهر الآن بالحرب على الإرهاب ويطالب الحكومة العراقية المستسلمة للإرادة الأمريكية , بسحب الحشد الشعبي من المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا ويمنع دخول الحشد إلى تلعفر ذات الغالبية الشيعية .

فنسخة داعش المتوّحشة في طريقها إلى الزوال بفضل تضحيات ودماء أبناء الشعب العراقي , لكنّ نسخة داعش الجديدة قادمة تحت غطاء سياسي يجري التمهيد له بالتنسيق مع بريطانيا وأمريكا والسعودية وقطر والأمارات والأردن , وشعار قادمون يا بغداد سيتحقق من خلال المؤتمر الذي سيعقد في بغداد في السابع عشر من تموز القادم تزامنا مع انقلاب البعث الفاشي .

والضالعين في الشأن السياسي العراقي يرون أنّ هذا المؤتمر هو مرحلة جديدة من العمل الداعشي في العراق تحت مسما جديد وغطاء شرعي جديد وستكون المصالحة الوطنية أو التاريخية أو المجتمعية عنوانه العريض .

وبمناسبة الحديث عن نهاية دويلة داعش , لا بدّ لنا أن نتذكر تلك الدماء الزكية التي سالت على أرض دويلة داعش وتلك الأرواح الطاهرة التي صعدت إلى بارئها ونستلهم الدرس الذي كلّفنا هذا الكم الهائل من الدماء والأرواح , وأول مادة في هذا الدرس المؤلم , منع كل من وقف وساهم في منصّات الفتنة الطائفية من العودة مجددا للعمل السياسي وتحت أي غطاء , فالأفاعي السامة قد تسبت في أيام البرد القارص , لكنّها تعود للحياة مع عودة الدفء , فلا تسمحوا لهذه الأفاعي السامة أن تعود مجددا وتطل برؤوسها من بغداد .



-
https://taghribnews.com/vdcdoo0x5yt05z6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز