تاريخ النشر2010 29 August ساعة 11:38
رقم : 24629

فقه التعايش -٧

العنصر الاساسي الذي اكد على اهميته الاسلام هو حماية الوضع الامني للامة , ولهذا اراد من الاعلام ان يواكب في حركته هذا الهدف في الابتعاد عن الخطاب المتشنج .
الشيخ حسين المصطفى
الشيخ حسين المصطفى


وكالة أنباء التقریب (تنا):

أصالة الصحة والبعد الأخلاقي :

وهو ما نسميه بـ (الحمل على الأحسن)، والتي تسهم في توطيد الأمن الاجتماعي، وإزالة التوتر الداخلي، والتي تعني حمل أفعال المسلم وعقوده وإيقاعاته على الصحة حتى يثبت الفساد، مما يساهم في تحرير (الآخر) من الإقصاء السلبي، في الحياة والسلوك والثقافة ، بعد أن تحول إلى إشكالية معقدة (لأنها تثار في ظروف قاسية يمر بها المجتمع الإسلامي) .

يقول المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله: ( ولعلّ العنصر الأساسي الذي حرص الإسلام على تأكيد أهميته – في هذا الجانب – هو حماية الوضع الأمني للأمة، واعتبر أي خرق له هو خط أحمر، حيث إن الإسلام لم يتشدد في نظام العقوبة في شيء ، كما تشدّد على الذين يُخلّون بالنظام العام للأمة، ولذلك أراد الأمن الإعلامي – إذا صح التعبير – أن يواكب ذلك في حركة وسائل الإعلام أو في الابتعاد عن الخطاب المتشنّج، حيث إن الحرص على الأمن الاجتماعي يتلازم مع الحرص على أن يكون هناك أمن في الخطاب السياسي والإعلامي بالابتعاد عن كل ما يثير الحساسية والعصبيات في الأداء السياسي العام ) .
ومن إيحاءات هذه القاعدة استبعاد نية السوء عن عمل المسلم، فكل عمل يقوم به يحمل على وجهين، أحدهما حسن، والآخر قبيح.
فأي عمل يقوم به الإنسان يحمل فعله على الوجه الحسن، ولو كان احتمال الحسن فيه ضعيفاً، وبالتالي يستبعد احتمال السوء ولو كان احتماله قوياً..
وهذا ما يستفاد من دعوة القرآن الكريم إلى اجتناب الظن السيئ بالآخر، قال تعالى: ﴿ يا أيُّها الّذِين آمنُوا اجْتنِبُوا كثِيراً مِّن الظّنِّ إن بعْض الظّنِّ إثم ولا تجسّسُوا ولا يغْتب بّعْضُكُم بعْضاً أيُحِبُّ أحدُكُمْ أن يأْكُل لحْم أخِيهِ ميْتاً فكرِهْتُمُوهُ واتّقُوا اللّه إنّ اللّه توّابٌ رّحِيمٌ ﴾.
ويشير إليه الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( اطلب لأخيك عذراً فان لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً ) .
أهداف العمل بهذه القاعدة : تؤسس هذه القاعدة لعدة أهداف مهمة منها: ترمي هذه القاعدة إلى خلق الثقة بين أبناء الأمة والحفاظ على تماسكهم.

تهدف إلى صون حرمة الآخر، والابتعاد عن الحديث السلبي عنه ورميه بالفسق والعصيان لمجرد اتهامات وظنون لا يملك لها إثباتا.
تدعونا إلى أن ننظر دوماً إلى الجانب المشرق والمضيء في شخصية الآخر، وأن نكتشف العناصر الايجابية في شخصيات الآخرين، بدل أن نفتش على المعايب، ونحدق في السلبيات ونعمل على تضخيمها.
وهذا ما أكده السيد المسيح عليه السلام، عندما مرّ – مع الحوارين – على جيفة كلب فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا الكلب، فقال عيسى (ع) : ( ما أشد بياض أسنانه ) .

الشيخ حسين المصطفى

المصدر: شبكة التوافق
https://taghribnews.com/vdceop8w.jh8ewibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز