QR codeQR code

مؤتمر عاصمة التسويات..بين التنازل الغربي وثبات حلفاء سوريا

تنا

31 Oct 2015 ساعة 9:43

مرة جديدة تتربع الازمة السورية على بساط الحلول الدولية. بعد مؤتمرات جنيف وموسكو جاء دور فيينا العاصمة النمساوية التي باتت تعرف بعاصمة التسويات لتطرح الأزمة السورية على طاولة البحث في أحد أروقة قصور فيينا. فهل سيشكل الاجتماع على الأراضي النمساوية باكورة المشاورات للتوصل إلى حل للأزمة السورية، ام ستكون الأزمة السورية أمام تعقيدات جمة تحول دون تسويتها؟



بلال عساف

المباحثات التي انطلقت في فيينا لتسوية الازمة السورية عقدت على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية في إطار موسع بمشاركة 17 دولة هي الولايات المتحدة، روسيا، ايران، السعودية، العراق، الاردن، مصر، لبنان، الامارات، عمان، تركيا، ايطاليا، المانيا، فرنسا، بريطانيا والصين الى جانب الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وكان قد سبق هذه المباحثات لقاءات تمهيدية جانبية.

انقسمت الوفود المشاركة فيما بينها الى جبهتين جبهة تتمسك بالشرعية المتمثلة بالرئيس السوري بشار الاسد مستندين الى الانتخابات الشعبية التي ابقته في سدة الرئاسة، وهذه الجبهة تتشكل بشكل اساسي من روسيا وايران، اما الجبهة الثانية المتمسكة بإنهاء مشاركة الرئيس الأسد في مستقبل الحياة السياسية بسوريا فتتزعمها بشكل اساسي الولايات المتحدة الامريكية والسعودية.

توقيت هذه المباحثات، وطبيعة الدول المشاركة بها، بالاضافة الى الكباش الحاد بين الجبهتين يطرح العديد من الاسئلة، فهل سنكون أمام انطلاقة عجلة الحلول السياسية في سوريا، ام انها ستكون كزميلتها بالاضافة الى اسئلة تتعلق بمحاربة الجماعات الارهابية التي تحارب داخل الاراضي السورية والتي تتغذى وتتمول من بعض الدول المشاركة في هذا المؤتمر. هذا بالإضافة إلى أن هناك سؤالاً جوهرياً يطرح حول تمثيل السوريين، وهل سيكون هناك مرحلة انتقالية، وما هي اهمية مشاركة ايران في هذه المباحثات.

دون أدنى شك فإن "المشاركة التي تمت من قبل دول صديقة لسوريا ستساعد على لجم القوى الاخرى التي تدعم في اتجاه استمرار الارهاب والاعتداء على الجيش والشعب السوري" هذا ما يؤكده رئيس اتحاد الصحافيين في سوريا الدكتور الياس مراد.

ويشير في حديث لموقع "العهد" الى أن "انعقاد هذا الاجتماع في ظل دعوة الحكومة السورية لروسيا من أجل المساعدة في محاربة الارهاب هو اقرار ضمني من قبل الحاضرين بذلك"، مؤكداً أن "موضوع إنهاء مشاركة الرئيس الأسد في مستقبل الحياة السياسية بسوريا أصبح وراء ظهورنا".

مراد يشدد في حديثه لموقعنا على ان "الحديث أصبح الان عن محاربة الارهاب وتجفيف مصادر الارهاب الذي بات يشكل مصدر قلق ليس فقط في سوريا وحسب بل على المنطقة والعالم"، معتبراً ان "الدول المدعوة الى حضور هذه المناقشات تجاوزت هذا النوع".

ويوضح رئيس اتحاد الصحافيين انه "من كان يتحدث باسم اصدقاء سوريا وهم اعداء لسوريا جاؤوا لكي لا تفوتهم الفرصة ويستفيدوا"، مشيراً إلى ان "السعودي والتركي اصبحا محشورين في زاوية واجبرا على القبول بدور واضح لإيران"، واعتبر ان البحث تركز في مؤتمر فيينا "على حماية المؤسسات السورية والاتفاق على من هو الارهابي ومن هو غير ارهابي وبعدها يتم الكلام عن انطلاق العملية السياسية".

ويؤكد مراد ان "الاسابيع القادمة تتجه لتكون اساسية في محاربة وضرب الارهاب" معتبراً ان "الذين يلعبون ويعبثون في هذه النقطة سيصبحون خارج اللعبة".

ويشير مراد الى ان "القاعدة الاساسية التي وضعتها الدولة السورية تشترط على الطرف المعارض ان لا تكون له اي علاقات مع الجانب الصهيوني"، لافتاً إلى أن  "من سيجلس على طاولة الحوار يجب ان يقر بأن الارهاب سيكون موضع حرب قبل دخوله الى طاولة الحوار". ويؤكد أن من وظائف مباحثات فيينا  "جلوس السورين مع بعضهم البعض وهذا سيتم في الاسبوع القادم".

الاستاذ في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الاستاذ وليد عربيد يتفق مع ما يقوله مراد، معتبراً ان "مؤتمر فيينا يأتي في لحظة من اللحظات التاريخية التي ترسم فيها موازين قوى جديدة ضمن ما يسمى بالعالم المتجدد"، لافتاً إلى أن "موقف كل من ايران وروسيا جاء ليؤكد ان لبشار الاسد موقفا اساسيا في مستقبل سوريا".

ويشير استاذ العلاقات الدولية الى ان "موسكو ستبقى متمسكةً بالرئيس بشار الاسد كونه يمثل الشرعية والمنتخب من الشعب"، مشيراً الى ان " هذا ان دل على شيء يدل على تباين في وجهات النظر".

كما يؤكد عربيد انه اصبح هناك لاعبون جدد وايران اصبحت من دون شك لاعبة اقليمية كبيرة ولا يمكن ان تكون هناك حلول من دونها خاصة انه بعد جنيف 1 وجنيف 2 اسقط دورها"، مضيفاً ان "ايران من الممكن ان تكون مالكة مفتاح الحل للازمة السورية".

ويوضح ان "المفاوضات تشهد كباشا حقيقيا بين محوريين من اجل حلحلة الامور والحل يتطلب وقتا من الزمن كما يتطلب انتصارات عسكرية واستثمارات سياسية"، مشيراً الى ان "روسية تعرف ان البديل عن الاسد هو الحركات التكفيرية وتعتبر نفسها تمتلك ورقة قوة هي ورقة الشرعية مقابل ورقة التكفير".

عربيد وإذ يؤكد أن "الرئيس بشار الاسد هو ربطة الحل وعقدته معاً"، يرى أن "هذا المؤتمر سيؤسس لمؤتمر اكبر واوسع وانه خطوة اولى نحو ايجاد الحلول والتي بدأت ولكن على نار هادئة"، معتبراً ان "الملف السوري هو مدخل لحل باقي الازمات في المنطقة".


رقم: 210184

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/210184/مؤتمر-عاصمة-التسويات-بين-التنازل-الغربي-وثبات-حلفاء-سوريا

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com