تاريخ النشر2014 15 March ساعة 14:14
رقم : 154424

القران الكريم ودوره في توحيد الامة الاسلامية ( القسم الثاني)

تنا - خاص
لا بد للعودة للقران الكريم الذي رسم لنا معالم المسلم الحقيقي واسلوب تعامله مع الاخرين .
عفاف الحكيم
عفاف الحكيم

الكاتبة : عفاف الحكيم 
باحثة ومفكرة لبنانية

في رحاب النور المبين:
من خلال ما تقدم اطلعنا على نماذج من اهتمام القرآن بشؤون المسلمين أفراداً وأمة.. ووقفنا خلالها على الارتباط الواعي الذي كان عليه الجيل الأول- من أصحاب الليل وحملة القرآن- الذين أدركوا عظم المسؤولية وضخامة الأمانة التي
بين أيديهم وعرفوا ان النور الذي جاءهم والذي هم في رحابه هو نور للحياة والحركة والسلوك والعلاقة بالله .. 

وانه بهذا الوعي الذي شكل عاملاً أساسياً تمكنوا من الارتفاع والنهوض بين يدي رسول الله(ص) وأقاموا صرح دولة العدل في المدينة المنورة والتي كان شعارها قول الله عز وجل {إنما المؤمنون أخوة}. وكان أن برز النموذج الأعظم لقدرة القرآن الكريم في احداث ذاك التغيير الكبير في الرعيل الأول الذين كانوا قبل القرآن أهل جاهلية وضلال. فإذا بهم بعد نزول القرآن وإشراق نوره على افئدتهم يتحولون إلى أهل إيمان عميق بحيث إذا سمعوا أمر القرآن كانوا أول المبادرين للتنفيذ. وإذا سمعوا تحذيره ونهيه كانوا أول المنتهين.. فالإيمان العميق الذي استقر في القلوب جعل الواحد منهم لا يتزحزح عن دينه لا بالترغيب ولا بالترهيب... 

وبناء عليه فإن مجد المسلمين عمّ الدنيا ووصلت حضارتهم لتكون أفضل الحضارات ومعنوياتهم أعلى المعنويات ورجالهم أكمل الرجال وبلادهم أكبر مساحة من جميع البلدان. وكانت لهم الغلبة والسيطرة على العالم. 
من هنا لا يجد الباحث عناء كبيراً إذا أراد أن يبيّن أثر القرآن في نهوض الأمة. إذ يكفيه أن ينظر إلى أحوال الناس قبل نزول الوحي إلى قلب رسول الله(ص) ثم لينظر مرة أخرى في أحوالهم بعد ذاك .. 

غير ان ما نقف أمامه اليوم- قلقين حائرين- هو ما وصلت إليه مجتمعاتنا.. ما وصلت إليه الأمة والمتمثل في هذا التراجع والتمزق والعنف والشحن الطائفي الكريه الذي منينا به. والذي يعيشه اليوم أبناء القرآن. تعيشه تلك الأمة التي صنعها الوحي وصاغها رسول الله(ص) ورعاها الأئمة الهداة(س) وذلك رغم ان المسلمين الآن يملكون أعداداً كبيرة.. ولديهم ثروات هائلة وشخصيات بارزة وأرصدة معنوية.. وثقافة غنية وتراث زاخر وحضارة عميقة قل نظيرها في العالم ..
كما وأن الشعوب الإسلامية إذا عدنا إليها نجدها شعوباً متآخية متعاطفة رغم أنها من أعراق مختلفة وتتكلم بلغات مختلفة لكنها تعتبر نفسها أنها أجزاء متساوية من الأمة الإسلامية وهي تفخر بذلك ..

اسباب التراجع والتخلف :
أولاً: التراجع عن القرآن: عن أمير المؤمنين علي(ع) [وأعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدّث الذي لا يكذب. وما جالس القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان. زيادة في هدى ونقصان في عمى].
وإنه لأهمية الموضوع.. وأهمية دور القرآن في حياتنا- أفراداً ومجتمعات وأمة- وجدت أن من الضرورة بمكان أن نركز على ما قاله الإمام الخميني(رض) بهذا الخصوص، فكان أن أخترت فقرات يسيرة من كتاب- القرآن في كلام الإمام الخميني- وجدت أنها تلبي حاجة الموضوع وتغني عن كل قول إذ يقول(رض)[.. ولكي يعزل الإسلام عن الحياة فإن اكبر وسيلة وأكثرها أثراً هي اخراج القرآن عن المجال الذهني والقلبي والعملي للأمة الإسلامية وهذا بالتأكيد ما عمل له المتسلطون الأجانب والعملاء الداخلون سالكين هذا السبيل عبر الاستعانة بشتى انماط الوسائل.] 

[صحيح أننا نجد القرآن- ومنذ اللحظات الأولى التي تلت تحول الخلافة الإسلامية إلى السلطة الطاغوتية- وقد تحّول في الواقع إلى زائدة كمالية، وخرج بشكل رسمي- وإن لم يكن ذلك بشكل إسمي- عن المجال الحياتي للمسلمين، إلا أن ما حدث في جاهلية القرن العشرين من خلال عمل الأجهزة السياسية والاعلامية المعقدة يعدّ أخطر من ذلك بمراتب وأكثر بعثاً على القلق بلا ريب] 

[ومنذ فقدت القوى الحاكمة على المجتمعات المسلمة القيم الإسلامية واغتربت عنها ورأت في القرآن- وهو الناطق بالحق وفرقان الحق والباطل- عقبة في سبيلها بدأ السعي الحثيث لإبعاد كلام الله عن ميدان الحياة..] 

[إنهم لا يستطيعون أن يتحملوا وجود القرآن الذي يصدر بكل وضوح أمر{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل}.. ويصدح بقول{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}... القرآن الذي يريد للمؤمنين أن يكونوا أخوة فيما بينهم، أشداء غضاباً على أعدائهم، مثل هذا القرآن لا يمكن أن يتحمله المتسلطون الساعون للسيطرة على أزمّة أمور المسلمين ونهب كل شيء لديهم] 

[القوا اليوم نظرة على ميدان حياة المسلمين فأين تجدون القرآن؟ هل تجدونه في أجهزة الحكومات؟ أو في النظم الاقتصادية؟ أو في تنظيم العلاقات والمناسبات بين الناس بعضهم مع البعض الآخر في المدارس والجامعات؟ في السياسة الخارجية والعلاقات بين الدول؟ في تقسيم الثروات الوطنية بين فئآت الشعب؟ في اخلاقية المسؤولين في المجتمعات الإسلامية وكل فئآت الشعوب التي تتأثر بهم- قليلاً أو كثيراً؟ في السلوك الفردي للحكام المسلمين؟ في العلاقات بين الرجل والمرأة؟ في الأرصدة المصرفية؟ في أنماط المعاشرة؟ في أي مكان من الحركة العامة والاجتماعية للناس؟ ولنستثني من كل هذه الميادين الحياتية المساجد والمآذن واحياناً بعض البرامج- التي لا تعد شيئاً- من الاذاعات رياء وخداعاً لعامة الناس. ولكن هل جاء القرآن لهذا فقط؟ لقد كان السيد جمال قبل مئة سنة يبكي ويبكي لهذا الأمر، حيث عاد القرآن يقتصر على الاهداء والتزيين والتلاوة في المقابر والوضع على الرفوف.. ولكن ماذا حدث في المئة سنة هذه؟ ترى ألا يبعث وضع القرآن لدى الأمة الإسلامية على القلق؟] 

هكذا تمت عملية التراجع عن الوحي المنزل.. عن القرآن الكريم الذي هو بصائر وهدى ورحمة ونور وبشرى وسعي لإخراج الناس كل الناس من الظلمات إلى النور.. هكذا كان التراجع إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه من كوارث وأزمات وأجواء تكفيرية يندى لها الجبين و{إن هذا لهو البلاء المبين}الصافات ١٠٦

ثانياً: التراجع عن الاعتصام بحبل الله جميعاً ..
وحيث يؤكد القرآن الكريم على المسلمين كافة ويأمرهم ويوصيهم بالوحدة والتضامن ويهددهم أن تقاعصوا عن هذا الأمر بأنهم سيفشلون وتذهب ريحهم.. مشدداً على الأخوة وعلى الابتعاد عن البغضاء والاحقاد.. وإنه بهذا الخصوص ايضاً أخترت نصاً هاماً من فقرات للإمام الخامنئي دام ظله وذلك من أجل أن نوفي موضوع وحدة المسلمين حقه.. إذ يقول سماحته: [الوحدة مبدأ اساسي في الدين الإسلامي المقدس. أبدأوا من الذات المقدسة للباري تعالى. وهي اساس الوحدة ومظهرها وإلى مظاهر وآثار هذه الوحدة التي توجه كل ما في عالم الوجود نحو ذلك القطب العظيم المتسامي{كل إلينا راجعون}الانبياء ٩٣ كل شيء يتحرك نحو الذات الإلهية المقدسة{وإلى الله المصير}النور ٤٢ ينبغي أن تقوم الوحدة على اساس الإسلام والاعتصام بحبل الله، لا على أساس الاوهام والقوميات الفارغة الخاوية] 

[الخطاب في الإسلام هو {يا أيها الذين آمنوا} وليس يا أيها الذين تشيعوا أو يا ايها الذين تسننوا. الخطاب موجه للمؤمنين. المؤمنون بماذا؟ المؤمنون بالقرآن والمؤمنون بالإسلام والمؤمنون بالرسول. ولكل معتقداته المختلفة عن معتقدات الآخر. حين يقول عز وجل{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}آل عمران١٠٣فإنما يخاطب بها المؤمنون. ولا يخاطب جماعة معينة من المؤمنين حين يقول{وأن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما}الحجرات٩ إنما خاطب كافة المؤمنين وليس فئة خاصة من المؤمنين. بوسع الإسلام على أساس هذه الركائز تخفيف أرضيات وجذور الصراعات والعصبيات الدينية التي تعاني منها البشرية كلها] 

[الاعتصام بحبل الله واجب على كل مسلم، لكن القرآن لا يكتفي بأمر المسلمين بالاعتصام بحبل الله، بل يقول: أن المسلمين يجب أن يعتصموا بحبل الله بشكل جماعي(جميعاً) الكل يعتصمون سوية. وهذا الاجتماع وهذا الاتحاد واجب آخر إلى جانب الاعتصام إذن علاوة على أن المسلم يجب أن يعتصم بحبل الله فإن هذا الاعتصام يجب أن يكون بمعية سائر المسلمين وبالتعاضد معهم. ينبغي معرفة هذا الاعتصام بصورة صحيحة والقيام به بصورة صائبة. تقول الآية الشريفة في القرآن{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}البقرة ٢٥٦ هذه آية تفسر الاعتصام بحبل الله. التمسك بحبل الله عبر الإيمان بالله والكفر بالطاغوت]

ثالثاً: التراجع عن القيادة الربانية إلى الحاكم المستبد :
فالأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي في غالبها أنظمة استبدادية.. يعتقد حكامها إنهم يملكون الأرض بما فيها وبمن عليها وإن أي قرار فيها هو حق مطلق لهم لا لغيرهم. باعتباراتهم ليسوا عرضة لأي محاسبة أو مسائلة.. فأموال الدولة هي أموالهم لا فرق بين المال العام والمال الخاص لأن الشعب وأمواله ملك لهم ..
ومن هنا فإن الفقر يعتبر من أهم الاوصاف التي يتصف بها العالم الإسلامي رغم امتلاكه لثروات طبيعية هائلة وموارد مالية غزيرة وأراضي زراعية شاسعة .. 

فعلى مستوى العالم الذي يعتبر نصف سكانه من الفقراء- كما جاء في إحدى الاحصائيات- ويعيش فيه ٣،١ مليار إنسان تحت خط الفقر(أي أولئك الذين يعيشون على أقل من دولار يومياً) نجد أن ثلث فقراء العالم هم من العالم الإسلامي، وفي عبارة أخرى يعيش في العالم الإسلامي ٣٧% من السكان تحت خط الفقر أي ما يعادل ٥٠٤ ملايين شخص تقريباً وتبلغ نسبتهم إلى فقراء العالم ٩٩% وهذا معناه أن اكثر من ثلث سكان العالم الذين يعيشون تحت خط الفقر يسكنون دول العالم الإسلامي .. 

وهذا مع إنه يبلغ انتاج الدول الإسلامية فقط من البترول(النفط الخام) حوالي ٢٩٠٨ برميل يومياً أي ما نسبته ٤٥% من الانتاج العالمي، كما يبلغ الاحتياطي حوالي ٧٦٠ مليار برميل أي ما نسبته ٧٣٠٧% من احتياطي العالم .
وعليه بما أن الحديث عن اسباب التخلف يقترن بالاستبداد السياسي والحكام الفاسدين فقد أخترت هنا أيضاً نصاً يمكن أن يوفي الموضوع حقه لكونه يلقي الضوء على نقاط أساسية تظهر مقدار ابتعاد مجتمعاتنا عن الإسلام وتبيّن منشأ وواقع الاستبداد في عالمنا الإسلامي. يقول- مهدي النجار- في (مأزق العالم الإسلامي) [أن الاستبداد السياسي(الوراثي) بنوعيه الملكي والجمهوري. هو من التجذّر في العالم الإسلامي بحيث يعتبر واحداً من الصفات الأساسية لنوع الحكم السائد وهو امتداد لمبدأ التوريث الذي ابتدعه الأمويون(٦٦٣-٧٥٤ م)لأول مرة باعتباره الحاكمية المشروعة التي وفقها يعتبر الحاكم مصدراً للسلطات كلها عسكرية واقتصادية وادارية، لا تخرج هذه السلطات من قبضة يده حيث اعتبر معاوية بن أبي سفيان(ت٦٨م) أول خلفاء بني أمية أن السلطة هبة من الله . 

وقد هيمن هذا النوع من الحكم على امتداد حكم الدولتين الأموية والعباسية(٦٦٣-١٢٥٨) أي من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر، وليس بمستغرب أن تطول مدة حكم بعض الخلفاء حتى تضرب الرقم القياسي.. فقد كانت مدة خلافة(احد الحكام يومذاك... ٤٦ سنة)إلا أن هذا الرقم القياسي يبدو اعتيادياً ومعتدلاً إذا ما قورن بفترة مكوث حكام الدول الإسلامية المعاصرين الذين يعز عليهم التخلي قيد أنملة عن مقاعدهم إلى حين يداهمهم الموت.. فيتركوها لأولادهم حتى لو لم يبلغوا سن الرشد.. وهنا نورد بعض النماذج لملوك ورؤساء بعض الدول الإسلامية. 

بحسب مدة حكمهم باستثناء منطقة الخليج العربي المعروفة بحكمها الوراثي حتى النهاية.(وحيث تراوحت مدة حكم عدد كبير من هؤلاء الحكام ما بين- ٢٧ إلى ٤٧ سنة- أن متوسط مدة امساك الزعماء المعاصرين في العلم الإسلامي بالسلطة هو حوالي ربع قرن للزعيم الواحد(باستثناء ورثته) وهي مدة من الزمن كافية لأن يفعلوا أي شيء لشعوبهم. إلا إنهم كما تشير التقارير والارقام السابقة لم يفشلوا فشلاً ذريعاً في نقل شعوبهم إلى مسارات الحداثة والرفاه وحسب. بل أغرقوا بلدانهم في الفقر والبطالة والمديونيات والفساد الإداري والمالي...] 

القرآن المنقذ الوحيد للمسلمين :
لا شك بأنه من الضرورة بمكان أن يكون حال الأمة الإسلامية اليوم وفي إطار هذا الظرف المصيري العصيب بسائر نخبها الدينية والثقافية والسياسية وبأبنائها كافة أكثر يقظة وفاعلية وحضور من أي وقت مضى.. لا بد من التنبه لممارسات الاستكبار ومخططاته ومكائده وجرائمه الخبيثة.. لا بد من التركيز على الحديث الشريف الذي استودع فيه رسول الله(ص) تلك الوصية الجديرة بالتفات جميع المسلمين. ان[إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن] وان اجواء مجتمعات المسلمين فيما مضى لم تلوث إلى هذا الحد الذي تلوثت به اليوم من سحب سوداء متراكمة وقطع من الليل المظلم . 

فمن أجواء التكفيريين الكريهة التي شوهت وجه الحياة بالكوارث والمصائب والذبح والتقتيل وقطع الرؤوس ونزع القلوب من الصدور إلى مكائد المكر الشيطاني المتمثل بقوى الاستكبار الأمريكي الصهيوني والتي تعمل بشراسة من أجل زرع الاحقاد وتأجيج الفتن الطائفية التي تؤدي إلى تقطيع أوصال الأمة وازهاق الأرواح واشعال نار الحقد والعداوة العمياء .
وإنه في ظل هذه الأجواء الخانقة سابقاً وحالياً وحدها القيادة الربانية المستندة إلى القرآن قدمت الأنموذج والدرس وكانت المنقذ .. 

فثورة حفيد رسول الله الإمام الخميني العظيم(رض) أحبطت كما شهدنا وشهد العالم أحلام المستكبرين وبددت آمالهم وأرست قواعد النظام الإسلامي عبر نماذج من أصحاب الليل وحملة القرآن. وعرّفت الجميع بأن العودة إلى القرآن هي عودة إلى الحياة الحقيقية التي تليق بالإنسان .. 

والجمهورية الإسلامية حالياً بقيادة الإمام الخامنئي دام ظله والتي جاءت تجسيداً للقرآن وكانت من أكبر مصاديق العمل به هي اليوم تقف بالمرصاد للمخططات الامريكية والصهيونية وتعمل بقوة من أجل تبديد مشاعر اليأسلدى المسلمينورسم معالم الانتصار وترسيخ الأمل في نفوسهم.. 

من مقالات المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران
https://taghribnews.com/vdcj8xevxuqeixz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز