تاريخ النشر2012 11 September ساعة 15:01
رقم : 108860

مَن يستبيح سيادة لبنان ويخفي مصدر آلة الإرهاب في سوريا؟

تنا - بيروت
مَن يستبيح سيادة لبنان ويخفي مصدر آلة الإرهاب في سوريا؟
في الأيام القليلة الماضية، أحبطت سلطات أمن مطار بيروت الدولي عمليتي تهريب أجهزة بث فضائي متطورة، الأولى كانت مهربة بواسطة طائرة قطرية خاصة، والثانية عبر شخص مصري وامرأتين سوريتين، وتؤكد المعلومات أن الأجهزة المضبوطة ذات تقنيات عالية، وهي مهربة لمصلحة المجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية. 

سبق ذلك، ومنذ عدة أشهر، ضبط سفينة محملة بالأسلحة الحديثة على أحد شواطئ منطقة شمال لبنان، وتبين أن حمولة السفينة
لمصلحة المجموعات الإرهابية المتطرفة. 

ومنذ بدء الأحداث في سورية وخصوصاً في الفترة ما بين ضبط سفينة الأسلحة (لطف اللـه٢) وضبط أجهزة البث الفضائي المهربة على متن طائرة قطرية، تكشفت أمور كثيرة، تشكل دليلاً قاطعاً على أن المجموعات المتطرفة والقوى الدولية والإقليمية والعربية والمحلية الداعمة لها تستبيح سيادة لبنان وتستخدم أرضه مقراً وممراً للعدوان على سورية. 

وهناك شواهد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، لكن تكفي الإشارة إلى الجولات الميدانية الشهيرة التي قام بها ضباط كبار أميركيون وفرنسيون وبريطانيون على مناطق لبنانية حدودية مع سورية. إضافة إلى عشرات التقارير والتحقيقات الصحفية الأجنبية التي تثبت بالصوت والصورة، تسلل الصحفيين
من لبنان إلى سورية وبالعكس بمرافقة المجموعات الإرهابية المتطرفة. 

حتى إن هناك صحفيين أجانب أصيبوا في مدينة حمص، وتم تهريبهم إلى لبنان، وتولت السلطات اللبنانية الإشراف على عودتهم إلى بلادهم، من دون اتخاذ أي إجراء قانوني بحقهم على خلفية خروجهم من الأراضي اللبنانية خلسة إلى سورية ومن ثم عودتهم بذات الطريقة! 

إضافة إلى ذلك، لا يكاد يمر يوم من دون أخبار عن تصدي الجيش العربي السوري لهجمات إرهابية تنطلق من الأرض اللبنانية، ومؤخراً سقط عدد من القتلى اللبنانيين الذين ينضوون تحت لواء المجموعات الإرهابية. 

وفي سياق مرتبط ألقي القبض منذ عشرة أيام على ضابط لبناني سابق بجرم شراء السلاح لإمداد المجموعات الإرهابية به، وسبق ذلك إلقاء
القبض على خلية تابعة للقاعدة في البقاع الأوسط وبحوزتها خرائط وأسلحة، تزامناً مع القبض في منطقة القاع على مجموعة مسلحة وشحنة أسلحة معدة للتهريب إلى الداخل السوري. إضافة إلى أن السلطات اللبنانية كانت اعتقلت أشخاصاً بتهمة الاتجار بالسلاح، ومن ثم اضطرت إلى إطلاقهم، مقابل إطلاق آخرين مدنيين أبرياء جرى خطفهم. ما تقدم من وقائع، هو ما ظهر للملأ، لكن ما خفي هو بالتأكيد أعظم. 

على أية حال، ليس هذا السرد المقتضب، والمعروف للعامة سوى مقدمة لسؤال بسيط لكنه جوهري، هو إلى أين وصلت التحقيقات في هذه الأمور الخطيرة، وهل تم التوصل إلى تحديد الدول والجهات التي تستبيح سيادة لبنان وتعرض استقراره للخطر، ومن هذه الدول التي ترسل الأسلحة الحديثة والأجهزة المتطورة؟ 

رئيس الجمهورية
اللبنانية ميشال سليمان أكد منذ يومين، أنه لا يقدم على أي أمر في السر، وشفافيته دفعته إلى الإعلان مرتين أو أكثر عن مشاهدته للمضبوطات في قضية النائب السابق ميشال سماحة، علماً أن القضاء اللبناني أمر بعدم عرضها؟!. 

لذلك، أليس من حق اللبنانيين قبل السوريين أن يعرفوا حقائق الأمور،.. حول هوية الجهات والدول التي تستبيح سيادة لبنان وتضعه في خانة العداء لسورية بما يتناقض مع جوهر الحالة المشتركة وأقله مع معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين. 

إنه سؤال جوهري يحتاج إلى أجوبة حاسمة وعلنية. فصون السيادة اللبنانية يبدأ بفضح الجهات الدولية والإقليمية والعربية والمحلية التي تستخدم الأرض اللبنانية ضد سورية. 


المصدر: "الوطن" السورية - معن حمية
https://taghribnews.com/vdcce4qsx2bqx48.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز