تاريخ النشر2012 27 July ساعة 13:14
رقم : 103561

 الحرب الإعلامية على سورية تُكتب بالعبرية وتنفذ بالضادّ

تنا - بيروت
حرب إعلامية شرسة تكتب باللغة العبرية وتنقح بالإنكليزية بلهجة أمريكية وتنفذ بلسان عربي.
 الحرب الإعلامية على سورية تُكتب بالعبرية وتنفذ بالضادّ
تحت شعار الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية، ومنذ أكثر من ١٦ شهراً، تشن أكبر حرب تزوير وتضليل في التاريخ، حرب إعلامية شبه كونية تستخدم فيها كل لغات الأرض المحكية والمقروءة والمسموعة تتزعمها لغة «أهل الضاد» اللغة العربية، ولكن سورية لا تزال صامدة بكل عزة وكرامة وإباء بفضل وعي شعبها وسواعد جنودها وصلابة قيادتها. 

حرب إعلامية شرسة تكتب باللغة العبرية وتنقح بالإنكليزية بلهجة أمريكية وتنفذ بلسان عربي تحت راية «إسلامية وهابية» مناقضة لجوهر وقيم الدين الحنيف القائم على البينة والدليل الحسي والعدل كما في الآية الكريمة:» يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٍ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة
فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». 

فجأة أصبحت كل وسيلة إعلامية على وجه الأرض مهتمة بحقوق الإنسان في سورية وبالحرية والديمقراطية ورفاهية العيش للشعب السوري حتى وسائل الإعلام في مجاهل الأمازون وصحارى أفريقيا وقمم جبال إيفرست ودولة ماينمار. لم يعد هناك أي حدث مهم في هذا الكون الذي يبلغ تعداد سكانه سبعة بلايين نسمة والذي يزداد بمعدل ٢١٥,٠٠٠ نسمة يومياً سوى حقوق الانسان السوري. 

في يوم واحد تذكرت وكالات الإعلام الأجنبية سورية وحقوق الإنسان فيها وتلقفت قناتا الجزيرة القطرية والعربية السعودية الأمر وبدأتا حملة دفاع شرسة عن هذا الإنسان السوري التي أصبحت مطلباً رئيسيا في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وكل مجلس أممي وحقوقي ودولي وإقليمي وتوقف الزمن عند الحقوق الدستورية للإنسان السوري ومستقبل أطفاله وشرعية حكومته. 

قناتا الفتنة والتضليل وتدعمهما وكالات الإعلام الأجنبية قررت الدفاع عن حقوق الشعب السوري بعد أن أعلن حكام دول مجلس التعاون الخليجي عن قرارهم بالتنازل عن عروشهم وتسليم شعوبهم مقدرات دولهم معترفين بأن هذه الثروات هي ملك للشعب وليست ملكاً لهم، وبناءً على هذه المعجزة الكونية في تحقيق
الديمقراطية دون ثورات أو إراقة دماء حيث تم انتخاب رؤساء للجمهورية وبرلمانات في دول المشيخات، وقامت الديمقراطيات الجديدة في الخليج بمنح المواطنين أبسط حقوقهم بالمساواة في المواطنية وإصدار جواز سفر موحد لجميع المواطنين الأصليين والمجنسين والسماح للمرأة بالتصويت والترشح للإنتخابات وإظهار وجهها والتحدث في مجلس عام والسير وحيدة في الشارع وقيادة السيارة والسفر وحيدة بدون مُحرم. 

قناتا الجزيرة والعربية تذكرتا سورية بعد أن قامت دول الخليج الديمقراطية بالسماح بحرية الإعلام، والتجمع وإبداء الرأي ورفض طاعة ولي الأمر، والحصول على محاكمة عادلة امام قضاء مدني، وإلغاء عقوبة الجلد التي حرمتها الأمم المتحدة. وبعد إلغاء نظام الكفالة الإستعبادي ومنح ملايين العمال العرب والباكستانيين والهنود والبنغاليين والنيباليين أبسط حقوق العمال وتخفيض ساعات العمل إلى ثماني ساعات بعد أن كانوا يعملون أكثر من ١٦ ساعة يومياً تحت حرارة شمس تزيد على ٤٥ درجة مئوية وبأجور زهيدة تعرف تعرف منظمات العمل ومجالس حقوق الإنسان كل تفاصيلها وبعد أن ألغت هذه الدول مخيمات العمال التي يقيم فيها أكثر من ٥٠ ألف عامل وسط صحراء الديمقراطيات العربية. 

إعلام الجزيرة والعربية تذكّر سورية بعد أن قامت دول مجلس التعاون
الخليجي الديمقراطية بإيجاد منظمة إنسانية تهتم برفاهية وصحة وحياة أكثر من ٢٥٠ مليون إنسان عربي يعيشون دون مستوى الفقر في السودان واليمن والصومال ومصر والمغرب والأردن لبنان ودجيبوتي وموريتانيا وسورية ويتكلمون «لغة أهل الجنة» التي يتكلمها عرب الخليج. 

هذا الإعلام تذكر سورية اليوم بعد أن قامت الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية (الديمقراطية) لأول مرة في التاريخ بإجبار «إسرائيل» على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه التي تنتهكها دولة الاغتصاب منذ أكثر من ٦٥ عاماً والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي طردتهم منها عصابات الهاغانا والأراغون التي يتحدر منها حكام إسرائيل وبعد تحرير القدس وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى وقبول دولة فلسطين فلسطين عضواً في الأمم المتحدة. وبعد أن قامت جامعة الدول العربية بإجبار إسرائيل على الإنسحاب من الجولان السوري وباقي الأراضي اللبنانية المحتلة. 

سورية أصبحت الهم الوحيد لأمم العالم الغنية والفقيرة، المستعمِرة والمُستعمرة، بعد أن إنتهت الأزمة الإقتصادية في الإتحاد الأوروبي التي تجاوزت ٢ تريليون
يورو والحروب الأهلية في القارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية وتوحد الصومال وانتهت المجاعة في أثيوبيا وأرتيريا وتوحدت السودان وساحل العاج وإنتهت شبه الحرب الأهلية في نيجيريا. 

وكالات الأنباء العالمية والجزيرة والعربية تذكرت سورية بعد أن إنتهت مشاكل الإنهيار الإقتصادي والتمييز العنصري وجرائم الإغتصاب اليومية وتجارة المخدرات وعمليات السرقة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن تخلت شركات النفط والغاز الأمريكية عن سيطرتها على الثروات الطبيعية لدول مجلس التعاون التي تقوم بنهبها منذ أكثر من نصف قرن، وأن أكثر من ثلثي الأسلحة المدمرة والفتاكة التي تباع حول العالم هي من صنع أمريكي. 

أنا المواطن المؤمن بأمتي وحقها في الوجود وأن مصلحتها فوق كل مصلحة أطمئن وكالات الأنباء العدوة لسورية ومنها وكالة الأنباء الفرنسية ورويترز وأسوشيتد برس وسي إن إن وتوابعهما العربية والجزيرة والجديد وإم تي في وبي بي سي وفرانس ٢٤ وغيرهم أن سورية عصية على أعداءها وأن من يؤمن بالقول «إن لم تكونوا أحراراً من امة حرة، فحريات الأمم عار عليكم» لا يمكن أن يهزم لأنها إرادة الحياة. 


المصدر: البناء - علي البقاعي
https://taghribnews.com/vdcfvmdyyw6dxta.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز