QR codeQR code

بعد 27 عاماً على استشهاده

فلسطين تستذكر المؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي بملحمة ومقاومة مشتعلة

تنا

فلسطين اليوم , 26 Oct 2022 ساعة 15:48

تصديقاً لخطى المقاومة وعلى وقع رائحة دم الشهداء في الضفة المحتلة التي خطها المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي ، تمر اليوم الثلاثاء الذكرى الـ27 على استشهاد المؤسس الذي رسم خطوطاً لمقارعة الاحتلال وسار على دربها رجالٌ حفروا لأنفسهم اسماً في فلسطين والضفة وخطها رجال سرايا القدس كتيبتي جنين ونابلس .


الذكرى الـ27 لاستشهاد الشقاقي ، تأتي هذا العام بكل فخر واعتزاز بعد أن أشعل فتيلها رجال سرايا القدس "كتيبتي  جنين ونابلس" ، انتصارات أذلت قوات الاحتلال وكبدتهم خسائر جلية في الأرواح فكانت أسماء الشهداء وعملياتهم النوعية علامات فارقة في سماء فلسطين .


في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1995، وصل الدكتور فتحي الشقاقي إلى ليبيا حاملاً جواز سفر ليبياً باسم "إبراهيم الشاويش"، من أجل مناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عند الحدود الليبية المصرية، مع الرئيس القذافي.
 ومن ليبيا رحل على متن سفينة إلى مالطا، باعتبارها محطة اضطرارية للسفر إلى دمشق (نظراً إلى الحصار الجوي المفروض على ليبيا).

 وفي هذه المدينة اغتيل الشقاقي وهو عائد إلى فندقه، بعد أن أطلق عليه أحد عناصر "الموساد" رصاصتين في رأسه من جهة اليمين،ـ لتخترقا الجانب الأيسر منه، وتابع القاتل إطلاق 3 رصاصات أخرى في مؤخرة رأسه.
بعد اتصالات مضنية، وصل جثمان الشقاقي إلى ليبيا، طرابلس، ليعبر الحدود العربية، ويستقر في دمشق، ويدفن جثمانه بعد 6 أيام من اغتياله في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك في دمشق، بحضور أكثر من 3 ملايين مشيّع، بينهم سوريون وحشد كبير من الشعب الفلسطيني والحركات الإسلامية، في كل فصائلها واتجاهاتها، في كل الوطن العربي، وسط الهتافات التي تتوعد بالانتقام، والزغاريد التي تبارك الاستشهاد.
وحينها توعدت حركة الجهاد الإسلامي، بالانتقام للأب الروحي الشهيد فتحي الشقاقي، فنفَّذت عمليتين استشهاديتين قام بهما تلاميذ الشقاقي، لا تقل خسائر إحداهما عن 150 مستوطناً بين قتيل وجريح.

فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي، من مواليد مخيم رفح عام 1951؛ أي أنه وُلِدَ بعد ثلاثة أعوام من احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين (عام 1948)، بحيث تشردت عائلته من قرية زرنوقة  بالقرب من يافا، وهُجّرت إلى قطاع غزة، لتستقر في مدينة رفح.
نشأ الشقاقي وسط عائلة متدينة فقيرة، وفقدَ أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره. كان أكبر إخوته، ودرس في جامعة "بيرزيت" في الضفة الغربية، وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقاً في سلك التدريس في القدس المحتلة، في المدرسة النظامية، ثم عاد ودرس الطب في جامعة "الزقازيق" في مصر، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مستشفى المطلع في القدس المحتلة. وعمل، بعد ذلك، طبيباً في قطاع غزة.


لم يكن الشقاقي بعيداً عن السياسة منذ صغره. عام 1966، أي حينما كان في الخامسة عشرة من عمره، كان يميل إلى الفكر الناصري، ورفع شعار المقاومة ضد المحتل، ونادى بالوحدة الوطنية، ليبدأ بعد ذلك مسيرة، تجمع بين المقاومة والفكر الإسلامي الجهادي.

فالشقاقي، الذي لم يبخل على فلسطين بكليته، مشاعرَاً وفكراً وروحاً وجسداً، أسَّس حركة الجهاد الإسلامي، أواخر سبعينيات القرن الماضي، مع عدد من رفاقه من طلبة الطب والهندسة والسياسة والعلوم، في أثناء وجودهم في مصر للدراسة الجامعية، وهم، بالإضافة إليه: رمضان شلح، عبد الله الشامي والدكتور عبد العزيز عودة، واضعين في ذلك اللَّبنة الأولى لتنظيم إسلامي جهادي وطني فلسطيني.

أراد الشقاقي، عبر تأسيسه حركة الجهاد الإسلامي، أن يكون حلقة من حلقات الكفاح الوطني الفلسطيني المسلح لعبد القادر الجزائري، والأفغاني، وعمر المختار، وعز الدين القسّام، الذي عشقه الشقاقي، حتى اتخذ من "عز الدين الفارس" اسماً حركيّاً له.

اشتهر الشقاقي بثقافته ووفرة علمه وشمولية نظرته وكان عاشقًا للأدب والفلسفة، بل نَظَمَ الشعر أيضًا، ومن قصائده قصيدة 'الاستشهاد. حكاية من باب العامود' المنشورة بالعدد الأول من مجلة المختار الإسلامي في يوليو 1979م
:- تلفظني الفاء،- تلفظني اللام،- تلفظني السين،- تلفظني الطاء،- تلفظني الياء،- تلفظني النون،- تلفظني كل حروفك يا فلسطين،- تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون،- إن كنت غفرت،- أو كنت نسيت.

كان شاعرًا ومفكرًا وأديبًا، بل وقبل كل ذلك كان إنسانًا تجلت فيه الإنسانية حتى يُخيل للبشر أنه كالملاك.. كان رقيق القلب ذا عاطفة جيَّاشة.. حتى إنه كان ينْظِمُ الشعر لوالدته المتوفاة منذ صباه، ويهديها القصائد في كل عيد أم، ويبكيها كأنها توفيت بالأمس.


/110


رقم: 570774

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/report/570774/فلسطين-تستذكر-المؤسس-الشهيد-د-فتحي-الشقاقي-بملحمة-ومقاومة-مشتعلة

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com