تاريخ النشر2021 26 September ساعة 13:36
رقم : 520340
برعاية المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان

اقامة ندوة "أمير الغزل والشجن؛ شهريار الكبير" الافتراضية

تنا
أكدت الشخصيات العلمية والأكاديمية المشاركة في ندوة ""أمير الغزل والشجن؛ شهريار الكبير" الافتراضية أن الشاعر الايراني الكبير الأستاذ شهريار" كان عارفاً ملتزماً خرج شعره من صفاء باطنه الذي اشتغل عليه بالقراءة القرآنية، مؤكدة أن الشاعر شهريار كان عاشقاً للإمام علی(ع).
اقامة  ندوة "أمير الغزل والشجن؛ شهريار الكبير"  الافتراضية
تكريماً للشعر والشاعر، أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان، ندوة افتراضية بعنوان "أمير الغزل والشجن؛ شهريار الكبير" بمناسبة يوم الأدب والشعر الفارسي ويوم الأستاذ شهريار، وهي مناسبة وطنية في إيران يحتفي بها الإيرانيون بشغف وتعطش للشعر والأدب في كل عام.

وقد حضر أساتذة الأدبين الفارسي والعربي الندوة وكانت لهم كلماتٌ عن هذا الشاعر الكبير، وعن مواضع تميزه ومكانته الأدبية في إيران والعالم. ومن بين الضيوف كان "الدكتور علي أصغر شعردوست" وهو صاحب الفكرة ومقترح تعيين يوم تكريم الشاعر شهريار في يوم الشعر والأدب، فكانت إطلالته مميزةً في ما قدمه من معلومات وخواطر عن معايشته ومعاصرته للكبير شهريار.

بداية الندوة مع كلمة لمديرة الندوة الكاتبة والاديبة مريم ميرزادة , حيث اشارت الى أن الشاعر لم يكن شاعراً يحملُ عُقدةَ الظهور. بل كان درويشًا مولويَّ الطبعِ لا التطبُّع، يخرجُ ومعه المعنى الذي عثرَ عليه بعد ارتياضٍ روحيٍّ طويل، بالآلام العاطفية والتجارب المعنوية، فكفاهُ مؤونةَ رحلتِه وسلوكِه، حاملًا معه حقيبةً من كلماتٍ تقعُ في قلبِه كما كان يقولُ دائمًا، فلا يجدُ يديهِ الفقيرتين إلا وتكتبانها، ولسانَه إلا ويتمتمُ بها.
 
المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار

ثم تحدث المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار فاعتبر أن لقاءنا  اليوم  في الاحتفالٌ بالشاعر الإيراني الكبير، أمير الأدب والشعر المعاصر، محمد حسين بهجت أو كما عرف بإسم شهريار هو احتفالٌ أتى ربما متأخرًا عدّة أيام، لكنه واجبٌ إنسانيٌّ بحكم الثقافة وتاريخ الأدب، أن نعرّفَ بهذه القامة الشعرية التي لم تنل بعد ما تستحقه من نشر كلمتها وأدبها تحديدًا في العالم العربي. نحن بحاجةٍ إلى ترجمة أعمال هؤلاء الكبار، ضمن عملية التبادل الثقافي الذي نهدف إليه بين الفارسية والعربية وكل لغات العالم.

وأضاف الدكتور عباس خامه يار أن هذا اليوم تمّ تحديده يومًا وطنيًا للشعر والأدب، تحديدًا في ذكرى رحيل الشاعر شهريار، ليكون إحياءً للشعر والشاعر في نفس الوقت. وشهريار خير من مثّلَ الشعر الفارسي الأصيل.

وأشار الى أن شهريار، الشاعر المرهف، الذي ترك دراسته في الطب نتيجة صدمةٍ عاطفيّة، وتفرّغ للشعر والأدب، إمتازَ بشاعريةٍ عالية وإحساسٍ مرهف حتى في حياته. فنسمعُه حين يلقي قصائده بصوته، كيف يرتجف صوته متأثرًا، حتى أنه يبكي أثناء إلقائه بعض قصائده.

وشدد الدكتور عباس خامه يار على أن  سمة هذا الشاعر كانت الإحساس العالي والخیال الشعري العميق والرومانسية العالية إلى جانب التواضع والزهد، فكان لا يبالي بمظاهر الترف والظهور الاجتماعي، وإنما كان يعيش داخل عالمٍ من الكلمات والقصائد والخيالات الشعرية التي تنمّ عن شاعريةٍ حقيقية،كما تميز هذا الشاعر بإيمانه وعلاقته بالله، وبحبه لأهل البيت عليهم السلام، فكان ممن نظموا القصائد في أمير المؤمنين (ع) وفي أهل بيت الرسول، معبّرًا عن وفائه وعشقه لهم، حتى عرف بشاعر أهل البيت(ع).

وقد وصفه السيد القائد دام ظله، بأنه شاعر الثورة والحماسة، فلقد كان عارفًا ملتزمًا خرج شعره من صفاء باطنه الذي اشتغل عليه بالقراءة القرآنية والزهد والتقى. وقد جمعته بالقائد لقاءات وجلساتٌ شعريةٌ عديدة يسودها الأنس والودّ، حيث نظم قصائد معربًا عن محبته الكبيرة للقائد، مما عكسَ وفاء شهريار لأصل الثورة ورؤيته لها امتدادًا لمحبته لأهل البيت عليهم السلام.
 
الدكتورة دلال عباس الأستاذة في الجامعة اللبنانية والباحثة في الأدبين الفارسي والعربي

وبعد ذلك تحدثت الدكتورة دلال عباس الأستاذة في الجامعة اللبنانية والباحثة في الأدبين الفارسي والعربي  فقالت: عاش  الشاعر السيد محمد حسين بهجت التبريزي  الملقّب بشهريار في أوائل القرن العشرين الميلاديّ، وعاصر كبار الشعراء الإيرانيّين، بدأ قول الشعر طفلًا ، واستمرّ بالقول حتى الثمانين من عمره.

وأضافت أن شهريار كان من أهمّ الشعراء الإيرانيّين، وربّما كان شاعر الحبّ والغزل الأوّل في  إيران في القرن العشرين، ومن القلّة التي تُعدّ على الأصابع من الشعراء الذين قالوا الشعر الدينيّ في إيران قبل الثورة الإسلاميّة. أهمله النقّاد المعاصرون له: القوميّون العنصريّون المعادون للإسلام وللعربيّة التي أكثرَ من استخدامها في شعره. وأهمله النقّاد اليساريّون بسبب المضامين الدينيّة في شعره.

اضافت الدكتورة دلال عباس: بعد الثورة الإسلاميّة أُنجزت عنه بضع رسائل ماجستير في إيران، ورسالة ماجستير في لبنان أنجزها الدكتور شاكر كسرائي منذ عشرين عامًا  بإشرافي، وقد وعَدَنا الدكتور كسرائي حينها  بترجمة ديوانه، وحتى الآن لم يفعل لكَثرة مشاغله.

وعن نشر الشعر الفارسيّ المعاصر اشارت  الدكتورة دلال عباس الى ان شهريار تأثر  بشعر حافظ الشيرازي، كما أثّرتِ الثقافةُ العربيةُ الإسلاميةُ في حياة الشاعر محمد حسين شهريار وفي شعره، بحيث نرى في أشعاره و قصائده كثرة  استخدامه الأمثالَ والحكمَ والأقوالَ العربیةَ المأثورة،  و أورد فيها  معلومات عن الشعراء العرب وخصص أكثر من نصف ديوانه للقصائد التي تحدث فيها عن الإسلام  والقرآن ورسالة النبي محمد (ص) وأئمة اهل البيت ولا سيما  الإمام علي بن ابي طالب والحسين بن علي والأئمة من ذريتهما.
 
في ختام كلمتها  تحدثت الدكتورة دلال عباس عن شهريار الخطّاط الذي كتب  قصائد ديوانه بخطّ النسخ والنستعليق، كما أنّه بدأ بكتابة القرآن بخطّ النسخ  ولكنّه لم يُكمل كتابته بسبب شحّ بصره.
 
الباحث الايراني والمتخصص في فقه اللغة "علي اصغر شعر دوست"

والكلمة التالية كانت للدكتور علي اصغر شعر دوست من  ايران  الباحث والمتخصص في فقه اللغة والذي قال: السابع والعشرون من شهريور المصادف 18 سبتمبر، ومنذ ما يقارب العقدين من الزمن، سمّي بيوم الأدب والشعر الفارسي ويوم الشاعر الكبير شهريار في التقويم الإيراني. لقد كنتُ مَن اقترحَ وأقرَّ هذا اليوم، لماذا الشعر ولماذا شهريار؟

لا شكّ بأن الشعر هو أعلى وجوه الكلام التي يمكن التعبير من خلالها، الشعر في الواقع هو بيان الكلام الذي لا يُقال، وما يبقى من العواطف والأحاسيس الإنسانية.

وأضاف الدكتور شعردوست وبين كل الناس وكل الشعوب، يشكل الشعر مستوى متعاليًا من الكلام. لكن بين شعوب شرق الأرض عمومًا وإيران خصوصًا، كانت للشعر مكانةٌ عالية، حيث تصنف إيران مهدًا ومعهدًا لكبار الشعراء من أمثال الفردوسي، مولوي، العطار، سنائي، سعدي، حافظ في كل أنحاء العالم.
 
كان علينا نحن، أن نحدد يومًا في التقويم الإيراني، مخصصًا للشعر، ليكونَ مناسبةً لتكريم الشعر، وتقدير الشعراء الشباب، وإيجاد الفرصة لنشر المزيد من دواوين الشعر، وعمومًا للحديث عن الشعر والكتابة عنه.

وقال الدكتور شعردوست لكن في أي يومٍ من العام يكون هذا اليوم، فذلك كان من أهم المواضيع التي أرغبُ بشرحها في هذا المجلس اليوم. وهو لماذا قمتُ باختيار شهريار لهذا اليوم وهذه المناسبة ولم اقترحتُ هذا التاريخ؟

من الطبيعي أن أركان الشعر الفارسي من رودكي إلى فردوسي، إلى مولوي إلى العطار إلى سنائي إلى سعدي وحافظ والخيام، هم كبارٌ لكلٍّ منهم يومٌ خاص من التقويم السنوي حيث يكرّم هؤلاء الكبار وتتم مناقشة آثارهم ودراسة أعمالهم.
 
لكن في أصل الشعر، كان يجب أن يتم الحديث في مناسبةٍ تنسجم مع الشعر نفسه. من خلال دراساتي في مجال الأدب، اعتقدتُ أنّ هذه المناسبة يجب أن ترتبط بشاعرٍ معاصر.

من شعراء هذا العصر، من بين عدة أسماء مشهورة من نيما يوشيج، إلى سهراب سبهري، إلى فروغ فرخزاد وآخرين، كان هناك اسمٌ أكثر تجليًا من بينها جميعًا وهو اسم السيد محمد حسين شهريار التبريزي.

وشدد الدكتور شعردوست على ان تفوق شهريار على سائر شعراء عصرنا، يعود إلى أنّ شهريار رغم كونه محافظًا على التقاليد الأدبية الإيرانية، في الوقت الذي كان ينظم فيه الشعر الكلاسيكي الفارسي بكل أنماطه، من الغزل، القصيدة، المثنوي، الرباعيات، الملمعات وغيرها، كذلك قد شكّل بنفسه مدرسةً جديدةً بعنوان "الغزل المعاصر"، والقصائد التي نظمها شهريار على هذا الأساس، سميت بمدرسة شهريار في مجموعة دواوينه.

السبب الثاني هو أن شهريار عاصر في زمانه، كبار الأدب الفارسي وعايشهم، وحتى كبار ذلك العصر أثنوا على عظمة شهريار ومكانة هذا الشاعر الشاب حتى في عنفوانِ شبابه.

ولد شهريار عام  1907 م، أول دواوينه صدر عام 1932 أي حين كان عمره 25 عامًا، وقد قدّم له ملك الشعراء بهار قائلًا إنّ شهريار ليس نجمًا بل هو منظومةٌ في سماء الأدب الإيراني.  هذا حين كان عمره 25 عامًا. وفي هذا الديوان، أفرادٌ آخرون مثل سعيد نفيسي وبجمان بختياري كتبوا كذلك مقدمات.

في تلك الحقبة، عاصر شهريار وعايش كبارًا مثل جلال آل أحمد وسعيد نفيسي، وكان لهم سلوكٌ أدبيٌّ مشترك.

واشار الدكتور شعردوست الى انه في خلال فترة الثورة الإسلامية كذلك برز شهريار شاعرًا حيويًا في إيران. وقد كان لي شرف معرفة ومجالسة الأستاذ شهريار خلال العقد الأخير من عمره،  حيث كان يقول في عام 1979 م، كنت قد أصبحت عجوزًا وضعيفًا، كنت أنظم الشعر ولا أستطيع كتابته لا طاقة لي على ذلك. لكنه يقول إن الثورة الإسلامية أحيتني من جديد، وتجدد شبابي معها. وعلامة هذا الكلام أنه نظم ديوانًا ضخمًا آخر نشرته له بنفسي بعد انتصار الثورة.
 
والسبب الآخر الذي يجعلنا نحتفل بشهريار في يوم الأدب والشعر الفارسي، هو أنّ شهريار كان شاعرًا طاهر الباطن، عبّر منذ بدايات حياته الشعرية عن عقيدته في كلامه الشعرية. كان شهريار عاشقًا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وفي هذا الباب له قصائد يحفظه العامة والخواص، منها "يا علي أنت طير السعدِ جئتَ رحمةً.. فأنتَ آية الله في كل شيء.. ذاتك كنه الله يعبده في كل زمانٍ ومكان... إلخ". وقصيدة أو منظومة "الليلُ وعليّ" ومنظومة "مناجاة أمير المؤمنين" وغيرها من القصائد.

وجهٌ آخر من حياة شهريار تحدث عنه الدكتور شعردوست  فقال:كان ابتعاده عن قوافل السلطة. قبل انتصار الثورة الإسلامية، بينما كان شهريار شاعرًا بارزًا، وكما يقول صديقي الشاعر هوشنج ابتهاج، كان يقول في الخمسينيات والستينيات، حينما كانت المجلات والصحف تتراجع شهرتها ولا تحقق بيعًا، كان مديرو المجلات.

وأشار الى أن الأستاذ شهريار، كان كذلك مبدعًا بسائر الفنون الأخرى حيث كان خطّاطًا ممتازًا، يشهد لخطّه التحريري المتميّز كبار أساتذة الخطّ ويعدّونه ممتازًا، وفي الوقت ذاته كان أستاذًا متمرّسًا في خطّ الثلث والنسخ والنستعليق، وقد خطّطَ بخطّه جزءًا كبيرًا من القرآن الكريم.

في إحدى المرات، سألتُ الأستاذ شهريار، كل هذه المصاحف المطبوعة، ما الداعي لتحرير وكتابة كلام الله برأيك؟ قال: حين أكتبُ هذه الآيات النورانية بخطّ يدي، فإنها تستقرُّ داخل قلبي أكثر فأكثر، وفي مجال الموسيقى كذلك، كان الأستاذ شهريار من الموهوبين، طبعًا كان قد ترك العزفَ منذ شبابه، لكن بإفادة أهل الفن، فإنه كان متمرّسًا بالكثير من الزوايا المنسية للآلات الموسيقية الإيرانية بالكامل.
 
الصحافي، والمترجم، والأستاذ محاضر في جامعة قم  الچکتور شاکر کسرائي

من جهته، تحدث "الدكتور شاكر كسرائي" الصحافي، والمترجم، والأستاذ المحاضر في جامعة "قم" الايرانية عن محمد حسين شهريار أحد أشهر شعراء ايران التقليديين،  وأشار الى أن هذا الشاعر الذي حفظَ أشعاره العامةُ والخاصة، وذاع صيته في الافاق، وتُرجمت أشعاره الفارسية والتركية الى مختلِف اللغات  لقي من النقّاد تجاهلاً متعمّداً، بل ان البعض من النقاد هاجموه بسبب شعره العمودي. حتى ان أحد النقاد اعتبر أنّ زمن الشعر التقليدي قد انتهى، وان الشعر الحر هو المعيار الذي يُقاس به شخصية الشاعر.كذلك تجدر الإشارة الى أنّ الهجوم العنيف الذي تعرض له شاعرنا شهريار جاء بعد سنوات من منعه من قول الشعر، وحظر نشر اشعاره وقصائده، وطبع ديوانه في عهد النظام الشاهنشاهي (النظام الذي أطاحت به الثورة الإسلامية في إيران).

وأوضح أنه عاش شهريار حياته فقيراً معزولاً منقطعاً عن أصدقائه وأقاربه، لكنه وبعد سنوات من العزلة  والتَيه، وجد ضالته في التوبة وقراءة القرآن والعبادة. وكان منذ صغره يقرأ القرآن ويحفظ آياته، وكان في السنوات الاخيرة من عمره يسهر الليالي بقراءة القرآن والعبادة بعد أن ترك المخدرات والضرب على السيتار(آلة موسيقية تشبه العود العربي).

وعندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران كان شهريار أول المهنئين بانتصارها ووقف معها حتى الايام الاخيرة من حياته. وقد نظم قصائد كثيرة يمدح فيها الثورة وقائدها الامام الخمیني({ض)  وقوات حرس الثورة والتعبئة ويدعو الى نصرة النظام الاسلامي. وكتب قصائد عديدة يشيد بها بالمدافعين عن الوطن في وجه المعتدين.
وأشار الى أنه کان شهريار شاعر أهل البيت(ع)، ولا ابالغ اذا زعمت ان اكثر من نصف ديوان شعره متأثر بالقرآن واحاديث الرسول واهل بيته، ومخصّص لمدح الرسول (ص) والائمة من ذريته، مؤكداً أن ما يميز شهريار عن غيره من الشعراء الفرس هو نظمه الشعر بالفارسية والتركية وقد طُبِعَ ديوانه بالفارسية اكثر من ثلاثين طبعة ،كما ان شعره بالتركية نقل الى مختلِف اللغات الحية.
 
الأستاذة  في اللغة الفارسية في جامعة تشرين السورية، "الدكتورة ميرفت سلمان"

كما وكانت مداخلة للدكتورة ميرفت سلمان من  سوريا, الأستاذة  في اللغة الفارسية في جامعة تشرين السورية وعنوانها "الإشارات العرفانية والموروث الثّقافي في شعر شهريار" فقالت : لا يمكن بحالٍ من الأحوال تفصيل القول في شعر شاعرٍ مبدعٍ كشهريار في دقائق قليلةٍ، لذلك سأحاول في هذه العجالة الإشارة إلى مسألتين:

أوّلهما: الإشارات العرفانية في شعر شهريار: وهذا موضوعٌ شائكٌ يحتاج مطالعةً دقيقةً وقراءةً فاحصةً لأشعار الشاعر كلها خاصةً في المرحلة الثانية من رحلته الأدبية. وما سأذكره هنا ليس إلا محاولة للإضاءة على جانبٍ من جوانب شخصية هذا الشاعر و تجربته الشعرية و الروحية.
وأشارت الدكتورة ميرفت سلمان الى انه  عُرف عن شهريار أنسه منذ نعومة أظفاره بقراءة القرآن الكريم، و الأحاديث النبوية الشريفة، ونهج البلاغة، و التعمق في معاني ما جاء فيها، وكشف أغوارها، وحبه الكبير لآل البيت (عليهم السلام) و الاقتداء بهم والتخلّق بأخلاقهم. فظهر تأثير ذلك جليّاً على شخصيته وأشعاره ، ما حملته تلك الأشعار من معاني دينية و عرفانية.

كما كان لتعلّقه الشديد بأشعار حافظ الشيرازي ومكتبه العرفاني تأثيرٌ كبيرٌ ليس على أسلوبه الشعري فحسب بل أيضاً على تجربته العرفانية – الروحية قالت الدكتورة ميرفت سلمان ، فهو الشيخ المرشد الذي لم يفارقه في رحلة السير والسلوك. 

وفي ختام كلمتها قالت الدكتورة ميرفت سلمان:  يمكننا الوقوف على عظمة هذا الشاعر وموهبته الشعرية الفذّة من خلال انتشار أشعاره على ألسنة الناس على اختلاف ثقافاتهم، وانتماءاتهم، واهتماماتهم. فكما تتردد أشعاره في المحافل الأدبية والثقافية، ويتغنّى بها أهل الأدب والثقافة، كذلك يتداولها الناس البسطاء أي عامة الناس، ويتغنّون بها في مختلف مناسباتهم ويحفظونها عن ظهر قلب.
 
رئيس قسم اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية، "الدكتور حسن حيدر"
والكلمة الاخيرة كانت للدكتورحسن حيدر، رئيس قسم اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية فاعتبر أن شهريار من أعظم وأهم الشعراء المعاصرين في إيران والذين تحدثوا وكتبوا الشعر باللغة واللغة التركية أو الآذرية، هو محمد حسين بهجت أو شهريار هو من كبار وعظماء الشعر الفارسي المعاصر والذي ما زال حتى اليوم، يعني الكثير لأبناء الشعب الإيراني بمختلف طبقاته والذين يتوجهون إلى شعره ويقومون بقرائه أشعاره.

وأشار الى أنه كانت هناك علاقة كبيرة ووثيقة بين أشعار هذا الشاعر والإمام الخامنئي، أن الامام الخامنئي لم يتعرف شخصياً على شهريار ولم يقابله إلا بعد انتصار الثورة الإسلامية، لأن الإمام الخامنئي كان في مشهد وأيضاً شهريار كان في بداية حياته في مشهد وثم انتقل للعيش في مدينته اذربيجان، فالإمام الخامنئي كان يقرأ أشعار هذا الشاعر بشكل أساسي.

أضاف الدكتورحسن حيدر العشق الذي كان يملأ كلام هذا الشاعر والحب الذي كان يملأ أشعاره خاصة في الثلاثين عاماً وجه بشكل أساسي إلى القرآن الكريم حتى أنه كان يكتب القرآن الكريم ويخط القرآن وهو كان معروفاً بخطه الجميل. بالتالي يمكن أن نقسم شعر هذا الشاعر إلى قسمين حيث أن العشق لطبقة الشباب والناس العاديين الذين وصل إليهم بكلامه وأحاسيسه واستطاعوا أن يلامسوا هذا في كلامه وإحساسه، وبالتالي وجوده كشاعر مخضرم ما قبل الثورة وما بعدها وأنسه بالقرآن الكريم وفي الثلث الأخير من عمره كان محطاً للعشاق من عامة الناس الذين عانوا من مرارة العشق فكان يتوجه إليهم في شعره، وكان يتوجه بكلامه إلى العارفين وكان شاعر العاشقين والعارفين وبالتالي هذه القامة والهامة الكبيرة التي تعلق بها الإمام السيد علي الخامنئي وتعلق كافة أبناء الشعب الإيراني تُحيي ذكراها في كل عام وللأسف لا يوجد الكثير من تراجم أشعاره إلى العربية.

وختم الدكتورحسن حيدر كلمته بالقول أن المضامين الإنسانية والكلمات الخالدة لهذا الشاعر هي التي أوصلته إلى كافه بيوت الشعب الإيراني، ففي كافه الشوارع تتردد أشعاره في الحزن والعشق والحب والمحبة.


/110
https://taghribnews.com/vdcdoz0kzyt0xs6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز