تاريخ النشر2021 21 April ساعة 23:54
رقم : 500956

كتاب (الإسلام والإصلاح الثقافي)

تنا
الحاجة إلى مراجعات جذرية شاملة لأوضاعنا وأحوالنا على كافة الأبعاد. وينبغي أن يكون الإصلاح معبراً عن إرادتنا وتصوراتنا وضروراتنا. وان يكون الإصلاح في المجالين السياسي والديني وكذلك الثقافي.
كتاب (الإسلام والإصلاح الثقافي)
صدر عن مركز آفاق للدراسات والبحوث الطبعة الثانية من كتاب الإسلام والإصلاح الثقافي لمؤلفه زكي الميلاد.

وقد أورد الأستاذ زكي الميلاد في المدخل عن معنى الإصلاح الثقافي قائلاً: "أن الإصلاح الثقافي ناظراً لوجود خلل أو اعوجاج أو فساد في شبكة التصورات الذهنية، وهي الشبكة التي يمارس الناس من خلالها تأملاتهم وتأويلاتهم، وتحدد لهم معاييرهم الجمالية والتفاضلية، وتلبي لهم متطلباتهم الثقافية والمعنوية". ص15 وأضاف: "أن الإصلاح الثقافي يتحدد في ثلاثة اتجاهات: الأول: الذي يعطيه أولوية متعاظمة، بحيث يتقدم الإصلاح الثقافي على مختلف مجالات الإصلاح الأخرى تتفوق عليها. والثاني: الذي يحاول تفسير جميع مشكلات المجتمعات العربية والإسلامية على أساس ثقافي. وأما الثالث: لا ينكر أهمية وفاعلية الإصلاح الثقافي، لكنه لا يعطيه درجة عالية من الاهتمام". ص16

عن معنى مفهوم الكراهية قال  الميلاد: "هي امتزاج موقف فكري مع حالة نفسية، أو موقف فكري يتلبس بحالة نفسية. وتتجلى بهذا المظهر النفسي الذي يغلب عليه التوتر والانفعال، بشكل يحدث تنافر بين طرفي العلاقة". ص26

وعن أنماط الكراهية الدينية أورد الأستاذ الميلاد ثلاثة أنماط وهي: "الأول: ينشئ بسبب الاختلاف بين الأديان. الثاني: الذي ينشأ بسبب الاختلاف بين المذاهب الدينية، وفي إطار الدين الواحد. الثالث: ينشأ بسبب الاختلاف بين الجماعات والفئات في إطار المذهب الديني الواحد". ص27

كما وجاء في كلام الميلاد عن التعصب: "انه لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يجلب معه العداوة والبغضاء للآخرين، ويورث الاحتقان بين الناس والانقسام، ويتسبب في حلق النزاعات والخصومات، التي تهدر الطاقات وتضيع الإمكانات بدون طائل وبلا ثمرة وبلا نتيجة". ص54

كما قال الميلاد: "أن هناك ثلاثة عوامل يمكن تطبيقها على ظاهرة العنف، وهي: العامل الاجتماعي والاقتصادي، والعامل الديني والإيدلوجي، والعامل السياسي والعسكري". وان لكل من هذه العوامل نظريات تطبق عليه في محاولة لفهم وتفسير هذه الظاهرة، وتكوين المعرفة بمنطقها الداخلي". ص82

وعن ظاهرة الإلحاد انتهى الميلاد إلى أن "فولتير
الذي خاصم رجال الدين المسيحين الأقوياء وتمسك بالدين. وصاحب الفلاسفة الملحدين الأقوياء وتمسك بالدين. حدث ذلك في عصر انتصر فيه الفلاسفة على رجال الدين. وفي عصر انبثق فيه التنوير، ومع ذلك آمن فولتير بوجود الله ورفض الإلحاد، مطلقاً مقولة (أن الخرافة أفضل من الإلحاد)". ص108

وقال  الميلاد: "لكي نكسب عصر الإصلاح علينا أن نعرف ماذا نريد على المستوى النظري لكي نكتسب الحكمة والرؤية الواضحة. وان نحدد الشروط والمتطلبات على المستوى العملي لكي نكسب الإرادة والعزيمة. وفي هذا الشأن يمكن الحديث عن: الحاجة إلى مراجعات جذرية شاملة لأوضاعنا وأحوالنا على كافة الأبعاد. وينبغي أن يكون الإصلاح معبراً عن إرادتنا وتصوراتنا وضروراتنا. وان يكون الإصلاح في المجالين السياسي والديني وكذلك الثقافي. وان الإصلاح الحقيقي يبدأ من مصالحة مع الأمة، وعودة الدولة إليها. لا شك أن الإصلاح بحاجة إلى برنامج منظم ومدروس بعناية. كما ينبغي علينا البرهان على عدم تعارض بين الإسلام والديمقراطية، وبين الإسلام والتقدم". ص119

ولكي يتمكن العالم الإسلامي من إطلاق الحركة التنويرية، كما ذكر الميلاد: "فانه بحاجة إلى التضامن مع ذاته في مجابهة الأسباب التي جعلت العالم ينظر إليه وكأنه مصدر ومنبع لأفكار الكراهية والتعصب والتطرف والعنف، وانه مصدر خطر وتهديد لأمن وسلامة المجتمع الإنساني". ص195

ولكي يكون للتسامح الإسلامي كل القوة والفاعلية والتجلي، كما قال  الميلاد: "حينما يتحول إلى موقف إنساني ثابت والتزام أخلاقي راسخ ومصدر للاستلهام. وحينما يكون هناك تضامن من اجل التسامح". ص237

ويقول  الميلاد: "أننا أمام مهمة كانت تستدعي منا التحول والانتقال إلى إعادة اكتشاف الآخر والتواصل معه والتعرف عليه. ولإنجاز هذه المهمة يتطلب الالتفات إلى: أن الخطاب الذي يلغي الآخر ليس باستطاعته أن يبني وحدة وطنية، أو يشكل نسيجاً مجتمعيا متماسكا، ولا أمة متفاعلة ومندمجة في المجتمع الإنساني". ثانيا: وعلينا أن نتخلى عن الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا فنبالغ في تزكيتها. وفي الطريقة التي ننظر بها إلى الآخر فنبالغ في تجريحه". ثالثا: لا بد من مراجعة وتصحيح المفاهيم التي كرست القطيعة والصدام مع الآخر. رابعا: التأكيد على البعد الإنساني والأخلاقي في النظر مع الآخر والعلاقة معه. خامساً: التحول والانتقال من حالة الأحادية إلى التعددية التي توفر الفرصة للتواصل مع الآخر". ص252

وعن العبور إلى زمن الإصلاح قال الميلاد في الخاتمة: "أن مقولة الإصلاح باتت تمثل حالة التقاء بين مختلف الخطابات الثقافية والسياسية، وباتت المقولة التي يكاد الجميع يتحدث عنها. فهي الأكثر حضوراً وتداولاً وتأكيداً في الأحاديث والنقاشات والكتابات". ص274
 
https://taghribnews.com/vdcen78npjh87oi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز