تاريخ النشر2020 18 December ساعة 22:08
رقم : 486290
رائد الوحدة الاسلامية وشيخ التقريب

فی ذكرى العام الخامس لرحيل أول أمين عام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

تنا
الفقيد الراحل اية الله الشيخ واعظ زاده كان يؤمن بالوحدة والتقريب كمبدأ لا تصح المساومة عليه ولا التراجع عنه، فكما لا يمكن التساهل في مبدأ توحيد الله تعالى، كذلك لا يمكن التساهل في مبدأ وحدة الأمة، فهما مبدآن متلازمان حسب ايمانه ورؤيته.
الفقيد الراحل اية الله واعظ زاده الخراساني يلتقي محمد الفحام شيخ الأزهر في 1971 مـ
الفقيد الراحل اية الله واعظ زاده الخراساني يلتقي محمد الفحام شيخ الأزهر في 1971 مـ
فی ذكرى العام الخامس لرحيل أول أمين عام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأحد دعاة تقريب المذاهب الإسلامية بين السنة والشيعة  آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني :

كان الفقيد الراحل يدعو الى الأمة الاسلامية الواحدة  و اعتبرها من ضرورات الدين الاسلامي و أن المسلمين أمة واحدة استناداً الى الآية الشريفة: (إنَّ هذه أُمَّتكم أمة واحدة وأنا ربُّكم فاعبدون)  فهي أمة إسلامية واحدة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يكرر وصف “أمتي”، فمن يفعل كذا ليس من “أمتي” وشرط الانضمام الى “أمتي” هو القيام بالفعل الفلاني وهكذا.

واستعمل القرآن الكريم كلمة “الأمّة” بمعان مختلفة ذكروا منها مطلق الجماعة، ومنها الإمام والقدوة: (إن ابراهيم كان أمة قانتاً).

فالجماعة التي تتبع باسم الإسلام إماماً واحداً – بالمعنى اللغوي العام – هو الرسول الأكرم – (صلى الله عليه وآله) هي أمة الاسلام.

والمسلمين – من أي لون وقومية وعنصر وقبيلة ومن أهل أي لغة ومن شرق الأرض أو غربها – يشكلون جميعاً أمة واحدة هي الأمة الاسلامية الواحدة.

وحدة الامة الإسلامية وهو محور كلامه (رحمه الله)، يقول تعالى: (إنّ هذه أمّتكم أمة واحدة) وقد ورد تفسير هذه الآية – بحسب سياقها – على نحوين:

فقال البعض: إنها تخاطب أتباع جميع الانبياء، لأن الآيات السابقة لها تناولت الانبياء الآخرين، ثم وجهت لاتباعهم الخطاب الوارد في هذه الآية، كما أن الآيات اللاحقة لها تصدّت للاختلاف: (وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون) .

فاذا أخذنا بهذا التفسير للآية، جعلناها من الآيات المتحدثة بشأن وحدة الأديان السماوية، لأن الخطاب – على حسب هذا التفسير – موجّه لاتباع جميع الانبياء، فالآية تدعوهم الى عبادة اللّه وحده، لأن التوحيد للّه في العبادة هو –  أساس الوحدة بين الاديان السماوية، وختام الآية الكريمة (أي الدعوة لتوحيد اللّه في العبادة) يؤيد هذا التفسير.

وتوجد تعبيرات أخرى عن موضوع الوحدة الإسلامية، كما يوجد مفهوم آخر هو “الأخوة الإسلامية” ، الى أن الوحدة الإسلامية أو وحدة المسلمين ذات أبعاد سياسية واجتماعية بالدرجة الأولى، أما الأخوّة الإسلامية، فذات بعد عاطفي بالدرجة الاولى، فالمسلمون مدعوون الى أن يتعاملوا وفق عواطف الاخوة.

القرآن يدعو أولاً الى الاعتصام بحبل اللّه وعدم التفرق، ثم يخاطب المسلمين في صدر الإسلام بالتذكير بأنّهم كانوا أعداء، فألف اللّه بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته إخواناً.

فالاخوة تعني ألفة القلوب وانسجام المشاعر والعواطف، وهي فرع من الرأفة الإسلامية. والمسلمون ينبغي أن يكونوا كالإخوة في مشاعرهم والألفة العاطفية، مثلما يجب أن يكونوا متحدين في الميادين السياسية وعالمها المضطرب، وفي المجالات الاجتماعية والاقتصادية والقضايا العامة وفيما يرتبط بأحكام الشريعة وفي وحدة المصير.

لقد اهتم القرآن كثيراً بالوحدة الإسلامية، ولم يترك تبيان شيء يعين على تحققها وترسيخها بين المسلمين بما يضمن سعادتهم كما يتضح للمتدبر في الآيات الكريمة والذي يسعى لتعرف دقائقها، ولكن المسلمين غافلون عنها، فقد ابتعدنا عن القرآن، نحن بعيدون عنه حتى عندما نتلوه وعندما يفسره لنا المفسرون.

فمثلاً لم نرى  من يفرق بين الوحدة الإسلامية والأخوة الإسلامية أو بين توحيد المسلمين والتقريب بين المذاهب وهما قضيتان مستقلتان، وإن كانتا مترابطتين، فالتقريب بين المذاهب مقدمة للوحدة.
 
إذن; المسلمون امة واحدة، وهذه من بديهيات الإسلام، وهي تعني أن عليهم أن يحفظوا أواصر الوحدة بينهم، وسبيل تحقيق ذلك على حسب ما بيّنه القرآن الكريم في قوله تعالى: (واعتصموا بحبل اللّه جميعا) لا ينحصر في وقوفهم في صف واحد فقط.
 
فليست هذه هي الوحدة، بل يجب أن يلتفوا حول محور واحد ويتمسّكوا بحبل واحد هو “حبل اللّه”، وقد وردت آراء عديدة في تفسير المقصود منه كالقول بأنه القرآن أو الدين، أو الإسلام، أو الأحكام.

هذا الأصل العام المشترك هو الاشتراك في العقيدة، إذ أن للوحدة الإسلامية أساسين; الاول عقيدي والثاني عملي، و “الأصل العام المشترك” المبادئ الإسلامية الثابتة التي يجمع عليها المسلمون كافة، وثبتت بالقرآن والسنة و المسلمين جميعاً للاقرار بها، فهم جميعاً يؤمنون بالتوحيد والنبوة والمعاد وبوجوب الصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أصول الدين المتفق عليها ثلاثة: التوحيد والنبوة والمعاد; وما عداها من الأمور المختلف عليها بين المذاهب هي من الاصول المذهبية; فلكل مذهب أصول خاصة به.

جوانب من سیرته الذاتية رحمة الله عليه :

الفقيد آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني من مواليد ۱۳۴۳هـ ق في مدينة مشهد المقدسة ومن أسرة علمائية. بدأ دراسته في حوزة النجف عام ۱۹۳۹م، درس المقدمات (الصرف والنحو والمنطق) عاد عام ۱۹۴۲م مع والده إلى إيران وواصل دراسته في مدينة مشهد إلى العام ۱۹۴۹م.
 
وفي مشهد، درس بقية “المطوّل” و”شرح اللمعة” وكذلك “الرسائل” و”المكاسب” و”الكفاية”. درس المكاسب والكفاية عند المرحوم الحاج الشيخ هاشم قزويني (الذي كان من كبار أساتذة مشهد)، كما حضر درسه في البحث الخارج (المراحل العليا) و درس الأصول إلى أواسط البحث الخارج من “الكفاية” والفقه إلى آخر كتاب الطهارة تقريباً.
 
كان أبوه، الحاج الشيخ مهدي واعظ زاده الخراساني، أحد الخطباء المعروفين في خراسان، وكان يُعرف بمعلوماته الحديثية.
 
وفي مرحلة السطح (المرحلة المتوسطة)، درس على يد أساتذة آخرين كالحاج الشيخ كاظم دامغاني والحاج ميرزا أحمد مدرس يزدي والحاج الشيخ حسين بجستاني.

وفي مشهد أيضاً حضر مدة سنة درس البحث الخارج في الأصول للمرحوم الحاج ميرزا أحمد أقا زاده (كفائي) ابن الآخوند الخراساني. كما شارك بضعة أشهر في درس البحث الخارج للمرحوم الأقا السيد يونس أردبيلي الذي كان قد قدم إلى مدينة مشهد حديثاً آنذاك وكان يلقي دروس البحث الخارج لـ “رسائل” الشيخ الأنصاري.

ذهب واعظ زاده الخراساني عام ۱۹۴۹م إلى قم وواصل دراسته فيها إلى عام ۱۹۶۰م، خلال هذه السنوات حضر دروس البحث الخارج في الفقه والأصول والرجال لآية الله العظمى البروجردي. و آية الله العظمى الکلبايکاني والبحث الخارج في “المكاسب” لآية الله الحاج السيد محمد حجت.

وكان يباحث هذا الدرس مع آية الله السيد علي السيستاني الذي هو الآن من أكابر العلماء ومراجع النجف. كما حضر فترة ما درس البحث الخارج في خيارات “المكاسب” لآية الله السيد صدر الدين الصدر كما حضر درسا لبحث الخارج من الاستصحاب إلى آخر الأصول للإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ في مسجد المحمدية.

 الفقيد الراحل ایة الله واعظ زادة  كتب عدة مؤلفات حول موضوع الوحدة والتقريب، كما كان ذلك مادة حديثه في كل المجالس والملتقيات العلمية التي يشارك فيها، وحين تأسس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران كان أمينه العام لسنين عديدة.

منها :

1 ـ الفرق بين الحق والحكم في الفقه الإمامي.
 2 ـ أسس التقريب وسبله.
 3 ـ المراكز الحضارية في العراق ودورها التقريبي بين المذاهب الإسلاميّة.
4 ـ الحج في السنّة.
 5 ـ نقد لمقال (الحديث عند الشيعة).
 6 ـ رسالة الأمين العام الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني إلى الشيخ ابن باز.
 
العلامة الفقيد الشيخ واعظ زاده  کماذكرنا  کان في خدمة القرآن الكريم، حيث أدار قسم القرآن لمجمع البحوث الاسلامية في مشهد، واشرف على اصدار اهم انجاز علمي في التاريخ الاسلامي في مجال فقه لغة القرآن، بعنوان (المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته).

وهذا المعجم يتناول كل الفاظ القرآن، من حيث اشتقاق كل لفظ ومعناه ومضمونه البلاغي، واستخداماته في جميع الآيات القرآنية، مع نقل كل النصوص اللغوية والتفسيرية.و هذا المعجم قد طبع منه أكثر من ثلاثين مجلدا ضخمًا، ولا يزال العمل جاريا في اكمال المشروع، الذي يقدر له ان يصل إلى اكثر من خمسين مجلدا.

و قد صرف العلامة ایة الله واعظ زاده  جلّ وقته واهتمامه إلى ما قبل وفاته بأيام في البحث والتدقيق والمتابعة لخدمة هذا المشروع القرآني العظيم. و الامة الاسلامیة  .

و قد انتقل الى رحمة الله آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني في مدينة مشهد المقدسة في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الثاني) سنة 1996م  وهو أول أمين عام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأحد دعاة تقريب المذاهب الإسلامية بين السنة والشيعة.

وقال سماحة الامام الخامنئی  فی رسالة التعزیة بهذه  المناسبة :

ببالغ الأسى والحزن تلقيت نبأ رحيل العالم الجليل المرحوم آية الله الحاج الشيخ محمد واعظ زاده خراساني رحمة الله عليه. لقد كان هذا العالم العظيم والدؤوب وثاقب الفكر من الرجال ذوي الهمم العالية والفكر الشامل حيث تلقى العلوم الإسلامية مثل الفقه والحديث وعلم الرجال من المرحوم آية الله العظمى بروجردي (أعلى الله مقامه) الذي يعد من أفضل الأساتذة في هذه العلوم  ولقد أمضى الفقيد عمره الزاخر بالبركة بالأبحاث والعلوم القرآنية والتاريخ وعلم الكلام. إن نتاجاته وأبحاثه تعد إحدى المفاخر العلمية في الحوزات العلمية وستكون موضع الاستفادة المستدامة من قبل العالم الإسلامي إن شاء الله.
أتقدّم بالعزاء من أبنائه الأعزاء وكافة أقربائه والناهلين من علمه وتجاربه بمناسبة رحيل عالم جليل لم يبتعد عن العمل والسعي العلمي رغم كبر سنّه وأسأل الله له الرحمة والمغفرة.
 
و من بعض انجازات  الفقید الراحل ایه الله واعظ زاده :
 
عضو مجلة “مكتب اسلام”
 
التعاون في جمعية جمع الحديث التي أسسها المرجع الديني آية الله البروجردي في قم بمدة 7سنوات
أمين مؤتمر ألفية الشيخ الطوسي في جامعة مشهد
 
عضو رابطة التأليف والترجمة في جامعة مشهد
 
عضو اللجنة الثقافية لمؤتمر العالمي لأهل البيت وعضو مجلس البحوث في جامعة الالهيات عام1369 ش.
 
مؤسس جامعة المذاهب الإسلامية وأول أمين سر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية و
 كذلك رئيس جامعة المذاهب الاسلامیه  ووو......
 
فسلام الله عليه يوم ولد و ترعرع بهدي القران الكريم  وسعى للتطبيقها بالدعوة الى و الوحدة الاسلامية و (والاعتصام بحبل اللّه )  ويوم توفي ويوم يبعث حيًا.
 
 
 اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdci3qa5ut1avr2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز