تاريخ النشر2019 10 February ساعة 22:12
رقم : 400001
في ذكری الاربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران

الامام الخميني (رض) رائد من رواد التقريب بين المذاهب الاسلامية

تنا
أكّد مفجر الثورة الاسلامية الإمام الخميني (قدّس سرّه الشريف) بأن الوحدة هي خلاصٌ للمسلمين وبديلاً عن التفرقة التي تمزِّق بلادهم, "إننا نعلن وحدة كلمة المسلمين, ولو توحدت كلمة المسلمين لما أمكن للأجانب أن يتسلّطوا عليهم, فالفرقة بين المسلمين هي التي ادت الى هيمنة الأجانب علينا.
الامام الخميني (رض) رائد من رواد التقريب بين المذاهب الاسلامية
أثبت سماحة الإمام الخميني(رض)  انه من الممكن تحقيق الأمة القرآنية والإسلامية عبر وجود قيادة حكيمة ودعم شعبي للحكومة
وان إنجازات الثورة الإسلامية الإيرانية لا زالت متواصلة في مجال التقريب. و قد أثرت  أفكار الإمام الخميني الراحل (قدس) علي قلوب المسلمين في أرجاء العالم بعد إنتصار الثورة الإسلامية و مختلف جوانب شخصية الإمام الخميني الراحل (قدس) بما فيها الجوانب العرفانية والمنطقية والعلمية والفقهية والإجتماعية قد تركت أثرا كبيرا علي صحوة العالم الإسلامي.
التقريب بين المذاهب الإسلامية يمهد الأرضية لتحقيق الوحدة الإسلامية مؤكدا علي ضرورة تحديد القواسم المشتركة بين مختلف المذاهب الإسلامية وبلورة خطاب عام علي أساسها في سبيل تيسير تنفيذ البرامج الإسلامية بالتعاون مع أتباع سائر المذاهب
و ان الخطاب المنطقي له تأثير خاص علي القلوب والأفكار، ويؤدي الي مضاعفة التطلع للحرية ومعرفة الإسلام في العالم'.
لقد بات من الواضح ان مسالة التقريب بين المذاهب الاسلامية وتوحيد صفوف الامة امام اعداء الاسلام امل من الامال التي يتطلع اليها كل المصلحين الذين ظهروا في العالم الاسلامي، ولا يخفى حجم مسؤولية اولي الامر في الدول الاسلامية والدور الذي يمكن ان تلعبه الحكومات في تحقيق التعايش الاخوي بين المنتمين الى المذاهب المختلفة، وتحد من انتشار ظاهرة التعصب المذهبي وحصرها في حدود ضيقة لا تسيء الى سمعة الاسلام، وتحقق المصلحة الجماعية للمسلمين . ومما لا شك فيه ان نقل صورة  للاسلام يحتاج الى تعاون بين مختلف العلماء من مختلف المذاهب الاسلامية. وقد بذل بعض القادة والعلماء والمفكرون جهودا مشكورة كبيرة في هذا السبيل. كما شهدت القرون الاولى وحتى القرن السادس الهجري تلاقحا فكريا واسعا بين العلماء وحملة الحديث من مختلف المذاهب الاسلامية فكانت هناك الندوات والمناظرات العلمية المختلفة والتي غلب عليها طابع الموضوعية والبحث العلمي، كما نرى حضور وتلمذ رواد العلم على اختلاف مذاهبهم عند من يعرف بالعلم والمعرفة وان لم يكن على مذهبه . وقد يتصور البعض ولاول وهلة ان الهدف من الدعوة الى التقريب بين المذاهب الاسلامية هو نبذ المذاهب المختلفة واعتناق مذهب موحد، او ا ن ذلك يعني خروج طائفة من المسلمين عما اعتقدته من المسائل العبادية والعقائدية والدخول في معتقدات لمذهب جديد . لكن الهدف الاساس والحقيقي الذي نتوخاه وكل المخلصين، هو دعوة المسلمين كافة الى ما امر الله تعالى به من التمسك بحبله المتين، وبث روح الاخوة والتحابب والتوادد، ونبذ عرى التفرقة من تكفير واتهام بالشرك .
الدين الواحد والأصول المتشابهة هي من أهمّ القضايا في التقريب بين المذاهب. والاختلافات الكلامية والفقهية و هكذا التفسيرية ناشئة من طبيعة هذه العلوم النظرية و ليست من المذاهب نفسها، و مثل هذه الاختلافات طبيعية ولا يمكن تجنبها و بالتالي على المفكرين الإسلاميين أن يعذروا بعضهم البعض في المسائل المختلف فيها حتى لا يحتشدوا ضد بعضهم البعض.
و من حسن الحظ ، كل المذاهب الإسلامية وأتباعها يحبون آل النبي (ص)، ويوقرونهم، حيث أن العديد من أهل السنّة قد كتبوا كتباً عن فضائل آل النبي (ص) ومحبتهم. ويقبلون المرجعية العلمية لأهل البيت ، الأمر الذي يساهم في الوحدة بين الشيعية والسنة.
و من جانب اخر إنّ الإيمان بأصالة الكتاب والسنة متفق عليه بين جميع المذاهب الإسلامية والكل يرجع إلى القرآن في فتاواه و القضايا الشرعية فالقرآن حجر أساس الوحدة و لذلك إذا وضعنا القرآن ميزاناً و مقياساً يقاس به الأعمال فإنه يتم حسم النزاع من العديد من الخلافات والمشاكل..
وهناك عنصر آخر هامّ لنجاح التقريب بين المذاهب الإسلامية و هو سلوك مسلك الوسطية، لأنّه يمكن لكل مذهب مع مضي الزمن أن يعاني من الإفراط والتفريط، حيث يضيف بعض أتباع المذاهب بعض الأصول والفروعات إلى مذاهبهم أو يفسرون أصولهم و فروعهم المذهبية على أساس العصبية ووفقاً لذلك يحسبون الذين لا يندرجون تحت إطارهم المذهبي خارجاً من الدين والتدين. واليوم يستقبل تيارات إسلامية لهذه التفسيرات المتطرفة. مهما تكن نتائج نقاش علمي وتاريخي يجب ألا تؤدي إلى المشاركة العملية والعداء وسفك الدماء بين المسلمين و ألّا يؤثر في ضعف الإسلام لأنّ أيّ ضعف بغض النظر عن اسمه يضر بالعالم الإسلامي. أفضل طريقة لتوحيد المسلمين هي تجنب اسفزاز العواطف والاحترام المتبادل لآراء الآخرين.
و من أحد الأساليب الهامة لتقريب المذاهب الإسلامية هو إنشاء نظام تعليمي مختلط من طلاب الشيعة والسنة وتعليم الآراء الدينية بطريقة مقارنية. .
القرآن الكريم والسنة النبوية هما الأساس المشترك بين المذاهب الإسلامية والفرق الدينية. يتفق أتباع المذاهب الإسلامية على القرآن الكريم والسنة النبوية كمصدر غني و قيّم للفقه والأحكام الإسلامية و تقوم جميع الفرق والمذاهب الإسلامية على مركزية هذين المصدرين القيمين و موروث النبي الكريم كجزء من العائلة الإسلامية. لذلك ، فإن تسليط الضوء على هذا المحور المشترك يعوق الطريق إلى نوع من الحركة الخلافية التي تفصل بين الأمة الإسلامية. إنّ الفروع الفقهية التي يختلف فيها الفقهاء الإسلامي في ضوء آرائهم المشتركة حول مركزيّة القرآن والسنّة أبسط و أقلّ أهميّة أن يعترض في وجه حلقة الوصل الإسلامية المستحكمة. لذلك ، يجب على جميع علماء الدين والمفكرين المسلمين التأكيد على هذا المحور الكبير ويعاملوا مع جميع الفرق الإسلامية التي تؤمنون بالموروث العظيم لرسول الإسلام الكريم معاملة الأخوة الدينية ويحترموا بعضهم البعض..
 
و يشكل العالم الإسلامي جزءًا كبيرًا من الجغرافيا الإنسانية والسياسية للعالم. تمتلك الأمة مصيرًا اجتماعياً مشتركاً في هذه الجغرافيا الكبيرة. إذا نظرنا إلى المعقتدات الإسلامية فنرى أنّ إحدى واجبات المسلمين تتمثّل في الاهتمام بشؤون المسلمين والاعتناء بالظروف المتأزّمة للمسلمين في شتى اجواء العالم. لأن المسلمين بأمر من النبي الكريم حيث يقول: "من اصبح ولم یهتم بامور المسلمین فلیس بمسلم" يلزمون على أنفسهم الشعور بالمسؤولية والمشاركة في الآلام ومعاناة إخوانهم المسلمين. إن توسيع وتدعيم روح التعاطف والمصير المشترك سيوفر في نهاية المطاف مزيداً من التماسك والوحدة العملية للمسلمين.
ويواجه العالم الإسلامي والأمة الإسلامية اليوم تحديات عل صعيد السياسية والاقتصادية والثقافية مشتركة. يشكل التهديد الثقافي الذي يتحدى المعتقدات الدينية للمسلمين أحد أهم التحديات العالم الراهن الذي يتحدى الفكر الإسلامي برمته. وهذه التهديدات تعبر الحدود الجغرافية والوطنية والدينية والعرقية ، وتشكك في الهوية المشتركة للأمة الإسلامية ، والتي هي ، بطبيعة الحال ، التدين والالتزام بنظام القيم الإسلامية. وتنبيه المسلمين والكتاب والعلماء بهذه التحديات المشتركة، يحذرهم الخوض في الخلافات البسيطة وينبههم بالدفاع المشترك والشامل للنظام الإسلامي والمعتقدات الدينية.
لا شك أن التفاعل الفكري وتضارب الآراء بين العلماء الشيعة والسنة هو أحد العوامل التي تمنعهم من اتخاذ مواقف سلبية تجاه بعضهم البعض. ولتحقيق هذه الغاية ، فإن عقد لقاءات علمية مشتركة بين العلماء الشيعة والسنة لتقديم وجهات النظر والآراء الإسلامية والدينية سيلعب دوراً هاماً في خلق الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية. إن الفهم الصحيح للآراء الفقهية والدينية للعلماء المسلمين من الشيعة والسنة سيساعد في نهاية المطاف على توسيع نقاط المشاركة ويقلل من الاختلافات الطفيفة في القضايا الفقهية ويهيئ الأرضية لتحقيق الأخوّة الإسلاميّة.
وتعد الحياة العلمية والاجتماعية لأئمة الإسلام نموذجًا فعالاً وقيّماً للتفاعل الاجتماعي؛ إذا لم يختلف أئمة المذاهب الإسلامية حول القضايا الفقهية، فإن الفقه الإسلامي ربما لم يستمتع بهذا الرقي والدينامية. وبالنظر إلى مركزية القرآن والسنة ، فقد نظروا إلى الاختلافات في طرق الاجتهاد والآراء الفقهية بعين التقدير ونظروا إلى الآراء المخالفة مع الاحترام. وإذا كانت الأمة الإسلامية وعلماء الإسلام اليوم ، في القضايا الفقهية المختلف فيها ، يولون اهتمامًا لآراء بعضهم البعض بشأن مبدأ الاحترام المتبادل والعذر الشرعي ، فإن الاختلاف الفقهي يوجب مجالات نمو الفقه الإسلامي.
                                                    

في مايلي  جوانب من السيرة المختصرة لمفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رحمة الله عليه):
هو السيد روح الله ابن السيّد مصطفى الموسوي الخميني,وُلد في في العشرين من جمادى الثانية ١٣٢٠ﻫ بمدينة خمين في إيران, وتتلمذ على أيدي ثلة من العلماء الأفاضل أمثال الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، السيّد حسين الطباطبائي البروجردي، أخوه السيّد مرتضى المعروف ببسنديده، الشيخ محمّد رضا النجفي الإصفهاني، السيّد أبو الحسن الرفيعي القزويني، الشيخ جواد آقا الملكي التبريزي، الشيخ محمّد علي الشاه آبادي، الشيخ محمّد علي البروجردي، الشيخ أبو القاسم الكبير القمّي، السيّد علي اليثربي الكاشاني.
 
قضى الإمام الخميني (قدس سره الشريف) في خدمة الإسلام والمسلمين, وكان شغله الشاغل الوحدة الإسلامية التي عمل جاهداً على تطبيقها, فمعه عرفت الامة الإسلامية الألفة والمحبة, حيث أعلن التاريخ الممتد من الثاني عشر من ربيع الأول وحتى السابع عشر منه أسبوعاً للوحدة الإسلامية, ومنذ ذلك الوقت أُعتُبر الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف) رائداً للوحدة الإسلامية.
 
فقد اعتَبر الإمام الخميني الوحدة تكليفاً ومسؤولية شرعية بقوله "إننا اليوم مكلفون, أيّاً كان الزيّ الذي نرتديه أو العمل الذي نمارسه, بتجنب اختلاف الكلمة والحرص على الوحدة الإسلامية, التي يوصي بها الكتاب والسُّنة على الدوام, وان نجعل كلمة الحق هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى".
 
كما قال بأن الوحدة تجعل من المسلمين متعاضدين ومتكاتفين " ان هدفنا من الوحدة بين المسلمين سواء الشيعة او السنة، وبين الشعوب هنا أو الحكومات, هو أن يكونوا مع بعضهم بعضا. إذا كان المسلمون متعاضدين فإن أحداً لا يستطيع الإعتداء عليهم, لأنّهم مليار مسلم بثروات هائلة وأموال كبيرة.فما الذي يجعلنا تحت سيطرة قوتين عظميين, على الرغم من امتلاكنا لهذه الثروات والأراضي الشائعة؟".
 
كما أكّد الإمام الخميني(قدس سره الشريف) بأن الإسلام هو الجامع بين المسلمين لذلك فالعمل وفق الفقهاء لا يلغي وحدة الهدف لدى المسلمين, ولا يؤدي إلى التناقض بينهم "بعض المسلمين شيعة وبعضهم سنة, وهذا حنفي وذلك حنبلي والآخر إخباري. في الواقع إنّ طرح هذه الأمور ليس صحيحاً, ولا يجب أن نشير إلى أمور كهذه في ظلّ مجتمع يسعى جميع أفراده لخدمة الإسلام وعزّته.
 
فالجميع اخوة في الدين, والفرق الوحيد بينهم هو أن البعض عمل بفتوى معينة فصار حنفياً, والآخر شافعياً, والثالث شيعياً, وهذا كله ليس مسوغ للإختلاف, فنحن إخوة ولا يجب أن نختلف فيما بيننا وعلى كل الإخوة من شيعة وسنّة أن يحترزوا من وقوع الإختلاف".
 
دعا الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف) إلى صلاة الجماعة سنّةً وشيعة كترجمة عملية لموضوع الوحدة, فهي تعمل على زيادة الُلحمة بين المسلمين, "يجب على الأخوة الإيرانيين والشيعة من بقية البلدان, اجتناب الممارسات الجاهلة التي تقود إلى زرع التفرقة بين صفوف المسلمين, كما ينبغي لهم حضور جماعات أهل السُّنة, والإمتناع عن إقامة صلاة الجماعة في المنازل, ووضع مكبرات الصوت خلافاً للعرف العام, كذلك ينبغي الإمتناع بنحو مؤكّد عن الإرتماء على القبور المطهّرة, وكذا الأفعال التي قد تتعارض أحياناً مع الشرع".
 
وفي موضوع الحجّ عالج الامام الخميني (قدّس سرّه الشريف) مشكلة الوقوفين في عرفة والمزدلفة, "أدّوا الطواف بالنحو المتعارف الذي يؤديه جميع الحجّاج, واحرصوا على اجتناب ممارسات الجهلة, والأفعال التي تسيئ إلى المذهب وتضعفه, وإن متابعة حُكم قضاة أهل السنة في الوقوفين ضروري ومجزٍ, حتى ان كنتم تقطعون بخلافه".
 
واعتبر الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف) أن الوحدة بين المسلمين تؤدي إلى نصرهم, وما الفرقة بينهم سوى دلالة على هزيمتهم, "في الزمن العثماني, وحيث كانت للمسلمين حكومة قويّة تقريباً, وكانت (الحكومة العثمانية) قوة تحارب اليابان أو الإتحاد السوفياتي أحياناً وتنتصر عليهم مع ذلك ولخوف الأجانب من هذه الوحدة, فإنّهم عندما انتصروا في الحرب العالمية الأولى, قطّعوا الحكومة العثمانية إرباً إرباً, وعيّنوا شخصاً على كل قطعة, وسعوا لإيجاد العداوة بين الحكومات, لانّهم كانوا يعملون إذا اتحد المسلمون مع هذه الثروات, وهذا العدد الضخم, فلن يبقى هناك نصيبٌ لأمريكا والغرب, وربما كان المسلمون يهددونهم. ولذلك فإنهم جعلوا الحكومات خصماء مع بعضها, وكان (رؤساء الحكومات) مأمورين من قبلهم.
 
كما أكّد الإمام الخميني(قدّس سرّه الشريف) بأن الوحدة هي خلاصٌ للمسلمين وبديلاً عن التفرقة التي تمزِّق بلادهم, "إننا نعلن وحدة كلمة المسلمين, ولو توحدت كلمة المسلمين لما أمكن للأجانب أن يتسلّطوا عليهم, فالفرقة بين المسلمين هي التي ادت الى هيمنة الأجانب علينا. إنّ الفرقة بين المسلمين كانت منذ البدء على ايدي اشخاص جاهلين, ولا زلنا نعاني منهم حتى الآن.
 
يجب على المسلمين أن يتحدوا, فالظرف حساس للغاية, ونحن نقف بين الحياة والموت, إن بلادنا الآن, إمَا ان تبقى إلى الابد تحت نير الإستعمار والإستبداد, وإمّا أن تتمكن من إنقاذ نفسها. ولو أنكم لم تحفظوا وحدة كلمتكم, فإنَكم ستبقون في هذا البلاء إلى الأبد".
كما دعا سماحته إلى أن يقبل المسلمون مذاهبهم جنباً إلى جنب, "وكما هم أهل السنة أربعة مذاهب إلى جانب بعضهم البعض, لا يقاتلون ولا يتخاصمون, كما هو ظاهر, نحن ايضاً المذهب الخامس نجلس سوياً نؤدي فرائضنا, ولكن جميعنا ضد الأشخاص المخالفين للإسلام.
 
نحن لدينا أمور مشتركة كثيرة, فنحن في أصول مذاهبنا, أصول ديننا, نشترك جميعنا مع بعض, فالقرآن قرآن الجميع, الإسلام إسلام الجميع, الرسول رسول الجميع, هذه الأمور مشتركة بيننا, فلنقف مع بعضنا في هذه الأمور المشتركة, وفيما يتعلق بالأشياء الخاصة, فكل منا لديه عمله وتقاليده وآدابه, ولا حاجة لهذا الخصام, فالخصام الموجود بيننا هو من صنع أيديهم.
 
وأنتم تعلمون أنّهم لا يكتفون بهذا, فمثلاً في مذهب الشيعة نفسه, كانوا قد أوجدوا اختلافاً بين الإخباريين والأصوليين, إضافة إلى هذا أوجدوا الأحزاب. تلك الأحزاب التي كانت تظهر, وتلك الأيدي المشكوكة التي تقف وراء إقامة هذه الأحزاب, ومن بعدها كانت تختلف هذه الأحزاب مع بعضها البعض, جميعهم كانوا شيعة, وجميعهم كانوا مسلمين, أو جميعهم من أهل السنة, كانوا يقيمون أحزاباً مختلفة بين الشيعة".
 
أميركا على وجه التحديد وربيبها العدو الصهيوني والقوى العظمى هم الأعداء الحقيقيين للإسلام بحسب الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف), "على المسلمين المشاركين في المواقف الكريمة من أية ملّة ومذهب, أن يعلموا جيّداً أن العدو الأصلي للإسلام والقرآن الكريم, والنبي العظيم (صلى الله عليه وآله وسلّم), هو القوى العظمى خصوصاً أمريكا, ووليدتها غير الشرعية إسرائيل الطامعة بالدول الإسلامية, وهي لا تتورع, من اجل نهب ثرواتها العظيمة, عن ممارسة أية جريمة أو دسيسة. وسرّ نجاح هؤلاء في مؤامراتهم الشيطانية إلقاؤهم التفرقة بين المسلمين بأي شكل يستطيعون. ففي موسم الحج قد يوجد أشخاص أمثال المعممين المرتبطين بهم, يدفعونهم إلى إيجاد الفتنة بين السّنة والشيعة, حتى يصدّقهم بعض البسطاء من الناس مما يؤدي إلى التفرقة والفساد. فيجب أن يكون الأخوة والأخوات من الفريقين يقظين لهذه اللعبة الخبيثة, وليعلموا أن المرتزقة عمي القلوب, يحاولون باسم الإسلام والقرآن المجيد وسُنّة النبي أن يجتثوا جذور الإسلام والقرآن والسُنّة من بين السلمين, أو يجرّونهم ـ على الأقلّ ـ إلى الإنحراف. ليعلم الأخوة والأخوات أن امريكا وإسرائيل يعاديان أساس الإسلام".
كما حذّر الإمام الخميني(قدس سرّه الشريف) المسلمين من إعطاء الذريعة التي تفقدهم السيطرة على بلدانهم بالتدخلات الأجنبية, "إنّ الذين يريدون إيجاد التفرقة بين إخواننا أهل السنة والشيعة... إنهم يعملون لصالح أعداء الإسلام, ويتآمرون لصالحهم, ويريدون تحقيق غلبة أعداء الإسلام على المسلمين, إنهم يؤيدون امريكا, وبعضهم يؤيد الإتحاد السوفيتي, ويجب على المسلمين أن ينتبهوا أينما كانوا بأن التفرقة اليوم بين دولة في الشرق وأخرى في الغرب ليس كالسابق, فأية مسألة تقع اليوم في زاوية من زوايا العالم تكون مسألة عالمية وليست محلية, فإذا وقعت تفرقة بينكم أيها الأخوة الإيرانيون والأخوة العراقيون أي الشعب العراق فهي مشكلة عالمية, وليست بين إيران والعراق".
لقد اعتبر الإمام الخميني (قدس سرّه الشريف) أن الوحدة الإسلامية مرتكزاً للعمل الإسلامي, حيث أن وحدة الدين والهدف والناس هي التي تساعد المسلمين على تحقيق استقلالهم وعزّة أُمّتهم في وجه أعداء المسلمين واستكبارهم.
 
إنّ الجهود الحثيثة التي بذلها الإمام الخميني (قدّس سره الشريف) طيلة حياته المباركة من أجل توحيد الأمة الإسلامية شكّلت الأساس والأرضية التي سار ويسير العلماء عليها لمتابعة الخط التقريبي والوحدوي الذي انتهجه الإمام حتى أصبح بفضل مساعيه والإرث الذي تركه بعد انتقال روحه المباركة إلى الملأ الأعلى مجمعاً أساسياً للتقريب بين المسلمين وتوحيد الأمة الإسلامية.
 
سلام الله عليك  يا مفجر الثورة الاسلامية  :
 
فخراً صَنعْتَ وذا صَنيعُ المُنجِدِ
 
مَنْ طابَ شرباً مِنْ رُواءِ محمدِ
 
يا أيها البطلُ المفجِّرُ ثورةً
 
شَمُخَتْ بهَيبَتِها جِباهُ السُجَّدِ
 
هاتِيكَ دَولتُنا تشُقُّ طريقَها
 
بِهُدَى الخُمَينيِّ العظيمِ الأَصْيَدِ
 
بجهادِ رُوحِ اللهِ سيِّدِ نهضةٍ
 
لم يَستَكِنْ أبداً ولم يتردَّدِ
 
وصُمُودِ قائدِنا الحُسَينيِّ الذي
 
قهَرَ الطُّغاةَ بِعزمِهِ المُتَوَقِّدِ




اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
https://taghribnews.com/vdce778ezjh877i.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز