تاريخ النشر2019 3 February ساعة 12:16
رقم : 399998
شخصيات تقريبة في العالم الاسلامي

الامام الخامنئي من شخصيات التقريبة في العالم الاسلامي

تنا
التقريب في مفهومه العام يعني حركة تقريب الأديان, وفي مفهومه الخاص يعني الحركة التي تبناها علماء المذاهب الإسلامية من أجل التقريب بين السنة (أتباع مدرسة الصحابة) والشيعة(أتباع مدرسة أهل بيت النبي(ص)) من أجل الاتحاد لاعتلاء الأمة الإسلامية وللوصول الى الغاية المنشودة هي " كلمة الله العليا".
الامام الخامنئي من شخصيات التقريبة في العالم الاسلامي
التقريب بين المذاهب الإسلامية واحد من الاصطلاحات الحديثة, وتعني السعي إلى تحقيق التآلف والأخـوّة الدينيـّة على أساس المبـادئ الإسلاميّة المشتركة الثّابتـة والأكيدة، وذلك بين أصحاب المذاهب الإسلاميّة وخاصة بين الشيعة (أتباع أهل بيت النبي(ص)) وأهل السنّة (أتباع مدرسة الصحابة). ويعدّ السيد جمال الدين الأفغاني الأسد آبادي من أوائل الدّاعين للوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان هذا في بداية القرن الرّابع عشر الهجري من خلال مقالاته التي نشرها في مجلّة العروة الوثقى النّاطقة باللّغة العربية.
 
وفي سنة 1317 هـ.ش هاجر الشيخ محمد تقي القمي من إيران إلى مصر وأسّس في القاهرة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية. وكان الهدف الأساس لدار التقريب هو اتّحاد المسلمين، وأن يقف العلماء السّنّة والشيعة في صفّّ واحد.
 
وكانللشيخ محمود شلتوت دور كبير في دفع عجلة التقريب إلى الأمام من خلال الفتوى الّتي أصدرها في 17 ربيع الأول سنة 1378 هـ والّتي تنصّ على جواز التّعبّد على مذهب الشيعة كالمذاهب الأربعة الأخرى، وفي سنة 1369 هـ ش وباقتراح من الامام الخامنئي أسس مجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميٌة، حيث أخذ المجمع على عاتقه التقريب بين المذاهب الإسلامية في العالم.
 
الامام الخامنئي نشأ ته و نشاطاته
 
ولد عام (1939 م) في مدينة مشهد المقدسة وسط عائلة دينيّة، فوالده المرحوم حجة الإسلام الحاج سيد جواد خامنئي كان من العلماء المتقين والزهاد في مدينة مشهد المقدسة. ووالدته بيت حجة الإسلام السيد هاشم نجف آبادى.
 
أتم دراسته الابتدائية هناك ثم تلمّذ على يد أساتذة كبار منهم آية الله الميلاني وآية الله الحاج شيخ هاشم القزويني.
 
واصل دراسته بالحوزة العلمية في مرحلة الدراسي "الخارج"(  و هي من  المراحل الثلاثة من الدراسة: المقدمات، السطوح، الخارج ) لمدة عامين في مدينة مشهد.
 
زار مدينة النجف الأشرف عام (1957) م وعاد إلى الوطن بعدة فترة قصيرة.
 
توجه إلى مدينة قم في عام 1958 م) ودرس على يد الإمام الخميني (ره) علوم الفقه والأصول وكان مع الإمام (ره) خلال انتفاضته الكبرى في (15) خرداد .
 
عاد إلى مدينة مشهد المقدسة عام (1964 م) وكان مطاردا باستمرار من قبل السافاك وعملاء الشاه المقبور، ولكنه واصل تدريس الفقه والأصول في مشهد رغم جميع التهديدات التي وجهها النظام البائدله.
 
ان مهارته في تدريس نهج البلاغة والتفسير أدت إلى اقبال فئات الشعب المختلفة خاصة الشاب على حضور مجالس بحثه. ولقد كان ولا يزال في طليعة الثوريين.
 
اعتقل ست مرات خلال الأعوام ( 1964 م ـ 1978 م) وكانت الزنزانات الانفرادية مقره في السجون.
نفي عام (1977 م) إلى مدينة "إيران شهر" جنوب شرقي ايران ومن ثم إلى جيروفت وكان دائما سواء في السجن ام في المنفى مراقبا ومهددا من قبل السافاك.
 
خلال تصاعد حركة الثورة الإسلاميّة الشعبية في إيران دُعي لعضوية مجلس قيادة الثورة الإسلاميّة من قبل الشهيد آية الله مطهري وكذلك من قبل سماحة الإمام الخميني (ره).
 
واصل خدماته الثورية بعد انتصار الثورة الإسلاميّة كعضو في مجلس قيادة الثورة، وفي قطاعات ثورية أخرى. أنيطت به مهام عديدة: منها قيادة الثورة في وزارة الدفاع، وقيادة قوات حرس الثورة الإسلاميّة، وممثل الإمام (ره) في مجلس الدفاع الأعلى، وممثل أهالي طهران في مجلس الشورى الإسلامي وإمام جمعة طهران.
 
انتخب أمينا عاما للحزب الجمهوري بأغلبية الأصوات.
 
انتخب بعد حصوله على أغلبية أصوات الشعب التي بلغت 579 / 008 / 16 صوتا لمنصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعد انتهاء فترة رئاسة الجمهورية انتخب مرة ثانية لرئاسة الجمهورية الإيرانية وقبل انتهاء هذه الفترة الأخيرة انتخب قائداً للجمهورية الإسلامية بعد رحيل الإمام الخميني (ره) فأصبح ولي أمر المسلمين متزوج وله أربعة أبناء.
 
لبس لباس الميدان منذ بداية الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الإسلاميّة ودخل الجبهات متنقلا فيها لتعزيز معنويات المقاتلين الأبطال. وحلّ مشاكلهم المعنوية والمادية والعسكرية وعمل على تنسيق قواتنا المسلحة خلال عمله كعضو في مجلس الدفاع الأعلى.
 
نجا من محاولة اغتيال استهدفت حياته في أحد المساجد في طهران بتاريخ 27/6/1981 م وأصيب بجراح دخل على أثرها المستشفى.

  
 
والسيد القائد الامام الخامنئي من رواد التقريب ومؤسس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وله في مجال الوحدة والتقريب خطابات ونداءات وكتابات نقتطف شذرات منها:
 
«اليوم يحتاج البشر إلى العودة للتوحيد الخالص وقانون العدالة الإسلاميّة. إن العلاج الذي قدمه الإسلام للبشرية لضمان العدالة هو قانون: ﴿إن أكرمكم عند الله اتقاكم﴾ وهي دعوة إلى التقوى والورع ونبذ بذور التمييز بين البشر على أساس القومية. والعرق، والدم، واللون، وما شابه ذلك.
 
ولا تزال الدول المتقدمة في العالم والمتطورة من الناحية المادية تعاني من مسالة الأبيض والأسود، للأسود ضوابط معينة، وللأبيض مميزات خاصة. لازالت الحرب قائمة عندهم على أساس العرق، والدم، والقومية. كم من البشر زُهقت أرواحهم في نيران حرب أشعلوها على خلافات قومية ووطنيّة مفتعلة ذهبت حقوقهم أدراج الرياح. اليوم البشرية في أمس الحاجة إلى نداء الوحدة. والتوحيد، والعدل، وهو النداء الذي يرفعه الإسلام والمسلمون.
 
من هم الذين يعارضون قضية الوحدة هذه الأيام؟ إنهم المستكبرون الذين يستخدمون الفرقة والشرك والظلم لصالحهم، ويبنون وجودهم وفلسفة حياتهم على سياسة التمييز والتبعيض العنصري.
 
«نحن في إيران جعلنا هذا الأسبوع أسبوعا للوحدة، وإمامنا العظيم الامام الخميني (رض) بما أنّه كان يدعو دائما إلى الوحدة بين المسلمين فقد لفت أنظار المسلمين اجمع بل كل دعاة الحق في العالم إلى نداء الوحدة. أسبوع الوحدة. اسم مناسب جداً لهذه الأيام».
 
اعلموا: أن أعداء الإسلام يتربّصون بكم الدوائر للنيل من وحدتكم، فكونوا إذن على حذر، لا تسمحوا لبروز الخلافات بينكم. حاذروا من الأمور الموجبة للخلاف، والتي يستطيع الأعداء أن يجعلوا منها مستندا لزرع الفرقة. على سبيل المثال يجب أن يحذر الشيعة وإخوانهم السنّة من الخلافات المذهبيّة التي أساء الأعداء استغلالها لقرون متمادية، وكذلك بالنسبة للقوميات المختلفة يجب أن يعوا جيدا أن الأعداء قد قعدوا لهم بالمرصاد لعلهم يتمكنون من زرع بذور الفرقة بين القوميات التي عاشت مع بعضها على مرّ التاريخ. هذه أمور يحاول العدوان يخترق من خلالها صف وحدتنا. ويزرع بيننا الفرقة والخلاف، ويجب أن يقفوا في وجه هذه المؤامرات.
 
«الوحدة التي هي أعلى مرتبة من الوحدة التي تحصل بين أعضاء شعب ودولة واحدة هي وحدة الأُمة الإسلاميّة.
لو فسح حكام الدول الإسلاميّة المجال لشعوبهم للتعبير عن رأيهم وإظهار أحاسيسهم تجاه القضايا الدولية ووجهوا حركة شعوبهم فسوف يصلون إلى نفس المستوى الذي وصل إليه الشعب الإيراني، وحينها سترون بأنفسكم ماذا يحصل على الصعيد العالمي. لو كان هكذا وحدة ومواساة وتضامن موجودة بين الشعوب الإسلاميّة هل كان الأعداء يجرأون على القيام بمحاصرة شعب البوسنة والهرسك الأعزل المظلوم بهذه الكيفيّة ؟ وهل كانت المحافل الدولية تجرأ على تجاهل هذه القضية وعدم اتخاذ ردّ فعل عمليّ تجاهها؟
 
حقّا انّ ما يحدث هذه الأيام أمر عجيب فمع كل ادعاءاتهم الجوفاء بالدفاع عن حقوق الإنسان نجدهم إذا وصل الأمر إلى جماعة من المسلمين تصبح هذه الادعاءات قيد النسيان. ما هذا العداء الذي يكنه الأعداء وقوى الاستكبار العالميّ للإسلام؟ إنها حرب صليبيّة يشنّونها على الإسلام والمسلمين، بحيث يرى الإنسان آثارها ونتائجها في كل مكان. ما هذه المظلوميّة التي يتعرض لها المسلمون في كل أرجاء العالم وفي كل مكان يتسلط الأعداء فيه عليهم ؟ من أي شيء نشأ هذا الوضع ؟ لقد نشأ عن وجود الفرقة بين المسلمين، والأمّة الإسلاميّة، والبلدان الإسلاميّة، وهذه الفرقة والخلاف من فعل الأعداء، فالدول الإسلاميّة لا يوجد تضاد مصلحي فيما بينها. إن التكتل والتجمع مفيد للجميع لا لمجموعة معينة. الدول الإسلاميّة الكبيرة تستفيد أيضاً من وجود تكتّل إسلامي، وكذا تستفيد منه الدول الصغيرة والفقيرة. انّ وحدة كهذه من صالح الجميع، فمن الذي يضر به وجود تكتل من هذا القبيل؟ من الذي يتضرر من اجتماع المسلمين؟ إنها تضر بالقوة التي تريد فرض أغراضها الفاسدة على المسلمين، فالفرقة بين المسلمين تعود بالفائدة على القوى المستكبرة، كأميركا وأقطاب السياسة الاستعمارية.
 
«عندما ندعو للوحدة فالغرض من ذلك أن تنتفع كل الدول والشعوب، أن تنتفع الأُمة الإسلاميّة جمعاء.
إن نداءنا للوحدة الإسلاميّة أساس العزة والكرامة، واستقرار الجميع. الوحدة أمنيتنا، نحن نتمنى أن يصبح مليار مسلم يدا واحدة حقا، وكذلك يجب أن تتحرك الدول والحكومات بهذا الاتجاه أيضاً بروحية واحدة وقلب واحد...»
 
  و كذالك  قال سماحته لدى لقائه مسؤولي النظام وسفراء الدول الإسلامية   2015/07/18
"على العالم الإسلامي اليوم العمل بوصفة محددة وهي الحفاظ على الوحدة والتلاحم. ينطبق هذا الأمر على الشأن الداخلي في البلاد أيضا؛ فعلى الشعوب أن ترص صفوفها، وعلى الشعب الإيراني أن يتكاتف فيما بينه. "
 
و قال الامام الخامنئي في كلمة لدى لقائه مسؤولي النظام وضيوف
المؤتمر الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية   2015/01/09
 
عزة الأمة الإسلامية مرهونة بالوحدة ما بين المسلمين
 
إذا كنا مع بعضنا وكانت قلوب البلدان والشعوب الإسلامية - من سنة وشيعة ومختلف فرق التسنن والتشيع - نقية بعضها اتجاه بعض، ولا تحمل سوء ظن وسوء نية بعضها لبعض، ولا يهين بعضهم بعضاً، لاحظوا أيّ حدث سيقع في العالم، وأية عزة ستحصل للإسلام! الوحدة الوحدة.
 
 ومن فتاوي التقريبة لسماحة القائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي :  "يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصاً سيدهم الرسول الأعظم".
 
 
اعداد وتدوين
علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdcgyy9w7ak9yy4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز