تاريخ النشر2012 26 October ساعة 15:54
رقم : 113419
منبر الجمعة والعيد في لبنان

الأضحى فرصة لوأد الفتنة المذهبية والوحدة بين المسلمين

"خاص تنا" - مكتب بيروت
الأضحى فرصة للمسلمين والعالم لوأد الفتن ومواجهة المخططات الصهيونية والاميركية في المنطقة. اميركا هدفها الاول حماية وأمن "اسرائيل"
الأضحى فرصة لوأد الفتنة المذهبية والوحدة بين المسلمين
تجتمع الأمة الاسلامية اليوم في مشهد مهيب من الوحدة، المسلمون من كافة أطياف العالم إجتمعوا اليوم ليلبوا نداء الباري، في صوت واحد وقلب واحد وهتاف واحد من بقعة الأرض المباركة الى عنان السماء "لبيك اللهم لبيك".
مشهد يدل على الوحدة بين المسلمين، فيما المشهد السياسي في المنطقة التمنيات تدور حوله لأن يسوده الهدوء.
سوريا الهدنة بدأت فيها، الدعوات تشدد على وجوب استمرار هذا الهدوء.
خطباء منبر العيد في لبنان، تطرقوا الى الاوضاع، مشددين في دعواتهم على ضرورة وأد الفتنة واستمرار قيم الأضحى الوحدوية والسلمية والانسانية على مدى الوقت.


نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى: الحجاج ينادونا اليوم من منة ليقولوا للمسلمين اتحدوا واجتمعوا واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا 

هنّأ نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الأمة الاسلامية جمعاء بحلول عيد الأضحى المبارك، لافتاً الى أنه "عيد سعيد ومبارك تجتمع فيه الأمة الإسلامية لأداء مناسك الحج وهذه الشعائر تعظم الله وتسبحه وتحمده وكأني بالحجيج ينادونا اليوم من منة ليقولوا للمسلمين اتحدوا واجتمعوا واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا". 

وأوضح الشيخ قبلان "أن ما يقارب المليونين حاج يقفون في عرفات وينحدرون إلى المشعر الحرام واليوم يؤدون أحكام المنة وما يجب فيها من مناسك وشعائر وكأني بهم وبلسان حالهم يقولون لنا تماسكوا تألفوا وحدوا صفوفكم لا تختلفوا ابتعدوا عن الفتنة وعن المؤامرة والضلالة والباطل"، مضيفاً "يقول لنا الحجاج الذين اجتمعوا من كل حدب وصوب ولكل المسلمين في العالم إن الإسلام وحدكم وجمع شملكم ووحد صفوفكم فكونوا في حذر من عناصر الفتنة ومن المؤامرات التي تحيط بكم لتفرق بين المسلمين وتقتلكم وتضعف شوكتكم".

الى ذلك، أكد الشيخ قبلان "يقولون لنا ايها المؤمنون في أقطاب الأرض عودوا إلى نبيكم وسنته وإلى قرآنه عودوا إلى أهل الحق والخير والموعظة الحسنة عودوا إلى الأئمة الطاهرين المعصومين، كونوا طوعا لهم واستمعوا واتعظوا بمواعظهم وتحابوا وتآلفوا وتواصلوا وتماسكوا"، مشدداً على أن "ما نراه على الأرض الإسلامية من فتن ومشاكل وإنقلابات لا يبشر بخير ونحن نقول لهم جميعاً ولأهل الحق والمسلمين كافة وللعرب بالخصوص إتقوا الله في دينكم ودنياكم ووحدتكم وتجمعاتكم نقول للجميع ما يجري على الأرض من اختلافات ومن مشاكل ومن افتراءات ومؤامرات لا يبشر بخير". 

كما طالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الجميع بالرجوع إلى الله والتمسك
بحبله والاعتصام بدينه "فكونوا كتلة واحدة متعاونين على الخير ولاسيما اننا نعيش حالات من البؤس والقلق والضرر". 

من جهة ثانية، لفت الشيخ قبلان أن "يوم الأضحى تتكسر فيه الأنانية وتتحطم فيه الوثنية ونعبد الله الواحد الأحد ونبتعد عن كل سوء"، متوجهاًالى اللبنانييين قائلاً: "يا أهلنا اتقوا الله وابتعدوا عن المزايدات والتهم فلنكن جميعا يدا واحدة لنكون قوة واحدة وقلبا ويدا واحدة نحارب الباطل بكل اشكاله وكونوا ايها اللبنانيون موحدين متقين كونوا يدا واحدة ليكون الله معكم".

العلامة النابلسي: المطلوب الحفاظ على الحكومة ودعم الجيش ووقف التحريض
من جهته، أكد سماحة آية الله العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الأمر الأكيد والواجب الأهم الملقى على عاتق المسلمين شرق الأرض وغربها هو التمسك بالوحدة ونبذ الفتن ومواجهة الأعداء برص الصفوف والابتعاد عن الخلافات المذهبية"، مشدداً على ضرورة "إعادة التفكير بمنهجية جديدة تدفن كل هذه الأفكار والاعتقادات القاتلة لروح الأمة ومبادئها وقيمها". مضيفاً "نحن بحاجة هذه الأيام إلى أن نعيد للإسلام أصالته ورونقه ووظيفته الحضارية, لا أن نشوّه صورته من خلال التصرفات الخاطئة التي جعلت المسلمين أمام لحظة تاريخية مفصلية وحاسمة. فإما الخروج من خدر النوم والتعلم من التاريخ وإما سنمضي نحو مزيد من الظلام والدمار". 

وأوضح سماحته أن المطلوب هو "تعميم خط حضاري جديد يؤمن بالحرية الدينية والانفتاح والعقل. يؤمن بالانطلاقة الأولى للإسلام لأنّ الإسلام ليس دكاناً هنا ودكاناً هناك ننسب إليه عاداتنا وتقاليدنا ونحمله أوزار أفعالنا".

كذلك، دعا العلامة النابلسي أنه "علينا أن نبتعد عن كل المفرّقات ونعود إلى جمال الإسلام وأخلاق الإسلام الأصيلة"، لافتاً الى "إنّ أساس الإسلام جاء ثورة على الشرك والفساد ومقاومة الظالمين وفي كل عصر من العصور هناك طغاة يريدون أن يحولوا الحياة إلى جحيم فلنصنع نحن حياة الكرامة والعزّة والإيمان من خلال التمسك بتعاليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". 

كما أكد سماحته أن من "أوجب واجباتنا في هذا العصر مقاومة أميركا وإسرائيل فهما رأس الفساد في المنطقة والعالم وطردهما ومواجهتهما واجبة على كل المسلمين. ولا شك أن ما قامت به المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان ضد أميركا وإسرائيل يعبر عن الروح الجهادية الأصيلة التي تعمل على أساس دفع المنكر وجلب الخير والسلام"، منوهاً "بجهود المقاومة الإسلامية في لبنان وقيادتها والشباب الواعي المتعلم فيها الذي يبتكر كل وسيلة جديدة فعالة لردع إسرائيل عن عدوانيتها وغطرستها".

من جهة ثانية، أضاف العلامة النابلسي إنّ الخطر كل الخطر أن ينزلق اللبنانيون مجدداً إلى الدم، "والأعداء يقومون باغتيال هنا واغتيال هناك وبفتنة هنا وبفتنة هناك ليعود الاقتتال بين المسلمين وبين اللبنانيين"، مضيفاً "علينا أن نتنبه أن لا نقع في مكر الأعداء ولا ننجر إلى ردود
الفعل السريعة".
 
ولفت العلامة النابلسي أنه "كادت أن تُدخل لبنان بالأمس القريب إلى كارثة أكيدة، إنّ التهور والهيجان لن يؤديا إلا إلى المزيد من الدم وتعقيد الوضع، والمطلوب أن نهدأ ونفكر بعقلانية كيف نحفظ لبنان من الأسوء بعد كل هذا الذي يجري من حولنا". 

كما أشار العهلامة النابلسي الى أنّ "حفظ لبنان يُلزمنا حالياً الحفاظ على الحكومة ويُلزمنا مواصلة الحوار ودعم الجيش ووقف حملات التحريض والكل هنا مسؤول من سياسيين إلى وسائل إعلام إلى علماء دين لأنّ المسألة باتت تهدد أمن الجميع واستقرار الجميع وهذا الوطن الذي يجب أن نحفظه برموش العين وشغاف القلب". 

الشيخ ماهر حمود:
أما الشيخ ماهر حمود قال "عيد بأي حال جئت يا عيد"، لافتاً الى أن الامة تعاني نزفا مستمرا من الشام إلى ليبيا إلى كل مكان، بغير أفق محدود وبأختلاط الحق والباطل بشكل يؤكد كل مفاهيم الفتنة التي تحدثنا عنها سابقا ومرارا وتكراراً". 

وأوضح الشيخ حمود أن "الأسوأ هو هذا التشويه المستمر للمفاهيم الإسلامية حيث تتكاثر الحركات والشخصيات والدعوات التي تحمل اسم الإسلام فتعمد إلى انتقاء جزء ما من الإسلام فتركز عليه، وتنسى بقية الإسلام ليصبح كل حزب بما لديهم فرحون على عكس ما أمر به الله وحذر منه"، مشيراً الى أن "الإسلام اليوم يُقدم للمجتمع من طرفين متناقضين، فإما تكفيريون يستبيحون دم من يخالفهم بسبب معلوم أو بغير سبب، وينفون عمن يخالفهم الإسلام ويحيطون ثوبا يسمونه إسلاما على قياسهم فلا يشمل أحدا غيرهم، أو في المقابل إسلام مزور". 

كما لفت الشيخ حمود الى أنه "يوجد إسلام مزور منقوص المفاهيم السياسية فيرى المقاومة والمقاومين اعداء، ولا يجد أي مانع من أن يخدم العدو الإسرائيلي بشعاراته المزورة سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر"، مضيفاً "وينسى الواجب الشرعي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وينسى قول الله : "ولا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا ..."، وينسى مبادئ الإسلام ليستسلم إلى حقد دفين مبني على الأوهام والافتراضات الخاطئة". 

الى ذلك، أكد الشيخ حمود أنه مهما كانت هناك غفلة وأوهام عند البعض، فانها ستزول "وسينقشع الضباب قريبا بإذن الله رغم أنف من يفرط أو من يفرّط". خاتماً "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

السيد جعفر فضل الله:
من جانبه، لفت السيد جعفر فضل الله الى المشهد الفلسطيني، قائلاً: "طائرات العدو الإسرائيلي تقصف مصنعا عسكريا في السودان، ترافق ذلك مع حملة بيانات إدانة واسعة عربيا وإسلاميا"، مشيراً الى أن "نتنياهو يعلن بصلابة عن استمرار الاستيطان في القدس، بما تمثله من رمزية لجعل فلسطين بكاملها
إسرائيلية الشكل والمجتمع. أن "القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية". مبيناً أن دأب العدو الصهيوني "لاستكمال طمس الهوية التاريخية بالكامل للمدينة المقدسة". 

وأوضح السيد فضل الله أن "ما يؤسف أن كل ذلك يراد له أن يتكرس كجزء من الصورة في المرحلة المقبلة: العرب يقدمون المزيد من التنازلات، وإسرائيل تقدم على المزيد من التدمير والتفتيت"، لافتاً الى أن "العرب يتبرأون من الانتصارات التي تحققت، وإسرائيل تستغل ذلك لتخرج من هزائمها. العرب يضيقون خريطة فلسطين من حيث يتمدد الاستيطان، والعدو يسقط اللاءات العربية عبر طمس المعالم التاريخية والجغرافية والمزيد من المستوطنات". 

كما تساءل السيد فضل الله "هل أدمنا دور الضحية التي تخاف أن يفارقها جلادها، فتمده بكل ألوان الحياة؟ هل يراد لنا أن نعيش ذهنية المظلوم الذي استغرق في ضعفه حتى أصبح يخاف أن يضبطه الظالم متلبسا بلباس القوة؟ في كل الأحوال، لن ننتظر مواقف ولا بيانات"، قائلاً للعدو: "مشكلتكم ليست مع الحجر، وإنما مع البشر، كما أن قضيتنا ليست الحجر في بنائه، وإنما الحجر في رمزيته. قضيتنا هي قضية الإنسان، في عزته وكرامته، وهذا ما لم تستطيعوا أن تغيروه، ولن تستطيعوا؛ لأنه آيات ثابتة في كتاب الله تنبئ عن أحوالكم التي ما زالت مستمرة في منهجكم العدواني، الكافر بالنعم، والقاتل للأنبياء، الذي يتحرك بالكذب والخداع، والتزوير والتحريف، مهما فعلتم. لقد جبلت فلسطين بالجينات الوراثية، ولم يعد بالإمكان حذفها من مسيرة الأجيال". 

في سياق متصل، أضاف سماحته أن ما يحدث في ميانمار من تجدد التهجير والمجازر ضد المسلمين "يتطلب تدخلا لا بالمساعدات الإنسانية فحسب، وإنما في حركة السياسة العربية الضاغطة والفاعلة ليتم وقف هذا المسلسل من الإبادة الجماعية". 

أما في سوريا، فرحب السيد فضل الله بالهدنة التي "أمل أن تطول، وأن تواكبها- من خلال معنى الأضحى- تضحية بكل روحية القتل والتدمير، لتحل مكانها روحية الحوار والتواصل، لتجنيب الناس المزيد من سفك الدم؛ لأن كل قطرة دم تسقط، فإنما تمثل هدرا في حركة اللعبة السياسية الدولية التي تقاذفت الشعب والدولة كما تتقاذف الكرة، ونريدها أن تكون ذخيرة للأمة ضد أعدائها الحقيقيين". 

كما أكد السيد فضل الله الى "إن لبنان في حاجة إلى المنطق العقلاني، وإلى هدوء الحكماء، وإلى المزيد من التقارب والوحدة والحوار البناء، في مرحلة لا نخشى فيها من الفراغ السياسي والأمني فحسب، وإنما من الفراغ على مستوى قواعد العمل السياسي الرصين، ومن الفراغ في الأخلاقية السياسية، ومن الفراغ الذي تغيب فيه مصلحة البلد الكبرى في صراع المصالح الضيقة".

المفتي الجعفري الممتاز: لوازم عيد الله عدم تضييع الوطن والناس
بدوره، أكد المفتي الجعفري
الممتاز الشيخ أحمد قبلان "إنّ من لوازم عيد الله عدم تضييع الوطن والناس"، لافتاً الى انه "في صبيحة هذا العيد المبارك نسأل الله عزّ وجلّ الثبات والهداية، لما فيه خيرُنا وعزُنا ووحدتُنا وقوتُنا ونصرُنا على ما نُواجه من تحديات ونتعرّض له من مخاطر جرّاء تفرّقنا عن حقّنا وإجتماع اعدائنا على باطلهم".

ولفت المفتي قبلان الى "أنّ ما يجرى في دولنا وعلى حساب شعوبنا يؤكد أنّ السياسة الأميركية في المنطقة معيارها "أمنُ إسرائيل فوق كل اعتبار"، فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان تُشغل بال السياسات الغربية، بل أمن إسرائيل". 

الى ذلك، أكد المفتي قبلان أن ما يحدث في سوريا يندرجُ في هذا السياق ويؤكّد أن المؤامرة على المنطقة كبيرة وخطيرة جداً، ولا يجوز التعامل معها على إعتبار انها مسألة حقوق إنسان، فالقضية أبعد من ذلك بكثير"، مشيراً الى أن "الأهداف لا تقفُ عند حدود إسقاط رئيس وتغيير نظام، إنّما هي قضية ضرب معقل أساسي من معاقل التحدي الرافض لإملاءات الذلّ والإستسلام".

كما دعا المفتي الجعفري الممتاز "الإخوة السوريين ونحن في رحاب هذا اليوم المبارك إلى وقف فوري لجنون التدمير والقتل، ونحذّرهم من الإنجرار والاستدراج إلى فخّ الديمقراطية الأميركية المزعومة وخفاياها المشبوهة"، مطالباً "القادة العرب للوقوف صفّا واحداً إلى جانب سوريا في محنة إصطنعتها ودبّرتها أيادي الشرّ والتآمر، ليس على سوريا ولبنان وفلسطين فحسب بل على المنطقة بأكملها."

في سياق آخر، توجه المفتي قبلان الى اللبنانيين قائلاً: "أما أنتم يا شركاءنا ويا إخوانَنا ويا أهلَنا في هذا الوطن، فإنّنا ندعوكم إلى وقفة ضمير إنسانية وأخلاقية ودينية ووطنية"، مطالباً اياهم بوقف "المكايدات والمشاحنات، أوقفوا العصبيّات والحساسيّات، أوقفوا لعبة المغانم والمصالح والمكاسب، وتعالوا جميعاً الى حوار بنّاء وهادئ ورشيد يوصلنا الى تفاهمات وتوافقات تجنّب لبنان وتحميه من كل الاستدراجات والمحاولات للدفع به الى المآزق الكبرى، إصغوا الى صوت العقل أيّها اللبنانيون". 

كما توجه الى السياسيين "أوقظوا الضمائر أيّها السياسيون لقد كفانا تَشَرذُماً وتفسّخاً، كفانا إنقسامات وتمحورات، كفانا شعارات وتنظيرات، فالبلد في دائرة الخطر وأنتم مسؤولون، البلد على حافة الانهيار الامني والسياسي والاقتصادي فماذا تنتظرون؟؟ ألا تخجلون ممّا يجري؟؟ ألا تخافون الله ؟؟ الا تخشون يوماً تُسألون فيه عمّا أرتكبتم بحق هذا الشعب الذي سئم وعودكم وملّ سياساتكم وبات يَشْمَئزُ لرؤية صوركم وسماع حواراتكم العقيمة والسخيفة على الشاشات وعبر الأثير؟ لقد تجاوزتم كل الحدود، فوضعتم بلدكم وشعبكم على حافّة الزلزال، وأنتم على غيّكم "!! ترفضون الحوار وتطالبون بإسقاط الحكومة، فأيّ منطق هذا؟ وأيّ عقول متهوّرة رَكِبَت رؤوسكم؟ " 

في السياق، أكد المفتي قبلان أن "في صبيحة هذا العيد المبارك لا نجد أنفسنا إلا أمام خيار واحد وثابتة واحدة تقول : إن لبنان وطنٌ نهائيٌّ
لجميع أبنائه، وبالتالي على هؤلاء الأبناء أن ينزعوا كل الأقنعة واللبوسات المستوردة مؤكدين بالقول والممارسة أنّهم طلّاب وحدة وسعاة خير في سبيل هذا البلد ومن أجل وحدته وشراكة أبنائه شراكة كاملة غير خاضعة لموازين القهر والإقصاء والتصنيف". مطالباً بعدم النفخ في رماد الفتنة، من أجل ربيع لبناني يُزْهِرُ أمناً وسلاماً على لبنان واللبنانيين .
وكل عام وأنتم بخير".

السيد فضل الله: ان العمل للفتنة لا يزال هو الخط العريض الذي تتسم به السياسات الدولية في منطقتنا
من جانبه، شدد العلامة السيد علي فضل الله من المملكة العربية السعودية على ان يضع اللبنانيون سلامهم من خلال حوارهم الداخلي ونبذهم العنف الميداني والكلامي، مشيراً الى ان العودة للعنف تمثل تدميرا للكيان ولكل ألوان الطيف اللبناني، محذرا من ان العمل للفتنة لا يزال هو الخط العريض الذي تتسم به السياسات الدولية في منطقتنا. 

وحذر سماحته من ان العمل للفتنة في الواقع الاسلامي لا بزال هو الخط العريض الذي تتسم به السياسات الدولية، مشيرا الى دخول الدول الكبرى على خط التطورات الجارية في العالم العربي وحاولاتها استثمار هذه الاوضاع لحماية او لتعزيز نفوذها في المنطقة على حساب شعوبنا وقضايانا. 

كما رأى السيد فضل الله ان علينا العمل لتأكيد نقاط اللقاء وتعزيز المشتركات التي تجمع المسلمين وادارة الحوار الجدي حول نقاط الخلاف وعدم السماح للحساسيات السياسية والمذهبية بان تطغى على الخطاب السياسي والمواقف اليومية، لافتاً الى ان الاستكبار العالمي يقهقه لخلافاتنا التي نستغرق فيها بطريقة عشائرية لا تأخذ مصالح الامة والاوطان الاسلامية ومصالح شعوبنا بعين الاعتبار. 

الى ذلك، أوضح السيد فضل الله ان واحدة من مشكلاتنا الكبرى في العالم العربي والاسلامي اننا نستعجل النصر الذي لم نركز قواعده ونعلي بنيانه فكريا وتربويا وسياسيا، ولم نحرك آلياته بطريقة موضوعية تستهدي قيمنا الاسلامية في التغيير، مشيرا الى ان الفتنة سواء اكانت مذهبية او سياسية من شانها نسف عمليات التغيير واعاقة التقدم نحو آفاق سياسية رحبة ومنفتحة في الواقع العربي والاسلامي. 

في غضون ذلك، أكد سماحته أن على اللبنانيين أن يصنعوا سلامهم بأيديهم وألا يستجدوه من الدول الكبرى التي تحرص على ألا يسيء الوضع اللبناني لمخططاتها في الخارج، مشيرا الى ان الخطاب العقلاني الهادئ والحوار الداخلي ونبذ الفوضى ورفض الانجرار الى لغة العنف والسلاح هي قواعد ينبغي تثبيتها لحماية السلم الاهلي، مع احترام حق الجميع في التعبير عن ارائهم وهواجسهم. مؤكدا ان العنف الميداني والكلامي يمثل خطرا على جميع اللبنانيين وعلى الوطن. مناشدا الجميع العمل لعدم الانجرار الى ذلك تحت اي ظرف من الظروف واي اعتبار من الاعتبارات، لأن العودة للعنف هي تدمير ذاتي للكيان ولكل ألوان الطيف اللبناني، سياسيا ومذهبياً.

إعداد:سناء إبراهيم
https://taghribnews.com/vdcizpaz3t1az52.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز