حديث التقريب.. ارتفاع صوت الوحدة مع اقتراب موسم الحج
تنـا
السيد الإمام يبعث كل عام بنداء إلى حجاج بيت الله الحرام يشير فيه إلى ضرورة وحدة الأمة الإسلامية، لكن حديثه هذا العام في مطلع الموسم فيه تركيز على الوحدة بشكل لم يسبق له نظير، ويظهر أنه (حفظه الله) رأى أن ما ينزل بالعالم الإسلامي من كوارث في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا و.. يعود بأجمعه إلى ما يعانيه المسلمون من تفكك وتشرذم و تفرقة...
شارک :
نسائم موسم الحج تحمل معها كل عام عبق وحدة الأمة الإسلامية؛ فعبادة الحج اقترنت بمعاني الوحدة بمختلف ابعادها، وموسم الحج للأمة الاسلامية جمعاء ميعاد تلاقي الانظار والعواطف المتجهة الى مستقبل واعد لهذه الأمة حيث التحام بلدان العالم الإسلامي لتحقيق ما تصبو إليه من عزّة وكرامة وتقدّم في المجالات المادية والمعنوية، وحيث عودة أمتنا إلى ساحة التاريخ لتقيم صرح الحضارة الإسلامية على مستوى متطلبات العصر.
ما تفضل به سماحة السيد القائد أمام جمع من القائمين بأمر الحجاج الإيرانيين هذا العام (في 4/5/2025م) يلفت النظر في تركيز على بُعد الوحدة بمختلف معالمه. وقد لخصه أحد الإخوة هذه المعالم بما يلي :-
1- الوحدة تعني الارتباط الفكري والعملي، أي بمعنى تقارب القلوب والأفكار والتوجهات.
2- وكذلك بمعنى التكامل العلمي والتطبيقي، وبمعنى الترابط الاقتصادي بين الدول الإسلامية.
3- كذلك الثقة والتعاون والتكامل بين الحكومات المسلمة.
4- وأيضاً التعاضد في وجه الأعداء المشتركين.
5- الوحدة تعني ألّا تستطيع خطة العدو الرامية إلى جعل مختلف الفرق الإسلامية أو الشعوب والأعراق واللغات والثقافات المتنوعة في العالم الإسلامي تقف في وجه بعضها بعضاً.
6- الوحدة تعني ألا تتعرف الشعوب المسلمة إلى بعضها بعضا عبر التعريف الفتنوي للعدو، بل بالتواصل والحوار وتبادل الزيارات، وأن تطلع على إمكانات بعضها بعضاً وطاقاتها وتخطط للانتفاع بها.
7- والوحدة تعني أن يضع علماء العالم الإسلامي وجامعاته أيديهم بأيدي بعضهم بعضاً، وينظر علماء المذاهب الإسلاميّة إلى بعضهم بعضاً بحسن الظن والمداراة والإنصاف، وينصتوا إلى كلام بعضهم بعضاً، وأن يعرف النخب في كل بلد ومن كل مذهب آحاد الناس على مشتركات بعضهم بعضاً ويشجعوهم على التعايش والأخوة.
8- كما أنّ الوحدة تعني أن يُعِدّ روّاد السياسة والثقافة في البلدان الإسلاميّة أنفسهم لمواجهة ظروف النظام العالمي المُقبل بتنسيق كامل، ويُحدّدوا بأيديهم وإراداتهم المكانة الجديرة بالأمّة الإسلاميّة في التجربة العالميّة الجديدة الزاخرة بالفرص والتهديدات، وألّا يسمحوا بتكرار تجربة الهندسة السياسيّة والجغرافيّة لغربيّ آسيا على يد الحكومات الغربيّة عقب الحرب العالميّة الأولى.
السيد الإمام يبعث كل عام بنداء إلى حجاج بيت الله الحرام يشير فيه إلى ضرورة وحدة الأمة الإسلامية، لكن حديثه هذا العام في مطلع الموسم فيه تركيز على الوحدة بشكل لم يسبق له نظير، ويظهر أنه (حفظه الله) رأى أن ما ينزل بالعالم الإسلامي من كوارث في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا و.. يعود بأجمعه إلى ما يعانيه المسلمون من تفكك وتشرذم و تفرقة، ولولا ذلك لما حدثت مجازر غزّة ومأسيها ولما تجرأ العدوّ على إنزال كل هذا الخراب والدمار في لبنان واليمن وسوريا، ولما استُبيحت مياه منطقة غرب آسيا وأرضها وسماؤها، ولما اعتدى الطغاة على شعوبها ولما استهانوا بمقدساتها.
فقدان الوحدة سبب بلايانا كلها، وعلاج ما نعانيه انما هو بالوحدة.. واللافت للنظر أن السيد القائد اشار إلى نقطة على غاية من الاهمية هي :-
«إن تكرار استخدام تعبير "الناس" في العديد من آيات الحج يُظهر أن الباري قد شرّع هذه الفريضة لتنظيم شؤون البشرية جمعاء، لا المسلمين فقط، ومن هنا فإن إقامة الحج بالشكل الصحيح تُعدّ خدمة للإنسانية».
السيد الامام في حديثه هذا للأمة الإسلامية بل العالم أجمع قد ذكّر .. وذكّر فهل مدّكر؟
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية