تاريخ النشر2022 7 April ساعة 12:14
رقم : 544730

مازق الكيان المحتل

تنا - خاص
تعيش الحكومة الاسرائيلية هذه الايام مأزق سياسي ، استخباراتي ، قانوني ، تهددها اما بالاستقالة او الانهيار .
مازق الكيان المحتل
في الجانب السياسي لا زال موقف الكيان الصهيوني تجاه الازمة الاوكرانية مذبذب وغير واضح ، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب لم تحسم أمرها بعد بشأن طريقة تصويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مشيرة إلى ضغط أمريكي. ومع ذلك، أفيد بأن التقديرات تشير إلى أن "إسرائيل ستضطر إلى دعم القرار، وذلك بسبب الضغوطات الأمريكية" .

وفي هذا المجال يتهم الكيان الصهيوني سياسة واشنطن تجاه الحرب الروسية الاوكرانية بـالسلوك المهين تجاه هذه ، لانها تؤثر سلبا على دولة الاحتلال في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى على مزيد من التراجع في العلاقة مع الولايات المتحدة.

داخليا قاد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو" تظاهرة لليمين المتطرف ، احتجاجاً على الاوضاع الامنية المتردية ، مطالبا استقالة حكومة "بينيت" التي تهدد ، حسب تعبيره ، يهودية الكيان المحتل . هذا الى جانب استقالة عضو الكنيست الإسرائيلي، عيديت سليمان من الائتلاف الحكومي والذي يهدد فقدان الحكومة اغلبيتها في الكنيست ، اضافة الى الدعوات التي طالبت باستقالات اكثر لاسقاط الحكومة الحالية .
وفي هذا السياق أشارت القناة 12 العبرية إلى أنه بعد عشرة شهور من تشكيل حكومة بينيت، فإنها تخسر الأغلبية في الكنيست، ويبدو أنها تقترب من نهاية مسارها وانهيارها.

ولا يملك الائتلاف الحكومي الحالي سوى 60 صوتاً في الكنيست ، ما يعني فقدانه الأغلبية وعدم تمكنه من الحصول على قوانين ، عقب انسحاب عيديت سليمان الذي سبقه انسحاب عضو "الكنيست" عاميحاي شيكل.
 
وفي شأن الملف النووي الايراني يرى الكاتب الاسرائيلي داميان بيترفي صحيفة "اسرائيل اليوم" "ما تراه المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية بشأن السلوك الأمريكي تجاه إيران، ينبئ عن سياسة مترهلة من البيت الأبيض تجاه قضايا الشرق الأوسط" ، خاصة في موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الارهابية .

اما في الجانب الامني والاستخباراتي ، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تبدي قلقا حذرا من توجهات الأيام القادمة، مع العلم أن القناعة السائدة لديهم أن التفاهم لا زال قائما بأن أي هجوم أكثر فتكا قد يزيد مرة أخرى من عتبة التوتر والتهديدات.
 
ورغم بعض الاستقرار الأمني في الأيام الأخيرة، فإن حالة التأهب القصوى، التي شملت تعزيزات لقوات الاحتلال في الضفة الغربية وخط التماس والقطاعات الأخرى، سيتم الحفاظ عليها في المستقبل القريب، ويرجع ذلك إلى التهديدات الأمنية التي ما زالت قائمة، وعلى خلفية شهر رمضان للمسلمين، وعيد الفصح لدى اليهود الذي يقترب مع مرور الوقت.

وفي السياق نفسه هدد وزير الجيش الاسرائيلي غانتس: "حالة التأهب لدينا مستمرة في المناطق الأخرى من أجل حماية جميع المستوطنين، لن يكون هناك تسامح بشأن مسألة الهجمات، سنتحرك بقدر ما هو مطلوب لإحباط الهجمات في أي مكان وفي أي وقت وبأي وسيلة قد تكون مطلوبة".

وفي سياق اخر تشهد الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية حالة من التوتر والترقب، بعد محاولات كشف عنها مؤخرا للتجسس على كبار المسؤولين الإسرائيليين من قبل شبكة تتبع حركة حماس.
 
وكشفت شركة "Cybereason" الإلكترونية عن شبكة تجسس تابعة لحركة حماس، قامت باستخدام ملفات تعريف وهمية وحاولت اختراق هواتف وحواسيب كبار أعضاء المؤسسة العسكرية والأمنية، وقد اكتشف فريق التحقيق أن لدى حماس قدرات مبتكرة قد تكشف عن معلومات حساسة.
 
الشركة الإلكترونية المذكورة زعمت أن حماس شنت حملة تجسس واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف الأمنية الإسرائيلية الكبرى من خلال "فتيات الإغواء"، وفي الأشهر الأخيرة لاحظ فريق التحقيق المذكور زيادة ملحوظة في نشاط الذراع الإلكترونية الرئيسية لحماس.

وفي الجبهة السورية ابدت الكاتبة الاسرائيلية "ليلاخ شوفال" تخوفها من امكان استغلال ايران وحزب الله ، وجود الاغلبية الشيعية في جنوب سوريا وبالضبط في هضبة الجولان المحاذية للكيان الصهيوني ، لتجنيد مؤيديهم كما فعلوا في لبنان ، حسب تعبيرها ، ضد الكيان المحتل .

وبينت أنه "خلال السنة الأخيرة، نفذت في الجبهة عدة اجتياحات وبضع عشرات الكمائن، التي في إطارها اعتقل نحو 15 سو ريا اجتازوا الحدود، بعضهم غير أبرياء"، منوهة إلى أنه "مع الأعمال العسكرية، إذا ما فهمت قيادة جهاز الأمن أن هذا تهديد هام، سيكون ممكنا تنفيذ أعمال أخرى على المستوى الاستراتيجي؛ لأجل التصدي للتهديد الجديد".

إعداد : محمد إبراهيم رياضي
 
https://taghribnews.com/vdcc10qpx2bq0m8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز