تاريخ النشر2021 22 August ساعة 17:20
رقم : 516119

النفط الإيراني شريان للحياة وكسر لحصار داخلي وخارجي

تنا
من يمارس الضغط على شعبه لا يستحق إلا الطرد والعار. يعتبر الوقود الإيراني اليوم بمثابة جهاز تنفس اصطناعي ينقذ المريض من الموت. لقد مارس السياسيون والتيارات والأحزاب السياسية اللبنانية حصاراً خانقاً ضد الشعب اللبناني كاد يؤدي به إلى الموت.
النفط الإيراني شريان للحياة وكسر لحصار داخلي وخارجي
فاطمة عواد الجبوري : كاتبة عراقية 
بعد أن كانت في سباتٍ شتوي وصيفيٍ طويل، لا تتحرك إلا في طريق التنمّر على رئيس حكومة تصريف الأعمال “حسّان دياب”، يمارس جواسيسها وأدواتها أدوار المراقبة والتجسس هنا وهناك، والعمل مع هؤلاء لفرض حصار خانق على لبنان ومحاولة دفع الأطراف اللبنانية إلى نشر الفوضى، تحركت السفارة الأمريكية في بيروت أخيراً، ووعدت بحُزَمٍ من المساعدات والمشاريع. خرجت السفيرة الأمريكية "دوروثي شيا" بمشروعين الأول استقدام الكهرباء من الأردن والثاني تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأراضي السورية والأردنية.

تُرى ما الذي دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بمثل هذه الطريقة بعد أشهر من المراقبة ومحاولة نشر الفوضى وهم معروفون بقدرتهم على إدارة الفوضى وخلقها؟

لقد أجاب العديد من المحلليين على هذا السؤال فالجواب يبدو واضح للعيان بأن الحكومة الأمريكية وسفارتها تحركتا بعد خطاب السيد نصر الله الأمين العام لحزب الله وحديثه عن حاملة وقود إيرانية متجهة إلى لبنان.

يجب أن نقول هنا بأنّ هذا الكلام صحيح ولكن السبب الرئيسي لتحركهم هو معادلات الاشتباك الجديدة التي فرضها حزب الله على الاحتلال وأدواته.

المعادلات الجديدة تتألف من قسمين، سنناقش القسم الأول في هذه المقالة ونتبعه بمقالة أخرى تتحدث عن المعادلة الخارجية.

المعادلة الداخلية:
وهي رسالة إلى الحكومة والفرقاء السياسيين، تقوم المعادلة بأن حزب الله سيكون على أهبة الاستعداد في أي وقت قرر هؤلاء ممارسة حصار خانق على الشعب اللبناني.

فمن يمارس الضغط على شعبه لا يستحق إلا الطرد والعار. يعتبر الوقود الإيراني اليوم بمثابة جهاز تنفس اصطناعي ينقذ المريض من الموت. لقد مارس السياسيون والتيارات والأحزاب السياسية اللبنانية حصاراً خانقاً ضد الشعب اللبناني كاد يودي به إلى الموت.

لم يهتم هؤلاء بالنتائج السلبية لقراراتهم ولعبهم السياسية إنما مارسوا لعبة قذرة لتنفيذ مخططات أسيادهم في الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والإمارات وفرنسا.

المعادلة الداخلية هي من لا يستطيع حل مشاكل الناس عليه أن يتنحى جانباً. هذا الاقصاء السياسي لن يتدخل به حزب الله لا من قريب ولا من بعيد (لإن للحزب مهمة واحدة هي مقاومة الاحتلال). من سيقصي هؤلاء هم الشعب اللبناني، فالشعب يدرك جيداً ويفهم من هو العدو ومن هو الصديق.

استشاط السيد سعد الحريري والحكيم سمير جعجع غضبا من قرار حزب الله باستيراد المحروقات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

من جملة ما قاله جعجع هو بأن "حزب الله الذي انتزع سلطات الحكومة في شؤون الأمن والجيش، يحاول الآن السيطرة على عملية صناعة القرار الاقتصادي ضد رغبة الشعب اللبناني". الجميع هنا يتحدث باسم الشعب ولم يتحرك جعجع لطلب الدعم من حلفائه الجدد في السعودية ولم يتحرك الحريري لطلب الدعم من فرنسا أو الولايات المتحدة، إلا أنهم وعندما شاهدوا حصارهم ضد الشعب اللبناني يفشل، جن جنونهم واستشاطوا غضباً هم وحلفائهم.

من سيقصي هؤلاء هم الشعب اللبناني الذي تحدثوا باسمه لثلاثين عاماً. وها هو القول الحق يخرج من أفواه مناصيرهم وأحزابهم فها هو سيزار معلوف العضو في تكتل جعجع النيابي يتحدث عن الترحيب بالسفينة الإيرانية إذا كانت ستحل مشاكل اللبنانيين. ويصف تحرك السفيرة الأمريكية بأنه متأخر ويخاطبها بـ "صح النوم".

إن الحصار الذي فرضه هؤلاء على الشعب اللبناني لم يستثي أحداً لا الطائفة المسيحة ولا الطائفة المسلمة ولا الدروز ولا أي أحد. مارسوه على ممثليهم قبل الآخرين وعليه فمن سيطيح بهم هم ممثلوهم أولاً كما فعل سيزار معلوف وكما ستفعله الطائفة المسيحية بسمير جعجع والطائفة السنية بالحريري.

في وقت الأزمات، على الجميع أن يسعى إلى حل مشاكل الشعب اللبناني والتخلي عن المؤامرات وتسجيل الأهداف السياسية، فهذه المؤامرات دفعت بلبنان وشعبه إلى حافة الهاوية. جاء الإنقاذ من حزب الله الذي يتمتع اليوم بشعبية واسعة في كافة لبنان وبكافة مكوناته.. ويتبقى علينا إذاً أن نناقش تداعيات هذه المعادلة الجديدة خارجيا.
 
https://taghribnews.com/vdccseqpo2bqss8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز