تاريخ النشر2021 21 May ساعة 12:01
رقم : 504801

معركة سيف القدس .. من رسالة الضيف إلى انتصار الميدان

تنا
زحوفًا بعشرات الآلاف انطلقت الجماهير الفلسطينية في مسيرات عفوية فجر الجمعة بقطاع غزة، بعد 11 يومًا من العدوان لتحتفل بانتصار المقاومة ولتبايعها من جديد سيفًا للقدس ودرعًا للوطن.
معركة سيف القدس .. من رسالة الضيف إلى انتصار الميدان
هتافات تصدح ورايات تلوح، وحماس كبير من الشباب والأطفال والشيوخ، ورسالة الجميع ما لانت منا العزائم، وباقون بالمرصاد لك أيها العدو الغاصب.

ووضعت معركة سيف القدس، أوزارها الساعة الثانية فجر الجمعة بتوقيت القدس المحتلة، برضوخ الاحتلال بعد تعنت واستكبار كسرته المقاومة الباسلة برشقاتها الصاروخية التي عانقت سماء الوطن المحتل لتضرب عمق الكيان برشقات ثقال مرات ومرات.

وبدأت هذه المعركة، بعد تصاعد اعتداءات الاحتلال ومحاولته الاستفراد بالمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح خلال شهر رمضان، تهويدا وفرضًا للأمر الواقع وهو ما جابهه المقدسيون بانتفاضة باسلة، ونداءات بالنصرة للمقاومة وقيادتها في غزة.

رسالة الضيف
صرخات المقدسيين "منشان الله يا ضيف يلا" لباها قائد أركان المقاومة، فوجه رسالة نادرة له جاء فيها:

"يتوجه قائد هيئة الأركان في كتائب القسام أبو خالد محمد الضيف بالتحية إلى أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ويؤكد بأن قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجرى عن كثب، ويوجه قائد الأركان تحذيراً واضحاً وأخيراً للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسيدفع العدو الثمن غالياً.. #التحذير_الأخير".

وعندما أطلّ قائد أركان المقاومة بهذه الكلمات القوية بعد سنوات من العمل ومقاومة الاحتلال في الخفاء، ليخرج مدافعاً عن أهل القدس، كانت الرسالة واضحة أن معركة سيف القدس قادمة.

أبو خالد يلبي النداء
وبهذا الصدد قال حمزة أبو شنب -مدير وحدة الأبحاث في مركز حضارات للدراسات الإستراتيجية والسياسية-: يا أهل القدس، يا أهل الشيخ جراح، أبو خالد يلبي نداءكم، والمقاومة تنصركم.

وأضاف: "انتهى وقت الكلام، وعلى العدو أن يقرأ الرسالة. نحن الآن أمام الأفعال، فعلى العدو أن لا يختبر المقاومة".

وأكد أبو شنب أن رسالة الضيف "تطور نوعي في إستراتيجية المقاومة؛ فمراكمة القوة ليست فقط للدفاع عن أهل غزة، بل تنتقل اليوم لتشكل حماية لأهلنا في القدس".

أيام مضت وسط استكبار الاحتلال وعدم التقاط رسالة الضيف، ومن ثم رسالة قيادة المقاومة التي منحته مهلةً حتى الساعة السادسة من مساء الاثنين 10/5/2021، لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن جميع المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة.

وما إن دقت الساعة السادسة، حتى انطلقت الصواريخ لتدك معاقل الاحتلال في القدس وغيرها، وسط حالة غير مسبوقة من الاحتفال في الضفة والقدس بهذا الانتصار للمدينة المحتلة التي جابهت منذ بداية رمضان قمعا صهيونيا متزايداً.

وأعلنت الغرفة المشتركة للمقاومة إطلاق معركة سيف القدس "نصرة للمدينة المقدسة ورداً على جرائم الاحتلال بحق أهلها، واستجابةً لصرخات أحرارها وحرائرها".

وقالت في بيانها الأول للمعركة "تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار الغرفة المشتركة وضمن معركة "سيف القدس" من توجيه ضرباتٍ للاحتلال، افتتحتها بضربةٍ صاروخيةٍ للقدس المحتلة واستهداف مركبة صهيونية شمال القطاع، تلاها قصفٌ صاروخيٌ مكثف استهدف محيط تل أبيب ومواقع العدو في المدن المحتلة ومغتصبات ما يسمى غلاف غزة".

الاحتلال أعلن من جانبه أسماها عملية "حارس الأسوار" التي كشفت هشاشة كيانه، وصب عبرها عدوانه ليستبيح دماء المدنيين ويبيد العائلات على رؤوس قاطنيها ويدمر البنى التحتية بعد فشل في الوصول لقادة المقاومة.

وأطل أبو عبيدة عدة مرات ليوج رسائل قوية للاحتلال وينذره بعمليات المقاومة ومفاجأتها وسط احتفال وترحيب غير مسبوق عم الوطن وخراجه.

11 يومًا استمرت المعركة فاجأت فيها المقاومة الاحتلال برشقات صاروخية قوية وكثيفة طالت عمق الكيان، وكان من مفاجأة المعركة صاروخ العياش بمدى 250 كم الذي استهدف مطار رامون.

أكاذيب عديدة رددها الاحتلال ولكن ثبت هشاشتها، ومن ارز هذه الأكاذيب تدمير أنفاق المقاومة التي فندها فيديو لكتائب القسام لمقاوميها في الأنفاق خلال المعركة يوما بيوم.

واستشهد في 11 يومًا من العدوان الصهيوني، 232 شهيدا منهم 65 طفلا و39 امرأة وأصيب أكثر من 1600 ودمرت 1600 وحدة سكنية بين تدمير كلي وجزئي، في المقابل، أطلقت المقاومة أكثر من 4 آلاف قذيفة صاروخية، أدت لمقتل 11 صهيونا وإصابة المئات وتدمير العديد من البنايات والسيارات، وفرضت معادلة ردع قوية ألزم في النهاية العدو بالخنوع، وصولا لوقف إطلاق النار برعاية مصرية.

وتفجرت جولة مواجهات في الضفة وأراضي 48 في ثورة عارمة ضد المحتل نصرة للقدس وغزة، وارتقى الشهداء لتتعانق الدماء وتوحد الوطن من بحره إلى نهره، بإسناد خارجي بدت إحدى معالمه صواريخ انطلقت من جنوب لبنان ومسيرات جابت العالم رفضا لإجرام الصهاينة.

حصيلة المعركة
محمد غازي الجمل، أكد في بيان نشره "المركز الفلسطيني للإعلام" أن حصيلة المعركة تحسب على جميع مناحي الصراع وعلى مدى طويل وليس آنيّ، إذ تتفاوت المكاسب والكلف على مختلف الجبهات، كما تختلف الفرص والتحديات أمام المقاومة ومن خلفها الامة في مختلف الساحات.
محمد الجمل
 
وشدد على أن المعركة أعاقت مساعي الاحتلال في تقسيم الأقصى وتهويد القدس، وأضرت بالأمن والاقتصاد الإسرائيليين، كما أضرت بشرعية دولة الاحتلال ومكانتها الدولية وعلاقاتها السياسية، وعززت شرعية مسار المقاومة كسبيل للتحرير، وزادت من مكانة حركات المقاومة شعبيا ورسميا.

وأشار إلى أن المعركة تحت فرصاً غير مسبوقة لمواجهة الاحتلال في جبهات دول الطوق والداخل المحتل والضفة الغربية؛ ومن المتوقع أن تظهر مفاعيل وثمار هذه المواجهة في زيادة انخراط الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في العمل المقاوم على مدار سنوات قادمة. وذلك بفعل عمق الأثر السياسي والثقافي لهذه المواجهة في الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي.
https://taghribnews.com/vdchvknmz23nv6d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز