تاريخ النشر2021 20 February ساعة 10:12
رقم : 493721

 الجاهلية الحديثة !

تنا
 العالم متجه نحو الإلحاد، المثلية، الإدمان وغزو العملات الرقمية، فلن يكون للورقة النقدية قيمة، وقوى الروبوتات التي ستفرض تقنيات ومهارات جديدة في سوق العمل. بدأنا بالليبرالية والعلمانية المشوهة، فلا دين ولا شريعة ولا مرجعية غير الأحداث الدنيوية التي تقر الدساتير والمرجعيات. كإقرار والمطالبات بقبول المثلية الجنسية!
رولا سمور
رولا سمور
 الجاهلية الحديثة !

لست سياسية ولا أحب لعبتها، لست إلا إنسانة أيقنت أن التمعن والتفكر في أمور حياتنا وتوجهاتنا هما مطلبان أساسيان، فالعلم والثقافة والاطلاع أمور أساسية، لكنها ناقصة من دون تمعن وتفكر ودراسة انعكاسها على حياتنا اليومية، فلا أحب التنظير والمنظرين ومن نصبوا أنفسهم قضاة وحكاماً. في تمعني البسيط أدرك أن العالم يعيش عصر جاهلية جديداً بلباس برّاق وأدوات نظنها الحداثة والحرية.

 العالم متجه نحو الإلحاد، المثلية، الإدمان وغزو العملات الرقمية، فلن يكون للورقة النقدية قيمة، وقوى الروبوتات التي ستفرض تقنيات ومهارات جديدة في سوق العمل. بدأنا بالليبرالية والعلمانية المشوهة، فلا دين ولا شريعة ولا مرجعية غير الأحداث الدنيوية التي تقر الدساتير والمرجعيات. كإقرار والمطالبات بقبول المثلية الجنسية!

وزيادة في إمعان الضلال والفساد، يسخّرون أدواتهم من فن وسينما وأدب وحتى جهات طبية، ليدسوا السم في العسل، تبدأ الرحلة بمشاهد في برامج مشهورة تحوي صوراً مضحكة عن المثلية، تستغربها ومع الوقت تضحك عليها، لتألفها ومن ثم تدافع عنها، ببساطة أنت لا تشمئز مما كنت تضحك عليه! ولكي يقفلوا كل باب للتفكر والتمعن، تصدر جمعيات طبية معتمدة أن لا علاج للمثلية، فتعايشوا معها، لتظهر جماعات يدافعون ويسنون القوانين واللقاءات حتى يفرضوا القبول، ومن ثم يبرزون أمراً أشد جرماً واشمئزازاً، وهو ما يتعلق بالأطفال لتقول بينك وبينك: يا أهلاً بالمثلية فهي بين البالغين! وإن ناقشت وحاربت ما هو ضد الفطرة الإنسانية، وصموك بالتخلف والرجعية وعدم تقبل الآخر!
 
 ولأننا تركنا الدين والإيمان، فستجد منا من يقدّس العلم فقط ليتعامل مع كل شيء بمنظور المنطق الدنيوي، بدأوا يطالبون بإباحة الخمور والمخدرات تحت شعار الحرية الفردية الشخصية، لكي نقضي على المتاجرة بها في الخفاء، ولا يعلمون أن شبابنا غارق ومخدّر في متع الدنيا من إباحية وغياب هدف ووعي، فهو لاهث وراء قوت يومه مغيّب عن أي شيء آخر.
 
 وقريباً سيطالبون بتشريع الدعارة كمهنة يحكمها عمر ممارسها وطالبها، فهي أقدم مهن التاريخ، ولكن أليست التجارة والصيد والزراعة هي أقدم مهن التاريخ! وعبدة العلم الحديثون يدرسون ويحللون ويأخذون شهادة تلو الأخرى لاكتشاف حياة نملة غافلين عن خالقها! وفي النهاية، علم لا هدف منه، أموال تهدر في غير مكانها، سبر أغوار كواكب أخرى والأرض غارقة بهموم من صنع البشر والأخلاق غائبة. علماء يبهرون العالم بالتافه من الأمور، ورجالات دين يسيسون مبادئ ويغيرونها بعدما كانوا بعكسها ينادون.

 ستمحى العملة الورقية، ستغدو التجارة مقامرة، وسيكون الإنسان الأرخص بعد أن كرّمته كل الأديان، طبعاً، فبعد كل هذا، قطيع من الخراف يقوده القوي وليس الضعيف.

وأخيراً، تأتي السلطة الرابعة: الإعلام والصحافة! أين ذهب دورها التحليلي، نشر المبادئ والقيم، دراسة من يضرب تلك القيم في مقتل؟ لماذا اقتصر دورها على نقل الحدث كمراسل صحافي مبتدئ؟ ما الهدف من نشر خبر من ارتد ومن شذ ومن خان، من دون دراسة تلك الأسباب مع مختصين محترفين لهم اجتهاداتهم في علوم الدين والدنيا! لا أقصد من مقالتي التشاؤم، لكنني أثق بأن الإنسانية والأخلاق تئنان، وأننا في القاع الذي يسبق القمة، فما زال في القلب أمل، ولن نستقيم من غير دين سليم معافى وأخلاق وقيم.

 رولا سمور
 
https://taghribnews.com/vdcf0mdjyw6d1ea.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز