تاريخ النشر2015 2 March ساعة 13:49
رقم : 184336

حماس يجب أن تبقى خطاًّ أحمر دائماً و أبداً

تنا
يا أيها المخلصون في الحكومات الخليجية و العالم العربي أخرجو (حماس) من كل هذا اللغط الذي يجري. إنه خَطَلٌ كبير و خطأٌ ضخم و خطرٌ محدقٌ ستظل الأمة تقتات من حُصرمه لعقود قادمة. (حماس) لا علاقة لها بالإرهاب و الإرهاب المضاد.
حماس يجب أن تبقى خطاًّ أحمر دائماً و أبداً

بقلم : علي الهيل

 (حماس) لا علاقة لها لا بداعش و لا بالقاعدة و لا بالطائفية.  (حماس) و معها كل فصائل المقاومة الوطنية النبيلة في (غزة) حركة مقاومة للإحتلال.  إنها مجرد ردة فعل على فعل الإحتلال.  حاربوا من شئتم إلا (حماس.)  (حماس) و حركات المقاومة الوطنية الباسلة يجب أن تبقى خطاًّ أحمر.

ماذا دهاكم؟  لا تصغوا للمعتوهين و المأفونين و المرضى بالفصام و مزدوجي الشخصية وتضعوا (حماس) في نفس السلة مع (داعش و القاعدة.)  ثم أن (داعش و القاعدة و حركات أخرى ستظهر) مجموعة ردة فعل محبَطة بفعل سياسات الحكومات العربية التي توالي "إسرائيل" و ترهن مصالحها بيد الغرب حلفاء "إسرائيل."  السياسات العربية التي لم تقدم أي دعم يُذكر للمقاومة في غزة، و هي ترى "إسرائيل" تقتل بدم بارد و تدمر مدارس (الأنروا) على رؤوس التلاميذ و البيوت على المدنيين الآمنين و ترتكب المحارق و المجازر و المذابح.  على النقيض من ذلك راحت بعض حكومات "الأعراب" تدفع "لإسرائيل" المليارات لهزيمة المقاومة الوطنية في (غزة.)  و أخرى راحت تخنق (غزة) من خلال متنفسها الوحيد على العالم.  و أخرى راحت تتعاون مع الإحتلال لإنهاء المقاومة في (غزة.)  تصريحات رسمية ملأت الصحف و التلفزة و الإعلام "الإسرائيلي" أدلت بها (تسيبي ليفني و يعقوب بيري) و غيرهم عن ذلك و ليس حديثاً يُفترى. 
  لولا السياسات العربية و الأمريكية و الأوروبية التي همشت و أقصت مواطنيها و اغتصبت النساء في (أبو غريب) لَما رأينا هذه الأعداد الكبيرة من العرب و المسلمين تنضم لداعش كالسيل العرِم.

يا جماعة الخير، عالجوا أصل الأزمة أو المشكلة أو الكارثة (لا أدري ماذا أسميها؟) وفروا العدل الإجتماعي و لا تهمشوا و لا تُقصوا مواطنيكم و لا تتبعوا أسلوب الإنتقائية في التعامل مع مواطنيكم.  لا توالوا "إسرائيل" و استعملوا أوراق الضغط لديكم للضغط على الغرب لجعل "إسرائيل" ترعوي عن التعسف في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس و غزة و داخل الخط الأخضر.  لديكم أوراق ضغط كثيرة إستعملوها و لْيكُن ما يكن.

ساعتها لن تجدوا لا داعش و لا ماعش و لا القاعدة.  السياسات العربية الأعرابية (بالأحرى) و السياسات الأمريكية و الغربية هي كلها مسؤولة عن خلق داعش و القاعدة.  أنتم لا تفعلون الآن الشيء الصحيح مطلقاً.  محاربة (داعش) و ما تسمونه الإرهاب سيصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة في قلوب مواطنيكم المحبطين منكم و من سياساتكم و السياسات الأمريكية و الغربية التي تعطي "إسرائيل" كل يوم (كارت بلانش) لممارسة إرهاب الدولة ضد الفلسطينيين.  محاربة (داعش) مع الأمريكيين و حلفائهم سينظر إليها مواطنوكم اليائسون منكم على أنها تكريس منكم لتحبيطهم و ستكبر (داعش) بهم و بهنَّ لأنهم هم وقود (داعش.)

أمريكا و الغرب و "إسرائيل" تجركم يا جماعة الخير جراًّ لحرب مع (داعش) من خلال أعراب غير شرعيين تمقتهم شعوبهم، إنقلبوا على الشرعية و اختيار المواطن و سرقوا صوته و رغيفه و كرامته.  منذ سنتين و هم يمعنون في المواطنين قتلاً و تعذيباً في السجون و في الشوارع.  هؤلاء يا جماعة الخير لأنهم مفلسون و لا شرعية لهم و لذا يختلقون حربا ضد ما يسمونه الإرهاب و هم أنفسهم رعاة الإرهاب ضد من يُفترض أن يكونوا مواطنيهم لأنهم يوهمون الناس بأن عدوا إسمه الإرهاب يتربص بهم، و لصرف أنظار الناس في الداخل و عن سرقتهم لمليارات تم دفعها لهم و لم يحصل منها الشعب على شروى نقير رغم أن أكثر من نصفه تحت خط الفقر و تكاد البلاد تنحدر إلى تصنيف " الدولة الفاشلة."

  يا جماعة الخير، هؤلاء المعتوهين يغرقون و يريدون أن يغرقوكم معهم فلا تنصتوا إليهم وفروا ملياراتكم و انحازوا لشعوبكم.  لكنْ إنْ مضيتم وراءهم و شكلكم ستفعلون لا تقتربوا من (حماس) و الفصائل المقاومة فهي قد لا تكون أملكم أنتم غير أنها أمل الشعوب العربية في مقاومة الإرهاب التاريخي و الأكبر و هو إرهاب الدولة "الإسرائيلي".  إنْ فعلتم فلن ترحمكم شعوبكم و لن يرحمكم التاريخ.

أستاذ جامعي و كاتبٌ قطري
https://taghribnews.com/vdcexe8zpjh8vxi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز