تاريخ النشر2014 16 July ساعة 12:18
رقم : 163810
بقلم احمد راسم النفيس *

نوري المالكي ومأساة العراق!

تنـا
الزعم بأن إزاحة المالكي من رئاسة الوزراء سيؤدي لتهدئة الأوضاع هو استخفاف بالعقول ..المؤامرة على وحدة العراق لا تزال في بدايتها والإرهاب الوهابي ما زال مصرا على إبادة شيعة العراق وهدم مراقد أئمة أهل البيت (ع) في هذا البلد. ولذا فليست هناك أجواء تهيئ لحل سياسي من أي نوع قبل انكسار المؤامرة.
نوري المالكي ومأساة العراق!
يزعمون أن السبب وراء تمكن داعش من اجتياح الموصل يعود إلى (ديكتاتورية المالكي) الذي أغضب السنة والأكراد و و.. وألا مخرج من هذه المأساة إلا بإقالته واختيار رئيس وزراء جديد غير المالكي .

وفي الوقت الذي أعلن الأكراد عن عزمهم الاستقلال التام عن العراق، لا يزالوا يطالبون بإختيار رئيس جمهورية من فصيلهم، أي من المؤمنين بالانفصال!!.

الغرب وعملاؤه العرب يريدون فرض شروطهم على العملية السياسية في العراق متمثلة في مثالثة سياسية كاملة وهي شروط تعيد العملية السياسية إلى نقطة الصفر وتلغي نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وتحول الأغلبية التي حصلت عليها الكتل السياسية الشيعية إلى أقلية لا تتجاوز الثلث، قبل أن يتفضل أي من هؤلاء على العراقيين بطلب شفهي موجه إلى داعش بالانسحاب من الموصل، لتبقى المأساة على حالها.

الحديث عن إنسحاب المالكي من الترشح لرئاسة الوزراء كطريق موصل لإنهاء هذه المأساة لا يعدو كونه هزلا واستخفافا بالعقول، فالمؤامرة على وحدة العراق لا تزال في بدايتها والإرهاب الوهابي ما زال مصرا على إبادة شيعة العراق وهدم مراقد أئمة أهل البيت (ع) في هذا البلد ولذا فليست هناك أجواء تهيئ لحل سياسي من أي نوع قبل انكسار المؤامرة.

وقبل أيام من الآن نشر شريط لمحاضرة ألقاها رئيس المخابرات البريطانية السابق نقل فيه عن بندر بن سلطان قوله: الشيعة في العالم.. الله يساعدهم.. مليار مسلم جزعوا منهم (وقرروا التخلص منهم).

وما بين الأقواس تفسير من عندنا لكلام أمير الظلام ولولا أني رأيت الشريط بعيني ما صدقت هذا الكلام!!.

الأخطر من هذا هو التصريح الذي أدلى به السفير الإيراني السابق في بغداد كاظمي قمي والذي قال فيه: أن الأزمة العراقية لن تبقى داخل جغرافية هذا البلد وستترك آثارها الامنية على المنطقة ان لم يجري احتواءها واعتبر أن الهدف الأساس للارهابيين في العراق هو الوصول الى بغداد مشيرا إلى أنه تم الوقوف امام حركة داعش المخربه هذه ولن يكتب لها النجاح ابدا.

الزعم بأن إزاحة المالكي من رئاسة الوزراء سيؤدي لتهدئة الأوضاع هو استخفاف بالعقول فالصراع لا يزال ممتدا والعكس هو الصحيح إذ أن الانحناء أمام هذه العاصفة سيزيد الوضع سوءا وانهيارا وسيؤدي حتما إلى اتساع جغرافيا الصراع وصولا لحرب إقليمية كبرى يريدها أمير الظلام.

إنهم يريدون السيطرة على العراق ولا سبيل أمام تحقيق هذا الهدف سوى اللعب على كل التناقضات من أجل تمزيق هذا البلد العظيم.
___________________
* مفكر اسلامي مصري
https://taghribnews.com/vdcizpazut1aqv2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز