تاريخ النشر2011 21 October ساعة 20:24
رقم : 67982
العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط

نخشى أن يؤدي الحراك العربي إلى أنظمة أشد استبداداً

تنا ـ بيروت
نرفض تسمية ما يجري بالربيع العربي و نخشى من أن ما يجري هو عملية إحراق لشعوب لمصلحة الغرب
نخشى أن يؤدي الحراك العربي إلى أنظمة أشد استبداداً
 رأى العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط أنه لا يمكننا تسمية كل ما يجري في الدول العربية بأنه ثورات بل هناك شبه ثورة أو حراك شعبي أو عملية تدخل أجنبي، متسائلاً ما هي طبيعة الحراك القائم اليوم في الدول العربية؟ وما هو موقع الدين من هذا الحراك ومن المستفيد منه؟ وتحديداً موقع الإسلام مما يجري؟ 

و في لقاء حواري أقامته مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر والمركز الإسلامي الثقافي تحت عنوان "الحراك العربي بين الثورة والاحتجاج وموقع الدين فيه" في إطار سلسلة الندوات حول "الخطاب الديني والثورات العربية" بحضور حشد من الشخصيات والفعاليات الثقافية والإعلامية . أوضح العميد حطيط أن :  البعض وصف ما يجري بأنه نتيجة الحراك الديني أو وضعه في إطار الصحوة الإسلامية ومنهم من رأى أنه مكوَّن من عدة مكوِّنات متسائلاً هل التحرك في البلدان العربية ثورة؟ 

وبعد أن شرح مفهوم الثورة ومدلولها توصل الدكتور حطيط إلى نتيجة: "إن ما يجري في الوطن العربي اليوم ليس ثورة بالمعنى المتكامل كما جرى في الثورة الفرنسية أو الثورة الإيرانية أو الثورة البلشفية.. فما يجري في العالم العربي حراك أسقط رؤوساً لأنظمة عربية مع وعد بالتغيير غير مضمون النتائج بل إن ما يحدث يثير الخوف من أن الشعب استخدم لتحقيق مصالح خارجية أو عدم استمرارية الحراك لتحقيق النتائج المطلوبة كما جرى في تونس ومصر. وبالنتيجة يمكن وصف ما جرى بأنه حراك شعبي أو تحرك معارض. 

و أبدى الدكتور حطيط "تخوفه من التدخل الأجنبي في أكثر من دولة يحدث فيها تحركات معارضة كما حصل في ليبيا والتي أصبحت تحت سيطرة الحلف الأطلسي وكما جرى التخطيط لسوريا". وعن دور الدين في الحراك الشعبي؟ تساءل حطيط : "هل إن ما جرى تم لإقامة حكم إسلامي أو لإسقاط الحاكم لمخالفته الإسلام؟ أو إن ما جرى دفاعاً عن الإسلام؟ أم أن الناس تحركوا من خلفيات إسلامية؟ أو إن ما جرى تم الاستفادة منه من قبل بعض القوى والحركات الإسلامية؟ وهل إن المسلمين وحدهم ثاروا؟ وهل كان كل من تحرك كان بدافع شخصي أو إن هناك جهات دفعته للتحرك؟ 

وبعد أن استعرض بعض التفاصيل على صعيد التحركات الاحتجاجية توصل إلى ما يلي: "إن الذين شاركوا بالتحركات كانوا متنوعين بعضهم منتمون لحركات إسلامية وبعضهم لا ينتمون وفيهم غير مسلمين، ولا يبلغ الأعضاء المنتمين للتحركات الإسلامية، الذين شاركوا في التحركات من منطلق إسلامي أكثر من ٢٠% من المشاركين. 

أما على صعيد دور القيم الإسلامية المختزنة في تحريك هذه الأنشطة فهذا أمر صحيح رغم وجود أحاديث أو فتاوى كانت تحرِّم التحركات والتظاهرات كما حصل في السعودية. كما شارك في التحركات الكثير من العلمانيين ومن الذين لا يلتزمون الأحكام الإسلامية، إضافة لوجود فئات غير مسلمة شاركت في التحركات سواء للحصول على حقوقهم أو لتعزيز دورهم السياسي. ومن خلال كل المعطيات المتوفرة لا يمكن وصف ما جرى بأنه صحوة إسلامية أو ثورة إسلامية بل جرى استخدام للرموز الدينية والإسلامية لدعم التحرك وإنجاحه". 

وختم الدكتور حطيط: "إن ما جرى أحياناً يمنع وصف التحرك من كونه تحركاً إسلامياً بل إن بعض ما حصل قد يكون مسيئاً للإسلام عبر الاعتداء على المدنيين أو تهديد غير المسلمين بوجودهم". ولكن لا نستطيع إنكار وجود حركات إسلامية أو شرائح إسلامية ساهمت في التحركات لأهداف مختلفة لكن هؤلاء أقلية وليس هناك قوى قادرة لإقامة الحكم الإسلامي أو الدولة الإسلامية. ورغم أن التيار الإسلامي الجهادي استفاد من الحراك الذي حصل حتى الآن لكن هناك خوف من أن يؤدي لزيادة سيطرة الغرب على دول المنطقة وهناك خشية على الإسلام والمسلمين مما يجري؟ وإننا نخشى من أن ما يجري هو عملية إحراق لشعوب لمصلحة الغرب ونحن نرفض تسمية ما يجري بالربيع العربي ونخاف من مجيء شخصيات أشد استبداداً مما كانت سابقاً".
https://taghribnews.com/vdcdxn09.yt05j6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز