أعتبر مهدي فضائلي عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة، ان ترامب هو نفس اميركا وليس كائنا استثنائيا يختلف عن واقع اميركا.
شارک :
وكتب فضائلي مدونة فيما يلي نصها: يقول الله تعالى في الآية 6 من سورة فاطر المباركة:"إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"، إن هذا التحذير من القرآن الكريم هو لأن الشيطان، على الرغم من عداوته الأكيدة، قد لا يدرك بعض الناس عداوته، بل قد يعتبرونه صديقاً!.
إذا نظرنا عن كثب إلى أنفسنا ومحيطنا، فسوف ندرك مدى انتشار هذه الحقيقة المرة : في كثير من الحالات، ليس فقط لم ندرك عدو الشيطان، بل حتى اعتبرناه صديقا واحتضناه أو كنا في أحضانه!.
الإمام الخميني (رض)، حكيم عصرنا ، أطلق على أميركا تسمية "الشيطان الأكبر"؛ ولذلك يمكننا أن نعتبر أميركا النموذج النهائي والكامل لهذا التحذير القرآني في عصرنا هذا، وعليه فإن أميركا هي عدونا الرئيسي؛ لذلك يجب أن نعتبره عدوا؛ ولكن للأسف الشديد فإن بعض الناس تصرفوا ويتصرفون على نحو يخالف تأكيد القرآن الكريم.
لقد استطاع الشيطان الأكبر في عصرنا هذا، بوجهه القبيح البغيض، وشعاراته الجذابة والملفتة للنظر مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك، وبالطبع بدعم من قوته الاقتصادية والعلمية والعسكرية، أن يخدع أو يخيف العديد من الناس السذج في جميع أنحاء العالم، ولكن في بعض الأحيان، كما هو الحال الآن، سقط قناع الخداع عن وجهه القبيح البغيض، وأصبحت الفرصة سانحة للعالم ليرى الوجه الحقيقي غير المغشوش للشيطان ويتعلم منها درساً.
إن دور أميركا في إنتاج وإصابة العالم بفيروس كورونا المشؤوم والذي كشف عنه مؤخرا إيلون ماسك، المستشار الأول لإدارة ترامب ووزير الكفاءة، وغزوات ترامب الورقية على لكندا وبنما وغرينلاند، والانسحاب من بعض المنظمات والمعاهدات الدولية مثل اتفاقية باريس ومنظمة الصحة العالمية، ومقاطعة محكمة لاهاي بسبب الحكم ضد نتنياهو، والمبيعات غير المسبوقة لبعض الأسلحة للكيان الصهيوني، والإذلال غير المسبوق لرئيس أوكرانيا، والتهديدات بالاعتقال، وخفض الميزانية، وطرد الطلاب والأكاديميين الأميركيين، كلها أمثلة مثيرة للاهتمام للتعرف على الوجه الحقيقي والشرير لأميركا. أفعال لا رائحة لها من الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية.
قد يتصور البعض بسذاجة أن ترامب كائن استثنائي ومختلف عن واقع أميركا؛ يجب أن نسأل هؤلاء: في أي هيكل دخل ترامب البيت الأبيض للمرة الثانية؟ ألم يوافق بايدن على بعض أوامر ترامب المهمة بعد أن أصبح رئيسًا؟ ما هي المقاومة الجدية التي يواجهها ترامب اليوم داخل بنية النظام الأميركي؟وعشرات المؤشرات الأخرى التي تكشف أن ترامب هو أميركا نفسها؛ فقط بدون طبقة مخملية وبدون تعديل! إننا والعالم أجمع لابد وأن نستغل هذه الفرصة لنتعرف على الشيطان الأكبر الذي هو عدونا وعدو البشرية جمعاء، ونقف ضد تجاوزاته، وإلا فإن هذا الحيوان العدواني النهم سوف يزداد صلافة وافتراسا، فيستولي على العالم ويفرض عليه تكاليف لا يمكن تعويضها.
ولعل هذا مظهر آخر من مظاهر النار المشتعلة التي أعلنها الله في تكملة الآية السادسة من سورة فاطر!