تاريخ النشر2023 26 May ساعة 12:45
رقم : 594588

ناشطة لبنانية : كرامة المراة جزء لا يتجزا عن كرامة الانسان في الاسلام

تنـا - خاص
اكدت مسؤولة شؤون المرأة والأسرة في جبهة العمل المقاوم بلبنان "السيدة رزان بركات"، على ان الكرامة التي يقررها الاسلام للمراة تشكل جزء لا يتجزأ من الكرامة التي قررها واعلن عنها الدين الحنيف للناس جميعا.
ناشطة لبنانية : كرامة المراة جزء لا يتجزا عن كرامة الانسان في الاسلام
وفي كلمتة لها خلال ندوة "كرامة المراة الافتراضية" التي نظمها المجمع العالمي للتقريب، استدلت "السيدة بركات" بقول الله تعالى في الاية ﴿۷۰﴾ من سورة الاسراء، [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى  كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ] وايضا الاية ﴿13﴾ من سورة الحجرات [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ]؛ مؤكدة، على انه ثبت بدلالة واضحة صريحة ينطق بها كل من هاتين الايتين، ان الانسان مكرم بشطريه الذكر والانثى، في كتاب الله عزل وجل، دون ان يكون للذكورة او الانوثة اي مدخل في زيادة هذا التكريم او نقصانه.

ولفتت هذه الباحة اللبنانية في الوقت نفسه، الى ان الناس قد يتفاوتون بعد ذلك في هذه الكرامة التي متعهم الله بها، ولكن الباعث على هذا التفاوت شيء واحد، هو تفاوتهم في تعظيم حرمات الله ومن ثم تفاوتهم في الاعمال الصالحة المفيدة للانسانية، وقد اقتضى ذلك ان تكون اجور الناس على اعمالهم الصالحة هذه واحدة في الكم والقيمة، بحيث لا يكون للذكورة او الانوثة مدخل في تفاوت الاجور.

واضافت : هذا ما اعلنه بيان الله عزوجل، اذ قال في محكم كتابه [فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ] - آل عمران ﴿195﴾، وقال عزوجل [ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا] –النساء ﴿124﴾.

ونوهت الباحثة اللبنانية الى ان، "المراة والرجل كلاهما من ولد ادم، ثم ان الاسلام اكد هذه الكرامة القائمة على اساس من الانسانية المجردة والشاملة، لكل من الرجل والمراة على السواء".

وتابعت، "لقد سارت الشريعة الاسلامية في تطبيق هذا المبدا الانساني الذي تتساوى تحت سلطانة الذكورة والانوثة على النهج الذي نلحظه، فتتجه احكام الاسلام الى الفرد، اولا تعالجه من خلال الواجبات تهذيبا وتقويما وترعاه من خلال الحقوق حماية واسعادا، ثم تتجه الى الاسرة تحوطها باطار القدسية وترعاها بتقوية الوشيجة واشاعة المسؤولية، وتغذيها بتبادل الحب والاحترام، ثم تتجه الى المجتمع، فتقيم اركانه من بناة تلك الاسر وتعلي اسواره بانظمة الحكم وسياسته والشورى ومنهجيتها وصلة ما بين الحاكم ورعاياه".

ومضت الى القول : ان من ابرز مظاهر التنسيق الالهي من الطبائع التي ابدعها والاوامر التي قضى بها، ان جعل الفطرة الاصيلة لدى كل من الرجل والمراة متفقة في جوهرها، بقدر النظر عن الاغراض والاهواء التي عُلقت بها في ما بعد، مع مضمون تلك الاوامر كي لا يتحمل الناس من امرهم العنت وكي تتجلى وحدة الخالق في خلقه.

وقالت المسؤولة في جبهة العمل المقاوم : لقد كان من مقتضيات النهج الالهي، ان يكون كل من الرجل والمراة شريكا للاخر في كليات الحقوق الانسانية دون تمايز او اختلاف في شيء من تلك الكليات، وابرزها حق الحياة وحق الحرية وحق الاهلية وما يتبعه من الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

واوضحت : مما لا شك فيه ان حق الحياة هو اقدس ما متع الله به الانسان من الحقوق، لانه اساس تلك الحقوق وملاكها جميعا، فهو سر وجودها وفعاليتها؛ ولعل اوضح نص يبرز مدى قدسية هذا الحق في كتاب الله عزوجل قوله تعالى [مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ...] الامائدة - ﴿۳۲﴾.

واكملت الباحثة اللبنانية : نلاحظ انه كلمة "نفس" جاءت لتسقط الفارق بين الذكورة والانوثة ولتكون قدسية الحياة في حكم الله عزوجل وتنزيله شاملة لكليهما.

ونظم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الثلاثاء، ندوة افتراضية بعنوان "كرامة المراة"، تحت شعار "المراة باعتبارها ام الاجيال ومربية الاجيال، تحظى بتكريم اكبر في منظومة المشروع الاسلامي للحياة".

وقد جاء في بيان "المجمع" بالمناسبة، ان الهدف من تنظيم الندوة، هو "تسليط الضوء على حقيقة تكريم المراة في الاسلام، والكشف عن زيف المرجفين في هذا الشان وبيان ما في بعض الممارسات من اخطاء تجاه المراة باسم الدين الحنيف؛ فالانسان بما هو انسان مكرم في نظر الاسلام.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم [ولقد كرمنا بني ادم] – الاسراء الاية 70".

وتحتفي الجمهورية الاسلامية الايرانية، سنويا بمناسبة "اسبوع الكرامة" الذي يبدا بذكرى ميلاد السيدة فاطمة المعصومة (س) غرة شهر ذي القعدة، وينتهي بذكرى ميلاد شقيقها الامام الرضا (ع) في الحادي عشر من الشهر نفسه.

ومن ابرز النشاطات التي تتخلل هذه المناسبة الاسلامية والوطنية، هو تكريم "الفتاة الايرانية"، وحثها على انتهاج سيرة ال بيت رسول الله (ص) الاطهار، ولاسيما الاقتداء بالشخصية السامية للسيدة فاطمة المعصومة ابنة الامام موسى الكاظم (عليهما السلام).

نهاية الخبر
https://taghribnews.com/vdciv5awvt1a3w2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز