تاريخ النشر2011 5 February ساعة 09:41
رقم : 38915
المرجع مكارم شيرازي:

لقد انقضى عصر الدکتاتوریة الأسود ولا مجال للعودة الى الوراء مطلقاً

وكالة انباء التقريب(تنا)
"أن ما یطمح إلیه الشعب المصري لا یعدو الأصول والأسس التي أکد علیها الدین الاسلامی الحنیف، وهي العدل والحریة والعقلانیة واستئصال الفقر وعدم تدخل الأجانب في تقریر مصیر المسلمین"
لقد انقضى عصر الدکتاتوریة الأسود ولا مجال للعودة الى الوراء مطلقاً

 بعث المرجع الدیني سماحة آیة الله ناصر مکارم شیرازي برسالة الى علماء الأزهر والشعب المصري عموماً، حیا فیها الثورة المصریة ضد الدکتاتوریة، وتمنى لهم النصر المؤزر. وفي ما یلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحیم

أبعث خالص التحایا والتبریکات الى الشعب المصري الغیور. لا شك فی أن دولة مصر ذات تاریخ عریق في الحضارة البشریة والعلوم الانسانیة، حتى عُدّت مهد الحضارة البشریة، وقد کانت من الدول والمراکز الاسلامیة الهامة في التاریخ، کما أن هذه الانتفاضة الشجاعة ضد الدکتاتوریة المرتبطة بالغرب والمساومة لـ(إسرائیل) الغاصبة تنم عن نبوغ اجتماعي وسیاسي کبیر لدیکم.

لا شك في أن عصر الدکتاتوریة الأسود قد انقضى وولى، ولا مجال للعودة الى الوراء مطلقاً.

إن ما اکتسبناه من خوض تجربة الثورة الاسلامیة هو أن ثمة عاملین أساسیین یسهمان في مواجهة التحدیات الخطیرة واجتیاز العقبات الکبیرة: الأول الحفاظ على وحدة الصف والثبات على ذلك، والثاني انتخاب قائد موحد؛ لأن الأعداء یحاولون استهداف هذین الأمرین قبل کل شيء، ویسعون الى زرع بذور الفرقة والاختلاف بین الثوار، لأجل الحفاظ على مصالحهم. وما أروع أن تستفیدوا من الأسس العقائدیة والاسلامیة لنیل الوحدة وتعزیزها.

لا ریب في أن أتباع الدیانات الأخرى المتواجدین في مصر بإمکانهم التلاحم معکم وفقاً للقواسم المشترکة، کما حدث في عهد الثورة الاسلامیة الايرانية، حیث استشهد عدد کبیر من المسیحیین الى جانب المسلمین في فترة الحرب المفروضة على مدى ثمانیة أعوام، والیوم أیضاً هم یعیشون الى جانبنا بکل حریة واحترام، خلافاً للإعلام الملفق والمزیف الذی یروج له الأعداء.

إننا نأمل من علماء الأزهر الشریف الذی کان مرکزاً عظیماً لنشر العلوم الاسلامیة مشارکة الشعب المصري ثورته العارمة بصورة شفافة وجادة؛ لأن ما یطمح إلیه الشعب المصري لا یعدو الأصول والأسس التي أکد علیها الدین الاسلامي الحنیف، وهي العدل والحریة والعقلانیة واستئصال الفقر وعدم تدخل الأجانب فی تقریر مصیر المسلمین؛ إنها جمیعاً من الأصول التي شدد علیها الاسلام المبین والقرآن الکریم.

إن هذا الکلام ما هو إلا وصیة نابعة من الرأفة والشفقة من أخ عطوف ومشتاق الى انتصارکم أیها الأحبة.

هذا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن یرزقکم النصر العاجل والمؤزر، وأن یمد الشعب المصری بالنصرة والغلبة (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ).

ناصر مکارم شيرازي 







https://taghribnews.com/vdchmwnx.23n6zdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز