تاريخ النشر2010 27 August ساعة 18:20
رقم : 24482

مفتي مصر: اتباع أحكام الإسلام لا يعني العودة للعصور الوسطى

أكد مفتي مصر علي جمعة أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلى السلاسةِ والمرونةِ، وأن العيش وفقَ أحكامه لا يعنى أننا كمسلمين عُدنا إلى العُصور الوسطى، أو أن نفقدَ هُوِيتنا أو نتخَلى عن أعرافنا.
مفتي مصر علي جمعة
مفتي مصر علي جمعة
وكالة أنباء التقریب (تنا )

أكد مفتي مصر علي جمعة أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلى السلاسةِ والمرونةِ، وأن العيش وفقَ أحكامه لا يعنى أننا كمسلمين عُدنا إلى العُصور الوسطى، أو أن نفقدَ هُوِيتنا أو نتخَلى عن أعرافنا.



و اضاف إن الإسلام لم يأمر أتباعه بالتنَكُّر للثقافات التي تربَّوا في ظلالها واستبدالها بالثقافةِ العربية، والدليل على ذلك موجود في هذا الكم الضخم من الظواهر الثقافية، والفنية، والحضارية التي يمكننا وصفُها بأنها إسلامية وأكد أن هذه المرونة جزء لا تتجزأ من التراث الإسلامي، وأنها تشكل إحدى السمات المميزة للشريعة الإسلامية.

وأوضح المفتي أن الشريعة الإسلامية مركبٌ عنصراه المنهجية ومجموعةُ من الآراء لفقهاءُ المسلمين على مدار الألف والأربعمائة عاماً الماضية التي شهدت ظهور ما لا يقل عن تسعين مدرسةً من مدارس الفقه الإسلاميّ، وأنه في عالمنا المعاصر ونحن في القرن الحادي والعشرين نجد أنفسنا نعود إلى هذه الثروةِ الغنية من الآراء لنستخرجَ منها الأحكام التي تُناسب هذا العصر.

وشدد مفتي الجمهورية على أن هناك خطوات تجب مراعاتُها عند إصدار الفتاوى للناس خاصة وأن الفتوى هي ذلك الجسرُ الذي يربط بين تراثنا الفقهي وعالمنا المعاصر، وبين المطلق والنسبيّ، والنظريّ والتطبيقيّ، بالإضافة إلى أن عملية إصدار الفتاوى تتطلب أبعاداً أخرى غَير المعرفة بالفقه الإسلامي؛ وهي أن يكون المُفتون على دراية تامة بالعالم الذين يعيشون فيه، وبالمشكلات التي تواجه مجتمعاتهم، مؤكدا أن السبب والسر في ما نراه من آراء غير سديدة هو افتقار بعض من يتصدون للفتوى إلى هذه الأبعاد الهامة.

وحذر جمعة من الخطورة البالغة في اعتبار رأي كل شخص غير مؤهل للفُتيا "فتوى" مما يعني أننا فقدنا أداةً بالغةَ الأهمية في المحافظة على مرونة الشريعة الإسلامية.
و أضاف إن مبادئَ الحرية والكرامة الإنسانية التي ترمز إليها الديمقراطية الحديثة هي جزءٌ من الأساس الذي بُنيت عليه عالميةُ الإسلام، فأحكام الشريعة تسعى إلى تحقيق مقاصد عليا معتبرة من أهمهما الحرية والكرامة، لافتاً إلى أن تغيرات العصر الهائلةً التي شهدها العالم خلال القرنين الماضيين تُمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لفقهاء المسلمين ومُفتيهم وأصبح لزاماً علينا أن نُعيد قراءة الواقع، وأن نؤخذ في الاعتبار ما طرأ على عالمنا المعاصر من تغير عند تنزيل أحكام الشريعة على الواقع المَعيش.

وأكد أن مرونةُ الفقه الإسلاميّ هي أهم ما يُميزه، فهذه المرونة تزود الناس بما يحتاجون من إرشاداتٍ وهداياتٍ، وفي الوقت ذاته يظل هو الإسلام الحق بما له من أصول وقواعد، فليس معنى المرونة أن تُمَيع القضايا التي للإسلام فيها رأي. واختتم بقوله أنه ومن خلال إدراك أهمية السمة البارزة للمُرونة في تطبيق تعاليم الشريعة يستطيع الفقهاء والمفتون أن يقدموا حلولاً للمشكلات التي تواجه العالمَيَن الإسلاميّ والغربيّ على السواء.


https://taghribnews.com/vdcb5ab5.rhbawpukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز