تاريخ النشر2015 21 October ساعة 13:19
رقم : 209340

​الشيخ الرفاعي لـ "تنا": الإمام الحسين هو الوحدة الاسلامية والانسانية بحد ذاتها، وفلسطين هي كربلاء الحاضر

تنا - بيروت
الإمام الحسين (ع) لا يمثل طائفة بعينها أو مذهب بعينه بل هوصرخة حق في وجه الباطل وهو بحد ذاته وحدة إسلامية , لذا تكرس المجالس العاشورائية سنويا لإحياء ذكرى الحسين (ع).
الشيخ مؤمن الرفاعي
الشيخ مؤمن الرفاعي
وفي السياق أكد الشيخ مؤمن الرفاعي أن ظاهرة حضور المجالس العاشورائية انتشرت منذ زمن بعيد عند الإخوة في الطائفة الشيعية الكريمة ثم باتت نوعا من أنواع الطقوس المعترف بها والمعتمدة بأصول المذهب, لافتا أنه عند جماعة من أهل السنّة هناك البعض ممن يقدسون شعائر عاشوراء لحرمة أهل البيت عليهم السلام ولمصابهم وما حصل معهم من مصائب وقتل وتهميش , مشيرا الى  أنهم لا يجعلونها في أصول المذهب لأنها امر روحاني ووجداني وإيماني وعقائدي وهذا لا يكون في أصول المذاهب الفقهية .

وأشارعضو تجمع العلماء المسلمين في حديث خاص لوكالة "تنا" أن مذهب أهل السنة والجماعة اليوم لا يخضع للسلطة الدينية أكثر مما يخضع للسلطة السياسية , لافتا الى أن السلطة السياسية اليوم هي التي تتحكم باكثر علماء ومرجعيات أهل السنة.

وقال " إننا كعلماء دين من أهل السنة نأسف أن بعض علمائنا ومرجعياتنا الدينية تخضع لسلطة المال والسياسة السعودية ".

وتابع فضيلته "أن الإمام الحسين (ع) عندما قتل وحُورب وعندما اضطهد في بيته وفي أهل بيته وفي نسائه وأولاده وفي أبناء أخيه الإمام الحسن عليهم السلام  حُورب لأنه ابن بنت رسول الله, ولم يحارب من أجل السلطة.

واعتبر  الشيخ الرفاعي أن "الإمام الحسين عندما خرج إلى كربلاء لم يخرج وهو يجهل أن مصيره الموت وأن مصير أهله الفناء وإنما خرج ليصرخ صرخة حق في وجه الطاغية والدُنيا يزيد, لأن يزيد في ذلك الوقت كان يمثل الدُنيا الدَنيّة والطاغية كما كان يمثل فرعونا جديدا  متسائلا  كم من يزيد منتشر
اليوم في مجتمعاتنا؟.

وأشار فضيلته  الى "ان  الإمام الحسين لا يمثل طائفة بعينها او مذهب بعينه, محييا وشاكرا جهود الطائفة الشيعية التي تكرث سنويا هذه المجالس لإحياء ذكرى أبي عبدالله الحسين ولتقصص على الأجيال الناشئة ما حصل مع الإمام (ع) وأهل بيته".

وأسف فضيلته  لعدم وجود مثل هذه المجالس لدى اهل السنة والجماعة  التي لا تتنافى مع أصول العقيدة والمذهب ,معتبرا أنها امر إيماني وروحاني ووجداني وهذا أمرلا يخالف عقيدة اهل السنة والجماعة, مؤكدا  أن "عدم وجود هذه المجالس اليوم في عامة مذهب السنّة هو لأمور سياسية وليس لأمور خاصة بالإمام الحسين (ع) لشخصة أو لذاته , لأن الحرب التي كانت على الحسين كانت على الإسلام  الذي يمثله وهي اليوم تتكرر على المقاومة التي تحمي هذا النهج الأصيل والتي تدافع عن أهل بيت رسول الله وعن نهج آل بيته".

وحول ما إذا كان يمكن تحويل عاشوراء إلى محطة للوحدة الإسلامية، قال الشيخ الرفاعي "إن الإمام الحسين لا يمكن ان تتخذه الأمة اليوم شعارا للوحدة اسلامية لأن الاطراف الأخرى تتحكم بها الإدارة الأميركية والإدارة السعودية والصهيونية" , مؤكدا أن الإمام الحسين هو فعلا رمز للوحدة الإسلامية  لأنه كإمام تجمّع حوله علماء وأفراد وفرسان كانوا في المقلب الآخر, مشيرا الى أن العقول الواعية عندما سمعت خطابه وإسلامه ما كان لها إلا أن رضخت وارتجعت وراجعت نفسها في إيمانها وإسلامها إلى جانب الإمام الحسين في جيشه وتحت إمرته.

وأضاف :"نحن اليوم نحضر يوميا المجالس العاشورائية وهذا الأمر نفعله سنويا وهذا واجبنا الديني , فواجبنا الديني هو أن نحضر إلى مجالس عاشوراء من عكار من أقصى شمال لبنان إلى الضاحية الجنوبية لنؤكد للعالم أجمع أن الإمام الحسين (ع)هو وحدة إسلامية في حد ذاته.

وتابع أن الإمام الحسين ليس بحاجة إلى مؤتمرات وندوات تحوله إلى ذكرى
جامعة وموحدة لصفوف المسلمين لأن وجودنا اليوم بحد ذاته يعبر عن أن الإمام الحسين هو رمز يستجلب الوحدة الإسلامية بين المسلمين.

وردا على سؤال حول المسؤولية التي تقع على عاتق علماء الأمة اتجاه عاشوراء، أكد فضيلته أن  "المسلمين كانوا على مرّ العصور خاضعين لسلطاتهم السياسية ومراجعم الدينية ولقادتهم العسكريين وغير العسكريين، وإذا راجعنا التاريخ نرى ان الشيعة كمذهب فقهي لم يظهر دفعة واحدة ولم يكن له وجود مستقل بحد ذاته وإنما تطور عبر العصور، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن حب الإمام الحسين والإيمان بمظلوميته هو الذي جعل من هذا المذهب يكبر وينتشر وتتوسع رقعته حول العالم ليتمثل به الأحرار ممن لا يرضون الذل والهوان ولا يقبلون أن يكونوا خاضعين في مجتمعات تتحكم بهم سلطات سياسية إدارتها في أمريكا وواشنطن وتل أبيب أو في الإدارة الوهابية لدى اهل سعود".

وأضاف أن الواجب الشرعي اليوم على علماء الدين والمرجعيات العظام بما فيهم المراجع الإسلامية السنّية الكبيرة والمحترمة والمقدسة والتي تتخذها عامة الناس من الطائفة الإسلامية السنّية مراجع لها وتقدس ما يقولون ويستجيبون لنداءاتهم، عليهم أن يكونوا شجعان وأن يتخذوا الموقف الشجاع والكلمة الجريئة لوحدة الأمة ولربط صفوف الأمة ليقولوا وبأعلى الصوت ان الإمام الحسين كان صرخة حق في وجه الباطل وأن الإمام الحسين بحد ذاته هو من الرموز التي يمكن ان تتوحد عليها الأمة وأن من يحيون اليوم مجالس العزاء لأبا عبدالله يحيون الإسلام بما يمثله وبما ينتهجه.

  وجدد الشيخ مؤمن الرفاعي فخره واعتزازه بالمقاومة الإسلامية في لبنان التي تنتهج نهج الإمام الحسين (ع) وتقتدي به,مؤكدا أن المقاومة الإسلامية اليوم هي من أهم وأبرز الداعين إلى الوحدة الإسلامية في حين أن غيرها منشغل بالتفرقة بين المسلمين وبرفع سلاح بعضهم على بعضهم الآخر.

وختم بالقول أن مأساة الإمام الحسين آن لها أن تجمع المسلمين على كلمة سواء وهي أن فلسطين هي كربلاء اليوم وعلى أن السيد حسن نصرالله  يمثل الإمام الحسين المظلوم في كربلاء عصرنا, مؤكدا أنه واجبنا كمسلمين أن نقف إلى جانب حسيننا في كربلائنا لنقول أن إسلامنا يفرض علينا أن نكون متحدين ضد العدو الصهيوني الذي يعبث بالأمة ويمزقها.
https://taghribnews.com/vdchkwniv23nvxd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز