تاريخ النشر2015 9 June ساعة 09:34
رقم : 194224
ساسة فلسطينيون للأنظمة العربية:

فلنراجع مواقفنا ونُبقي أعيننا مصوبةً على القدس

تنا
أجمع قادة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس على ضرورة التسلح بالمقاومة كخيار لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، لافتين إلى خطورة التحديات التي تعصف بالأمة، وانعكاساتها على شعوبها، والواقع الذي تعيشه.
فلنراجع مواقفنا ونُبقي أعيننا مصوبةً على القدس
وشدد قادة الحركتين خلال اللقاء الوطني الذي جمعهما في ذكرى احتلال القدس ، على أهمية تعزيز القوى في مواجهة العدو الإسرائيلي وصولًا لتحرير المسجد الأقصى، الذي يمثل عنوان وحدة الأمة وعزتها. 

وحضر اللقاء الذي احتضنه المركز الثقافي التابع لبلدية خان يونس جنوب قطاع غزة، قادة مفاصل العمل التنظيمي في حماس والجهاد الإسلامي، ونخبةٌ من كوادر الحركتين، ولفيف من الوجهاء والشخصيات الاعتبارية بالمحافظة. 

ودعا النائب الثاني لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إلى وحدة الأمة واستنهاضها لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، داعيًا الجميع لمراجعة سياساته، وترك خلافاته الداخلية، والصراع الذي يذهب بمكنونات الدول. 

وقال أبو مرزوق في كلمته باللقاء الوطني: "الأقصى عنوان لوحدة الأمة وعزتها ومقاومتها"، مشددًا على أهمية أن "نقف مع أنفسنا، ونراجع كل المواقف من القدس ومستقبل فلسطين"، في إقرارٍ ضمني منه باتخاذهم مواقف سياسية خاطئة. 

ولفت إلى ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد واعتداءات من جانب الاحتلال ومستوطنيه، مشيدًا بمقاومة أهلها الذين يحملون هذا العبء وحيدين، وأضاف: "القدس حضارة وتاريخ، وواجب الجميع الدفاع كونها العنوان"، داعيًا الجميع إلى المراجعة، ماذا قدمنا للقدس؟". 

وأكد أبو مرزوق رفض أيِّ حلول تنتقص من مكانة القدس أو تفرط بأي جزء منها، قائلًا: "لا يجوز أن نتحدث عن دولة فلسطين، ونتناسى القدس أو تجزئة الحديث عنها بالحديث عن تحت الحرم أو فوقه أو عن أبو ديس". 

ونوه إلى أنه "إذا ذكرت أوجاع المسجد الأقصى فبلا شك نذكر أوجاع أهل غزة"، موضحًا أن "معاناة الناس في القطاع تتمثل في الحصار وإعادة اعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، بينما معاناة المقدسيين فعناوينها أخرى، إنها الحضارة والهوية والتاريخ، إنها عناوين المستقبل والحياة بالنسبة لنا كفلسطينيين وكأمة إسلامية". 

وتوجه أبو مرزوق بالتحية إلى الذين يدافعون عن شرفنا ووطنيتنا في القدس الحبيبة، منبهًا إلى أن الحفاظ على المدينة لا يكون بدعوة الوزراء والسفراء للصلاة في مسجدها المبارك بل بدعم صمود أهلها ومقاومتهم والحفاظ على كل معلم من معالمها الشامخة. 

بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أن ما حلّ بالشعب الفلسطيني وبالأمة الإسلامية في الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967، كان بمثابة نكبة ثانية بضياع القدس. 

وقال الهندي في كلمته أمام الحضور: إن "هذه النكبة كانت نتيجة طبيعية لتقاعس الأنظمة العربية وهوانها"، مشيراً إلى أن "أمة تتصارع مع تاريخها وحضارتها، لا يمكن بحال أن تصمد أو تحقق النصر". 

وبيّن أن الأمور بدأت تتغير بحيث بدأ الاحتلال يتراجع ويتقهقر والمقاومة تتصاعد منذ بدء الانتفاضة الشعبية عام 1987، وما تلاها من اتفاقيات "أوسلو" التي كانت تهدف للالتفاف على إرادة المواجهة، وصولًا لانتفاضة الأقصى التي أدخلت فيها المقاومة السلاح والعمليات الاستشهادية وانتهاءً بالصواريخ والأنفاق. 

وتطرق الهندي إلى عجز جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن تحقيق نصر حاسم وسريع ليس على جيوش أنظمة، وإنما على فصائل  وحركات مقاومة، مشيرًا إلى الحروب الثلاث التي شنت على قطاع غزة، والتي لم تحقق فيها "إسرائيل" شيئًا. 

ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية في العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر مدة 51 يومًا على غزة، واصلت إطلاق الصواريخ من القطاع إلى قلب الكيان، ولم تتوقف عن ذلك حتى آخر لحظة. 

وشدد الهندي على أن "إسرائيل" في هبوط حتى لو كانت تمتلك القوة النووية، لافتًا إلى أن الاحتلال الذي فشل في كسر إرادة الفلسطينيين ومقاومتهم، يحاول تحقيق ما عجز عنه عسكريًا من خلال الحصار وتعطيل الإعمار بغزة، مؤكدًا أن ذلك لن يتحقق بإذن الله. 

وعرج القيادي في الجهاد الإسلامي على ما يحدث في المنطقة العربية، موضحًا أننا "نشهد مرحلة فتنة، فالأمة المتصارعة لا يمكن أن تحقق انجازات وانتصارات على أعدائها". 

رغم ذلك يرى الهندي أن هناك ضوءًا يخفق لهذه الأمة، ويتمثل بالمقاومة في فلسطين، معربًا عن اعتزازه بأن عناوين هذه المقاومة إسلامي، (حركتا الجهاد الإسلامي وحماس). 

من جانبه، تطرق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، إلى حقيقة هامة مفادها بأن الجنس الصهيوني اتخذ من اليهودية مطيةً لاحتلاله فلسطين. 

وأوضح الزهار أن الصهاينة الذين عرفوا في دول أوروبا بأنهم لصوص ومُرابين، ارتكبوا المجازر ضد أهل فلسطين وشردوهم من أرضهم. 
ودعا إلى تفعيل كل الخيارات لمواجهة الاحتلال الصهيوني، مشدداً على رفض تحييد السلاح كما يطرح البعض. وأكد أن المقاومة المسلحة ليست قضيةً سياسية يمكن التفاوض عليها، وقال: "هي ليست قضية خلافية أو مطروحة للتفاوض إنما هي قضية عقدية أساسية". 

وشدد على رفض القبول بدولة على حدود 1967 أو 1948، قائلاً: "مطالبتنا كل شبر في فلسطين (...) سياستنا فلسطين كل فلسطين"، مبينًا أن هذا "أساس عقائدي يستند إلى القرآن الكريم". 

وتحدّث الزهار عن العلاقة مع حركة الجهاد الإسلامي، موضحًا أنها بدأت من سنوات بطرح مشروع الأمة ووحدتها خاصة بين الفصائل التي تلتقي على أرضية واحدة في المنهج والفهم، لافتًا إلى وجود تنسيق عالٍ بين الحركتين في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والنقابية. 

وزاد الزهار في الشرح، قائلًا: "على المستوى السياسي هناك قيادات تلتقي باستمرار وتبلوِر المواقف، وعلى المستوى العسكري هناك تنسيق كامل برز في العدوان الأخير على قطاع غزة". 

وبيّن أن خان يونس والمنطقة الشرقية منها كانت شاهدةً على هذا التنسيق العالي، وفي كل المستويات الميدانية، ودلل على ذلك بما حدث من مواجهات في بلدتي خزاعة والزنة. ولفت إلى التنسيق الأمني لمواجهة خطر العملاء والاختراقات. 
وأعرب الزهار عن أمله في أن تأتي اللحظة المباركة التي يتّحد فيها التنظيمان ومعهما كل التنظيمات التي تحمل ذات المنهج لتعزيز جهد مواجهة الاحتلال. 

أما القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، فأكد أن هذا اللقاء جاء للتركيز على أن فلسطين قضية مركزية للأمة الإسلامية.
 وطيّر البطش التحية للأسيرين الفلسطينيين المضربين عن الطعام الشيخ خضر عدنان (من الجهاد الإسلامي)، وعبد الله البرغوثي (من حماس)، اللذين يخوضان هذه المعركة بأمعائهما الخاوية لتذكيرنا بأن صراعنا الوحيد مع المحتل الإسرائيلي الغاصب. 

واستبشر بأن "فلسطين على موعد مع حطين جديدة لغسل عار هزيمة 1967"، داعيًا الأمة إلى التوحد لأجل ذلك"، منتقدًا بشدة الانشغال العربي بالصراعات الداخلية. 

واستعرض البطش معطيات تاريخية من واقع النكبة الثانية التي حلت بالفلسطينيين وبالشعوب العربية، منها أن الصهاينة قرروا شن الحرب مع نهاية العام 1966 بعد أن أتموا صناعة القنبلة النووية، التي تضمن حسم المعركة لصالحهم إن اقتضت الضرورة. 
كما نوه إلى أن اثنين من الزعماء العرب كانوا ينتظرون فرصة القضاء على الجيش المصري بعد استنزافه في اليمن، مشيرًا إلى أن هذه الحرب اندلعت لأسباب مختلفة وكانت أبرز نتائجها ضياع القدس وما تبقى من أرض فلسطين، وصرنا ضياع جيوش الأنظمة القائمة. 

ونبّه البطش إلى أن العرب حاولوا تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية الشهداء من جيوشهم، موضحًا أن الذرائع كانت كبيرةً ومتعددة لبدء الحرب وبعد انتهائها.
https://taghribnews.com/vdcb5ab8arhb95p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز