عالم دين لبناني لـ تنا : شهر رمضان هذا العام بنكهة المقاومة في فلسطين ولبنان
تنـا - خاص
اعتبر الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي في لبنان "الشيخ الدكتور بلال سعيد شعبان" : ان شهر رمضان حلّ هذا العام بنكهة المقاومة في فلسطين ولبنان؛ مؤكدا بان "ما قام بة طوفان الاقصى وجبهة الإسناد في لبنان، هو خلخلة لجذور الكيان الصهيوني الغاصب".
شارک :
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنا) مع الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي في لبنان.
واضاف الشيخ بلال : انا اعتقد بأنها المعركة ما قبل الأخيرة لتحرير الأقصى والقدس وفلسطين؛ كل فلسطين إن شاء الله، ولكن لكل شيء ثمن والله عز وجل يقول [ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون].
وتابع : هذا الثمن الذي دفعه أهلنا في فلسطين ولبنان يوجب على جميع المسلمين والمستضعفين عبر المعمورة ان يقفوا الى جانب من دافع عنهم وضحى في سبيل حفظ أرضهم ومنع العدوان عنها، أعني به الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
واكد عالم الدين اللبناني البارز، بانه "من الواجب على الجميع اليوم أن يكسروا الحصار عن غزة، وأن يقفوا الى جانب فلسطين ولبنان في إدخال الطعام والشراب وأسباب القوة وإعادة الإعمار؛ وذلك ليس هبة وانما هو حق واجب لأنهم قاتلوا نيابة عن الأمة جمعاء.. كل التحية لعشرات الالاف من الشهداء في غزة ولآلاف الشهداء في لبنان وللقادة الشهداء الذين قدموا دمائهم وأرواحهم من أجل عزة هذه الأمة ومن اجل وعد الآخرة الذي تحدّث عنه القرآن الكريم".
وفي حديثه عن "يوم القدس العالمي" هذا العام، لفت الشيخ بلال بان "هذا اليوم الذي دعا اليه الامام الخميني (رحمه الله تعالى) كان توجيها للامة جمعاء لتتجه بسياستها وبأسها صوب العدو الواحد بدل الصراعات البينية وقد كان أول شعار سياسي رفعه الامام الراحل ورفعته الجمهورية الإسلامية بعد انتصار الثورة في ايران هو "اليوم طهران وغدا فلسطين".
واستطرد : لذلك يجب على الدول الإسلامية أن تقف الى جانب فلسطين؛ لا يجوز أن تقوم دولنا العربية والاسلامية بدور الوسيط فيما بين الكيان المحتل الغاصب، وفيما بين أهلهم وإخوانهم من أصحاب الدين الواحد والملّة الواحدة، ولا يجوز أن يكونوا وسطاء بين الكيان وغزة، بل واجبهم ان يقفوا الى جانب غزة وهو مسؤوليتهم الأولى، فالمقاومات ما نشأت إلا لغياب الحكومات والدول والجيوش، لذلك حريّ بكل تلك الدول أن تقوم بواجبها في الدفاع والذود عن السيادات والحدود الوطنية.
وقال الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي : ان يوم القدس العالمي هو ذلك اليوم الذي يذكّر الناس بأن القدس محتلة، وهو تذكير يوميّ بأنّ شعب فلسطين الذي هجّر من الداخل الى غزة وأقام في مخيمات هناك، لم ولن ينسى بعد 76 سنة حقه في أرضه؛ لذلك يجب على كل تلك الشعوب احياء ذكرى يوم القدس بتقديم كل ما تمتلك من اجل اهلنا في غزة وفي فلسطين.
وحول دور الوحدة والجهود التي بذلت من اجل التقريب بين المذاهب الاسلامية في هذا الخصوص، اشار، بانه "حضرنا عشرات المؤتمرات للوحدة الاسلامية على امتداد دول العالم وعواصمها، وكانت مؤتمرات أسست لقيام كتلة علمائية عالمية وحدوية تضمّ المئات، وربما الالاف من العلماء الذين آمنوا بوحدة الامة والتلاقي والتفاهم فيما بين مذاهبها، وكان العنوان في كل تلك المؤتمرات وحدة الامة وتحرير الاقصى والقدس وفلسطين".
وتابع قائلا: لكن التطبيق والتنفيذ العملي للوحدة الاسلامية كان بوقوف حزب الله في جبهة الإسناد في لبنان الى جانب غزة؛ تلك هي حقيقة الوحدة الاسلامية فيما بين المسلمين سنة وشيعة، وفيما بين شرائح أمتنا التي قُسّمت ودفعت لذلك الثمن الباهظ، ولكنّ الاقصى والقدس وفلسطين تستحق كل ذلك، وتطبيق المفهوم القرآني للوحدة الاسلامية لا يكون فقط في المواقف الإعلانية الإعلامية، وإنما يكون بشكل عملي بأن نقدّم دماءنا في محراب واحد، يمتزج فيه الدم السني والشيعي واللبناني والفلسطيني والعربي والعجمي، من اجل ان نطبّق بشكل عمليّ وحدة الامة، ونحن في الاساس ديننا واحد وربنا واحد وقرآننا واحد ونبينا واحد وعدونا واحد.
ومضى الشيخ بلال الى القول : لقد فرّقنا المستعمر من اجل ان يستطيع السيطرة علينا، فالله عز وجل يقول عن الفراعنة – [إنّ فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعاً]؛ فالتجزئة والتقسيم إلى شيع وفرق وملل مختلفة يقوم به فرعون عبر السنين من اجل ان يحكّم سيطرته على الشعوب المستضعفة والمقسمة لأنه لا يستطيع ان يقف في وجه امة تعدادها 2 مليار إنسان، الا إن جزأها الى دويلات صغيرة يستطيع أن يسلب صلواتها وان ياكل خيراتها وان يبسط سيطرته ونفوذه وظلمه عليها.
وردا على سؤال، ان "فلسطين باعتبارها قضية العالم الاسلامي الاولى، هل ما تزال بوصلة الامة متجهة اليها بعد كل التطورات التي شهدتها المنطقة؟ قال : ان امام عظمة جبهة الإسناد والتلاحم فيما بين المقاومة في لبنان وفلسطين، كانت هناك حملة كبرى من قبل الصهاينة والاعداء واذنابهم من "دول الاعتلال العربي"، يراد منها ايقاف هذة الحركة (الكارثة من وجهة نظر الصهيونية)، والتي هي التضامن عبر الحدود، وتجاوز حدود سايكس- بيكو يعيد القوة للامة، لذلك في ظل جبهة الاسناد ومع البطولة التي خاضها أهلنا في غزة باللحم الحي ومع اهلنا في جنوب لبنان عبر إسنادهم بدمائهم وبدماء شهدائهم وأبطالهم وقادتهم ومع جمهور المقاومة، أراد عدد كبير من فراعنة العصر واذنابهم في بلادنا من خلال إعلامهم، التسويق لصراع مذهبي وتظهير ما يجري على أنه هيمنة مذهبية أو محاولة لبسط نفوذ ايراني ومن اجل ملف نووي وما الى ذلك من الاكاذيب، لأنهم أدركوا أنه عندما تجتمع الأصوليتان الاسلامية السنية والشيعية، فلن يبقى مكان وبقاء للكيان الصهيوني الغاصب.
وتابع الشيخ بلال : لذلك زرعوا الكثير من الشقاق ومن النفاق ومن الاختلاف واختلقوا الاكاذيب امام ما يجري، وبدل ان يغطوا عجزهم وتقصيرهم وخيانتهم لغزة لجأوا الى محاولة صناعة فتنة مذهبية، فقامت كثير من مؤسسات الانتاج التلفزيوني بانتاج عشرات المسلسلات التلفزيونية التي لا تتحدث لا عن غزة ولا عن لبنان ولا عن بطولة المقاومة ولا عن الاجهزة الاستخبارية، ولا يوجد حديث عن تجاوز الخطوط الحمراء وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والبيوت والقرى والنساء والاطفال والشيوخ في لبنان وفي فلسطين، كما لا توجد قصة واحدة تتحدث عن من يخرج من تحت الانقاض ليرفع إشارة النصر وليقول [حسبنا الله ونعم الوكيل]، وانما كلها مسلسلات إما تتحدث عن المذهبية وإما تشجع على الفرقة فيما بين الامة، وإما أن تكون مؤسسات تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وشدد بالقول : غزة تحاول ان توقظ الامة بدمها وبشهدائها وبتضحياتها وببيوتها المدمرة، ولقد صنعت رأيا عالميا في المستضعفين بمختلف العواصم وخاصة في الأمريكيتين وفي اوروبا، وعرت الكيان الصهيوني الغاصب من كل المعاني الانسانية، وحوّلته إلى ما هو عليه على حقيقته، وحش كاسر مفترس يريد ان ينقض على الانسانية، ويريد ان يخضع الدنيا بكليتها لحكمه وسلطته وجبروته.
وفي معرض تقييمه لدور العلماء المسلمين في ظل هذة التطورات، وتصديهم لابواق الفتنة التي سعت الى تنفيذ اجندات الصهيونية والغرب في المنطقة؟، فقد اكد الامين العام لحركة التوحيد الاسلامي في لبنان : ان للعلماء مسؤولية كبيرة في تصديهم لأبواق الفتنة التي يسعى لإشعالها أذناب الغرب في بلادنا؛ موضحا، ان "مسؤولية العلماء ان يحملوا خطابا واحدا بعيدا عن الازدواجية في الخطاب، فلا يجوز ان يتحدث السني مع أهله بخطاب ثم يتحدث مع الشيعة بخطاب وحدوي ثم يتحدث مع المسيحيين بحوار الاديان والحوار الاسلامي المسيحي، ولا يجوز للشيعي ان يتحدث بخطاب داخلي بعيدا عن الوحدة ثم يتحدث عن الوحدة الاسلامية إذا التقى في مؤتمر تخريب بين السنة والشيعة، ثم يتحدث عن الخطاب الوحدوي وحوار المذاهب إن التقى مع المسيحيين، بل مسؤوليتنا هي أن نحمل خطابا اسلاميا انسانيا واحدا فرسالة الاسلام هي نجاة للبشرية جمعاء، ومشكلتنا بالكثير من وعاظ السلاطين الذين بكل أسف، إما عن جهل وإما عن غباء وإما عن عمالة يُحدثون شرخا داخل الامة عامة.
واكمل الشيخ بلال قائلا : لذلك فلنتّق الله، ولندع الى دين الله عز وجل وهو القائل – [إنّ الدّين عند الله الاسلام، هو سماكم المسلمين من قبل]؛ ولا يجوز أن نرتضي ما لم يرتضه الله تبارك وتعالى لنا، فنحن مسلمون ديننا واحد والمذاهب هي بمثابة مدارس فكرية يبسطها العلماء لنا من اجل ان نسلك في سبل الهداية والوحدة ان شاء الله.