تاريخ النشر2025 5 February ساعة 09:12
رقم : 666269

باحث لبناني لـ تنـا : العدو الصهيوني يخرق اتفاق وقف النار لعدم تحقيق اهدافه في لبنان وغزة

تنـا - خاص
تحدث الاستاذ والباحث الاكاديمي اللبناني "الدكتور طلال عتريسي"، في حوار خاص مع كالة انباء التقريب (تنـا) حول الاسباب وراء تمادي الكيان الصهيوني، وتحديدا حكومة "نتن ياهو" المتطرفة، في عدوانه على لبنان وغزة رغم توقيعه اتفاق وقف النار، مبينا : ان الكيان الصهيوني يقوم بعمليات خرق لاتفاق وقف اطلاق النار لسببين أساسيين، اولا ان ماحققه في هذه الحرب لا يتناسب على الاطلاق مع الاهداف التي وضعها، يعني هو لم يستطع ان يقضي على حركة حماس ولا ان يطلق سراح الاسرى.
باحث لبناني لـ تنـا : العدو الصهيوني يخرق اتفاق وقف النار لعدم تحقيق اهدافه في لبنان وغزة
واضاف الدكتور عتريسي : في لبنان ايضا، الكيان الصهيوني لم يستطع ان يقضي على المقاومة وينزع سلاح حزب الله، وان يصل الى المناطق البعيدة شمال الليطاني، اذن هو اُرغم على توقيع اتفاق وقف اطلاق النار دون ان يحقق الأهداف.

وتابع : السبب الثاني، هو ان العدو الصهيوني يقوم بهذا الخرق لكي يرفع معنويات المستوطنين ويقول بانه لا يزال يعمل من اجل عودتهم امنين الى المناطق التي هربوا منها، ولذلك يستمر الاحتلال في هذا عدوانه، لكنه يثير حالة من القلق وعدم الاطمئنان حتى بالنسبة للمستوطنين الذين لا يشعرون ان بإمكانهم العودة الى مستوطناتهم.

وحول الستراتيجية التي تسير عليها المقاومة وخاصة حزب الله في مرحلة ما بعد وقف النار، في ظل الانتهاكات الصهيوينة السافرة لبنود الاتفاق، فقد اوضح الدكتور عتريسي بان المقاومة سواء في لبنان او في غزة هي عازمة على تطبيق الاتفاق والذي ينص على وقف اطلاق النار، لكي تظهر لجمهورها أولا، وللعالم وللقوى الدولية ثانيا، انها تلتزم بهذا الاتفاق وان العدو الصهيوني الذي فشل في تحقيق اهدافه، هو من يعمد الى خرق الاتفاق وليست المقاومة.

واضاف : اذا كان العدو سيستمر لاحقا في الاعتداءات، فالمقاومة موجودة لكن الاهم هو ان المقاومة لا تريد ان تكون هي التي تستعجل الرد وخرق الاتفاق، بل هي تريد في لبنان على سبيل المثال، ان تتحمل الحكومة ورئاسة جمهورية والقوى السياسية المختلفة المسؤولية عن تطبيق اتفاقية عام 1701، وان المقاومة بعد ذلك عندما تفشل كل هذه القوى ستكون جاهزة للتعامل مع العدو الاسرائيلي اذا بقي في جنوب لبنان.

واردف الباحث الاكاديمي اللبناني : في غزة أيضا المنطق نفسه، فالاتفاق الذي التزمت به مصر والولايات المتحدة وقطر، هو الذي يفرض على هذه الدول ان تلتزم بتطبيق بنوده؛ خلاصة الامر ان المقاومة تريد ان تتحمل الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق مع العدو الصهيوني بعد ذلك يأتي دورها هي.

وعن الرسالة التي حملتها عمليات تبادل الاسرى بين حماس والعدو الصهيوني، قال الدكتور عتريسي : ان الرسالة واضحة لجهة موازين القوى، بمعنى ان الاسرائيلي الذي كان يصر على انه يريد اطلاق سراح اسراه من ايدي حماس، اضطر اخيرا الى التفاوض حول اطلاق الاسرى؛ هذا من جهة يعني انه فشل، ومن جهة ثانية الطريقة التي تم فيها اطلاق سراح الاسرى وظهور مقاتلي حركة حماس، شكل صدمة كبيرة بالنسبة الى "نتن ياهو" وفريقه المتشدد معه وبالنسبة الى الراي العام عموما، بان حركة حماس موجودة ومنظمة، وبعد مرور اكثر من سنة على الحرب هي تخرج وكان الحرب لم تقع؛ على الرغم من حجم الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة.

 واضاف : اذن اطلاق سراح الاسرى بهذه الطريقة واطلاق سراح اسرى فلسطينيين محكوم عليهم بعشرات الاحكام كان ايضا من مظاهر التعبير عن انتصار الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة من جانب،  وعن فشل نتن ياهو في تحقيق أهدافه من جانب اخر.

وفي اشارة الى اقتراح الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاخير حول تهجير اهل غزة قسرا، واسباب الرفض من جانب مصر والاردن وحتى اوروبا، لفت بان ترامب يريد ان يقنع نتن ياهو بان العودة الى الحرب غير مجدية ولا مبرر لها وانه هو سيجد له الحلول المناسبة؛ يعني تهجير الفلسطينيين من غزة او من الضفة الغربية هو لتحقيق ما يريده نتن ياهو والفريق الحاكم معه.

وحول التداعيات المترتبة على اقتراح ترامب هذا، اوضح بان هذه الافكار والمقترحات هي أفكار متسرعة وعشوائية وليست مقبولة، وفي الواقع اثارت اجواء من القلق حتى في دول تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة؛ الاردن لا يستطيع ان يقبل لان ذلك يهدد طبيعة النظام الاردني، ومصر ايضا لا تستطيع ان تقبل، لان هذا يهدد ايضا السيادة المصرية.

وتابع : اذن ترامب يقترح مشروعا لا يستطيع احد ان يقبل به وستكون هذه خطوة فاشلة او انها خطة ستؤدي الى المزيد من عدم الاستقرار والتباين والاختلاف مع الولايات المتحدة في المنطقة.

 وحول المواقف المتوقعة من العالمين الاسلامي والعربي حيال سياسات ترامب التعسفية ضد المقاومة، قال الدكتور عتريسي : ان المتوقع هو المزيد من التنسيق والتعاون، خصوصا ان اليوم هناك دول جديدة تتضرر من السياسات الامريكية مثل الأردن ومصر.

واستطرد : يجب ان يكون التعاون تحت عنوان المحافظة على حق الشعب الفلسطيني في البقاء في ارضه، وحق الشعب الفلسطيني  في مقاومة اي عدوان، ورفض اي تهجير يطال الفلسطينيين؛ بان تكون هذه العناوين الاساسية تجتمع من اجلها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وان تكون هذه العناوين واضحة وقوية، فهذا طبعا ممكن وليس مستحيلا ويجعل الولايات المتحدة الامريكية اقل تهورا وغطرسة وعنجهية كما يمارسها ترامب في الوقت الحاضر.

انتهى
https://taghribnews.com/vdcepp8pojh8pwi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز