تاريخ النشر2023 4 February ساعة 09:51
رقم : 582842

مفتي فولغوغراد الروسية : الامام الخميني (رض) قاد ثورة ضد محور الغرب الشيطاني المهيمن على العالم

قال رئيس دائرة الافتاء والشؤون الدينية في مدينة فولغوغراد الروسية "كفاح محمد باطا الحسيني" : ان أكثر من قاوم محور الغرب الشيطاني بين الاسلامية، هي جمهورية ايران الاسلامية التي تمثلت بالثورة الاسلامية بقيادة قائدها الاغر الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (رض)، والتي مضى عليها 44 عاما.
مفتي فولغوغراد الروسية : الامام الخميني (رض) قاد ثورة ضد محور الغرب الشيطاني المهيمن على العالم
جاء ذلك في تصريح ادلى به مدينة فولغوغراد، على اعتاب الذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران (11 شباط / فبراير 1979)، العودة التاريخية لقائدها المؤسس لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران "الامام الخميني" (رض) في 1 فبراير 1979، وانطلاق ايام "عشرة الفجر" المباركة احياء لهذه المناسبة الخالدة.

ويرى المفتي الحسيني، ان العالم يمرّ الیوم، في فترة عصيبة واظن هو من أصعب الفترات في التاريخ الانساني، حيث ان الغرب المتمثل بقيمه المنحرفة الشيطانية، يشن حربا مسعورة علي روسيا الاتحادية وعلى حلفائها و خاصة ايران الاسلامية.

واضاف : هؤلاء الغربيون يريدون أن يدمروا كل القيم الانسانية والدينية وخاصة الاسلامية ليهيمنوا علي هذا العالم ويمتصوا ثرواته ولا يكون ذلك الا طبعا عن طريق اضعاف المحاور
الأساسية، والمحاور المقاومة ضد هذه الجبهة الشيطانية.

وتطرق الى تاريخ ايران قبل الثورة الاسلامية، مؤكدا بانها "كانت مرتعا للامريكان و الصهاينة و جميع المخابرات الأجنبية؛ وكانوا يجولون فيها ويمتصون خيراتها و يستخدمونها كآلة ضد الاسلام والمسلمين، ولاضعاف جسد هذه الأمة الاسلامية المتشرذمة حتي ينهبوا جميع ثرواتها".

واردف رجل الدين الروسي : لا يخفى علينا ما قام به الشاه البهلوي في اسرافه لثروات ايران بشكل لم يسبق له مثيل، والظلم الذي تعرض له الشعب الايراني في فترة الحكم البهلوي؛ مبينا ان كل ذلك كان برضى من امريكا والصهاينة ودعم قوي منهما، فهؤلاء  لا يمثلون الشعوب ولا يهمهم مصير الشعوب كما لا يهمهم ان تعيش الشعوب فقيرة منهكمة مشرذمة متقاتلة متناحرة، وانما  يهمهما تحقيق مصالحها. 

ومضى الى القول : عندما قامت الثورة الاسلامية الايرانية المباركة في ظل هذا الظلم العالمي الذي كان يجتاح العالم انذاك، حاك الغرب الكثير من المؤامرات ضدها، وذلك في سياق مخططاته الرامية الى توسيع الشرخ داخل الأمة الاسلامية.

ولفت مفتي فولغوغراد الروسية، الى ان التفرقة بين مذاهب الأمة الاسلامية هي من الأساليب القذرة التي يستخدمها هؤلاء الأعداء ضد المسلمين. 

وتابع : فلنعلم بأن جميع الفرق المتطرفة والذين يسعون الى بث الفتن والفرقة
بين المسلمين، لديهم مكاتبهم في لندن وأمريكا ويتلقون الدعم من الغرب؛ ولا يخفي ذلك عن أحد بان أمة ممزقة متناحرة بين فرقها ومذاهبها وغافلة عما يحدث بها، يسهل السيطرة عليها واستغلالها لتنفيد مآرب الاستعمار.

واشار، انه طالما الاختلاف بين المذاهب الاسلامية بقي في نطاق الجدل المسالم و الاحترام المتبادل للراي، فذلك لايشكل خطرا على الامة الاسلامية؛ لكن الخطورة تكون عندما يتحول الاختلاف الي العداوة، و الحوار الي الحرب ويصبح الاخوة في الدين أعداء في المذهب ومتناحرين في العقيدة.

واستطرد : الغرب يريد للمسلمين ان يحاربوا بعضهم البعض ويكفّروا بعضهم البعض، و هذا من أخطر ما وصلنا اليه اليوم بسبب ظاهرة  التكفير، حيث تخرج كل فرقة الاخرى من دائرة الاسلام وهو ما يسهل على الاعداء تشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف الذي يبدا تاريخه (الهجري) ببث روح الاخوّة والتآلف بين المهاجرين والأنصار، كنموذج انساني و حضاري في التاريخ الانساني؛ مستدلا بآي الذكر الحكيم : [ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ] الاية ﴿۱۰﴾ من سورة الحجرات.

واستأنف المفتي "اكفاح محمد باطا الحسيني" حديثه حول مدرسة الامام الخميني (رض)، مؤكدا بان مؤسسة الجمهورية الاسلامية كان يدعو المسلمين لتجاوز الاختلافات وتوحيد
الصف، وان تكون الاختلافات في اطار الاخوة الايمانية والاسلامية ولا تكون سببا للعداوة والتناحر بين ابناء الدين الواحد.

واضاف : الامام الخميني (رحمه الله)، كان داعيا نشيطا وعمليا لتوحيد هذه الأمة بجميع فرقها، ولذلك نهى عن التفرقة والعنصرية القومية و المذهبية؛ لافتا الى كلام الامام الراحل (رض) "في أحدى كتاباته"، ان "أخطر من القومية و أبغض منها ايجاد الاختلاف بين السنة والجماعة وبين الشيعةن و بث الدعايات المثيرة للفتن والعداء بين الاخوة المسلمين؛ وبحمد الله لا يوجد اختلاف بين الطائفتين في الدولة الاسلامية في ايران بل  يعيش الجميع متعايشين بِوُدٍ واُخُوّة".

ونوه بان أهل السنة الذين يعيشون في أطراف ايران واكنافها ولهم علماؤهم ومشايخهم، يعارضون النغمات المنافقة التي يعزفها البعض المرتبطون مع الصهيونية والغرب.

واشار الى، ان "الاعداء الغربيين يريدون لوليدتهم الحبيبة اسرائيل أن تكون سالمة غانمة، ولا يحدث ذلك الا عن طريق بث التفرقة بين المسلمين وتكفير بعضهم الاخر، وبناء علىه فهم سعون لتحييد ايران المنادية الى التقريب بين جميع اتباع المذاهب الاسلامية، عن العالم الاسلامي بواسطة اتهامها بالمجوسية والقومية
الفارسية؛ فهذا طبعا سیمزق جسد الأمة".

وتساءل رئيس دائرة الافتاء والشؤون الدينية في فولغوغراد الروسية : ماذا لو تم تحييد ايران و ثورتها الاسلامية عن العرب و عن الاسلام؟ فذلك سيضعف الأمة و سيفرقها و يهدمها.

وفي جانب اخر من هذا الحوار، اشار المفتي كيفاخ باتا الى ظاهرة "التطبيع" مع العدو الصهيوني، قائلا : لا يخفي على أحد اليوم، تطبيع الكثير من البلدان العربية مع الصهاينة  الذين هم أعداء هذه الأمة وأعداء الاسلام.

واضاف : لا يهم هؤلاء المطبعين ان تبقى فلسطين مسلوبة، ولا يهمهم ما سيحدث للقضية الفلسطينية ومصير شعب فلسطين، وكيف هو مشرد في كل أنحاء العالم؛ فلا يهمهم ذلك ابدا.

وتابع : في المقابل، نحن نري وبشكل واضح، كيف الجمهورية الاسلامية في ايران وبتوجيهات من الامام الخميني (رض) وضعت في قمة وسلم أولوياتها دعم القضية الفلسطينية.

واستدرك : نحن نري دعم الثورة الاسلامية الايرانية للقضية الفلسطينية عملا جهاديا؛ ايران هي الدولة التي تساعد و تساند ماليا وعسكريا "حركة حماس" السنية، وايضا تدعم حزب الله (لبنان) الشيعي الذي هو من اكبر المقاومين ضد
الصهاينة وضد الامبرياليين.

ونوه رجل الدين الروسي البارز، بان "الامام الخميني (رحمه الله) يقول : اننا نجهز في جميع الاحوال للدفاع عن الاسلام و البلدان الاسلامية و استقلالها؛ مبينا ان "الوحدة هي هدف أساسي للثورة الاسلامية وقائدها.. والجمهورية الاسلامية الايرانية اتخذت خطوات اساسية لتحقيق الوحدة بين المسلمين، وتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية أكبر مثال عن ذلك".

وقال المفتي كفاح باطا: ان هذه المنظمة العالمية للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تقدم حلولا عملية وجدية حتي يجتمع علماء الأمة شيعة وسنة وكل طوائفها لترى ما الذي يوحد المسلمين وما الذي يفرقهم، و"لكي ناخذ ما يوحدنا و نترك ما يفرقنا".

واكمل : نحن أمة واحدة، قبلتنا واحدة، نبينا واحد، كتابنا واحد وهذا الذي يجمعنان فهنيئا لمن يتبع هذا النهج وهنيئا لايران؛ نسال الباري تعالى ان يحفظ هذه البلاد والأمة الاسلامية بشكل عام و يوحد بين صفوفنا و قلوبنا و نكون ان شاء الله على شمل واحد و على خندق واحدن لأن الله سبحانه و تعالى أراد أن نكون اخوة في الاسلام و الايمان و ان لا نتفرق و لا تذهب ريحنا.

نهاية الحوار 
https://taghribnews.com/vdci5rawrt1avv2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز