تاريخ النشر2021 17 October ساعة 06:00
رقم : 522808
العميد أمين حطيط في مقابلة مع KHAMENEI.IR

الجمهورية الإسلامية تدمج الحزم باليد الممدودة في وجه التحريضات الصهيونيّة لدول الجوار

تنا
إنشاء الكيان الصهيوني كان اللبنة الأولى وحجر الأساس في حالة انعدام الأمن في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، نحن على قناعة مُطلقة بأمرين أساسيين وهما أن استمرار وجود "إسرائيل" في المنطقة يعني استمرار حالة انعدام الأمن، وعندما يتحقق الأمن وتتحد الإرادات الشعبية لشعوب المنطقة فإن "إسرائيل" تفقد وظيفتها وعند ذلك ستزول.
الجمهورية الإسلامية تدمج الحزم باليد الممدودة في وجه التحريضات الصهيونيّة لدول الجوار
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقابلة مع الخبیر الاستراتیجی العميد المتقاعد أمين حطيط يجري فيها الحديث حول تاريخ فكرة تأسيس الكيان الإسرائيلي في المنطقة ودوره في زعزعة أمنها واستفادة أمريكا من هذا الكيان من أجل تخريب العلاقات بين الدول الإسلاميّة وإيران، ثمّ تتمّ الإشارة إلى توقعات أمريكا بتطلّب القضاء على داعش 30 سنة وقدرة دول المنطقة على التصدّي لهذا الخطر وصون أمنها من خلال اتحادها، ويعلّق العميد حطيط على الأحداث بين أذربيجان وإيران بأن على إيران أن تواجه هذه القضيّة بالحزم واليد الممدودة.

فی تاریخ 25 يونيو من عام 1922 بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين. قبل ذلك تم احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل بريطانيا في عام 1917 بالتزامن مع إطلاق وعد بلفور. قرار تقسيم فلسطين هو الاسم الذي أُطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181، والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر من عام 1947. هل يمكننا أن نعتبر أنّ بريطانيا والكيان الصهيوني، كقوات خارجية وليست محلية، قد وضعا حجر الأساس في انعدام الأمن في منطقة الشرق الأوسط باحتلالهما لفلسطين؟

بالنسبة للكيان الصهيوني بذاته حتى تُفهم وظيفته وتأثيره على الأمن في المنطقة، ينبغي أن نعود إلى تاريخ الفكرة في الأساس من وجود هذا الكيان. أول من أطلق فكرة وجود كيان في فلسطين هو "نابليون بونابرت" في مطلع القرن التاسع عشر عندما كان في غزوته إلى مصر، ووجد أن الحاجة الأوروبية تكمن في إنشاء برزخ فاصل ما بين المشرق والمغرب بسبب تراجع القدرات ثم تكون وظيفة هذا الكيان الذي يُزرع هو إيجاد التهديد والخطر وإشغال المنطقة عن البناء والعمران، فعند ذلك تتراجع وتتخلف، وبالتالي الوظيفة الأساسية لنشأة "إسرائيل" في فلسطين هي أن تدخل منطقة الشرق الأوسط في حالة من انعدام الأمن وإشغال المنطقة عن همومها الحضارية والمعيشية والتفتيت والتأثير السلبي على المسار الحضاري للمنطقة برمتها. لذلك هذه الفكرة التي أُطلقت كانت إيجاد كيان مزيف في فلسطين للقيام بهذه الوظيفة.  

صحيح أن الفكرة في البدء رُفضت لكنها رُفضت لأنه كان هناك تنافس بين بريطانيا وفرنسا حول من الذي يُنشئ الكيان ومن الذي يستثمره، فكان هناك تنافس بين بريطانيا وفرنسا. وعندما خابت الفكرة الفرنسية أُعيدت الفكرة بذاتها إلى الأروقة البريطانية، وأُطلق وعد "بلفور" البريطاني لإنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين، بالتالي نحن نقول إن اغتصاب فلسطين وإنشاء الكيان الصهيوني كان اللبنة الأولى وحجر الأساس في حالة انعدام الأمن في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، نحن على قناعة مُطلقة بأمرين أساسيين وهما أن استمرار وجود "إسرائيل" في المنطقة يعني استمرار حالة انعدام الأمن، وعندما يتحقق الأمن وتتحد الإرادات الشعبية لشعوب المنطقة فإن "إسرائيل" تفقد وظيفتها وعند ذلك ستزول. وبالتالي انعدام الأمن ووجود "إسرائيل" وجهان لعملة واحدة إذا اختفت الواحدة اختفت الثانية ولهذا السبب عندما نقول الأمن الإقليمي والحقيقي والأمن القومي الحقيقي يكمن في إزالة الكيان الصهيوني نقول أمراً موضوعياً لأن وجود "إسرائيل" والأمن في المنطقة ضدان متناقضان، لا أمن مع وجود "إسرائيل" ولا استمرار لـ"إسرائيل" مع اتحاد إرادات المنطقة وتحقيق أمنها الإقليمي والدولي، ولذلك نرى أيضاً كيف أن "إسرائيل" وأمريكا تفتكان بالأمن الإقليمي وتمنعان لقاء الإرادات وتتخذان من أدواتهما وأتباعهما جسورا للفتك بهذا الأمن.  
 
بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وجدت الولايات المتحدة الأمريكية الذريعة المناسبة لشن حرب شعواء ضد أفغانستان ومن ثم العراق في المنطقة. لكن الولايات المتحدة لم تحصل على شيء إثر الحرب في تلك البلدان. في فيتنام أيضاً شهِدنا التدخل العسكري الأمريكي. السؤال هو: هل تمكّنت الولايات المتحدة أن تحقق الأمن كقوة أجنبية في الدول التي تدخلت فيها خلال السنوات الماضية؟

هناك خطأ يُشاع أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تسعى لتحقيق الأمن في منطقة الشرق الأوسط أو في سواها وهذا فهم خاطئ للموضوع. الولايات المتحدة لا تسعى للأمن لأن الأمن والرخاء الذي يَنتُج بنتيجة حالة الأمن المطمئن هو خلاف لإرادة الولايات المتحدة وخلاف لأهدافها، لذلك الولايات المتحدة تقول شيئاً وتعمل عكسه لأن مصلحتها يكمن في عدم الاستقرار في المنطقة. الولايات المتحدة الأمريكية تحمي "إسرائيل" التي هي موضوعياً، كما ذكرت قبل قليل، العنصر الرئيسي في الإخلال بأمن منطقة الشرق الأوسط وأيضاً اخترعت وابتدعت المجموعات الإرهابية تحت العناوين المختلفة، ولكنها متوحدة على وظيفة واحدة ألا وهي الإخلال بأمن شعوب المنطقة ولهذا السبب نحن نقول كما أن "إسرائيل" شاهد على إخلال الأمن في المنطقة، فإن الاحتلال الأمريكي والوجود الأمريكي في المنطقة هو أيضاً مسبب ومنتج لانعدام الأمن في المنطقة، فعبث أن نظن أن أمريكا تسعى لتحقيق الأمن سواء كان كقوة أجنبية ومحتلة أو كمساعد لبعض الأنظمة ولكن أمريكا دائمًا تتخذ من الإرهاب أداة وذريعة، هي تختلق الإرهاب لتخل بالأمن فهو أداة للإخلال بالأمن وتتخذه ذريعة من أجل تبرير احتلالها في المنطقة ولهذا السبب أيضا أقول لا أمن في المنطقة مع وجود أجنبي فيها تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. ينبغي أن نحقق ثلاثة أمور كي ترتاح المنطقة، أوّلاً التحرير وإقفال الباب بوجه المحتل الأمريكي وأتباعه، ثانياً القضاء على الإرهاب، وثالثاً بالطبع إزالة الكيان الصهيوني من فلسطين.

 
كما تعرفون كان للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مثل بريطانيا وفرنسا دور كبير في صناعة داعش في العراق والمنطقة. كيف أثرت صناعة داعش على تهديد أمن العراق وغيرها من دول المنطقة؟

لقد ابتدعت أمريكا تنظيم داعش كمتفرع عن تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ابتدعته في أفغانستان وكانت وظيفة داعش الأساسية هي هدم الكيانات السياسية القائمة في ست دول وتمكين الولايات المتحدة الأمريكية من العودة إلى العراق بعد أن أُخرجت بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة في العام 2011، وحقيقةً شكل داعش تهديداً خطيراً للأمن في العراق وفي سوريا وطرق أبواب لبنان. فمنذ عام 2014 أي عام تمدد "داعش" كانت هذه الدول الثلاث العراق وسوريا ولبنان كلها في مرمى نار "داعش"، ولذلك عندما جاءت في صيف عام 2014 بذريعة "داعش" قالت أمريكا يومها أن محاربة "داعش" تتطلب 30 عاماً من القتال لأنها كانت تريد أن تجدد لاحتلالها 30 عاماً لكن ما خططت له أمريكا أسقطه العراق وأسقطته سوريا وأسقطته المقاومة في لبنان فالعراق عندما أنشأ ونظم الحشد الشعبي وجّه طعنة في قلب المشروع الأمريكي الإرهابي لأن الحشد الشعبي قضى على أحلامهم في استمرار "داعش" في الإخلال بأمن العراق والإخلال بأمن سوريا وأيضاً كان العمل المشترك بين الجيش العربي السوري والحلفاء والمقاومة وحزب‌ الله في لبنان وأيضاً بعد ذلك الجيش اللبناني هم من قضوا على أحلام "داعش" بالدخول إلى لبنان. لذلك نحن نقول إن المخطط الأمريكي بالاعتماد على "داعش" أفشله العراق وأفشلته سوريا وأفشله لبنان وكل ذلك بدعم واحتضان من الجمهورية الإسلامية في إيران التي عرفت المخاطر وعرفت كيف تقدم المساعدة لهذه الدول. وينبغي أن نذكر أنه لو استمر "داعش" في العراق لكان العراق قد دُمر تدميراً فوق تدمير ولقُطّعت أوصاله ولکان ضاع الکیان العراقی بسبب "داعش"، ولكن العمل الوطني والقومي الكبير الذي قام به العراق بدعم من إيران وبتنسيق مع المقاومة ومع سوريا أدى إلى إجهاض هذا المشروع.
 
لقد فشلت جماعة داعش التكفيرية في نهاية المطاف على يد جيوش المنطقة نفسها وليست بيد الجيوش الأجنبية.. ألا يعتبر هذا النجاح خير دليل على أن جيوش المنطقة قادرة على توفير أمنها بنفسها من دون التبعية للقوات الأجنبية؟

يجب أن نؤكد على فكرة وهي أن الأجنبي لا يصنع أمناً في الإقليم، لا في الشرق الأوسط ولا في سواه، وأن العصابات الإرهابية لا يمكن أن تصنع أمنا في الإقليم وهذا أمر مؤكد فلا الاحتلال الأمريكي صنع أمناً للعراق ولا في أفغانستان ولا إرهابي صنع أمنا في العراق أو في سوريا ولذلك نحن نقول إن أهل المنطقة أدرى بشعابها وأهل المنطقة، بجيوشها وتنظيماتها المقاومة، هم وحدهم الذين يستطيعون أن يحقّقوا الأمن للمنطقة وكل بحث عن أمن بيد أجنبية أو بيد إرهابية إنما هو بحث عن سراب لا يمكن أن يتحقق. لذلك نحن نقول إن أفضل صرخة ودعوة من ناحية بناء الأمن الإقليمي الحقيقي هي ما تُطلقه الجمهورية الإسلامية في إيران من دعوتها للدول والشعوب في المنطقة لأخذ زمام الأمور بيدها وبناء قوتها الذاتية وبناء جيوشها ومقوماتها من أجل تحقيق الأمن المستقل من دون تبعية للقوات الأجنبية بأي شكل من الأشكال أما التنسيق والعمل مع أمريكا لتحقيق هذا الأمن فهذا سمّ زعاف يستبيح الأمن ويقتل إرادات الشعوب.
 
لقد زار وزير الخارجية الصهيوني يائير لابيد قبل عدة أيام عاصمة البحرين، وقام بافتتاح سفارة تل أبيب في المنامة. من جانب آخر شهدنا في الآونة الأخيرة إلغاء تأشيرات الدخول بين الكيان الصهيوني والإمارات، وأيضاً هناك أنباء عن اتفاقيات أمنية قريبة بين الكيان الصهيوني وأبو ظبي. برأيكم هل تطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني بهذه الدرجة يمكن أن يحقق لهذه الدول الأمن والأمان؟

للأسف إن بعض الدول العربية انخرطت فيما يُسمى باتفاقات "آبراهام" وساقتها العصا الأمريكية للتطبيع مع العدو الصهيوني وهي لازالت تبني على سراب سواء في البحرين بافتتاح السفارة أو في إمارات بإلغائهم لتأشيرات الدخول للصهاينة. هم يركضون وراء سراب اسمه الأمن الإسرائيلي لدولهم وهذا أمر لن يتحقق. "إسرائيل" عندما تدخل دولة ما تفسد أمنها وتمسك بخناقها ومن يريد أن يتعرف أكثر على الوظيفة الإسرائيلية فليقرأ ما يُسمى بـ "تنبؤات بنيامين فرانكلين" عندما خاطب الأمريكيين قبل مئتي عام من الآن وقال لهم أطردوا اليهود من بين ظهرانيكم لأنهم إن استمروا في الولايات المتحدة الأمريكية سيحيلوكم إلى عبيد يكونون هم أسيادكم وها هي اليوم تتحقق النبوءة الفرانكلينية بوجود اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بالقرار الأمريكي وأيضا بالنسبة للدول العربية التي تظن خطأ بأن "إسرائيل" ستحميها وتحقق لها الأمن.

أساساً هؤلاء من الذين يهددهم؟ هم يستطيعون أن يبنوا التحالفات والتفاهمات في المنطقة مع أشقاء أو أصدقاء ويكونوا بمأمن عن أي خطر أمني لكن "إسرائيل" وأمريكا هم الذين يختلقون الخطر الكاذب وهم الذين يفرضون عليهم التحالفات خلافاً للطبيعة وسيجد هؤلاء أن مسارات التطبيع بينهم وبين العدو الإسرائيلي لن تأتي لهم بأمن ولن تحقق لهم استقراراً، وهذا شيء مؤكد تشهد عليه الوقائع ويقود إليه المنطق السليم.
 
في المقدمة أشرت إلى بعض التحركات الاستفزازية للصهاينة لدق الإسفين بين الدول الإسلامية. برأيكم هل يحاول الصهاينة تهديد أمن إيران من خلال هذه التحركات الاستفزازية مع دول الجوار للجمهورية الإسلامية الإيرانية. برأيكم ما هي الأهداف التي يتطلع إليها الصهاينة من وراء التحركات الاستفزازية لدق الإسفين بين الدول الإسلامية والمجاورة؟

لقد حققت الجمهورية الإسلامية في إيران خلال العقد الماضي انتصارات إستراتيجية ونجاحات إستراتيجية على أكثر من صعيد، ويخشى العدو الصهيوني المُحتضن أمريكيا ومع أدواته الأخرى أن تستثمر الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصاراتها ونجاحاتها إقليمياً ودولياً وقدراتها الذاتية من أجل توسيع فضائها الحيوي الإستراتيجي. لذلك في ظل عجزهم عن المواجهة العسكرية مع إيران لتدميرها كما دمروا العراق أو كما دمروا أفغانستان فإنهم يعملون الآن بإستراتيجية بديلة هي إستراتيجية الضغط والاحتواء وإستراتيجية الضغوط القصوى والإخلال بالأمن. في الواقع إنهم يحاولون التأثير على الدول التي ينبغي أن تكون علاقاتها مع إيران علاقات أشقاء وأقصد بهذا القول الدول الإسلامية في القفقاز وفي آسيا الوسطى ويريدون إفساد هذه العلاقة؛ وبدل أن تكون الحدود الإيرانية مع تلك الدول حدود أمن وسلام وتعاون يريدون أن يحولوها إلى خطوط نار يُرهقون بها كلا الطرفين ويدخلونهما في المشاكل والحروب.

نحن نشاهد اليوم بعض التحركات الإرهابية أو الوجود الصهيوني في أذربيجان أو في سواها، لذلك نعتقد أن الجمهورية الإسلامية أمام هذه المسألة عليها أن تواجه الأمور بفرعين، فرع الحزم وإظهار القوة والعين الحمراء والقوة التي تستطيع أن تدفع الكيد وتُرسي قواعد الردع والمسألة الثانية اليد الممدودة لتلك الدول الإسلامية التي ينبغي أن لا تُترك فريسة للصهاينة أو للأمريكيين يعبثون بها فحقيقة العلاقة ما بين إيران وما بين الدول الإسلامية ينبغي أن تُقاد وتُنظم على هذين الركنين، أي ركن القوّة الذي يُفهِم الجميع أن إيران جاهزة لمواجهة أي خطر، وركن السلام والتعاون وبذلك تُعلم إيران الدول الأخرى بأنها جاهزة لكل تعاون ولكل مساعدة في سبيل تقدم ورفاهية تلك الشعوب.
 
في الآونة الأخيرة شهدنا دخول قوافل محملة بالمازوت إلى لبنان من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد تمكنت المقاومة في لبنان والجمهورية الإسلامية من توفير الأمن لهذا القوافل دون التبعية للقوات الأجنبية. هل يعتبر هذا الإنجاز دليلاً على أنه يجب على الدول المنطقة الاعتماد على قدراتها الداخلية، وليس الاعتماد على القوات الخارجية لشراء الأمن؟

لقد نجحت المقاومة الإسلامية في لبنان، المتمثلة في حزب‌ الله، في توجيه صفعة كبيرة للحصار الأمريكي المفروض على لبنان. الكُلّ يعلم أن أمريكا تحاصر لبنان منذ 3 سنوات وتفرض هذا الحصار تنفيذاً لخطة بومبيو التي وُضعت موضع التنفيذ في ربيع عام 2013 والتي تتضمن مراحل خمسة تبدأ بالفراغ السياسي ثم الانهيار النقدي ثم الانهيار الاقتصادي وكل هذه المراحل تحققت وكانت أمريكا تتوخى أن تصل إلى الانهيار الأمني الذي يساعد "إسرائيل" في المرحلة الخامسة للتقدم واحتلال أجزاء من لبنان واحتواء المقاومة، لكن المقاومة الإسلامية بدعم ومساعدة إيرانية كريمة استطاعت أن توجه ضربة لمسألة الحصار الاقتصادي والإرهاب الاقتصادي وتستقدم المازوت وتحدث ثغرة في هذا الحصار بالشكل الذي أزعج الولايات المتحدة بطبيعة الحال. ثم الذي أزعج أمريكا أيضاً أن المقاومة في داخل لبنان وبالتنسيق مع الحكومة السورية في داخل سوريا استطاعت أن تُنشئ نظاماً أمنياً أو منظومة أمنية فاعلة تحقق للصهاريج التي تنقل المازوت من بانياس إلى لبنان توفر له الأمن، فضلاً عن ذلك إن المقاومة متّكلة على نفسها وعلى قدراتها وعلى حلفائها. لقد قالت المقاومة مع انطلاقة باخرة المازوت الأولى من موانئ إيران أن هذه الباخرة هي أرض لبنانية. بمعنى آخر، هي وجهت تهديداً ساطعاً لـ "إسرائيل" بأن الاعتداء على هذه الباخرة سيستوجب ردّاً ليس على باخرة وإنما سيكون الردّ مفتوحاً. ولهذا السبب نستطيع القول أن المقاومة بإدارتها للملف أنشأت بنية أمنية ومنظومة أمنية ونظاماً أمنياً حمى خط السفن وحمى حركة المازوت من إيران إلى المستهلك في لبنان، وكل ذلك بفضل قوة المقاومة ودعم حلفائها وأكد ذلك على أن كيانات المنطقة ودولها لديها القدرات الداخلية التي إذا استُعملت تُحقق الأمن المطلوب وليست بحاجة إلى الاعتماد على قوة خارجية لابتياع الأمن أو لتحقيق الأمن.


/110
https://taghribnews.com/vdce7w8nvjh8wvi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز