تاريخ النشر2021 21 June ساعة 12:10
رقم : 508659
في الذكري السنوية الأربعين لاستشهاد القائد الدكتور مصطفي شمران

الدافع الأساسي للدكتور شمران في حضوره إلى لبنان هو روحه الحسينية

تنا
أكد العضو في المجلس السياسي في حزب الله اللبناني ومسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله "الحاج أبو سعيد الخنساء" أن الدافع الأساسي للدكتور شمران في حضوره إلى لبنان هو روحه الحسينية المندفعة في رحاب الإسلام الثوري وحبّه للناس وقربه منهم والاهتمام بقضايا الأمة.
الدافع الأساسي للدكتور شمران في حضوره إلى لبنان هو روحه الحسينية
ولد الدكتور مصطفى شمران في مدينة "قم" جنوب العاصمة الايرانية طهران بسنة 1931م ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة طهران في السنة الأولى من عمره. أكمل شمران مرحلة البكالوريوس في جامعة طهران؛ في كلية الهندسة في فرع الكهرباء الميكانيكية ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال مشواره الدراسي ضمن منحة دراسية خاصة بالطلاب المتفوقين، فحصل على شهادة الماجستير في هندسة الكهرباء من جامعة تكساس ثم حاز شهادة الدكتوراه في الإلكترونيات وفيزياء البلازما من جامعة بيركلي بصفته طالبا ممتازاً.

وانتقل إلى لبنان بدعوة من الإمام موسى الصدر وعاش هناك ثمان سنوات. نال شمران بعد انتصار الثورة الإسلامية منصب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للجمهورية الإسلامية ثم انتخب عضواً في البرلمان الايراني وقائداً لهيئة الحروب غير المنظمة أثناء الحرب الإيرانية العراقية. استشهد شمران إثر إصابته بشظية قذيفة بتاريخ 21/6/1981 في منطقة الدهلاوية بمحافظة خوزستان.

وأصدر مفجر الثورة الاسلامية الايرانية الإمام الخميني(رض) بياناً بمناسبة استشهاد الدكتور مصطفى شمران خاطب فيه الشعب الإيراني واللبناني وأسرة الشهيد، جاء فيه: "اتّخذ شمران الجهاد طريقاً في حياته منذ البدء بها إلى النهاية وهو صاحب العقيدة النقية الخالصة ولم ينحاز إلى التحزّبات والمجموعات السياسية وكان مؤمناً بالأهداف الإلهية السامية. امتدّت حياته بنور المعرفة والقرب الإلهي ونهض مجاهداً في سبيل الله وضحي بحياته. لقد عاش واستشهد مرفوع الرأس فاتصل بالحق. إنّ الجهاد في سبيل الله والتضحية من أجله لا من أجل الأهواء النفسية والبعد عن ضوضاء السياسة وحبّ الظهور الشيطاني، موهبتان اختص بهما رجال الله. التحق شمران بالرفيق الأعل عزيزاً مكرماً، قدس الله روحه الزكية".

وتزوّج الدكتور شمران مرتين، زوجته الأولى كانت أمريكية وأنجبت له ثلاثة أولاد ذكور وبنت واحدة لكن بسبب الظروف العصيبة في لبنان عادت إلى أمريكا وبقي شمران في لبنان فآل الأمر في النهاية إلى الطلاق، ثم تزّوج من امرأة لبنانية .
 
وكان شمران رجلا نزيهاً يمتلك عاطفة إنسانية عميقة ونبيلة، يتأثر ويتألم بشدّة لما يصيب البشرية. مناجاته العرفانية التي وصلتنا من خلال مخطوطاته تعبّر عن مدى الحبّ الخالص الإلهي، وحبّه للنوع البشري حتى كان يعرف بين أصدقاءئه بـ "إله الحب".كان شمران إنساناً موحداً يكره الجنوح إلى كل تيار لا يتبنى الفكر الإسلامي.

وبمناسبه الذكري السنوية الأربعين لاستشهاد القائد الدكتور مصطفي شمران، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع العضو في المجلس السياسي في حزب الله اللبناني ومسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله "الحاج أبو سعيد الخنساء".

وفي ما يلي نص الحوار:
 - کما تعلمون أن الشهيد شمران جمع بين أركان المقاومة في لبنان وإیران، إلى أيّ مدى تتوقف كرامة وتقوية محور المقاومة حالياً على جهود الشهيد شمران؟

عندما نذكر الشهيد الدكتور مصطفى شمران لابدّ أن نذكر دوره المهم في إستنهاض الروح الثورية لدى شباب لبنان ومساهمته الفعالة في تحضير الدورات العسكرية خلال عامي 1973 و1974 للميلاد وبعد ذلك المساهمة في مواجهة إسرائيل وعملائها إبان اجتياح 1978.

 : أتذكر ذلك وأذكر، حيث كان يزورنا في المخيمات التدريبية وكذلك في حلقات التعبئة التنظيمية الكثيرة وكنت آنذاك لعدة سنوات معاونه التنظيمي المركزي، ما أتاح لي الإطلاع على دوره الريادي في الإعداد والتوجيه لجيل مقاوم في وجه العدو الصهيوني.
 
وطبعاً دوره الهام والطليعي في إيران الإسلامية واستشهاده في هذا السبيل. فهو من القادة القدوة الذين زرعوا روح المقاومة في جيل كبير وهو أحد أركان المقاومة لكل غازي ومحتل، في محورنا الإسلامي المقاوم مع إخوانه الكرام في الحرس الثوري والعلماء الأفاضل الذين تربوا في مدرسة الإمام الخميني(قده).

- كيف تقيمون دور الشهيد شمران في مرافقة الإمام موسى الصدر في تأسيس حركة المحرومين، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وكذلك إعداد الثورة الإسلامية الإيرانية؟

 : مما لا شك فيه أن الشهيد الدكتور مصطفى شمران كان يمثّل البعد التنظيمي المعاون للإمام موسى الصدر في مشاريعه وحركته ولعب دوراً أساسياً مفصلياً بذلك أثناء حركة المحرومين وكذلك في رحاب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكذلك في المشاريع التربوية مثل مهنية جبل عامل في الجنوب.

  - ما الذي جعل الشهيد شمران أن يترك كل ملذات حياته في أمريكا على الرغم من وضعه العلمي والمهني، وينضم إلى الإمام موسى الصدر في نصرة المحرومين والمحتاجين وإرساء أسس المقاومة؟

 : إن الدافع الأساسي للدكتور شمران في حضوره إلى لبنان هو روحه الحسينية المندفعة في رحاب الإسلام الثوري وحبّه للناس وقربه منهم والاهتمام بقضايا الأمة .. باختصار كان ديناميكياً وترابي الهوى .. يعتبر أن سعادته في خدمة المجتمع وتخفيف آلام الفقراء لذا ترك أمريكا وبهرجتها وماديتها وأتى إلى جنوب لبنان ليبذر بذور المقاومة.

 - إن الشهيد شمران بالإضافة إلى كونه نخبة علمية، كان رجلاً مناضلاً وثورياً، فما هي أهم سمات شخصيته برأيكم؟

 : أهم ميزات الدكتور مصطفى شمران هي حركته الدائمة، وتواضعه وقربه من الناس، وامتلاكه لعدة صفات ومهارات جعلته قريباً من جيل الشباب والكبار والسياسيين، وبساطة عيشه ومشاركته الناس في أفراحهم وأحزانهم، وثقافته الإسلامية مع بعدها الثوري.

كان يلاعب الصغار رياضة وكراتيه، ويستمع إلى الأهل الكبار ويناقش السياسيين والفعاليات ويعيش هموم المجتمع وكان حنوناً وذواقاً وفناناً (رسم، تصوير وغيرها).

مع كل مهامه ومسسؤولياته كان يزورنا في المنزل مراراً ويحدث الوالد والوالدة والأخوة بكل محبة وتواضع، وهكذا عائلات كثر.

  - كيف تصف الخدمة الصادقة والبصيرة وروح التضحية بالنفس في حياة الشهيد شمران؟

 : إن الشهادة توفيق من الله ووسام يناله الأوفياء والمجاهدون والكبار ...الذين باعوا دنياهم واستعدوا لآخرتهم هم عشاق أبي عبد الله الحسين في مسيرة كربلاء الأمة وهم مشاعل النور في زمن ظلام الظالمين من الطواغيت والحكام.

هم أهل البصر والبصيرة، وأحبهم الله وأحبوه فاختارهم لقربه شهداء.

رحم الله الدكتور مصطفى شمران كان صديقاً ومعلماً ومجاهداً خسرناه، لكن ربح نفسه والجنة لأنه وفي للأمة والإمام الخميني(قده).


/110
https://taghribnews.com/vdccp4qpo2bqxe8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز