تاريخ النشر2021 14 June ساعة 23:14
رقم : 507853

د. رمضان الاوسي لـ"تنا" : تنامي الاسلاموفوبيا في الغرب لعرقلة التعايش السلمي مع المسلمين

تنا - خاص
قال الدكتور علي رمضان الاوسي ، استاذ الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية ، ان احدى اسباب تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب هو محاولات التيار العنصري والمعروف باليمين المتطرف في الغرب للحيلولة دون تحقق التعايش السلمي مع الجاليات الاسلامية في القارة الاوروبية وامريكا .
الدكتور علي رمضان الاوسي
الدكتور علي رمضان الاوسي
ظاهرة الاعمال الارهابية بحق المسلمين في الغرب تكرر بين الحين والاخر من دولة الى اخرى وباشكال مختلفة تارة بقتل شخص او عدة اشخاص في الملأ العام  وتارة بدهس عائلة مسلمة كما حصل مؤخرا في كندا او هجوم باسلحة نارية على المصلين في نيوزلندا .

هذه الظاهرة تسمى باسلاموفوبيا اي التخوف من الاسلام والمسلمين ، وتناميها يهدد الامن المجتمعي والتعايش السلمي في المجتمع الغربي . وحول هذا الموضوع حاورت وكالة انباء التقريب "تنا" الدكتور علي رمضان الاوسي ، مدير مركزدراسات جنوب العراق واستاذ الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية والمقيم في العاصمة البريطانية لندن .

الدكتور رمضان الاوسي يرى ان هناك عدة اسباب في تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا نلخصها كما يلي :
 
۱ – الفكر والرؤية العنصرية (اليمين المتطرف)  في الغرب واذرعه الحزبية ووصوله في بعض الدول الى مراكز القرار . ولكن مع هذا فان أغلبية المجتمع الاوروبي ضد التيار العنصري لانهم ادركوا ان العنصرية تشكل خطر على تماسك المجتمع الغربي .  
 
۲ – رؤية تفوق الرجل الابيض على باقي العرقيات والقوميات والحضارات . هذه الرؤية باطلة ومرفوضة بسبب ان الاوروبي خاصة بعد فتح الاندلس بيد المسلمين كان مدانا للحضارة الاسلامية حيث قام بسرقة كثير من الاثار العلمية للمسلمين . وهذا خير دليل تفوق المسلمين على الرجل الابيض الغربي ذلك الحين وبطلان نظرية تفوق الابيض على الاخرين . هذا الشعور العنصري لا زال موجود في المجتمع الغربي ويشتد في بعض الاحيان فينتج عنه اعمال متطرفة وارهابية ضد باقي القوميات وخاصة الجالية الاسلامية ليكشف عدم تحمله التعايش معهم .

۳ –تنامي التطرف الاسلامي التكفيري امثال داعش والقاعدة التي اسسها الغرب بنفسه  ، سبب تصاعد الكراهية ضد المسلمين وشجع التيار العنصري لارتكاب اعمال ارهابية بحق الجالية المسلمة في بعض الدول الاوروبية كنيوزلندا وبريطانيا وفرنسا وكندا  .

۴ – التیار المعارض لتقارب الشرق والغرب والحوار المشترك بينهم (حوار الحضارات والاديان) لذلك يثيرون الافكار العنصرية لعرقلة الحراك الحواري بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي ، ولهذا يتوجب على الحكومات والمجتمع المدني مواجهة هذا التيار العنصري وتحديد نشاطه ، لان التقارب بين الشرق والغرب يخدم التعايش السلمي والامن المجتمعي في الغرب .

۵ – التفوق القیمی للاسلام وخاصة في مجال تماسك الاسرة المسلمة ومكانتها في المنهج الاسلامي وحفظ كرامة المرأة من خلال مراعاتها للحجاب والعفة ، يثير حفيظة بعض الحاقدين على الاسلام الى جانب اثارة اعجاب المرأة الغربية بالاسرة المسلمة وانسجامها  والتزام المرأة المسلمة بمفاهيم وقيم تحافظ كرامتها وعفافها ،  لان الاسرة الغربية تعيش حالة التفكك والمجتمع الغربي ينتظر انفجار اجتماعي كبير ضد كل قيم التحلل والمفاهيم الليبرالية .

وفي اجابته على سؤال كيف يمكن للجالية المسلمة مواجهة ومعالجة ظاهرة الاسلاموفوبيا اجاب الدكتور الاوسي  قائلاً : الجالية المسلمة في الغرب تسعى كثيرا من خلال مراكزها الدينية واقامة برامج وندوات ومؤتمرات للتعريف بالاسلام الصحيح ، التخفيف من حدة الكراهية من الاسلام والمسلمين ونزع فتيل المواجهة لانه يضر بسلامة واستقرار الامن المجتمعي في الغرب .

وحول عرقلة برامج التعايش السلمي التي تسعى لتحققها كثير من المراكز الاسلامية ، اشار الى ممارسات وتصرفات بعض المتشددين الاسلاميين خاصة السلفيين ضد الثقافة الغربية وخلق حواجز الكفر والايمان والشرك في المجتمع الغربي الذي يثير حفيظة بعض العنصريين ويسبب مشاكل للجالية الاسلامية ويضر بنهج حوارالاديان والحضارات .    

واكد مدير مركزدراسات جنوب العراق  ان الخط العام للجالية الاسلامية في الغرب هو ترسيخ التعايش السلمي مع المجتمع هناك ولهذا السبب يشاهد ان كثير من الجمهور الغربي يتأثر باخلاقيات وسلوكيات الجالية المسلمة ويحترمها ، مشيرا الى ان هذه الحالة يعتبر رصيد كبير للجالية الاسلامية لكي تتحرك وتتعامل بحرية وهدوء وباسلوب منطقي مع المجتمع الغربي ، لانه لا يمكن تنمية العلاقات بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الغربي الا من خلال الممارسات والسلوكيات المعتدلة والمتسامحة  .

واشارالاوسي الى بعض النشاطات المسالمة للمسلمين في الغرب ومنها ما يجري من فعاليات في ذكرى المولد النبوي الشريف في لندن على سبيل المثال حيث يقوم بعض الشباب والشابات من الجالية الاسلامية بتوزيع الورود ونصوص قصيرة عن سيرة الرسول الاعظم (ص) الى المارة في الشوراع والطرقات ، لافتا الى ان مثل هذه الفعاليات كان لها تداعيات ايجابية في ترسيخ التعايش السلمي .

وحول دور الحكومات الغربية لمواجهة او تشجيع ظاهرة الاسلاموفوبيا ، اكد الدكتور الاوسي انه ليس من مصلحة الحكومات هناك تشديد النزاعات العنصرية لان هذه النزاعات سرعان ما تكشف المخططين لها  وثانيا هناك منافسات انتخاباتية  بين الاحزاب التي تتوالى السلطة وثالثا وجود رقابة شديدة من قبل حكومات الظل وتحاسب مثل هذه التصرفات . ولهذه الاسباب ليس من مصلحة اي حكومة غربية الترويج للنزاعات العنصرية باستثناء بعض الحكومات التي تحمل افكار عنصرية .

وتمنى استاذ الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية ان تمارس الحكومات الغربية ضغوطا اكثر على التيار العنصري لتجاوز مخاطر تصرفاته ، مشيرا الى تهاون القانون في محاسبة المجرم بمستوى جريمته ، خاصة تلك التي ترتكب بحق المسلمين ، ولهذا لا يمكن تبرئة الممارسات والمواقف الرسمية بشكل كامل مثل ما فعله ترامب في عهد رئاسته لامريكا حيث اثار من جديد العنصرية ليس فقط ضد المسلمين بل حتى ضد السود من ابناء شعبه وعمق التمييز الطبقي بين العرقيات .

وفي هذا المجال لفت الدكتور الاوسي الى وجود عقليات عنصرية في كثير من الدول الغربية ورغم قلتها الا انها تشدد الممارسات العنصرية في بعض الاحيان بسبب تأثيرها الاعلامي ، مضيفا "عندما تحصل جريمة بحق الجالية المسلمة ينعكس بشكل واسع اما النشاطات الايجابية لهذه الجالية لا نرى لها صدى في الاعلام " ،  مؤكدا ان هذه العناصر تمررمخطط استعماري لترسيخ الرؤية العنصرية  .

ولمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة يرى رمضان الاوسي ان تقنن الحكومات الغربية تشريعات قوية وصارمة ضد العنصريين ، انطلاقا من منطق الحفاظ على السلم المجتمعي ، لان القانون الغربي لا زال يتهاون ويتساهل مع الجرائم العنصرية بينما يتصعب ويصدر احكام قاسية ضد من ينفي المحرقة اليهودية .   
 
https://taghribnews.com/vdchmqnmx23nv6d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز