تاريخ النشر2021 22 January ساعة 02:01
رقم : 490356
الخبير للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب": يصف تلاوة"الشيخ المنشاوي"

"وما خرج من القلب وصل الى القلب فلهذا وصل الى قلوب كل من يسمع تلاوته"

تنا
صرّح المحكّم المصري والخبير للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب": الشيخ محمد صديق المنشاوى رحمه الله أطلق عليه بالقارىء الباكي لتأثره بمعاني القرآن فيصل الى البكاء متأثراً بما يقرأ وما خرج من القلب وصل الى القلب فلهذا وصل الى قلوب كل من يسمع تلاوته، عندما يريد الله أن يبقى إسم أحد فى ذاكرة الناس يسخر له أمورًا عجيبة.
المحكّم المصري والخبير للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب"
المحكّم المصري والخبير للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب"
وصرح عن ذلك، المقرئ المصري، والمحكم في المسابقات القرآنية الدولية، والخبير للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب"، في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، مؤكداً أن الشيخ محمد صديق المنشاوى(رحمه الله) كان من بيت القرآن حيث ولد في بيت كلهم أهل قرآن فأبيه الشيخ صديق المنشاوي(رحمه الله) وشقيقه الشيخ محمود صديق المنشاوي من قراء القرآن الكريم.
 
وأشار الى أنه ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي ٢٠ يناير عام ١٩٢٠م في المنشأة بصعيد مصر ولذلك أطلق عليه إسم المنشاوى وهذه عادة مشاهير القراء مثل الشيخ طه الفشني نسبة الى الفشن وكذلك الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى نسبة الى قرية شعشاع بالمنوفية والشيخ عبد الفتاح الطاروطي نسبة الى قرية طاروط بالشرقية وآخرون حملوا إسم القرى التى عاشوا فيها.

وصرّح الدكتور طه عبدالوهاب أن الشيخ محمد صديق المنشاوي كان من القرّاء الذين تأثروا بالجيل السابق له مثل الشيخ أحمد ندا الذي ولد عام ١٨٥٢م وكذلك الشيخ محمد رفعت الذي ولد عام ١٨٨٤ م وهذه المدارس تعتمد على التاثير بالإحساس والخشوع والتحزين فى التلاوة ولهذا تأثر بتلاوته الكثيرين.
 
وأضاف: من الأمور التى إتفق عليها معظم أهل التخصص وأنا أتفق معهم أن الشيخ محمد صديق المنشاوي كان من القرّاء المتقنين والملتزمين بالأحكام، والعجيب أن الشيخ محمد صديق المنشاوى أطلق عليه شهيد القرّاء لأنه مات شاباً حيث مات عن عمر ثمانية وأربعون عاماً حيث مات في ٢٠ يوليو ١٩٦٩ وهنا وقفة وتساؤل كيف وصل هذا القارىء الى قلوب كل سامعيه؟ وكيف وصل الى أن يسجل إسمه بين القرّاء العظماء رغم هذا العمر القصير؟

وقال الخبير المصري للأصوات والمقامات، "الدكتور طه عبدالوهاب": كم فكرت كثيراً في الإجابة ولم أجد غير إجابة واحدة إنها بركة العمر التي وهبها الله له حيث عاش عمراً قصيراً وقيل عنه انه توقف عن التلاوة بسبب مرضه حوالى ست سنوات قبل رحيله معنى هذا أنه لم يقرأ الا وقتاً قصيراً  لايتجاوز الخمسة عشر عاماً ومع هذا دخل كل قلوب سامعيه وإلى الآن اسمه باق فى قلوب وعقول من يسمعه في كل العالم.

كما أن الشيخ محمد صديق المنشاوى رحمه الله  أطلق عليه بالقارىء الباكي لتأثره بمعاني القرآن فيصل الى البكاء متأثراً بما يقرأ وما خرج من القلب وصل الى القلب فلهذا وصل الى قلوب كل من يسمع تلاوته، عندما  يريد الله أن يبقى إسم أحد فى ذاكرة الناس يسخر له أمورًا عجيبة فمثلا الشيخ محمد صديق المنشاوى خلد الله إسمه عندنا فى محافظة الغربية بطريقة عجيبة حيث جاء رجل من الأثرياء يدعى المنشاوي باشا وبنى مستشفى ضخماً جداً لعلاج الفقراء وبجوار المستشفى بنى مسجداً كبيراً وبنى ايضاً معهداً لتعليم القراءات فالناس لايعرفون هذا الرجل (المنشاوي باشا) فعلق في عقولهم أن صاحب هذه الأعمال الخيرية هو الشيخ محمد صديق المنشاوى حتى يستمر إسمه خالداً في عقول الناس.


وقال المحكم المصري "الدكتور طه عبدالوهاب": لو حللنا تلاوات الشيخ محمد صديق المنشاوى من الناحية الصوتية والنغمية فنلاحظ أن صوته من نوعية (البريتون) أي متوسط الغلظة وهذه النوعية من الأصوات تتميز بقرار عميق ويمكنه أن يصل لطبقات حادة لاتصل الى الطبقات التى يصل اليها أصحاب نوعية (التينور) ولهذا تميز الشيخ محمد صديق المنشاوى في أسلوب التلاوة المرتلة لأن هذه النوعية من التلاوة تعتمد على المنطقة المتوسطة في المساحة الصوتية وكذلك كان الشيخ محمد يستخدم مقام البيات والصبا كثيراً وبصفة خاصة الصبا بما فيه من حزن وشجن وهاتان المقامتان تمسان قلب المستمع وهذا يجعل المستمع يتفاعل مع آيات القرآن وأما في التلاوة المجودة والحفلات كان يبدأ بقرار البيات بصوت عميق ويصعد لمنطقة وسط صوته ويستخدم مقام الراست والنهاوند وبعد ذلك يصعد الى جواب الهزام من فروع السيكاه ومع أن مقام الهزام والراست من المقامات المبهجة ولكنه كان يفرض على هذه المقامات طابعه الخاص والذي يتميز بالخشوع فيذهب بصوته الى المنطقة التى تشعر المستمع بالحزن مايعرفها المتخصصون بالبعد الناقص في سلم المقام الذي يحتوى على نصف التون ولهذا في مقام الراست كان يستخدمه من منطقة الجواب ويرتكز على القرار فى نهاية الجملة النغمية حتى يلمس هذه الدرجة التي تسمى الدرجة الحزينة في المقام، وكان يعتمد في تلاواته على المقامات الأصلية وقليلاً مايتعرض لبعض فروعها كما كان يتميز في جمله النغمية بأن المستمع يشعر أنها خاصة به نابعة من إحساسه.

/110
https://taghribnews.com/vdcgnz9t3ak9yw4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز