تاريخ النشر2020 5 October ساعة 09:32
رقم : 477876
حذر من "علماء السلاطين" الذين برروا التطبيع

أحد أبرز الدعاة في السودان : التطبيع كلمة خادعة لتسويق الاستسلام والتنازل عن ثلث مقدسات المسلمين

تنا
(التطبيع) كلمة خادعة يراد بها تسويق الاستسلام، وإقرار الغاصب على ما اغتصب، والتنازل عن ثلث مقدسات المسلمين، في مقابل سلام زائف.
الدكتور عبد الحي يوسف أحد أبرز الدعاة في السودان
الدكتور عبد الحي يوسف أحد أبرز الدعاة في السودان
أكَّد الدكتور عبد الحي يوسف أحد أبرز الدعاة في السودان وعميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة أفريقيا العالمية أنَّ (التطبيع) كلمة خادعة يراده بها تسويق الاستسلام، وإقرار الغاصب على ما اغتصب، والتنازل عن ثلث مقدسات المسلمين، في مقابل سلام زائف يزداد به العدو تمكناً من بلاد المسلمين، وتفتح به أسواقهم أمام منتجاته، ليغزوهم اقتصادياً وثقافياً وسياسياً ودبلوماسياً بعد غزوهم عسكرياً.

وحذر الدكتور عبدالحي يوسف في حوار خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" من "علماء السلاطين"، قائلاً: "على هؤلاء أن يعلموا أن التاريخ يسجل ما يقولون، والملائكة تحصي ما به يلفظون، وأنهم على ذلك محاسبون، وعما قريب ستفارق أرواحهم أجسادهم وسيدخلون قبورههم حيث لا يجدون هناك (السلاطين) بل سيجدون تلك الفتاوى التي باعوا فيها دينهم
بدنيا غيرهم".

وشدد الدكتور يوسف على أن قياس ما يفعله بعض حكام المسلمين على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية قياس باطل؛ وذلك لوجود فروق معتبرة بين الأصل المقيس عليه والفرع المقيس.

وعن المصالح المتوهمة من قبل المطبعين، قال: المصالح المتوهمة من التطبيع يرد عليها برد موجز غايته سؤال: "ماذا جنت الدول التي طبعت قبل أربعين سنة - كمصر - أو قريباً من ثلاثين سنة - كالأردن - هل وجدت رخاء اقتصادياً أو استقراراً سياسياً؟
وهل تتابعت عليها المنح والمعونات التي تبعها إغناء فقرائها وحل مشكلاتها؟ اللهم لا هذا ولا ذاك، بل إن دولاً - كإريتريا وتشاد وموريتانيا - قد سارت في هذا الدرب المظلم فما نالت خيرا، والسعيد من اعتبر بغيره".
ودعا الداعية الإسلامي الكبير العلماء وأهل العلم لأن يزرعوا في الناس أملاً بأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. 
كما ودعا الحكام "لخلع ثياب الذل التي بليت من طول ما لبسوها، وعلى الشعوب أن تتهيأ للجهاد حساً ومعنى".

إليكم نص الحوار مع الداعية الإسلامي
الكبير الدكتور عبدالحي يوسف:

1.     ما رأي الشريعة الإسلامية وحكم الشرع من التطبيع مع العدو الإسرائيلي؟!

 التطبيع كلمة خادعة؛ لأن أصل التطبيع في اللغة رد الأمر إلى طبيعته؛ والسؤال المطروح هو ما هي طبيعة الطرف الآخر الذي يراد إقامة العلاقات الدبلوماسية معه وتبادل الوفود الثقافية وفتح بلاد المسلمين أمام سياحه وزائريه؟ أليس هو المغتصب للأرض المنتهك للعرض؟ أليس هو المدنس لحرمة المقدسات؟ أليس هو القاتل سافك الدماء؟ أليس هو من أخبرنا عنه ربنا في كتابه {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}؟ من هنا نعلم أن (التطبيع) هذه الكلمة الخادعة يراده بها تسويق الاستسلام وإقرار الغاصب على ما اغتصب والتنازل عن ثلث مقدسات المسلمين، في مقابل سلام زائف يزداد به العدو تمكناً من بلاد المسلمين، وتفتح به أسواقهم أمام منتجاته، ليغزوهم اقتصادياً وثقافياً وسياسياً ودبلوماسياً بعد غزوهم عسكرياً.

2.     هناك من "يقيس التطبيع على ما فعله النبي محمد صل الله عليه وسلم، في صلح الحديبية"؟ هل هذا أمر منطقي
أم ان الظروف والمبررات تختلف عن زماننا؟

قياس ما يفعله بعض حكام المسلمين على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية قياس باطل؛ وذلك لوجود فروق معتبرة بين الأصل المقيس عليه والفرع المقيس؛ ولنا أن نطرح أسئلة نستبين بها ذلك الفرق: هل صالح الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار على إبقائهم في بلادهم دائماً ومطلقاً؟ وهل صالحهم على إلغاء الجهاد وتجريم الدعاة إليه ومطاردتهم في كل واد؟ وهل صالحهم على إنهاء حالة البغضاء والعداوة معهم؟ وهل صالحهم على تمكينهم من أراض إسلامية اغتصبوها؟ وهل صالحهم على سيطرتهم على رقاب المسلمين؟ وهل صالحهم على أن لهم حق حكم المسلمين المستضعفين في مكة بشريعة الكفار؟ هل صالحهم على التنازل عن الكعبة المشرفة مثلا وإبقاء زمامها بأيديهم كيف شاؤوا؟ إن كل منصف يجيب على هذه الأسئلة بتجرد يدرك تماماً أن الفرق بين صلح الحديبية وما يريده هؤلاء كالفرق بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع.

3.     ظهرت في الآونة
الأخيرة مجموعة من المشايخ (السلاطين) تحاول تبرير وإقناع العامة بأن التطبيع أمر يجيزه الشريعة هل يلحقهم اثم في ذلك؟

الواجب على من آتاه الله علماً أن يصدع بالحق الذي يعتقده، وألا تأخذه في الله لومة لائم؛ فإن عجز عن ذلك - رغبة أو رهبة - فعليه أن يخزن لسانه ولا ينطق بالباطل؛ فمن لم يستطع قول الحق فما ينبغي له أن يقول الباطل؛ وقد قال سبحانه {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وعلى هؤلاء أن يعلموا أن التاريخ يسجل ما يقولون، والملائكة تحصي ما به يلفظون، وأنهم على ذلك محاسبون، وعما قريب ستفارق أرواحهم أجسادهم وسيدخلون قبورههم حيث لا يجدون هناك (السلاطين) بل سيجدون تلك الفتاوى التي باعوا فيها دينهم بدنيا غيرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

5 .    هناك من يضع مبررات للتطبيع منها التحصل على بعض المكاسب الاقتصادية من قبل الاحتلال هل هذا يبرر التطبيع وهل يمكن الحصول على مكاسب من العدو الذي ينتهك المقدسات؟

 المصالح المتوهمة من التطبيع يرد عليها
برد موجز غايته سؤال: ماذا جنت الدول التي طبعت قبل أربعين سنة - كمصر - أو قريباً من ثلاثين سنة - كالأردن - هل وجدت رخاء اقتصادياً أو استقراراً سياسياً؟ وهل تتابعت عليها المنح والمعونات التي تبعها إغناء فقرائها وحل مشكلاتها؟ اللهم لا هذا ولا ذاك، بل إن دولاً - كإريتريا وتشاد وموريتانيا - قد سارت في هذا الدرب المظلم فما نالت خيرا، والسعيد من اعتبر بغيره.

6.     كيف يمكن مواجهة التطبيع؟ وما هو دور العلماء في ذلك؟

الواجب على أهل العلم أن يزرعوا في الناس أملاً بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، وعليهم أن يبينوا للناس دروس التاريخ كيف مكث بيت المقدس في أيدي الصليبيين تسعين سنة ثم قيض الله للأمة قائداً ربانياً هو صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله فأحيا روح الجهاد وقاد الناس إلى النصر، وعلى الحكام أن ينيبوا إلى ربهم من قبل أن يأتيهم العذاب ثم لا ينصرون، وعليهم أن يخلعوا ثياب الذل التي بليت من طول ما لبسوها، وعلى الشعوب أن تتهيأ للجهاد حساً ومعنى، والله مع الصابرين.


/110
 
https://taghribnews.com/vdciyya5qt1ayv2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز