تاريخ النشر2011 3 January ساعة 08:27
رقم : 35631

اهل البيت ليسوا كباقي العلماء والمجتهدين

يجب علينا كنخب وعلماء هذه الامة ان نباشر بايصال معارف اهل البيت (ع) ونشر ثقافتهم ومحاسن كلامهم مستعينين بافضل التقنيات والوسائل المتوفرة وانطلاقا من اعتقادنا الراسخ بما وعدنا اهل البيت من نجاح وازدهار في هذا الامر.
اهل البيت ليسوا كباقي العلماء والمجتهدين
خاص بوكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
الشيخ عبد الله توران هو باحث اسلامي وأكاديمي تركي يرأس " مؤسسة آل طـه الاسلامية " في اسطنبول ونائب رئيس جامعة المصطفى الدولية لشؤون الدراسات والبحوث العلمية، ولديه العديد من الكتب والاصدارات الاسلامية في العقائد والاخلاق والاحكام وترجم عددا من الكتب الاسلامية الشهيرة الى اللغة التركية ومنها الجزء الاول من كتاب اصول الكافي مع تعليقه على هذا الكتاب.

التقينا به على هامش " الندوة العالمية لأهل البيت في الكتاب والسنة والتراث الاسلامي" والتي انعقدت الاسبوع الماضي في مدينة اسطنبول، حيث تحدث الينا حول مكانة اهل البيت (ع) وعظم شأنهم والسر الكامن في وجوب مودتهم من منظور القران الكريم والروايات التي تؤكد نزول الايات القرآنية في شأنهم.

وحول الآثار المترتبة على مودة اهل البيت(ع) في العالم الاسلامي اشار الشيخ عبد الله توران الى اية المودة : [ قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى] (الشورى – ٢٣) وقال : اذا تمعنا في معنى هذه الاية المباركة سنجد ان الله
فرض حب اهل البيت (ع) على المسلمين جميعا وجعل مودة ال بيت الرسول (ص) خلاصة للرسالة النبوية ونتيجتها التي هي في النهاية تكون لصالح المسلمين ومن اجل سعادتهم.

وحول مفهوم اهل البيت (ع) والاشخاص الذين نزلت فيهم اية المودة، اشار الشيخ توران الى حديث عن ابن عباس (رض) انه قال [ سألت النبي (ص) من هم اهل البيت الذين فرضت علينا مودتهم؟ فأجاب هم فاطمة وبنوها وبعلها ] مشيرا الى ان اهل البيت (ع) تحددت اسمائهم بناء على الكثير من الاحاديث الصحيحة والمتواترة عن الصحابة نقلا عن رسول الله (ص) في هذا الشأن.

واكد هذا الباحث الاسلامي على ان " كل ما يأمرنا الله به ناتج عن حكمة فالله منزه عن العبث والعياذ بالله... ونلاحظ في ايات اخرى ان الله يبين لنا ان كل ما يفرضه ويأمر به عباده هو في صالحهم وأن حكمة الله تقتضي ان تكون الفرائض في صالح العباد [ قل ما سألتكم من اجر فهو لكم ]، مشيرا الى ان الحكمة الكامنة في مودة أهل البيت (ع) هو رشاد الانسان وسيره الى الله [ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ] (الفرقان اية ٥٧).
" اذن نستفيد من الايات المذكورة ان محبة ال بيت النبي(ص) تؤدي الى سبيل الرشاد والسعادة الذي يسعى اليه المسلمون جميعا والذي هو قاسم مشترك بين كافة الاديان والمذاهب السماوية".

وردا على سؤالنا حول ضرورة الارتقاء بالبعد العاطفي في مودة اهل البيت(ع) الى البعد المعرفي والعقائدي
قال الشيخ توران : اذا عرف الانسان الواعي والمؤمن ان حب اهل البيت(ع) فريضة شرعية فرضها الله على كل مؤمن ومؤمنة واذا اتضح لنا من هم الذين فرض الله علينا حبهم ومودتهم وما هي صفاتهم وآمنا بأنهم معدن العلم وشجرة النبوة ومفاتيح الحكمة، عنذلك ينبغي لنا ان نستلهم من هؤلاء الكبار علومنا وكما تأكد لنا في حديث رسول الله (ص) [ ولا تسبقهم فتضل ولا تتأخر عنهم فتهلك ]، سوف يتوجب علينا الاتباع التام لتعاليمهم التي تصدر من ينبوع الحكمة والحقيقة وهو ارث اودعه رسول الله (ص) في اهل بيته (ع)، ويتضح لنا بأن المودة لا تكتمل الا اذا اعقبها الاتباع والتأسي وهذا هو معنى الارتقاء بالبعد العاطفي في محبة اهل البيت(ع) الى البعد المعرفي والرسالي.

وتطرق الشيخ توران الى الاحاديث والآثار العلمية والمعرفية التي خلفها اهل بيت النبوة (ع) منهاجا للمسلمين جميعا، وقال : " إن اثار كل شيء ادل دليل على وجود ذلك الشيء وإن اعتقاد المسلمين وتمحورهم حول هذه الحقيقة بأن اهل البيت (ص) اصحاب الحكم ومراجع العلم والمعرفة، يصدر عن شموخ الآثار المعرفية والعلمية العميقة التي اودعها اهل البيت (ع) من اجل سعادة البشرية اجمع والمسلمين خاصة؛ فنجد مثلا ان كتاب نهج البلاغة والصحيفة السجادية وغيرها من الاحاديث والروايات الواردة عن ائمة اهل البيت (ع) والتي تناقلها المئات من الروات طوال السنين لتصل الينا، هي ادل دليل على وجود الصفات المعرفية السامية التي ذكرناها في حقهم، وسينكشف لنا بان اهل البيت متصلين بالله وهم ليسوا كباقي العلماء والمجتهدين الذين يعلمون احيانا ويخطؤون ويجهلون احيانا اخرى بل كل ما يصدر عنهم حكمة وعلم ومعرفة لا شبهة فيه ولا ريب".

وشدد الشيخ
توران على ان العالم الاسلامي في الوقت الراهن في امس الحاجة الى تعاليم اهل البيت (ع) ومعارفهم؛ خاصة وانه يعيش مزلات الفتن والانحراف نتيجة المؤامرات التي يكيدها اعداء الامة، مشيرا الى الدور الذي يمكن لوسائل الاعلام بكافة انواعها ان تقدمه لنشر ثقافة اهل البيت (ع).

وأضاف في عصرنا الذي يعرف بثورة المعلومات وعصر الارتباطات بسبب التطور التقني الحاصل في اجهزة الاتصالات وبفضل الانترنت والفضائيات المرئية والسمعية والصحافة العصرية، مما ادى الى تغيير كبير في طرق التواصل بين بني البشر و تسهيل ايصال المعلومات الى ارجاء العالم كافة في وقت قصير جدا، يجب علينا كنخب وعلماء هذه الامة ان نباشر بايصال معارف اهل البيت (ع) ونشر ثقافتهم ومحاسن كلامهم مستعينين بافضل التقنيات والوسائل المتوفرة وانطلاقا من اعتقادنا الراسخ بما وعدنا اهل البيت من نجاح وازدهار في هذا الامر، فهذا الامام الرضا (ع) يحدثنا انه [ رحم اللهُ عبداً أحيى أمرنا، فسأله احد اصحابه : كيف يُحيى أمرُكم؟ قال : " يتَعَلّم عُلومَنا ويُعلِّمُها النّاس، فإنّ الناسَ لو علموا مَحاسنَ كلامنا لاتَّبعونا ] وان ابتعاد الناس عن نهج آل البيت (ع) بسبب جهلهم لحقيقة اهل البيت ومعارفهم، وأنه في كثير الاحيان شبه لهم الباطل حقا نتيجة للاعلام السوء والمعادي والساعي الى غرس الباطل ونشر الاكاذيب بين المسلمين. وهو امر خطير يجب على علماء المسلمين التصدي له والسعي بكافة الطرق الفكرية والعملية لإبعاده وطرده من المجتمعات الاسلامية. 

 ____________________________________
حاوره حيدر العسكري

https://taghribnews.com/vdcjvmet.uqeitzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز