تاريخ النشر2010 6 September ساعة 11:27
رقم : 25266
الاستراتیجي اللبناني محمود رمضان:

المقاومه هي حركة ضد الارهاب

ثقافة المقاومة يجب ان تقتحم كل الأسوار، وان تخرق كل أنواع الحصار المفروض عليها في عالمنا العربي وعالمنا الاسلامي، لأن هذه الثقافة هي القادرة على أن تجلعنا أقوياء وقادرين على الدفاع عن حقوقنا، وان نسترد أراضينا المغتصبة، وأن نستحق احترام العالم لنا، لأن العالم الذي نعيش فيه لا يحترم إلا الأقوياء والقادرين على الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم مهما كبرت التضحيات، وهذا ما أثبتته المقاومة الاسلامية في لبنان وفي فلسطين
المقاومه هي حركة ضد الارهاب

حول مفهوم المقاومه وثقافتهاحاورت وكالة انباء التقريب- تنا، الاستراتیجي اللبناني محمود رمضان و اليكم نص الحوار :

ما معنی الجهاد والمقاومه؟
يطلق لفظ الجهاد في النصوص الإسلامية بمعناه العام على مقاومة العدو أو مجاهدة النفس أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر، وقد اصطلح الفقهاء على أن الجهاد بمعناه الخاص هو "بذل الوسع والطاقة في القتال في سبيل الله بالنفس والمال واللسان بهدف نصرة الإسلام والمسلمين"، أي قتال من قاتل المسلمين وأخرجهم من ديارهم، أو القتال لأجل ردع المعتدين ودفع عدوان واقع، أو لإخراج المعتدين من أرض المسلمين، أو القتال دفاعاً عن النفس والمال والعرض، حيث يُعد كل ذلك جهاداً (في سبيل الله). وبذلك فإن مقاومة الاحتلال الأجنبي ودفع ظلمه،
وعدوانه عن الأنفس والممتلكات والأعراض يُعد جهاداً (في سبيل الله). 

وقد حرّمت الشريعة الإسلامية العدوان في الجهاد مثل قتل من لا يجوز قتله من النساء والأطفال وكبار السن ورجال الدين المنقطعين للعبادة، وسائر المدنيين غير المقاتلين ممن لا يخدمون تحت السلاح لدى المعتدين، كما حرمت تجاوز الحد المشروع في القتل، أو القتال لأجل الفساد في الأرض، أو نهب خيرات الشعوب، أو تخريب زروعها وثمارها وأشجارهاوفي الوقت الذي تقرر فيه الشريعة الإسلامية حق المقاومة المشروعة وفق ما ورد أعلاه، فإن التراث الفكري الغربي ذاته قد أسَّس لحق مقاومة الطغيان، ورفع شعارات الحرية والعدالة والمساواة التي نادى بها روسو وفولتير وغيرهم من الفلاسفة في أوروبا قبل قرون عدة، ووفقاً لما قرره القانون الدولي وفقهاؤه، ووفقاً للحق الطبيعي في الدفاع عن النفس والمال والأملاك والأعراض والحريات، فإن من حق الشعوب التي تتعرض للاحتلال والاستعمار والعدوان والطغيان المسنود بالقوة، اللجوء إلى المقاومة المسلحة بوصفها مقاومة مشروعة، وفي هذه الحالة تنطبق اتفاقيات الحماية الدولية المختلفة على المقاتلين من أجل الحرية ضد الاستعمار والاحتلال أو الاضطهاد، وبذلك تتمتع الفئات التي تمارس هذا الحق في المقاومة المشروعة بمركز قانوني معتبر، حسب هذه الاتفاقيات، بما يتيح لها التصدي للاستعمار والاحتلال.

طیب استاذنا الکریم ما الفرق بین مفهوم الارهاب والمقاومة ؟
الارهاب هو استخدام غير مشروع للعنف أو تهديد باستخدامه ببواعث غير مشروعة، يهدف أساساً إلى بث الرعب بين الناس، ويعرض حياة الأبرياء للخطر، سواء أقامت به دولة أم مجموعة أم فرد، وذلك لتحقيق مصالح غير مشروعة، وهو بذلك يختلف
كلياً عن حالات اللجوء إلى القوة المسلحة في إطار المقاومة المشروعة وهو بهذا انتهاك للقواعد الأساسية للسلوك الإنساني، ومنافٍ للشرائع السماوية والشرعية الدولية لما فيه من تجاوز على حقوق الإنسان وتشير ظاهرة انتشار الإرهاب في العالم إلى أزمة فكرية تعيشها المجتمعات المختلفة، التي ترتبط بفلسفة العنف في تحقيق أهدافها، ويُعبر تفشي أعمال العنف على الصعيد الدولي عن إشكالية سياسية تتعلق بطبيعة العلاقات الدولية المستندة إلى تحكم الدول القوية عسكرياً في مصالح الدول الأضعف.
 
وأمابناءً على ما تقدم فإن المقاومة هي: استخدام مشروع لكل الوسائل بما فيها القوة المسلحة لدرء العدوان، وإزالة الاحتلال والاستعمار، وتحقيق الاستقلال، ورفع الظلم المسنود بالقوة المسلحة، بوصفها أهدافاً سياسية مشروعة، وهو ما يتفق مع القانون الدولي وتؤيده الشريعة الإسلامية. .
ومن ذلك يتبين أن المقاومة عمل مشروع لتحقيق مصالح الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال، فيما الإرهاب يمثل اعتداءً على حق هذه الشعوب في الحياة والحرية وتقرير المصير.

من این ولماذا بدأت المقاومة؟
بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي الحليف لقضايا العرب والسوق الجديد للسلاح, وتفرد الولايات المتحدة الامريكية بالسياسة العالمية, والتي لاتسمح بأن
يطلق من سلاح تبيعه رصاصة على
اسرائيل أمام هذه المتغيرات الدولية كان التحدي هل نستسلم طالما أن المواجهة التي تستند الى جيوش غير كافية؟ أم ننقاد في طريق مجهول نورد فيه الانفس إلى التهلكة ؟ان هناك اتجاهات ثلاثة: الأول؛ المستسلمون والمسلمون بالأمر الواقع الذين أبدوا ردة فعل غريزية بعضاً من المقاومة ثم تراخوا وطلبوا النجاة للنفس والمال، ثم كان الفريق الثاني الفريق الغوغائي الذي رفض المشروع الغربي وحاول المقاومة ولكنه لم يعّد لرفضه ما يحصنه ويجعل المقاومة فاعلة وذات معنى وقيمة،أما الطريق الثالث فقد كان الرفض العلمي الواقعي والعملي المعد له بالفكر والعقيدة القائمة على التمسك بالحق والعمل على استعادته و أن المواجهة لا تكون في ميدان وزمان واسلوب اختاره العدو, بل تكون في ميدان نجبر العدو على الدخول فيه من غير أن يكون قادراً على المنافسة، هنا تكون المقاومة من أجل التحرير.
 
أن المقاومة ملازمة لطبيعة الاشياء ويعبر عنها بردة فعل الشيء على حدث أو فعل خارجي يقع أو يوجه اليه او يجتاحه, وللاجسام الحية مقاومتها ايضاً لا بل لها نظام مقاومة يعرف بالمناعة أما في السياسة والاجتماع فإن المقاومة حق طبيعي ملازم للفرد والمجتمع المتمسك بعزته والرافض لاي عدوان عليه أو انتهاك لحقوقه فالمقاومة كردة فعل على انتهاك حق دفاعاً عنه، تتعدد وجوهها بتعدد الاعتداء بل الرد المكتمل يكون بانشاء منظومة المناعة العامة التي تؤدي في تكاملها
إلى حفظ كيان المجتمع والدولة والامة والاخطار التي تهددها، ففي المشروع الغربي نجد أن هذا المشروع قام على ركائز جاءت متكاملة بدءاً من امتلاك القرار والسيطرة على الثروات مروراً بالالحاق والتبعية في الاقتصاد والحرمان من مصادر القوة وصولاً الى التغريب والتنكير وتهميش الذات والغائها .
واخيرا اقول بأن المقاومه هي حركة ضد الارهاب و المقاوم هو من يسلك طريق الحسينيين نصراً أو شهادة.
 
اذا ممکن تضرب لنا مثلا؟
مثلا فيما يتعلق بدولة الاحتلال في فلسطين فإن قيامها كان على حساب شعب آخر، وهي الطرف المعتدي على الشعب الفلسطيني والمحتلة لأرضه، وما تستخدمه من وسائل التعذيب والاعتقالات الجماعية والقتل وارتكاب المجازر وقتل الأطفال وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتجريفها، وما تمارسه من البطش والظلم والتهجير والنفي بحق الشعب الفلسطيني هو الإرهاب بعينه. لأنه يُعد جريمة في عرف الدول كلها وفق ميثاق الأمم المتحدة، ومنافٍ لكل القيم الإنسانية فضلاً عن مخالفته للشريعة الإسلامية، ولهذا فإن أعمال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي هي مقاومة مشروعة، وهي لا تختلف عن مقاومة ديغول وتشرشل للإرهاب النازي في أوروبا، ولا المقاومة الأمريكية للاحتلال الإنجليزي لأراضيها قبل قرون، ولا مقاومة الشعوب الأخرى
للاستعمار والاحتلال الأجنبي لتحقيق الاستقلال وتقرير المصير. 

س:بنظرکم ما یتطلب للحد من ظاهرة الإرهاب ودعم المقاومة المشروعة؟
یتطلب الامور اللاتی:
اولا؛السعي لوضع مفهوم متفق عليه للإرهاب،وتمييزه عن المقاومةالمشروعة،

ثانیا؛المبادرة السريعة والجادة إلى تعزيز التفريق بين الممارسات الإرهابية التي تقوم بها إسرائيل وغيرها من الدول، وأعمال المقاومة المشروعة التي تقوم بها حركات التحرير الوطنية لتحقيق أهدافها في تقرير المصيروالاستقلال،

ثالثا؛تمكين الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أوالاستعمار من تحقيق استقلالها ونيل حقها في تقرير المصير،

رابعا؛السعي لتوفير الحماية الكافية للمدنيين في الحروب بما في ذلك تأمين إيصال المساعدات الطبية والإنسانية للمحتاجين منهم مثلا فی غزه،
 
خامساوالأهم؛ هی قضيــة الوحدة بین المسلمین لتقویة المقاومه. 

الناس إذ تركوا دينهم و تفرقوا شيعا و تجزءوا أمما، فزالت قوتهم و ذهبت ريحهم، و استولي غيرهم ولن يصلح أمرهم إلا برجوعهم إلي كتابهم و استمساكهم بوحدتهم، ففيها وجودهم و استراداد قوتهم و عزتهم. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
 اجرت الحوار: لقاء سعيد
https://taghribnews.com/vdcceiqi.2bqpe8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز