تاريخ النشر2010 1 September ساعة 05:38
رقم : 24939

يوم القدس العالمي تنضيج فكرة المقاومة، والتقريب بين الأحرار

مقابلة خاصة لوکاله الانباء(تنا) حول يوم القدس العالمي مع العلامة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني .
يوم القدس العالمي تنضيج فكرة المقاومة، والتقريب بين الأحرار
وكالة أنباء التقریب (تنا )

مقابلة خاصة لوکاله الانباء(تنا) حول يوم القدس العالمي مع العلامة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني .



س: شيخنا الكريم ما هو السر في دعوة الإمام الخميني (رض) للاحتفال بيوم القدس العالمي في آخر جمعة من رمضان؟

ج: بسم الله الرحمن الرحيم. وأما بعد: تشكل القضية الفلسطينية بأبعادها السياسية والإنسانية عمقاً إسلامياً لا يجوز فيه التهاون بأي مستوى كان، فمواجهة العدوان على بلاد المسلمين وصدّ الإعتداء على الإنسان لهما أحكام واضحة في الشريعة الإسلامية، وباعتبار أن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) كان فقيهاً في الشريعة ومتصدّياً للقضايا السياسية في الأمة أصدر رأيه في القضية الفلسطينية قبل انتصار حركته وتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية في ايران سنة (١٩٧٩م). فمن الطبيعي أن يهتم بهذه القضية بعد انتصاره وحصوله على إمكانات دولة لها موقعها الاستراتيجي في المنطقة ولها أثرها في حركة الشعوب التحررية.

إن هذه الخلفية الشرعية مضافاً إلى العلاقة القديمة بين الحركة الإسلامية في ايران وفصائل الحركة الفلسطينية جعلت من أهمّ محاور السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية تبنّي القضية الفلسطينية وتطبيقاً أيضاً لقول النبي الأكرم (ص): " من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".

ومن هنا أعلن الإمام الخميني آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس العالمي ليجمع المسلمين وغير المسلمين من الأحرار حول القضية الفلسطينية. وكان هذا الاختيار إختياراً حكيماً وعملاً ذكيّاً في الموازين السياسية بلا شك.


س: بما أن القدس الشريف قضية مشتركة بين المسلمين كافة فهل لاحياء يوم القدس دور في توحيد صفوف الأمة؟

ج: هذا هو الهدف وهذا هو المفترض وقد تحقق جزء كبير من توحيد الصف ضد المخططات الصهيوينة، إلا أن للصراع بين الأمة وبين أعدائها مراحل من المدّ والجزر. فمع الأسف نشاهد الأيادي الصهيوينة الخفيّة عملت أيضاً على تفريق الصفوف بطرق أخرى، وخاصة بتشديد الصراعات المذهبية وتحريك الفكر التكفيري للتفجيرات الدموية والتي يراد منها نقل المعركة إلى داخل المسلمين. وقد نجحت الصهيوينة إلى حدّ كبير في هذا المشروع ولاسيما بعد احتلال العراق والتفجيرات التي طالت العتبات المقدسة لأتباع مذهب أهل البيت (ع) وانعكاس آثارها على الشعوب الأخرى. ولكن هذا لا يمنع من مواصلة العمل لتوحيد صفوف المسلمين وتوجيه الطاقات نحو القضايا الكبرى في الأمة وقضية الشعب الفلسطيني واحدة منها.


س: مشكلة القدس برزت نتيجة الاحتلال الصهيوني بينما يتعرض اليوم أكثر من بلد اسلامي لاحتلال أجنبي مباشر ، فهل يمكن توظيف يوم القدس للتنديد باحتلال كافة البلدان الاسلامية؟

ج: احتلال فلسطين هو الأصل وليس ما تفرّع منه في أفغانستان ثم العراق مثلاً إلا مظاهر من روح عدوانية واحدة، والقدس رمز لمقاومة كل أشكال الإحتلال والتنديد بها حسب طبيعة البلدان وحيثيات الأمور فيها.



س: هناك من يعتقد أن الانقسام الفلسطيني في غزة والضفة أضعف القضية الفلسطينية بينما يعتقد البعض أن هذا الانقسام بلور المقاومة، ما رأيكم في هذا المجال؟

ج: وهناك مشيئة إلهية فوق كل ذلك، فلربما شاء الله أن تسير الأمور بين الفصائل الفلسطينية بهذه الشاكلة ليميز الله بينها تمهيداً لحلّ ثالث يكون هو الحاسم. وفي الحديث القدسيّ : " عبدي تريد وأريد ولا يكون إلا ما أريد". كما ورد في القرآن الكريم: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} وجاء في الدعاء : "ولعل الذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور". فالإنقسام الفلسطيني أراه خطوة طبيعية في تطوّر الصراع نحو الأفضل بإذن الله كلما حكّمنا قيمنا الإسلامية في معالجة الخلافات ولم نتعصب لخيارات آحادية الجانب.


س: كما نعلم أن تيار المقاومة المتمثل في حزب الله وحماس وسوريا وايران يواجه في الوقت الراهن ضغوطاً شديدة نتيجة موقفه من القدس كيف يمكن احياء يوم القدس للتعبير عن دعم جبهة المقاومة؟


ج: لابد من رجوع الجميع إلى القيم الإسلامية المهجورة، فالأخلاق مفتاح صلاح ذات البين. إن دعم مشروع المقاومة يبدأ من فتح القلوب عليها بالممارسة السلمية في داخل الأمّة وتداول المناقشات الداخلية بروح المحبّة والأخوّة والتواصل والإنصاف. وأن ننشر هذه الثقافة لنتماسك داخلياً في مواجهة المخاطر الأجنبية وتحدّيات أعداء الإسلام والأمة.


س: ما هو تقييمك لموقف الدول الاسلامية من القدس الشريف وعموم القضية الفلسطينية؟

ج: الدول المسلمة على ثلاثة اتجاهات،اتجاه ساقط في الفخّ الأمريكي والصهيوني ولا مفرّ له، واتجاه متخاذل ولكنه يقدم دعماً إنسانياً محدوداً للحفاظ على الرأي العام الداخلي وتلوين واجهته أما الشعوب الأخرى، وذلك ما جعل إسرائيل تتجرّأ أن تضحك عليهما بإصرارها على جرائمها وأن تجرّهما إلى المساومة تلو المساومة. والنوع الثالث هو دول المواجهة (ايران وسوريا) فمواقفهما مشرّفة، وتأتي لبنان كدولة مجاورة للأطماع الصهيوينة وهي تختلف عن لبنان كمقاومة إسلامية وفي مقدمتها حزب الله ومواقفها الباسلة، وأما تركيا كدولة حديثة العهد دخلت على الخط لأسباب خاصة فلها مكانتها الجيّدة أيضاً ولابد من استثمارها بالطريقة الصحيحة كي لا تكون وقتية.


س: ما هي الانجازات التي حققها يوم القدس؟

ج: تنضيج فكرة المقاومة، والتقريب بين الأحرار من الإسلاميين والوطنيين الشرفاء، وإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني، وتسخين الجبهات ضدّ الحركة الصهيوينة في العالم.. ذلك من أهم انجازات هذا اليوم على مدى ثلاثين عاماً من إعلانه.


س: تشكو أطراف عديدة من عدم تسليط الإعلام المحلي والإسلامي والدولي الضوء الكافي على مسيرة يوم القدس العالمي كونها أكبر مسيرة سنوية تخرج في البحرين فما هو السبب في ذلك؟

ج: قد يكون من أهم الأسباب أن أكثر وسائل الإعلام تخضع للضغوطات الصهيوينة في العالم، وأما وسائل الإعلام الحكومية فمنها ما ترعى الرغبة الأمريكية ولا تريد إسرائيل أن تريها العين الحمراء، و لا ننسى الروح الطائفية في المنطقة والموقف السلبي لبعض الدول من ايران حيث يرون يوم القدس مشروعاً إيرانياً وقد خرج من فم مرجع شيعي. وهم لا يريدون دعم المشاريع من هذا النوع. 

حوار : لقاء سعيد
https://taghribnews.com/vdci33ar.t1a5p2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز