>> الفضائيات و دورها في تعزيز الوحدة الإسلامية | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2010 22 July ساعة 17:11
رقم : 21310
مرتضي مرتضي العاملي لوكالة التقريب؛

الفضائيات و دورها في تعزيز الوحدة الإسلامية

حث العضو في اللجنة العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "مرتضي مرتضي" الفضائيات علي ان تلعب دورا كبيرا في تعزيز الوحدة بين المسلمين خاصة في مجال الاستماع الي الآخر مضيفا " علي القائمون علي الفضائيات ان يتقوا الله في دماء المسلمين ".
الفضائيات و دورها في تعزيز الوحدة الإسلامية

وكالة أنباء التقریب (تنا )
حث العضو في اللجنة العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "مرتضی مرتضی" الفضائيات علی ان تلعب دورا كبيرا في تعزيز الوحدة بين المسلمين خاصة في مجال الاستماع الي الآخر مضيفا " علی القائمون علی الفضائيات ان يتقوا الله في دماء المسلمين ".


السيد مرتضی مرتضی الحسيني العاملي، رجل الدين اللبناني البارز ولد و نشئ في احدی قری جنوب لبنان وتركها في سنا مبكرا و هاجر الی النجف الاشرف سنة ١٩٦٤ و بقي بضعة سنوات هناك حيث ساءت شؤون الحوزة العلمية و لم تعد  الدراسة ممكنة آنذاك بسبب الأوضاع السياسية التي كانت قائمة ؛ فهاجر الی ايران قبل انتصار الثورة الاسلامية و استقر في مدينة قم المقدسة جنوبي العاصمة الايرانية طهران (سنة ١٩٧٠) و بقي في حوزتها العلمية حتی ما بعد انتصار الثورة بسنوات قليلة حيث ترك الجمهورية الاسلامية اواخر عام ١٩٨٢ متجها الی شرق القارة السمراء و تحديدا الی كينيا و لا يزال هناك.
وسجل مرتضی مرتضی مواقف و نشاطات حافلة في شتی المجالات الثقافية و التربوية تقوم علی اساس ان هناك طبقة مسلمة مستضعفة و هنالك طبقة ايضا غير مسلمة و شريحة واسعة من الافارقة التي تذهب الی الكنائس ولكنها في الواقع ليست مسيحية و انما هي تبحث عن مكان للعبادة فوجدت الكنائس بكثرة فدخلت اليها ولكن في الواقع لا تحمل ثقافة مسيحية و لا تحمل معرفة عن المسيحية بشكل صحيح ولهذا يسهل تغيير وجهاتهم لانهم لا يعرفون عن المسيحية شئ ما عدا ذهابهم الی الكنائس.
"فوجدت تلك البلاد بحاجة ماسة الی النشاطات و الخدمة الثقافية" ربما هذه الفقرة تشكل الهاجس الرئيس للسيد مرتضی مرتضی العاملي، قالها بعد تأمل قصير و اردف بالقول "منذ ذلك الزمن حتی يومنا هذا و انا اعمل في مجال التعليم و الدعوة وتبليغ الاسلام الی الناس".
اضافة الی ما اشرنا اليه اعلاه فهو عضو في المجلس الاعلی و الجمعية العمومية في المجمع العالمي لاهل البيت (عليهم السلام) و عضو في اللجنة العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و يؤكد لنا بأنه يعمل بشكل مستقل و يتعاون مع الجميع في خدمة الاسلام و المسلمين.
حاورناه في مساء احد ايام تموز/ يوليو في احد فنادق العاصمة الايرانية طهران وبرغم عدم وجود اية ترتيبات مسبقة إلا أنه استقبلنا بحفاوة بالغة، ورد على تساؤلاتنا بشفافية وعمق يظهران مهنيته وموضوعيته وتبحره في مجاله.
وفي مطلع رده علی اسئلتنا اعتبر العاملي ظاهرة التكفير من اخطر التحديات التي تواجه الإسلام قائلا: ظاهرة التكفير علی مستوي بعض النخب الاسلامية هي من اخطر الظواهر التي يمكن ان تواجه المسلمين وقد حصلت في زمن النبي (ص)الخلافات و النزاعات بين الصحابة انفسهم و ايضا بعد النبي المكرم (ص) حصلت الكثير من الخلافات و النزاعات وصلت المسألة الی الحروب بينهم و مع ذلك لم يكن التكفير مطروحا.
واضاف رجل الدين اللبناني الناشط بكينيا بأنه قد قتل من المسلمين في معركتي الجمل و صفين عشرات الآلاف و مع ذلك كان الامام علي (عليه السلام) يعامل قتلي اللآخر معاملة المسلمين و لم يعاملهم معاملة الكفار؛ مضيفا "هذه الظاهرة جائت الينا من جهة الفئة المتحجرة التي تخاف من التغيير و التي تعتبر ان اي فهم آخر غير فهمها للقرآن الكريم و للسنة النبوية ممنوع و لا يجوز لأحدا أن يأخذ بفهم غير فهمها هي."
و بحسب مرتضی فأن التكفير من اخطر الظواهر التي تواجه الأمة الأسلامية و التي بسببها تراق الدماء و هذه التفجيرات التي تحصل في ايران و العراق و في باكستان او افغانستان و تستهدف الأبرياء كلها بسبب الأفكار التكفيرية التي ليس لها اي سند ديني لا من القرآن الكريم و لا من غيره. لأن القرآن الكريم دائما يدعوا الی التسامح و حتی مع غير المسلمين ايضا يدعوا الی التسامح " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران ٦٤) " يعني حتی مع اهل الكتاب لدينا مشتركات.
وقال العضو في اللجنة العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "هؤلاء التكفيريون لا يريدون ان يستندوا الی اي من المشتركات. هم لا يسمحون لأفرادهم و المنتسبين الی مدرستهم بقرآئة الآخر و الأستماع اليه و هذه الظاهرة يجب التصدی لها بكل الوسائل المتاحة و انا اقول ان اي فئة تشجع علی الافكار التكفيرية انما تضرب نفسها كما تضرب الطرف الآخر."
واردف العضو في المجلس الاعلی و الجمعية العمومية في المجمع العالمي لاهل البيت (ع) بأن الذين يستهدفون تكفير الآخر و يريقون دماء الفئة الاخری فسوف يكون لذلك ردة فعل من جهة المكفرة لتقوم بنفس العمل و هذا يؤدي الی تعميق الشرخ بين المسلمين و الی زيادة الخلافات فيما بينهم.
و ردا علی سؤال حول دور وسائل الإعلام في الوحدة و التقريب بين المذاهب الإسلامية، اعتبر السيد مرتضی العاملي وسائل الاعلام آلة‌ ذو حدين قائلا: وسائل الاعلام لها الدور الاكبر في تعميق الخلاف و للاسف هنالك من الفضائيات تشجع علی هذا النوع من التكفير و هناك في الانترنت مواقع اعلامية التي تعد بالآلاف بل بالعشرات الآلاف مما تدعوا الی زيادة و بث الفرقة بين المؤمنين و المسلمين و هو مخالف لصريح القرآن الكريم و لصريح السنة النبوية الشريفة فلذا يجب علی الفضائيات ان تتق الله في دماء المسلمين و علی القائمين علی هذه الفضائيات ان يتقوا الله في دماء المسلمين الذين معهم و في صفهم و المسلمين الذين في الطرف الآخر.
و اضاف: القائمون علی الفضائيات يتعين عليهم ان يتقوا الله في دماء الذين يقبلونهم و الذين لا يقبلونهم و ان يتوقفوا عن زيادة الحقد بين المسلمين و بث الفرقة بين المؤمنين مضيفا "الفضائيات يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تعزيز الوحدة و التقريب بين المذاهب الاسلامية خاصة في مجال الاستماع الی الآخر و قد لعبت دورا ايجابيا كبيرا علی مستوي القاعدة الاسلامية حيث لا اظن ان هناك خطرا كبيرا في مجال القاعدة الاسلامية الواسعة لأن قاعدة المسلمين الواسعة سنة وشيعة يعترفون بأن الطرف الآخر حتی اذا لا يكون علی حق و لكنه مسلم و يعامل معاملة المسلم."
وفيما يؤكد مرتضی بأن "هناك فئة قليلة من الناس، هي التي تحرض و هي التي تزيد من الخلاف بين المسلمين و بالنتيجة توؤدي الی اراقة الدماء" يتأمل الناشط في مجال التعليم والثقافة بكينيا و يقول "الفضائيات تستطيع ان توسع من شرعية اولئك الذين يؤمنون بالتقارب و نوع من الوحدة و لا اريد اقول الوحدة الكاملة و الانصهار الكامل ولكن اقول التفاهم و فهم الآخر و الاستماع للآخر و اعطاء الآخر عذرا لانه هذا ما فهمه من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة."
وتجدر الإشارة بأنه يشكل المسلمون في كينيا حوالي ٣٥% من جملة السكان في كينيا، أي ما يزيد على ٨ ملايين مسلم. ينتشرون في القطاع الساحلي في مدن باتا ولامو ومالندي وممباسا. كذلك في داخل كينيا وفي نيروبي وما حولها، كما ينتشرون في القطاع الكيني المجاور لحدود الصومال وأوجادين، ومن المسلمين بكينيا جالية هندية باكستانية، وجالية فارسية، هذا فضلاً عن الجالية العربية بكينيا. وينتشر الإسلام بين الجماعات التي تشكل غالبية سكان كينيا مثل البانتو، وبين النيلين الحاميين وبين العناصر الصومالية في شمال شرقي كينيا.كما دخلت قبيلة جلور الإسلام حديثاً في منطقة أتورو قرب مدينة كسومو.
وللمسلمين في كينبا العديد من الهيئات، والجمعيات يزيد عددها عن الخمسين حتی أنها أصبحت تكون إحدى المشاكل الهامة.أخيراً أصبح المجلس الأعلي لمسلمي كينيا يشرف على هذه الهيئات. ولقد تسبب الحكم الاستعماري في أزمات للمسلمين في المجال الاقتصادي، والثقافي، فلقد ضعف التعليم الإسلامي في كينيا، ولم ينشط لمواجهة منافسة البعثات التنصيرية، والمجال متسع لبث الدعوة الإسلامية، فنصف سكان كينيا ما زالوا على الوثنية.
و المعروف بأنه عندما استقر الاستعمار البريطاني بكينيا، أخد في مهادنة المسلمين فاستعان بهم في إدارة أمور البلاد، فعين منهم حكام الأقاليم والولاة، وكذلك القضاة، وجباة الضرائب. وكان لهذا أثره السيء في نفوس القبائل الوثنية، مما جعلهم يربطون بين الاستعمار والموظفين الجدد، كما حدث رد فعل آخر لذا المنصرون الذين ثاروا على تواجد المسلمين في الحكم وعقدوا مؤتمراً كنائسياً في سنة ١٣١٨ هـ -١٩٠٠ م للحد من نفود المسلمين في الحكم. ووضعت السلطات الاستعمارية المسلمين أمام موقف اقتصادي سيء وذلك بمصادرة معظم الأراضي وجعلها ممتلكات للدولة، كما حدت السلطات من النشاط التجاري للمسلمين فتأثرت أحوالهم الاقتصادية.
هذا ولقد ساد التعليم الإسلامي شرقي أفريقيا قبل استيلاء الاستعمار الأوروبي على المنطقة، ويحتوى علی مرحلتين، الأولى مقصورة على تعليم أبناء المسلمين في الكتاتيب، وكانت العربية لغة التعليم في هذه المرحلة المبكرة، وتشتمل المرحلة الثانية على دراسة الفقه والحديث والتفسير، واتخذت من المساجد أماكن لها، حيث كانت تعقد حلقات الدروس.
و لا زالت إلى الآن مدارس إسلامية عريقة توجد في مدينة لامو ومنبع الروي وممباسا فهناك كلية الدراسات الإسلامية في ممباسا وثيكا ولامو. وهي لا تغني الطلاب إلى الآن من الذهاب إلى البلاد الأخرى لمواصلة دراساتهم نظرا لقلة الإمكانية.
وعندما احتلت بريطانيا كينيا بدأت النظرة للتعليم التقليدي تتغير، ورفض المسلمون إلحاق أبنائهم بمدارس الإرساليات، ولم يطوروا مناهج مدارسهم فبقيت الوظائف مقصورة على غير المسلمين.وضل المسلمون يقاطعون المدارس الحكومية، ولم يستطع المسلمين إدخال اللغة العربية، وعلوم الدين في مناهج المدارس الحكومية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء معهد ممباسا الإسلامي وتحول إلى معهد فني، وتأسست مدرسة عربية في مدينة (شيلا) منذ أكثر من ٢٥ عاماً، وتفرع منها حوالي ٤٠ مدرسة في أنحاء كينيا، وتدرس بها علوم الدين واللغة العربية، وهي في حاجة إلى تطوير مناهجها ودعمها مادياً.

اجر الحوار : رسول الهايي

https://taghribnews.com/vdciupar.t1azz2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز