تاريخ النشر2015 25 July ساعة 11:26
رقم : 199405
امير عبداللهيان :

زيارة ظريف لدول المنطقة خطوة لتنمية العلاقات في ظل المناخ الجديد

تنا
قال مساعد الخارجیة في الشؤون العربیة والافریقیة ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تنتهج سیاسة واضحة وشفافة، ولا تعقد صفقات مع أي جهة خارجیة حول قضایا المنطقة، فهذه القضایا تخص أبناء المنطقة ویتم معالجتها فیها، وعلی جمیع دول المنطقة أن تلعب دوراً في هذا الاطارو ان زیارة ظریف لدول المنطقة خطوة لتنمیة العلاقات في ظل المناخ الجدید.
زيارة ظريف لدول المنطقة خطوة لتنمية العلاقات في ظل المناخ الجديد
 
واشار حسین امیر عبداللهیان في حوار  مع صحیفة 'الوفاق' الی ملفات عدیدة في مقدمتها المفاوضات النوویة والإتفاق الآنف الذکر وتأثیراته علی الصعیدین الاقلیمي والدولي وموقف دول بعینها في المنطقة منه وکذلک الاستحقاق الرئاسي في لبنان وموقف طهران من الأزمات المفروضة علی بعض دول المنطقة ومن محور المقاومة.


وقال عبداللهيان "هناك بعض الحساسيات لدى بعض دول منطقة الخليج الفارسي خاصة السعودية منذ بدء المفاوضات النووية مع الدول الست وتحولت هذه الحساسيات في بعض الاحيان الى معارضة علنية للعملية الايجابية للمفاوضات النووية".
 
وأضاف مساعد وزير الخارجية الايراني رداً على سؤال للوفاق حول تأثير الإتفاق النووي على المنطقة "لا يخفى ان وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل زار فيينا خلال مفاوضات العام الماضي والتقى وزير الخارجية الامريكي جون كري وأعرب له عن قلقه تجاه سرعة المفاوضات بين ايران والسداسية وتجاه الاعتراف الرسمي بحق ايران النووي وقد أدى ذلك اللقاء الى إبطاء سرعة المفاوضات في تلك المرحلة".
 
وتابع عبد اللهيان "في تلك المرحلة أعلنّا لاصدقائنا في منطقة الخليج الفارسي لأكثر من مرة خلال مباحثات ثنائية ورسائل اعلامية وعلى جميع مستويات النظام بأن الجمهورية الاسلامية تتفاوض فقط حول الملف النووي الايراني السلمي ولا تتفاوض مع امريكا حول أي ملف إقليمي؛ فالنظام لا يسمح بأن نتفاوض حول أي قضية أخرى مع امريكا".
 
وقد طمأنّاهم بصراحة بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تنتهج سياسة واضحة وشفافة، ولا تعقد صفقات مع أي جهة خارجية حول قضايا المنطقة، فهذه القضايا تخص أبناء المنطقة ويتم معالجتها فيها، وعلى جميع دول المنطقة أن تلعب دوراً في هذا الاطار.
 
وقال عبداللهيان "إن الجمهورية الاسلامية الايرانية على أتم الإستعداد للتعاون مع دول المنطقة بدءاً من التعاون البيئي وانتهاء بالتعاون الأمني في أجواء من الثقة والانسجام".
 
وأضاف "وكان لهذه الرسائل تأثير ايجابي كبير في بعض دول المنطقة لكن بعضها الآخر لازال يساورها شكوك بهذا الشأن".
 
واعرب عبد اللهيان عن امله بأن يتم خلال الزيارة الاقليمية التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني خلال الايام القادمة، نقل هذه الرسائل الايجابية لإزالة أي شكوك لدى بعض الاطراف الاقليمية من خلال حوار صريح وودي.
 
وقال  "إن الدول الحليفة لايران والتي هي ضمن محور المقاومة شعرت بدورها ببعض القلق لكن هذه الدول تثق بالجمهورية الاسلامية الايرانية وتزداد ثقتها هذه عندما تشاهد ان سلوك ايران يتطابق وكلامها وانها لاتتبع سياسة ازدواجية".
 
وأضاف امير عبداللهيان "إن الجميع يدرك بالرغم من الصعوبات فان الجمهورية الاسلامية لم تترك حليفتها سوريا ولذلك لا يمكن مقارنة القلق لدى جبهة حلفائنا مع القلق السائد لدى بعض الدول العربية خاصة في منطقة الخليج الفارسي".
 
وتابع "لقد تساءل بعضهم عما اذا كان الحوار الايراني الامريكي على هامش المفاوضات النووية سيغير من سياسات ايران تجاه الشرق الأوسط ودعمها لجبهة المقاومة، ولكن تبين استمرار دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان وفلسطين والى سوريا والعراق كما تبين ان لها رؤية ثابتة مبدئية تجاه محور المقاومة".
 
وأضاف "لقد توصلنا الى نتيجة ايجابية في المفاوضات النووية وقد أصدر مجلس الأمن قراره بهذا الشأن وتسود أجواء مفعمة بالأمل والانشراح على الصعيد الداخلي، وكما قال قائد الثورة الاسلامية انه بغض النظر عما اذا كانت هذه المفاوضات ستصل الى نتيجة أم لا فإن ايران متمسكة بأولوياتها تجاه دول المنطقة والجوار ومحور المقاومة ولن تتغير هذه الأولوية، وان سياسة ايران مبنية على أساس المودة والصداقة والتعاون والاخوة مع جميع الدول الاسلامية في المنطقة".
 
وحول التطورات في المنطقة قال "كان لي لقاء وحوار مع وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير في جدة تركز على قضايا المنطقة".
 
وأكد عبداللهيان، "أن هذا الحوار كان صريحاً وشفافاً معرباً عن اعتقاده بإمكان الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية ان يكونا جناحين مهمين للمنطقة، وان يتعاونا في مجال الاستقرار والرخاء والتنمية والأمن الاقليمي وأن يلعبا دوراً كبيراً في هذا الخصوص وأعرب عن أسفه لأن السعودية رجّحت كفة الحرب على السلام والعمل العسكري على العمل السياسي.
 
وحول لبنان قال مساعد وزير الخارجية الايرانية: إن الاسراع في عملية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان سيساعد على دفع العملية السياسية في هذا البلد، قدما فالبعض يروج الفكرة القائلة بان مستقبل لبنان السياسي مرتبط بالإتفاق بين ايران والسعودية، لقد دعمنا من جانبنا الحوار بين 8 و14 آذار واعتبرناه عملية بناءة للمستقبل السياسي في لبنان، ونعتقد أن حزب الله في لبنان وأمينه العام كأحد أهم حلفائنا وأصدقائنا في لبنان لعبوا دوراً حكيما وبنّاءً تجاه التطورات في هذا البلد، وقد طالب العديد من المسؤولين الفرنسيين ايران لإتخاذ الاجراءات اللازمة للتسريع في عملية اختيار رئيس الجمهورية. 

وأوضح: عندما تقرر في لبنان اختيار السيد تمام سلام رئيساً للوزراء، فان سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت آنذاك كان اول سفير رحب بهذا الاختيار حتى قبل ان يتم رسمياً انتخابه لذلك المنصب، مضيفاً بأن لدينا علاقات مع جميع التيارات المسيحية المؤثرة في لبنان وندعوها للإتفاق فيما بينها والتسريع في عملية انتخاب رئيس الجمهورية. 


وأكد مساعد الخارجية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تستخدم كافة امكانياتها وطاقاتها لدعم ودفع العملية السياسية قدما في لبنان.
 
وأضاف بأن الأزمات التي تهدد المنطقة وظاهرة الارهاب والتشدد والتكفيريين تستدعي الاسراع في العملية السياسية في لبنان ونريد من اخوانتا في السعودية القيام بدور بنّاء للتسريع في اختيار رئيس جمهورية تتفق عليه جميع الأطراف في لبنان.
 
أما في الموضوع السوري فقد قال مساعد وزير الخارجية أن الجمهورية الاسلامية تعلن بكل فخر بأنها منعت الارهابيين من اسقاط الرئيس الاسد مضيفاً "يسود اليوم هاجس كبير في اوروبا والمنطقة عن انه في حال سقوط الرئيس بشار الاسد فإن الارهابيين سيكونون البديل وسيحكمون البلاد وهذا الواقع في سوريا قد بات واضحاً للجميع".
 
وحول العراق قال مساعد وزير الخارجية ان التحدي الكبير الذي يواجهه العراق حاليا هو موضوع مكافحة داعش، والجمهورية الاسلامية الايرانية هي أول دولة استجابت لطلب الحكومة العراقية بإرسال مستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة هذا البلد في موضوع مكافحة الارهاب وكذلك في سوريا وحسب طلب الحكومة القانونية والشرعية فيما لدينا مستشارون عسكريون يساعدون سوريا في مجال التصدي للارهاب.
 
وأكد عبداللهيان ان ايران ساعدت العراق في مجال مكافحة الارهاب منذ الايام الاولى لسقوط صدام، وقد لعبت دوراً بناء، في حين ان بعض الدول الاجنبية ومنها امريكا لعبت دوراً سلبيا في العراق ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية عززت العلاقات الاقتصادية والسياحية والسياسية مع العراق، وفي المرحلة الحالية فإن ايران تقف الى جانب الشيعة في العراق في مواجهة الارهاب كما تقف الى جانب اكراد العراق لنفس السبب، ولولا تلبية ايران لطلب السيد مسعود البارزاني بالمساعدة لكان داعش اليوم داخل اربيل.
وأضاف "كما تقف ايران وتكافح الارهاب الى جانب اخواننا السنة في المناطق السنية في العراق وان تحرير تكريت تحقق بسبب الدور الرئيس التي لعبته القوات المسلحة والحكومة والمرجعية في العراق ودعم المستشارين العسكريين الايرانيين وان تكريت هي منطقة يسكنها أهل السنة في العراق وهي مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين".
 
وأوضح عبداللهيان بان كل هذه الأمور تدل على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانب كافة الطوائف العراقية ولتحقيق السلام والأمن المستدام في العراق مؤكداً استمرار ايران بهذه السياسية لكي نشهد عراقاً آمناً، حراً ومزدهراً ومستقراً.
 
وبالنسبة لليمن قال عبداللهيان "نعتبر استمرار العدوان السعودي على هذا البلد استمراراً للخطأ الاستراتيجي الذي ترتكبه السعودية، في حين ان ايران تقف الى جانب الشعب اليمني وتدعم جميع المجموعات اليمنية، التي لها مكانة عند الشعب اليمني والعملية السياسية في اليمن، ولكننا نعلن بأنه ليس في اليمن أي مستشار عسكري أو خبير سياسي ايراني، وأن ما يحدث في هذا البلد هو شأن يمني داخلي ومن يتخذ القرار هو المجموعات اليمنية المعنيّة باليمن".
 
وحول العلاقات مع دول الخليج الفارسي قال مساعد وزير الخارجية "إن علاقات الجمهورية الاسلامية الايرانية ورؤيتها الاستراتيجية تجاه المنطقة تتلخص في علاقات ممتازة مع جميع دول منطقة الخليج الفارسي وأن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وسلطنة عمان هي نموذج متكامل لمثل هذه العلاقات، ونحن نريد ان ترتفع مستوى العلاقات مع جميع الدول لهذا المستوى".
 
وتابع "ان لايران علاقات بناءة ومستقرة مع الكويت، فزيارة امير الكويت الى طهران والزيارة المرتقبة للرئيس روحاني نموذج جيد لرؤية ايران البناءة تجاه دول منطقة الخليج الفارسي، حيث لدينا مشتركات كثيرة مع الكويت، ففي الحادث الارهابي الأخير الذي وقع في الكويت أعلنت ايران عن تضامنها مع الكويت وتنديدها له على أعلى المستويات وعلى مستوى قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية وان سماحة القائد ارسل وفداً لتقديم التعازي لأمير الكويت والحكومة والشعب الكويتي، ونأمل بأن نرى خلال الاسابيع القادمة تطوراً لافتاً في العلاقات الايرانية – الكويتية لتصل الى مرحلة ممتازة".
 
وحول العلاقات مع الامارات العربية المتحدة قال اميرعبداللهيان "لدينا مع الامارات ايضا علاقات بناءة ومستقرة في المجالات الاقتصادية والثقافية، لكننا لا نشعر بالارتياح من مستوى العلاقات السياسية بين البلدين ونأمل أن تصل هذه العلاقات ايضا الى مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية خلال الاسابيع القادمة، ونستفيد من الفرصة التي ظهرت مؤخراً في المناخ الدولي للارتقاء بالعلاقات".
 
وبشأن العلاقات مع البحرين قال مساعد وزير الخارجية "إن علاقاتنا مع البحرين تشوبها بعض الضبابية، فنحن أعلنا بصراحة ان الحل في البحرين لا يكون الا من خلال الحوار الوطني، وباننا لم ولن نتدخل في شؤون البحرين الداخلية وليس لدينا مثل هذه النية، فما يدور في البحرين هي مشكلة داخلية واعلنّا بوضوح ان ملك البحرين يجب ان يتصالح مع شعبه وان اعتقال اكثر القيادات المعارضة ديمقراطية واعتدالاً في البحرين وهو الشيخ علي السلمان، خطأ استراتيجي لن يساعد على حل الأزمة في البحرين بل يؤدي الى تعقيد الاوضاع".
 
وأضاف عبداللهيان "خلال اللقاء الذي أجريته مع ملك البحرين على هامش مراسم تحليف الرئيس السيسي في القاهرة سمعت منه كلاماً ايجابياً حول الشيخ علي السلمان وحركة الوفاق، وكنا نأمل ان نرى ترجمة هذا الكلام على أرض الواقع عبر إقامة حوار وطني وتوافق بين الحكومة والشعب البحريني".
 
وأوضح "ان هناك قوى متشددة داخل الحكومة البحرينية تمنع الملك وولي العهد من حل الأزمة سياسيا، ويجب منع هذه القوى من جرّ البحرين تجاه تعقيد الأزمة، وقد أشار سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته عشية يوم القدس الى السلوك الحكيم لأمير الكويت الذي حوّل تهديد داعش الى فرصة للتآخي بينما حولت البحرين تهديد داعش الى أزمة جديدة في المنطقة ولذلك نحن نؤيد أي وفاق بين الشعب والحكومة البحرينية وابعاد القوى المتشددة من الحكومة البحرينية.
 
وبشأن العلاقات مع الدوحة قال امير عبداللهيان أن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وقطر على المستوى السياسي ممتازة وجيدة، ولكن التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي ليس في المستوى المطلوب، وقد تحدثنا مع أصدقائنا في قطر وعلى جميع المستويات حول هذه الأمور وقد قدم امير قطر ووزير خارجيته وفي ظل الاجواء الجديدة التي ظهرت بعد الإتفاق النووي، باعتبار قطر الرئيس الدوري لمجلس التعاون، قدما مقترحات جيدة للحوار الاقليمي ونحن ندعم هذه المقترحات ونتطلع الى مستقبل جيد للعلاقات بين ايران ودول منطقة الخليج الفارسي.
 
 
https://taghribnews.com/vdchvwnzm23nwkd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز