تاريخ النشر2010 30 June ساعة 10:54
رقم : 19838

الشارع الاوروبي متعاطف مع فلسطين وضد اسرائيل

انضمام مئة منظمة اكاديمية عالمية ضمن حملة مقاطعة الجامعات الاسرائيلية يدل على تصاعد الكراهية العالمية لهذا الكيان
حبيب علي العجيلي
حبيب علي العجيلي
وكالة أنباء التقریب :
حوار خاص
يجب ان ندرك معنى وعمق، الاستجابة الانسانية لمئة منظمة عالمية، وستتزايد مع تصاعد اساليب البطش والعدوان الاسرائيلي، لنصرة الشعب العربي الفلسطيني . في هذا المجال لنا حوار مع الاستاذ حبيب علي العجيلي الخبير السياسي للشؤن الشرق الاوسط .

س١ : مئة منظمة في العالم انخرطت في حملة مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، ماذا يكشف هذا القرار وهو صادر من مراكز علمية اوروبية، مع العلم ان العالم قد اعتاد على جرائم الصهاينة؟

ج ١ : بدايةً، علينا ان نعرف طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي، باعتبار، ويمكننا ان نعتبر ان موازين الصراع السياسي والايدولوجي بين الطرفين، من وجهة نظر موضوعية، غير متوازنين، لاسباب تتعلق بالوعي السياسي والفكري الجمعي، وارتباط سلطات القرارات السياسية في منظومة البلدان العربية والاسلامية بعجلة الامبريالية العالمية , تلك التي تقف وراء قيام جولة العدوان والاستعمار الاستيطاني التوسعي في منطقة الشرق الاوسط، وبقيت البلدان العربية بالاخص متفرجة وكأن الامر لا يهمها، وانهمكت تلك الانظمة بالبحث عن وسائل وامكانات التطبيع .
وان هذا التحليل يقودنا الى غياب المناورة الاعلامية وضعف، بل وفقر الاعلام العربي والاسلامي، لكن، ومن الجانب الآخر، استطاعت اطراف حركة التحرر العربي والاسلامي، وفي مقدمتها حركة التحرر الوطني الفلسطينية والمقاومة الاسلامية، ان تقتحم الرأي العام العالمي، من خلال تطور علاقاتها مع حركات التحرر العالمية والقوى المحبة للسلام، ان تقدم القضية الفلسطينية العالم بعيون انسانية واخلاقية، وبصورة مؤثرة استقطبت الرأي العام العالمي وتعاطف الملايين من جميع اسقاع العالم مع قضية الشعب العربي الفلسطيني ومظلوميته .
مما تقدم نسطييع ان ندرك عمق التفهم والتعاطف الاممي مع شعبنا العربي الفلسطيني، كما نستطيع ان ندرك ردود الفعل العالمية واشكالها المختلفة، وبعد ان اقتنع العالم اجمع بأن النظام العنصري الاستعماري الاستيطاني التوسعي، الذي يلقي الدعم والتأييد والمساندة من الامبريالية العالمية، وفي مقدمتها نظام الغطرسة الولايات المتحدة الامريكية ، بان هذا الكيان العنصري، وبفضل الدعم اللامحدود من القوى الامبريالية العالمية، اصبح اليوم يمتلك جميع الاسلحة المحرمة من اسلحة الدمار الشامل . هذا الكيان الغريب في جسم الامة يمتلك اليوم اكبر ترسانة من السلاح النووي، التي تضم ما لا يقل عن ٣٦٠ رأس نووي، كما لم يتردد صقور هذا الكيان الغريب من استعمال ابشع انواع الاسلحة الممنوعة ضد العزل من الاطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما قامت به اسرائيل في المخيمات الفلسطينية في صبرا وشاتيلا وعموم الاراضي اللبنانية، كما شهد العالم نتائج حربها القذرة ضد غزة وحصارها المدمر .
وقد اثبتت الوقائع ان اسرائيل تخوض حرب عنصرية فاشستية تفتقر الى انعدام موازين القوى بين شعب اعزل ودولة تمتلك كل اساليب الدمار الشامل، بلا رادع، ولم تلزمها قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، في ظل سبات دائم لانظمة، ينبغي ان تكون هي صاحبة العلاقة بالرد على هذا الكيان العنصري، بل وشرعت بعض هذه الانظمة، وللاسف الشديد، من ان تضع نفسها في خدمة المخططات الصهيونية، وبالغت في التشديد من حصارها على شعب ضعيف لا يمتلك سوى انسانيته .
علينا، اذاً، ان ندرك معنى وعمق، الاستجابة الانسانية لمئة منظمة عالمية، وستتزايد مع تصاعد اساليب البطش والعدوان الاسرائيلي، لنصرة الشعب العربي الفلسطيني، وعلينا ان ندرك ايضاً ان شعوب العالم المحبة للسلم والحرية ستسجيب لنداءات الضمير الانساني بجميع قطاعاتها العلمية والثقافية والاجتماعية، كما علينا ان ندرك، ايضاً، ان هذا القرار يكشف عن ان الضمير العالمي قد نفذ صبره، وان هناك اساليب مختلفة ستلجأ اليها شعوب العالم المحبة للسلام والمدافعة عن حق الانسان في العيش الآمن الكريم، في تضامنها مع الشعب الفلسطيني، في اتخاذها للمواقف المتوازنة تضامناً مع شعب مستلب الارادة ويخضع الى سياسة ابادة جماعية على مرأى ومسمع العالم اجمع .

س ٢ : هل تؤثر مثل هذه الحملة على النشاط العلمي للكيان الصهيوني؟

ج ٢ : نعم، وبقدر ما نحن ندرك الدعم اللامحدود من قبل النظام الرأسمالي العالمي للكيان الصهيوني، فإن اسرائيل لا زالت بحاجة الى تطوير بحوثها العسكرية وغيرها، الى جميع الامكانات الفكرية والسياسية في معركتها الايدولوجية، وبقدر ما تمتد شبكاتها الصهيونية في جميع فروع العلم والمعرفة، يصبح هذا القرار ضربة عميقة قد وجهتها هذه المنظمات العالمية العلمية للمؤسسات البحثية والعلمية للكيان الصهيوني .

س ٣ : هل هناك تأييد للشارع الاوروبي لهذه المقاطعة؟

ج ٣ : ينبغي ان ندرك ان هذه الحملة من المقاطعة ضد الكيان الصهيوني، هي بالاساس ناجمة عن وعي وتضامن الشارع الاوروبي وضغط الرأي العام في اوروبا على مراكز القرار السياسي والثقافي، وان هذه الحملة من المقاطعة تتناغم تماماً مع الرأي العام الضاغط ضد الكيان العنصري الصهيوني وكردود فعل لسياساته العنصرية، ومثلما يعبر الشارع الاوروبي عن غضبه ازاء القمع الوحشي الذي تمارسه اسرائيل ضد الانسانية والبشر العزل في غزة، بهذا القدر يعبر عن تأييده الى جميع الاجراءات الرادعة لسلوك وسياسات الكيان العدواني الاسرائيلي .

س ٤ : هل ستؤثر حملة المقاطعة هذه على موضوع فك الحصار عن غزة ؟

ج ٤ : نعم، كل ما تشعر اسرائيل بضعفها امام جبروت الصمود العربي في غزة، وكل ما تلمست عمق خسائرها المادية والبشرية، فإنها بالتأكيد تحسب حسابات خسائرها المعنوية، وكذلك يمكن ان حساباتها من الموقف العالمي في نطاق محيطها على الاقل في الغرب . كما ان اسرائيل تدرك ان الانظمة الغربية بحكم احترامها للرأي العام واسس الديمقراطية السياسية الراسخة في هذه المجتمعات، وان العالم الغربي لا يمكن ان يضحي من اجل اسرائيل كنظام عنصري عدواني ويمكن ان يجلب لها عداء الشارع الذي عبر بالوسائل المختلفة ضد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وبالدرجة الاولة، جبهة الصمود والتصدي، غزة الجريحة .

س ٥ : كيف نستطيع ان نستغل هذه الحملة لصالح القضية الفلسطينية ؟

ج ٥ : ينبغي لحملة المقاطعة، هذه، ان لا تبقى بين جدران هذه المنظمات الدولية التي اتخذت الموقف الاخلاقي المناسب الذي وجدت فيه الرد بقدر حجمها ضد غطرسة الكيان الصهيوني العدواني، وينبغي علينا ان نقوم بمساندتها اعلامياً، اقامة الندوات وعقد المؤتمرات وشحذ همة الكتاب والاعلاميين، وتوسيع اساليب المقاطعة، وتوسيع قاعدة الفضح لاساليب العدوان الصهيوني والضغط على الانظمة العربية والاسلامية باتجاه توسيع قاعدة المقاطعة لتشمل المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية .

س ٦ : ما هي ردود فعل اللوبي الصهيوني على قرار المقاطعة ؟

ج ٦ : من اللافت، ان اللوبي الصهيوني يعتمد كلياً على الدعم الايديولوجي والعسكري والمعلوماتي والمعنوي والمادي على انظمة الشر والعدوان، الانظمة الامبريالية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، واهم ميدان عند الساسة الاسرائيليين هو ميدانها الاساسي في المنطقة المتمثل بالانظمة العربية التي تحكم على زمام مبادراتها، ايضاً، الولايات المتحدة الامريكية، وهذا هو ميدان مراهنات اسرائيل الاساسي، كما ان هذا المعسكر الامبريالي, الذراع الضارب الوحيد في العالم، هو الذي تلوذ فيه اسرائيل، وتحاول ان تهرب بين كنفاته خطوة الى الوراء، وتبحث من خلال منظومته العلمية والسياسية عن مخارج جديدة .

اجرت الحوار مراسلة "تنا" : لقاء سعيد
يذكر :نبذة مختصر عن الكاتب
الاسم : حبيب علي العجيلي
الاسم الاعلامي ( الشهرة ) : ابراهيم الحبيب
تاريخ الميلاد : ٢٦ – ٠٤ – ١٩٤٣
مكان الولاد : واسط – العراق
الشهادة : بكالوريوس اقتصاد
طالب دراسات عليا اقتصاد البلدان النامية
تاريخ التحصيل العلمي
الابتدائية: ١٩٥٦ مدرسة القبس الابتائية للبنين – بغداد
المتوسطة: ١٩٦٠ متوسطة الصويرة للبنين – واسط
الثانوية : ١٩٦٢ ثانوية جمعية بيوت الامة – الكاظمية – بغداد
معهد التربية الاساسية: ١٩٦٤ أبو غريب – بغداد: دبلوم عالي
الجامعة المستنصرية: ١٩٧٦ بكالوريوس اقتصاد
العمل:
سلك التعليم بين ١٩٦٤ – ١٩٧٨
الاعلام الفلسطيني – بيروت ١٩٧٩ – ١٩٨١
مدير الميزانية : الاسكان العسكري – سوريا ١٩٨١ - ١٩٨٦
خبير اقتصادي – ليبيا : ١٩٨٧ – ١٩٩٠
مقدم برامج اذاعية : الذاعة العربي – اسبيكتروم – لندن: ١٩٩١ - ١٩٩٣
مدير تحرير صحيفة المهاجر : ١٩٩٣ – ١٩٩٤ لندن
مدير تحرير صحيفة صوت العروبة : ١٩٩٥ – ١٩٩٧ لندن
كاتب ومحلل سياسي – حر للفترة ما بين ١٩٩٧ – الآن
الصحف التي نشرت لي : القدس العربي – العرب – الزمان – مجلة الهدف الفسطينية وغيرها
https://taghribnews.com/vdcaaan6.49noe1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز