تاريخ النشر2025 6 July ساعة 04:28
رقم : 683180
الدكتورة فدوى عبدالساتر*

الانتصار المزعوم في الحرب الاسرائيلية على ايران

تنـا - خاص
يمكن اعتبار المواجهة الأخيرة بين "اسرائيل" وايران بمثابة لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الاقليمي، ليس فقط بسبب طبيعتها العسكرية بل لما تحمله من رسائل استراتيجية وسرديات اعلامية متضادة؛ حيث سعت "اسرائيل" لترويج صورة مزيفة عن نصر واهم يعزز من قدرتها الردعية، سرعان ما انكشفت عبر تحليل الوقائع، وكشفت عن واقع مغاير لصورة النصر المزعوم.
الانتصار المزعوم في الحرب الاسرائيلية على ايران
فجر الثالث عشر من حزيران 2025، ظن العدو الصهيوني أنه نفذ هجوما غادرا لم تتحضر له طهران بكل قواتها وقوتها الصاروخية ومسيراتها التي لم تخطئ أهدافها الدقيقة والاستراتيجية والحساسة منها قلب الكيان الصهيوني بعد 6 ساعات على استهداف عدد من قيادييها العسكريين وعلمائها النوويين في قلب العاصمة طهران، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية حساسة تحت ذريعة تدمير المواقع النووية الايرانية، ثم لاحقا تغيير النظام الايراني من خلال دفع المعارضة الايرانية للانقلاب من الداخل. ففي اعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية استراتيجية في نطنز وأصفهان وفوردو وطهران، روجت "إسرائيل" عبر مؤسساتها السياسية والإعلامية لمجموعة من السرديات التي تهدف إلى تثبيت فكرة النصر في وعي الجمهور المحلي والدولي، إلا أن تحليل هذه السرديات يظهر هشاشتها ويفضح أنها لا تعكس حقيقة المشهد الاستراتيجي المعقد في المنطقة.
هذه المواجهة التي لم تدم لأكثر من 12 يوما، لا يمكن اعتبارها حربا شاملة كما لا يمكن القول بأن "اسرائيل" مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية قد حققت نصرا او حققت اي من أهدافها المعلنة. على الرغم من ذلك فإن "إسرائيل" تبني سردياتها حول نصر مزعوم إعلاميا بعد كل عملية عسكرية من خلال عدة اعتبارات، فما هي السرديات التي استخدمتها "اسرائيل" للترويج للنصر؟
أ_ سردية العمل الاستخباراتي الناجح
بعد اغتيال القادة العسكريين في الحرس الثوري الاسلامي، وعدد من قوات النظام من الصف الأول الى جانب التفجيرات التي استهدفت مناطق ومساكن مدنية داخل طهران، لمحت "إسرائيل" إلى أن الموساد نفذ عمليات دقيقة داخل عمق إيران لزرع صورة القوة والقدرة على الوصول إلى قلب طهران.
ب_سردية التفوق التكنولوجي
نظرية التفوق الكنولوجي التي يتمتع بها كيان العدو، وقد استخدم هذه النظرية في المواجهة مع ايران عبر عرضه نجاح دفاعاته الجوية في إسقاط أكثر من 99% من الهجمات الإيرانية من صواريخ وطائرات مسيرة، مستخدما وسائله الإعلامية لتسويق القبة الحديدة ومقلاع داوود وآرو 3 فخر الصناعة الاسرائيلية.
ج_سردية الردع 
تدعي "إسرائيل" إنها نجحت في ردع إيران عن التصعيد بعد أن نفذت هجوما غادرا أدى الى اغتيال علماء نوويين، وقادة من الصف الأول في الحرس الثوري وتدمير كلي للقوة الصاروخية الإيرانية وتعطيل كبير في ترسانتها من الطائرات المسيرة، وقد وصف الإعلام الإسرائيلي العملية بأنها تذكير لإيران بقدرات "إسرائيل" الاستراتيجية دون التورط في حرب، كما عمدت الى تصوير الهجوم الإيراني على أنه رد رمزي وفاشل ما يدل على تراجع القوة الإيرانية.
د_سردية الحرب دون تكلفة
تقول "إسرائيل" إنها خرجت من المواجهة بأقل الخسائر حيث تصدت دفاعاتها وقببها المتطورة للصواريخ والمسيرات الايرانية، في مقابل خسائر كبيرة للطرف الإيراني وبشكل خاص شل الاستمرار بالعمل بمفاعلاتها النووية، التي تدعي انها دُمرت بالكامل بفعل الهجمة الصاروخية التي نفذتها طائرات الشبح الاميركية من طراز B2 spirit و GBU 57 .
ه_سردية العزلة الدولية لايران
أشادت "إسرائيل" بإدانة بعض الدول الأوروبية للرد الايراني اذ اعتبرته هجوما غير مبرر، ووصفت "اسرائيل" ذلك بـالنجاح الدبلوماسي
بعد ان حظيت بدعم من الغرب يبرز الإجماع الغربي خلفها (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) كجزء من انتصارها الاستراتيجي، بينما روجت في الوقت نفسه لفكرة أن إيران أصبحت منبوذة دوليا بعد الهجوم وتعيش عزلة دولية متزايدة نتيجة لسياساتها الإقليمية وبرنامجها النووي، وأن هذه العزلة تؤكد شرعية التحركات الإسرائيلية ضد طهران، بما في ذلك العمليات السرية والضربات العسكرية.
أمام ما تقدم هل يمكن القول ان "اسرائيل" انتصرت؟ لدحض سرديات النصر الاسرائيلي في مواجهتها الأخيرة مع ايران من الضروري أولا فهم السرديات التي تبنتها للترويج لانتصارها، ثم تفكيكها وتفنيدها من خلال الادلة والوقائع والسياقات الاقليمية والدولية.
أ+ ب_ تفكيك سردية التفوق الاستخباراتي والتكنولوجي
لطالما أرهبت هذه السردية الدول العربية وأثنتها عن مجرد التفكير في الدخول في مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع العدو الصهيوني رغم المليارات التي تنفقها على التسلح، لكن تبقى الفكرة المسيطرة نظرية التفوق الكنولوجي التي ادعت "إسرائيل" أنها كشفت من خلاله وضربت بنجاح الطائرات والصواريخ الإيرانية بدقة عالية، صحيح ان "اسرائيل" تمكنت من تنفيذ هجوم ناجح على العاصمة الايرانية لكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها في تدمير البرنامج النووي الايراني الذي ادعت انه تعرض لتدمير شامل، بينما اصيب بأضرار مؤقتة وسرعان ما اعادت ايران تشغيل منشآتها النووية وفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وايضا بحسب ما افادت به التقارير الرسمية الايرانية انها عمدت الى نقل مخزونها النووي عالي التخصيب الى أماكن آمنة. 
الى جانب ذلك فإن ادعاء "إسرائيل" بأنها كانت على دراية مسبقة بالهجوم الإيراني واستعدت له بإجراءات ناجحة يترك علامة استفهام حول قدراتها الاستخبارية والتكنولوجية الحربية المتطورة التي تمتلكها ك  "القبة الحديدية"، و"مقلاع داوود"، و"آرو 3 ، فيما لم تستطع منع الهجوم الايراني بالصواريخ والمسيرات رغم  تزويدها بقبب ثاد الاميركية. اذن، فنجاح الدفاعات الجوية لم يكن إسرائيليا محضا بل اعتمد على دعم جوي من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والأردن وحلفائها العرب، في محاولات تفجير الصواريخ والمسيرات الايرانية قبل وصولها الى اهدافها الاسترتيجية في قلب تل ابيب وحيفا وبئر السبع وغيرها من المناطق المحتلة، ورغم اعتراض النسبة الكبرى من المقذوفات إلا أن نجاح إيران في إرسال أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ يعكس اختراقًا كبيرا، ويظهر هشاشة الجبهة الداخلية كما ويثير تساؤلات كبيرة حول قدرة "إسرائيل" على حماية نفسها منفردة. هذا الواقع في الداخل الاسرائيلي منعت "اسرائيل" نقله عبر وسائلها الاعلامية، كما منعت مراسلو الوكالات الأجنبية من نقل اي صور او فيديوهات لمواقع سقوط الصواريخ الايرانية والدمار الذي احدثته في الأماكن المستهدفة. والسؤال هنا اذا كانت "اسرائيل" متفوقة تكنولوجيا واستخباريا فلم لم تمنع سقوط الصواريخ على اراضيها؟ وهذا ما يطعن في سردية التفوق الاستخباري المطلق.
ج_تفكيك سردية الردع 
هل تحققت سردية الردع التي ادعتها "اسرائيل"؟ 
عمدت "إسرائيل" الى الايحاء بانها فرضت قواعد اشتباك جديدة وأجبرت إيران على التراجع، بينما نجد ان الهجوم الإيراني وكان بمثابة رسالة سياسية لا مجرد عملية عسكرية تقليدية، فاللمرة الثالثة منذ عقود تشن إيران هجومًا مباشرًا من أراضيها على "إسرائيل"، ما يُعد تغيرا جوهريا في قواعد الاشتباك التاريخية، كما جاء الرد الإيراني بعد اغتيال قادة من الحرس الثوري واعتداءات على مباني سكنية ما أعطى شرعية داخلية وخارجية للرد الإيراني ونقض مزاعم الردع الإسرائيلي، وهذا الرد الإيراني كسر مبدأ التفرد بالضرب دون رد الذي بنته "إسرائيل" خلال سنوات في سوريا ولبنان والعراق، كما ان امتناع "إسرائيل" عن الرد المباشر على إيران يعكس خشيتها من التصعيد، مافيه دلالة على النجاح
الايراني في الردع وليس ما أوحت به من ضبط النفس.
وهم الردع التام الذي ادعته "إسرائيل" مستندة إلى الصمت الايراني في رد مباشر عقب الضربة، هذا الصمت المحير لم يكن يعني خضوعًا أو ارتداعا بقدر ما كان يعكس استراتيجية إيرانية قائمة على الصبر والتريث، وتحضير لرد مزلزل في الزمان والمكان المناسبين، مما يضع الردع الإسرائيلي في دائرة الشك ويؤشر الى فشلها في منع الهجوم الأكبر في تاريخها رغم كل التفوق الاستخباراتي ما يضعف بدوره سردية الردع والجاهزية.
لم تكتف "اسرائيل" بادعاء تحقيقها الردع في مواجهة اي حرب مستقبلية مع محيطها الشرق اوسطي، بل ذهبت الى ابعد من ذلك باعتقادها انها حجبت الدعم عن الحركات المقاومة في كل من فلسطين ولبنان والعراق واليمن، لكن الواقع ان إيران لم تغير استراتيجيتها الإقليمية رغم الضربة المؤلمة التي تلقتها بشكل غادر، واعلنت انها لن تتوقف عن دعم حلفائها ولا زالت لديها القدرة على الرد المباشر وإذا كانت إيران ما زالت في موقع رد الفعل والقدرة فإن فكرة اضعافها جذريا مبالغ فيها.
اضافة الى ذلك، فان ايران لم توقف تطوير برنامجها النووي بل عززت من تعاونها مع روسيا والصين، وقد كشفت مجلة أمريكية (PopularMeChan. iCs) أن ايران ابتكرت تقنية خرسانية مكنتها من الصمود أمام الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في نطنز واصفهان وفوردو، وبحسب تقارير استخبارية غربية ((CIA قالت إن الضربات أعاقت تقدم البرنامج لكنها لم تشل قدرة إيران النووية.
وما يؤكد ذلك هو ما جاء في التقرير السري للإستخبارات الأمريكية (CNN) الذي أفاد أن الضربات الأمريكية فشلت، ما أثار جنون الرئيس الاميركي ترامب الذي شوهد وهو يصف ذلك التقرير ومن سربه بالكذب ويتوعد بالإقالات والطرد.
واذا صح ما ادعته "اسرائيل" من تحقيق للردع ومن تدمير للمنشآت النووية الايرانية، فلما المطالبة الدولية الحثيثة للعودة الى طاولة المفاوضات بخصوص الملف النووي الايراني؟ ولما قدمت الادارة الأميركية عرضها المغري لايران بإعطائها مفاعل مدني بقيمة 30 مليار دولار اضافة الى رفع العقوبات وغيرها من المغريات ما دامن منشآتها قد دمرت بالكامل؟ 
د_تفكيك سردية الحرب دون تكلفة
تقول "إسرائيل" إنها خرجت من المواجهة بأقل الخسائر، لكن الواقع الميداني والتقارير المسربة من كيان العدو تشير الى تكلفة اقتصادية ونفسية باهظة، فهذه الحرب التي لم تدم لأكثر من 12 يوما كان لها اثر نفسي داخلي على الشعب الاسرائيلي بشكل عام، وبحسب ما ذكرته صحيفة هارتس العبرية عن ضابط كبير في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية: "أحدثت الصواريخ الإيرانية التي سقطت على "اسرائيل" نفس تأثير الصواريخ التي ألقاها سلاح الجو الإسرائيلي على لبنان..". كما كان لها الاثر الكبير خارجيا على صورة "اسرائيل" لدى الشعوب الغربية وعدد من الحكومات التي ادانت العدوان على ايران وزادت من عزلة "إسرائيل" في بعض الأوساط. فعلى المستوى الداخلي يمكن القول ان الرد الايراني على الاعتداء الاسرائيلي أحدث اضطرابات في الجبهة الداخلية، كما أدى الى وقف مطار بن غوريون بشكل كامل لمنع الاسرائليين من الهروب لاسيما بعد تردد اخباريات بالهجرة من "اسرائيل" دون عودة. هذه الوقائع وغيرها تسببت في تكاليف أمنية وعسكرية بمليارات الدولارات، وعليه لا يمكن وصف مثل هذه الحرب وان كانت محدودة  بأنها بلا ثمن حتى في دعم الولايات المتحدة الأميركية لها دعما استراتيجيا وتكتيكيا لكنها في المقابل مارست عليها ضغوطا لوقف الحرب ومنع التصعيد، حيث اعربت واشنطن اكثر من مرة على لسان الرئيس ترامب عن القلق من اندلاع مواجهة اقليمية شاملة، كما دعت دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا لضبط النفس ولم تشجع توسيع الهجوم بعدما تبين لها ان كفة "اسرائيل" خاسرة في هذه الحرب المحدودة، حيث كان دعمها مشروطا ومحدودا وليس تأييدا مفتوحا للحرب. اضف الى ذلك الموقف القلق لحلفاء "اسرائيل" من الدول العربية كالأردن ومصر اذ لم يكن موقفهم مؤيدا بقدر ما كان قلقا.
ه_تفكيك سردية العزلة
الدولية لايران
لم يتغير العمق الاستراتيجي لايران رغم سردية "اسرائيل" التي روجت لها بعزلتها دوليا، فايران لا تزال تمتلك شبكة علاقات إقليمية واسعة لاسيما في محيطها العربي والاسيوي، كما ان القوى الشعبية في المنطقة لا تنظر الى إيران بالعداء نفسه الذي تروّج له "إسرائيل" خصوصًا في أوساط مؤيدي القضية الفلسطينية، حيث ازداد التعاطف الشعبي عالميا مع فصائل المقاومة لاسيما بعد المجازر والابادة الجماعية التي لا تزال تمارسها "اسرائيل" في غزة، وعليه فدعم المقاومة اصبح في نظر الشعوب المؤيدة لحرية فلسطين مطلبا رئيسيا بعد المطالبة بمحاكمة نتنياهو وحكومته ولا يعد جريمة أو مبررا للعزلة، بل هو جزء من الصراع السياسي والعسكري المشروع ضد الاحتلال في نظر العديد من دول العالم.
هذه السردية التي روجت لها "اسرائيل" تتضمن مبالغات وتحريفات متعمدة للواقع الجيوسياسي والحقيقة أن الانقسام داخل المجتمع الدولي بشأن إيران اصبح واضحا، فبينما تتبنى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مواقف متشددة حيال ايران، فإن قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا وحتى دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا تسعى للحلول الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي. وما انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومحادثات انضمامها إلى البريكس الا مؤشرات على انفتاح دولي متزايد. ورغم الخلافات لا تزال إيران تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع العديد من دول المنطقة العربية ما يُعد صفعة للسردية الإسرائيلية.
اذن، السردية الإسرائيلية حول عزلة إيران الدولية تفتقد إلى الموضوعية وتعتمد على تحريف المعطيات الجيو-سياسية، وفي ظل التحولات الجيو-سياسية الجديدة فإن هذه العزلة المزعومة هي سردية آخذة بالتآكل وما هي الا محاولة لتبرير سياساتها العدوانية.
لقد عمدت "اسرائيل" عبر عملائها في الداخل الى اضعاف ايران داخليا، وإحداث فتنة متوقعة بين النظام والأحزاب المعارضة التي تنتظر مثل هذه الفرصة للانقضاض عليه، لكن الذي حدث والذي لم تتوقعه "اسرائيل" ولا داعميها من الغرب والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، ان تتحول كل جهودهم الى هباءا منثورا من خلال اصطفاف الشعب الايراني بكل اطيافه واحزابه المعارضة منها قبل الموالية خلف النظام وتاييده بكل قوة في مواجهة الهجمة الظالمة الذي تعرض لها من قبل "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية، لاسيما في حرمانهم من حقوقهم المشروعة باستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية. واذا اردنا القول بان ايران لم تنتصر في رد هذا العدوان الظالم، فقد يكون كافيا القول بان هذه الحرب وحدت ايران من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ويكفيها هذا انتصارا. في المقلب الآخر نجد من خلال استطلاع رأي لصحيفة معاريف الاسرائيلية ان نصف الإسرائيليين تقريباً يعتقدون أن "اسرائيل" لم تنتصر في الحرب على إيران. كما يمكن اعتبار المواجهة الأخيرة بين "اسرائيل" وايران بمثابة لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الاقليمي، ليس فقط بسبب طبيعتها العسكرية بل لما تحمله من رسائل استراتيجية وسرديات اعلامية متضادة؛ حيث سعت "اسرائيل" لترويج صورة مزيفة عن نصر واهم يعزز من قدرتها الردعية، سرعان ما انكشفت عبر تحليل الوقائع وكشفت عن واقع مغاير لصورة النصر المزعوم.
بعد عرض السرديات الاسرائيلية حول النصر الذي حققته في مواجهتها لايران، يتضح ان ادعاء النصر بعد مواجهة محدودة تقوم على بث الاكاذيب ومنع وسائل الاعلام من نقل وقائعها بشفافية وموضوعية، يخدم الإعلام والدعاية أكثر مما يعكس الواقع الاستراتيجي، فالادعاء بأن "إسرائيل" خرجت من المواجهة دون ثمن لا يصمد أمام الواقع، فهذه الحرب حتى لو كانت محدودة خلفت أثارا اقتصادية وأمنية كبيرة.

انتهى  
_____________________________
*اكاديمية ومنتجة افلام وثائقية -لبنان



 
https://taghribnews.com/vdcfcmdvxw6dcya.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني