مسؤول اعلامي فلسطيني : حقيقة وحدة الامة تتجلى اليوم في وقوفنا مع غزة وفلسطين
تنـا
قال عضو هیئة الامناء، مدیر عام وحدة البث في اذاعة التوحید الاسلامي بلبنان "الدکتور امیر عمر عبد الرحمن الایوبی" : ان حقيقة وحدة الامة تتجلى اليوم في وقوفنا مع غزة وفلسطين بشعبها الصامد ومقاومتها البطلة من مجاهدي كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل الفلسطينية.
شارک :
وفي كلمة له خلال ندوة "وانتصرت فلسطين -2"، اقامها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي الثلاثاء، 4 شباط / فبراير 2025م، شدد الدكتور الايوبي على، ان "المقاومة الفلسطينية اكدت للعدو ومن ورائه للعالم، انها باتت عصية على الخضوع والانكسار، وهذا ما اثبتته من خلال ادارتها للمعركة العسكرية في غزة وللمعركة لسياسية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو...".
وفيما يلي، نص الكلمة التي تلاها المسؤول في اذاعة التوحيد الاسلامي الدكتور عمر الايوبي، خلال ندوة "وانتصرت فلسطين -2" : -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم
قال تعالى : [وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ] - صدق الله العظيم
أَن تجمعنا فلسطين كقضية مركزية توحد الامة في هذا اللقاء المبارك، فهذا لاهميتها الدينية والاستراتيجية والانسانية.
ان حقيقة وحدة الامة تتجلى اليوم في وقوفنا مع غزة وفلسطين بشعبها الصامد ومقاومتها البطلة من مجاهدي كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل الفلسطينية، الذين سطروا اروع الملاحم فوضعوا هذا الكيان الغاصب امام خطر محدق في يوم العبور العظيم من خلال "عملية طوفان الأقصى"، فاذهلوا العالم بهذه العملية المعقدة وما تلاها
من صمود اسطوري قرابة سنة ونصف امام عدو متغطرس تدعمه قوة الاستكبار العالمي وتؤازره انظمة العمالة والخيانة؛ ما شكل صدمة كبيرة وهزيمة نكراء للعدو لم يشهدها منذ تاريخ وجوده.
كما ان هذا الخط الجهادي الذي رسمه القادة الشهداء لتحرير فلسطين، بدأ يؤتي ثماره فها هي فلسطين على طريق التحرير القريب ان شاء الله؛ كيف لا لقد كان ثمن هذا الانتصار سيلا عارما من دماء الشهداء والجرحى سواء في لبنان او فلسطين وعلى رئسهم الشهيد الشيخ صالح العاروري والشهيد القائد اسماعيل هنية والشهيد القائد السيد حسن نصر الله والشهيد القائد يحيى السنوار، وغيرهم من الشهداء القادة.
وكان الجميع يسأل عن اليوم التالي لحرب غزة، فاذا بالمقاومة تؤكد حضورها في الميدان، واذا بالمجاهدين من القسام وسرايا القدس يؤكدون حضورهم في كل ساح، واذا بفصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد للعدو ومن ورائه للعالم، انها باتت عصية على الخضوع والانكسار وهذا ما اثبتته من خلال ادارتها للمعركة العسكرية في غزة وللمعركة السياسية في المفاوضات غير المباشرة مع العدو وفي مواجهتها لكل الحروب النفسية للنيل من صمود اهالي غزة الصابرين ولا ننسى هنا الجمهورية الاسلامية التي ما حادت يوما عن دعمها للقضية الفلسطينية ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني منذ انتصار الثورة الاسلامية، حيث نادى الامام الخميني رحمة الله تعالى "اليوم ايران وغدا فلسطين"، واستمرت القيادة الحالية من خلال الامام السيد علي الخامنئي حفظه الله في هذا الدعم الكبير للقضية الفلسطينية.
وقد تطور هذا الدعم اخيرا لدك الكيان الصهيوني الغاصب بالصواريخ، وكذلك ما شاهدناه عندنا في لبنان من خلال جبهة الاسناد التي تركت اثارا هامة على صعيد الكيان الصهيوني، وكذلك جبهة العراق، وجبهة اليمن التي اربكت العدو واربكت الاستكبار العالمي واخرجته عن طوره.
أيها الاخوة، في هذه الحرب العدوانية الشرسة والتي استمرت على مدى 16 شهرا، استطاعت جبهة المقاومة ومحورها من فلسطين الى لبنان الى العراق الى اليمن الى ايران، استطاعت ان تحقق الكثير من الانجازات العسكرية، وقد راينا تكامل هذه الجبهات الى حد كبير رغم بعد المسافات؛ وهذا يؤسس لمرحلة نستلهم منها الكثير لفتح جبهات جديدة على مستوى الامة يتكامل فيها الجميع في معركة التحرير القادمة والفاصلة باذن الله تعالى.
ما يفرض علينا، تعزيز الوحدة الاسلامية ونبذ الصراعات والخلافات المذهبية وقراءة المتغيرات التي حصلت اخيرا في احدى بلدان المحور، ويفرض ذلك قراءة هادئة واعادة تقييم الاوضاع والسياسات المتبعة والاستفادة من الاخطاء المناقضة لمشروع الوحدة الاسلامية، واعادة بناء العلاقات بين مختلف القوى والحركات الاسلامية حتى التي يوجد خلاف معها في بعض الرؤى والعناوين.
ايها الاخوة، أيضا من صور دعم فلسطين كان خروج ملايين المتظاهرين في كافة انحاء العالم، ما احدث حالة تغيير جذري في مزاج الشعوب الاوروبية تجاه القضية الفلسطينية؛ ومن هنا نؤكد ان الامة يمكن ان تتوحد حول فلسطين لتكون القضية المركزية للامة، وهذا ما يجب ان نركز عليه بعيدا عن لغة الخطاب الذي يمزق المسلمين، فالخطاب الاسلامي الجامع حول فلسطين كما وحدنا في طوفان الاقصى يمكن ان يختصر علينا الكثير لتحقيق وحدة جامعة للمسلمين وبناء قوة استراتيجية تنسف كل النزاعات الداخلية والمؤامرات الخارجية التي تعصف بالعديد من دولنا الاسلامية.
وبهذا، يمكن لنا ان نستعيد دورنا ومكانتنا، فيكون لنا التاثير على المستوى الدولي؛ أخيرا ستبقى المقاومة عنوانا لبداية تحرير القدس، ونهاية عصر الاحتلال الصهيوني عن كل فلسطين.
في الختام نشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على دعمه ووقوفه الى جانب المسلمين في هذا اللقاء الطيب المبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته