تاريخ النشر2021 27 September ساعة 06:00
رقم : 520324
خليل حسن - السويد

زينب (س) واربعين الامام الحسين (ع )في وعي الاحرار !

تنا
كل الاحرار في العالم يرون في نهضة الامام الحسين ع قدوة و ايقونة الثورات على مر التاريخ هذه الشخصية العظيمة التي خرجت من البيت النبوي صارت كعبة الاحرار حيث في كل سنة يخرج الناس بالملايين زرافات زرافات من بلدانهم ومن كل فج عميق ليقصدوا قبره الشريف ع و يستلهموا منه دروس الحرية والاباء و التضحية .
زينب (س)  واربعين الامام الحسين (ع )في وعي الاحرار !
الكاتب : خليل حسن

كل الاحرار في العالم يرون في نهضة الامام الحسين (ع ) قدوة و ايقونة الثورات على مر التاريخ هذه الشخصية العظيمة التي خرجت من البيت النبوي صارت كعبة الاحرار حيث في كل سنة يخرج الناس بالملايين زرافات زرافات من بلدانهم ومن كل فج عميق ليقصدوا قبره الشريف ع و يستلهموا منه دروس الحرية والاباء و التضحية .

ذكرى اربعين الامام( ع )تتجدد في كل سنة لتبعث في الامة روح الايمان والثورة و لتعيد للامة الاسلامية حيويتها و تقوم بتفعيل  ذاكرة المظلومية التي سعى الطغاة لطمسها و افراغها من معانيها الانسانية تلك الذاكرة التي تستحضر كل معاني الوفاء و العطاء والفضيلة و تختزلها في ثورة الامام الحسين ع  و امتداداتها على مر التاريخ وفي كل المحطات المهمة التي كانت حاسمة في رسم مستقبل الرسالة المحمدية و مباديء الثورة الحسينية والتي ساهمت في ترسيخ المفاهيم الانسانية و تثبيت القيم الثورية .

ذكرى اربعين الامام الحسين( ع ) هي مناسبة مفعمة بالروح الايمانية والرؤية الثورية والمعاني الجميلة وتعبير واسع في مفاهيم العودة الى قيم الحق ومقارعة الظالمين في عقر دارهم تلك المعاني والمفاهيم لا يستوعبها أولئك الذين اعمى الله قلوبهم و ضرب على اذانهم وقرا بل هي مختصة لاصحاب القيم النبيلة و من يحول روح التضحية والايثار و لا يخاف في الله لومة لائم.

زيارة الاربعين هي تجديد لمسيرة ايمانية واعية سلكها اهل بيت رسول الله عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام و اعادة لشريط حياة العز والكرامة وتحدي الطغاة وباكورة معركة الوعي و الجهاد الاعلامي لايصال رسالة الثورة الحسينية الانسانية عبر العمل التوعوي الذي تجلى بانصع صوره في عودة سبايا اهل بيت النبوة بعد معركة دامية مع طاغية القصر الاموي في الشام والدور الاعلامي الذي قامت به عقيلة الهاشميين و حفيدة رسول الله (ص) زينب عليها السلام في الشام في فضح الطغاة والظالمين وتحديها بكل شجاعة عربدة حكام عصرها الفجرة و قد اذلتهم بلسانها البليغ وخطابها الفصيح  دون خوف او رهبة من سطوتهم و تذكيرهم ان مافعلوه بحق اخيها الحسين ( ع )و هو ابن  بنت رسول الله صل الله عليه واله  كانت فاجعة انسانية لا يمكن غسل عارها و ان تداعيات تلك الفاجعة ستكون كارثية على رؤوس المستبدين والظالمين مهما حاولوا بمكرهم و غرورهم طمس اثار جرائمهم فان التاريخ كفيل بفضحها و بتخليد دماء الشهداء و تضحياتهم ، الم تخاطب زينب ع الطاغية يزيد و هي تتحداها ليوث الغابات وتعيد مجد ابيها امير المؤمنين( ع) في الشجاعة و في بلاغة الحديث و فصح اللسان و تصفع بكلماتها وجه الحاكم الظالم بقولها " فوالله لا تمحو تذكرنا ولا تميت وحينا ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي على لعنة الله على الظالمين ".

هذا الخطاب هو استشراف للمستقبل المظلم الذي ينتظر كل الطغاة والمجرمين الهبت به مشاعر اهل الشام الظانين ان بنات رسول الله (ص) و اهل بيته هم من الخوارج و قد لعب الاعلام الاموي دورا سيئا في قلب الحقائق وتحريف مفاهيم الدين واغراق الناس و حتى فقهاء المدينة و رجال دينها في عتمة الجهل و الخنوع لذلك لما سمعت الجموع الحاضرة في مجلس الطاغية خطاب زينب (ع ) صعقت لهول الجريمة و للسبات العميق الذي انغمسوا فيه .

و تأتي مناسبة الاربعين لتذكرنا بتلك المواقف الشجاعة و بالرسالة الاعلامية التي اختصرتها زينب ع في خطبتها المشهورة وفي رحلة الوعي بين العراق والشام و ما تضمنته من معركة اعلامية حاسمة قام زينب ع بدور البطلة الاولى فيها ضد طغاة زمامها و طغاة كل العصور .

معركة الوعي التي خاضتها زينب (ع) مزقت كل حجب الزيف والتعتيم والتشويه التي نسجتها بيوتات العنكبوتية الاموية و اطاحت بها وضربت اوزع الامثال لكل خطباء الامة و روادها ومثقفيها وعلماءها في ان لا يهادنوا الظالمين  بمبررات واهية و مواقف خانعة و تقية كاذبة و لا يتحججوا باصلاحات المستبدين الكاذبة بل بمواقف زينب ع الصاعقة و خطابها الناري الذي دوت اصداءها عبر التاريخ ليومنا هذا وهي تقارع طاغية زمانها :

(( وهل رايك الا فند وايامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم بنادي المنادي على لعنة الله على الظالمين والحمد لله رب العالمين الذي ختم لاولنا بالسعادة والمغفرة وباخرنا بالشهادة والرحمة ونسال الله ان يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل )) .

الكاتب : خليل حسن
من السويد
https://taghribnews.com/vdcf0xdtjw6d0ma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز