و نذكر نموذجاً من أشعاره التي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي بقوله : إن كل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر ، من حيث مجموعها 10 .
فمن الشواهد على توحيد أبي طالب «ع» قوله :
مليك الناس ليس له شريك *** هو الوهاب ، والمبدي المعـيد
ومن تحت السـماء له بحق *** ومن فوق الـسماء لـه عبيد
ومن الشواهد على إيمان ابي طالب بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله» :
ألم تعلموا : أنا وجـدنا محمداً *** نبياً كمـوسى خط في أول الكتب
نبي أتاه الوحي مـن عند ربه *** ومن قال : لا ، يقرع بها سن نادم
يا شاهد الله عـلي فـاشهد *** إني عـلـى ديـن النـبي أحمـد
أنت الرسول رسول الله نعلمه *** علـيك نـزل من ذي العزة الكتب
أنت الـنبي محمد *** قـرم أغـر مـسـوَّد
أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب *** على نبي كمـوسى أو كـذي النون
وظـلم نبي جاء يدعو إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي الـعرش قيم
لقد أكرم الله النـبـي محـمداً *** فـأكرم خلق الله في الناس أحمـد
وخـيـر بنـي هاشـم أحمـد *** رسـول الإله عـلـى فـتـرة 11
والله لا أخـذل الـنــبي ولا *** يـخـذلـه من بني ذو حسـب
وقال «رحمه الله» يخاطب ملك الحبشة ، ويدعوه إلى الإسلام :
أتعلـم ملك الحبش أن محمـداً نبياً *** كـمـوسى و المسيح ابن مـريـم
أتى بالهدى مثل الذي أتيـا بــه *** فكـل بأمـر الله يهــدي ويعصـم
وإنـكـم تتلـونـه في كتـابكم *** بصدق حـديث لا حـديث الترجـم
فــلا تجعلوا لله نـداً فـأسلموا *** فــإن طـريــق الحـق ليس بمظلم
وقال مخاطباً أخاه حمزة «رحمه الله» :
فـصـبراً أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهراً للـديـن وفـقت صابرا
وحط من أتى بالحق من عنـد ربه *** بصدق وعـزم لا تكن حمز كـافـرا
فقـد سرني أن قلت : إنـك مؤمن *** فكن لـرسول الله في الله نــاصرا
و باد قريشـاً في الذي قد أتـيـته *** جهـاراً ، وقل : ما كان أحمد ساحرا
نصرت الرسول رسول المليك *** ببيض تـلالاً كـلـمع الـبـروق
أذب و أحمـى رسـول الإلـــه *** حمايــة حـام علـيـه شفـيق
لقد علموا : أن ابننا لا مكذب *** لدينـا ولا نعبـأ بقـول الأباطـل
أقـيم على نصـر النبي محمد *** أقاتـل عنه بـالقنـا والقـنـابـل
أنت ابن آمنـة النبي محمـد *** عـندي بمـثـل مـنــازل الأولاد
ألا إن أحمد قد جــاءهم *** بحق ولـم يـأتـهــم بـالـكـذب
أوصي بنصر نبي الخير مشهده *** علياً ابني وشيخ القوم عبــاســـا
ودعوتني وعلمت أنك صادق *** ولـقــد صدقت وكنت ثـم أمينـا
ولـقـد عـلمت بأن دين محمد من *** خـيـر أديـان الـبريـة ديـنــا
/110