تاريخ النشر2016 25 December ساعة 10:30
رقم : 254873

في اللقاء الاسلامي المسيحي ( الدين رحمة ومحبة لا قتل وإرهاب)

تنا
بمناسبة ولادة رسول الرحمة محمد "ص" والسيد المسيح "ع" نظمت مطرانية جبيل للموارنة وتجمع العلماء المسلمين اللقاء الوطني الجامع في دير الأنطش قرب قلعة جبيل في العاصمة اللبنانية بيروت وتحت عنوان: " الدين رحمة ومحبة لا قتل وإرهاب".
في اللقاء الاسلامي المسيحي ( الدين رحمة ومحبة لا قتل وإرهاب)
حضر الحفل المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، ومطران مطرانية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، ومفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس، ورئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، ومستشار مشيخة العقل القاضي غسان الحلبي ممثلاً للشيخ نعيم حسن، وعدد من الشخصيات الرسمية والحزبية والدينية.

اكد المطران ميشال عون خلال اللقاء  بأن العالم ينتظر ممارسة حقيقية للرحمة تتلاقى فيها الديانات، ويكون لها تأثير على المستوى العالمي، في زمن القلق حيال مآل العلاقات بين البشر والعلاقات بين الحضارات. ولفت إلى أن من لا يختبر الرحمة يجعل من الدين أشبه بشيء إثنيّ أي إلغائي عنفي، فالدين كمحبة ورحمة لا كقتل وإرهاب.

من جانبه اشار  الشيخ أحمد قبلان،  إلى أننا لم نخسر بالتجربة الوطنية إلا حين ضيعنا حقيقة السماء وفرقنا بين المسيح (ع) ومحمد(ص). وأضاف بان الشراكة بالله والوطن أكبر من تمزيق الأوطان. ورأى أنه هو نفس الموقف الذي يفرض علينا أن نكون مقاومين، لأن بلداً يجمع المسيحي والمسلم يستحق بذل الدّم المقدّس لحفظ شراكة الإسلام والمسيحية.


وبدوره اعلن  الشيخ غسان اللقيس أن إختلاف الدين لا ينبغي أن يكون سبباً لإشعال حرب تحصد الآلاف بل الملايين من النفوس البريئة الذين لم يقترفوا ذنباً سوى أنهم ينتمون إلى هذا الدين أو ذاك.إن اختلاف الدين وتنوع الأمم هو غنى للبشرية جمعاء. وقال "نحن أبناء وطن واحد لطوائف متعددة، ومدعوون لأن يحترم بعضنا بعضاً ونتعاون فيما بيننا وان نكون يداً واحدة ضد من يتربص بنا شراً وخاصة "إسرائيل".

الشيخ ماهر حمود بدوره أشار إلى إن ما نراه اليوم من خطب التكفيريين يأتون بالآيات التي فيها القتال أو الذبح أو العدوان ويغفلون تماما عن آيات الرحمة والعفو والعيش، هم كتبوا إسلاماً يناسب مع شهوتهم ويناسب أفكارهم وأهدافهم التي أصلاً لم يخططوا لها بل خُططت لهم وكانت تخرج لهم من وزارة الخارجية الأميركية أو من وثائق الموساد الإسرائيلي أو من غيرهم .

وأما الشيخ غسان الحلبي فقال: نحن هنا لنعلن متحدين تمسكنا بالقيم الدينية الإنسانية المشتركة التي تغذي في الحقيقة أيضاً شجاعة قول الحق، ونصرة العدل، والدفاع عن القضايا المحقة لشعبنا وشعوب منطقتنا. وإن نظرنا بعين العقل والفكر الرزين إلى واقعنا، نجد أن التطرف والغلو قد سببا من الأذى والضرر المتفاقمين القدر الهائل في مسيرة نهوضنا وأمن شعوبنا.


وأخيرًا شدد الشيخ محمد عمرو على أن البشرية في مفصل تاريخي، واضاف: أننا نحن عندما نتكلم عن الدين نتكلم عن الدين الإلهي وليس عن الديانات التي وضعت أو التي كتبت من إنسان يريد التسلط على إنسان آخر، كلنا نفحة من روح الله ولأننا نفحة من روح الله فكل البشرية هم قبس من الله سبحانه وتعالى.

وختم اللقاء الروحي بإلقاء البيان الختامي الذي تلاه مسؤول العلاقات العامة في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين غبريس واكد فيه المجتمعون على إن الديانات السماوية هي دعوة للمحبة والرحمة وكل دعوة خلاف ذلك هي خروج عن خط الأنبياء ولا صلة لها بالدين مهما حاولت أن تحرف في آيات الله أو أن تدعي أنها تنطلق من الدين واعتبر المجتمعون أن القضاء على الإرهاب لا يكون فقط من خلال الانتصار عليه بل من خلال مواجهة المنطلقات الفكرية التي ينطلق منها لأنها تكون جاهزة للعودة فيما لو بقيت دون مواجهة وهنا يأتي دور علماء الدين في تبيانه على حقيقته وفضح منطلقات الدعوات التكفيرية.

كما اكد المجتمعون بأن لا خلافات طائفية ولا مذهبية في مجتمعاتنا بل إنها خلافات سياسية وإرادة خارجية لضرب معالم الدين والسيطرة على البلاد والعباد كما اسنكر اللقاء  الإجراءات التي يقوم بها الكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة من محاولته منع الأذان إلى التضييق على الزائرين لبيت لحم في عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ومحاولته تغيير المعالم الدينية للقدس وسعيه لإقامة دولة يهودية هدفها إلغاء وطرد أتباع الأديان الأخرى من فلسطين. كما طالب البيان الختامي وسائل الإعلام لمراعاة رسالية هذه الوسائل من خلال عدم التعرض لمسائل دينية بأسلوب تحريضي أو أخذ عينات نافرة للمجتمع وتصويرها وكأنها حالات مستشرية فيه والتعرض للأديان بأسلوب مهين تحت عنوان حرية الرأي، وهنا نطالب بتفعيل رقابة الدولة على هذه الوسائل ووضع حد لهذا التشويه، أخيراً أكد المجتمعون على ضرورة التواصل المستمر فيما بينهم والسعي لكي يتحول هذا اللقاء إلى مناسبة للقاءات أخرى متشابهة لما في ذلك من حماية للمجتمع ومواجهة للتطرف، سعياً لمجتمع التكافل والتضامن والتعاون والرحمة والمحبة.
https://taghribnews.com/vdciy5arpt1awv2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز